الصلاة الدائمة.

الحياة في عمق معناها تتلخص فى فعلين دائمين وهما
محبة الله لنا وعبادتنا له!
هذان لا ينتهيان حتى بعد انتهاء هذه الحياة، بل
إنهما يدومان إلى الأبد فى الحياة الأخرى، فالله لايكف عن حبنا ،ولا نحن نكف عن
عبادته، لأن الله يرى مسرته فى حبه لنا :"لذاتى مع بنى آدم"(أم8 : 31 ). أما نحن
فنرى سعادتنا كلها فى عبادته.
هذه العبادة إلهام إلهى وضعه الله فى طبيعة
الإنسان ليحيا سعيداٌ بعبادته.
هل هناك طريق يوصلنا إلى حياة كلها صلاة مستديمة
لا تنقطع؟
إن هذا العمل ليس بالقليل، وهو سحتاج إلى عزم ومثابرة وتدقيق شديد من
جانبنا وأننا بذلك نتمم إرادة الله وقصده، وهو يمدنا بالمعونة والحب والإرشاد.

أولاٌ : هدف حياة الصلاة الدائمة:
- دوام الوجود فى حضرة الله.
- إشراك
الله فى جميع أعمالنا وأفكارنا ومعرفة إرادته.
- الوصول إلى حياة سعيدة بالقرب
من الله مصدر السعادة والتمتع بحبه.
- معرفة سامية من نحو الله فى ذاته.
-
إهمال لذيذ للحياة الأرضية بلا ندم.

ثانياٌ : إرشادات عملية للوصول إلى
حالة الصلاة الدائمة:
- تنبيه الشعور بوجود الله أمامنا وأنه يرى ويسمع كل ما
نعمله ونقوله.
- محاولة التحدث اليه من حين لآخر بجمل قصيرة تعبر عن حالتنا.

- أشراك الله فى كل أعمالنا بطلبه للجضور معنا أثناء العمل
- عندما يبتدئ
القلب أن يضطرب وتهتاج مشاعرنا، نلتفت إليه محاولين تسكين هذه المشاعر المفسدة حتى
لا تجد مجالها فى القلب ، لأن الغيرة والغضب والدينونة والأخذ بالثأر ورد الشر
بالشر، تفقدنا فى الحال نعمة الوجود فى حضرته، لأن الله لا يساكنه شر.
- محاولة
عدم نسيان الله كلما أمكن، وذلك بالرجوع إليه حالا عندما نجد الفكر شاردا بعيدا
عنه.

ثالثاٌ : مبادئ أساسية لحياة الصلاة الدائمة:
- هل قبلت أن تحيا
مع الله؟ إذن ضع كل ثقتك فيه مرة واحدة، ولا تحاول أن ترجع أو تتقهقر قط. كن أمينا
له حتى الموت.
- سلم لله كل أمورك الجسدية والروحية ، فإن فيه الكفاية أن يدبر
كل أمورك. وأعلم أن الحياة مع الله تحتمل كل شئ، تحتمل المرض والجوع والإهانة فلا
تستغرب هذه الأمور إذا أتت عليك ، لكن اصبر وأنت ترى كيف تتحول هذه كلها فى صفك
لخيرك
- ركز حبك فى الله ولا تجعل العوارض التى تقابلك تسبب نقصاٌ فى حبك له،

- علامة حبك لله والتصاقك به هو استعدادك دائما أن تتخلى عن كل ما بتعارض مع
وصاياه وقداسته.
- كن مدققاٌ وراقب شهواتك وحاسب نفسك وأطلب على الدوام نوراٌ
من الله تكشف به سقطاتك وعثراتك.
- إياك وأن يكون هدف أعمالك أو أقوالك أو
صلاتك لإرضاء الناس ، فإن ذلك يبعدك بعيداٌ عن الله.
- كن شجاعاٌ ولا تهب
الأخطار لأنه فى اللحظة المناسبة سوف يمد يده وينقذك، لأنه مستحيل أن يخدعنا الله
أو يتخلى عنا

شكرااا جميل جداااا يسلمووو