|
| رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
†خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:00 am | |
| [size=18] [center][size=21][center][size=21]آلام المسيح رؤيا عن آلام المسيح للقديسة آنا آميرتش مُضافة إلى تأملات صاغها يسوع عن أحداث آلامه وأهميتها للفداء أملاها على السيدة كاتيا ريفز
بنعمة المسيح ترجمة : صوت صارخ مقدمه
القديسة " آنا أمرتش " وًلدت بألمانيا في 8 سبتمبر 1774 وتنحيت فى 9 فبرار1824, وهبها الرب موهبة رُؤيةِ الماضي والحاضر والمستقبل في رّؤىِ داخلية تعتبر أعظمَ ما امتلكه أي شخص آخر في التّاريخِ. أصبحتْ آنا أمرتش راهبةَ بدير القديس أوغسطينوس فى 13 نوفمبر 1803 وتُمكنُت من أَنْ تَفْهمَ اللغة اللاتينية الطّقسية. خلال أخر أثنى عشر سنة من حياتها لم تَأْكلَ أي طعامُ سوى العشاء الرباني ولم تشرب أي شرابِ سوى الماء، كانت تَقتاتُ بالكامل على القربان المقدسِ. منذ عام 1802 وحتى نياحتها ظهرت عليها جراحَ تاجِ الشّوكِ، ومنذ عام 1812 ظهرت بها جراح المسيح كاملةِ، تتضمن صليب على قلبها وجرحِ الحربة امتلكت آنا أمرتش موهبة قراءة القلوب، ورأت بالتّفصيل حقائق الإيمان المسيحي التي يقبلها معظمنا ببساطة وكذلك الحقائق الأساسية عن الملائكة والشياطين وحياة كل من الرب يسوع وأمنا العذراء المباركة والوجود الحقيقي للسيد المسيح في العشاء الرباني المقدس ونعمة الأسرار الدينية, كل هذه الحقائق رئتها كحقيقة. رؤاها جعلت العالم يحيا الأمور الخفية. رُؤى القديسة آنا أمرتش لآلام مُخلصنا استمرّتْ من 18 فبرايرِ إِلى 6 أبريلِ 1823.
كاتيا ريفز رائية من إحدى مدن بوليفيا. وكعلامة عن وجود حياة السيد المسيح فى أولاده ما حدث للسيدة كاتيا ريفز, لقد أخذت حياتها فى التغيير منذ أن بدأت تحدث لها بعض الأشياء الخارقة جدا. ففي أكتوبر1994 ذهبت كاتيا إلى الولايات المتحدة، حيث كانت تؤمن أنّ السيدة مريم العذراء قد ظهرت. فحدث لها أنها عندما سجدت أمام الصّليب حدث لها ما قالته: " لقد رأيت نور حول السيد المسيح، نور قوي جدا. وبعد ذلك رأيت من الضروري أن أقدم حياتي إلى الرب لكي يستخدمها فى أي عمل يريد أن يستخدمها فيه، لأعطيه الشكر عن كل ما قد فعله من أجلى " تصف كاتيا كيف جاءت أربعة إشعاعات قوية جدا من الضّوء من أيادي وأقدام وجنب السيد المسيح المصلوب إلى يديها وقدميها وقلبها. الألم كان قوياً جدا حتى أنها سقطت على الأرض. بعد ذلك بيومين اخبرها يسوع بالآتي في كوستاريكا: " تمتعي بالعطية التي قد أعطيتها لك فى كونيرس لأنه هناك عديد من الناس سألوني أن يشاركوني ألام صليبي وهذا أعطيه لمن يقدر أن يحبني بالقدر الذى أحتاجه أن أٌحب به " طلبت كاتيا أنّ تظل الجراحات مخفية لكن الرب يسوع قال لها:" الآن، لا، من الضروري أن يرى الجميع هذا . " كاتيا لم تكمل دراستها الثانوية ولم تدرس اللاهوتيات والعجيب أنها كتبت ثمانية كتب لرّسائل للرب يسوع التى أقرتها الكنيسة البوليفية بعد ذلك. لقد تم مزج الرسالة التى يتأمل فيها الرب يسوع فى آلامه فى جَثْسَيْمَانِي والجلجثه والتى أملاها على كاتيا مع الرؤيا التى رأتها القديسة آنا أميرتش عن آلام الرب يسوع فى نص واحد, ولأن المسيح هو هو الأمس واليوم وإلى الأبد, لم يوجد أدنى تعارض بين النصين صار لدينا رؤية رائعة وواقعية عن أهم حدث فى تاريخ البشر, ألا هو الفداء مع تأملات إلهية صادرة عن رب المجد عن آلامه وصلبه. لقد صدقت يا لسان العطر, يا فيلسوف المسيحية الأول, أيها القديس بولس, عندما قال الروح القدس على لسانك : " فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا " ليكن هذا العمل لأجل مجد الثالوث القدوس الأب والابن والروح القدس, ولإلهنا كل المجد إلى الأبد آمين
[/size][/size][/size][/center] [/center] | |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:01 am | |
| الفصل الأول: حديث السيد المسيح في الهيكلِ. اليوم بعد عودتِه إلى بيت عنيا، ذَهبَ السيد المسيح إلى الهيكلِ ليعلم، ورافقتْه أمِه كلية القداسة جزء من الطريقِ. لقد كَانَ يُهيّئُها لآلامِه القادمةِ، وأخبرَها بأنّ وقتَ إتمام نبوءةِ سمعان الشيخ, بأنَّ سيف سيَطْعنُ نفسها، قد قُرْب. قال لها أنهم سيَخُونُونه بقسوة، ويسجنونه ويهينونه ويَقْتلُونه كفاعل شر، وكُلّ شئ سيَقِعُ تحت عينِيها. تَكلّمَ السيد المسيح لمدة طويلة عن هذا الموضوعِ، واضطربت مريم بشدة. أقام السيد المسيح في بيتِ مريم أم مرقص الذي يبعد حوالي رُبع سّاعة مِنْ الهيكلِ، ولذا يُقَال " خارج المدينةِ ". فى اليوم التالي، بَعْدَ أَنْ غادرَ اليهود الهيكلَ، بَدأَ السيد المسيح يُعلم فيه علانية وبكل جديّة. كُلّ الرسل كَانوا في أورشليم، لَكنَّهم ذَهبوا إلى الهيكلِ مُنفصلين ومن جهاتِ مختلفةِ. كان السيد المسيح يُعلم في القاعةِ الدائريةِ التي تَكلّمَ فيها عندما كان في الثانية عشر من العمر. المقاعد كَانت قَدْ جُلِبتَ للجمهورِ، واحتشدت جموع عظيمة جداً مِنْ الناسِ. يمكن القول أن آلام السيد المسيح قد بُدِأت الآن، لأنه كَانَ يَمْرُّ بعذاب داخليِ عظيم مِنْ حُزنِه المرِّير على عنادِ البشر. في هذا اليوم واليوم التالي أقامَ السيد المسيح في بيتِ خارج بوابة بيت لحم حيث أقامت مريم عندما قدّمتْه في الهيكلِ. يتَألّفَ السكن مِنْ عِدّة شُقَق تُجاورُ أحدهما ألآخري، وكان هناك رجلُ يعمل كمشرفِ. عندما ذهب السيد المسيح إلى الهيكلِ، كان يصحب بطرس ويعقوب الكبير ويوحنا؛ جاءَ الآخرينُ فرادي. أقام التلاميذ والرسل مَع لعازر في بيت عنيا. فى اليوم التالي، بعد التعليم في الهيكلِ مِنْ الصباحِ حتى الظهرِ، كان الفريسيين حاضرين تعاليمه، عادَ السيد المسيح إلى بيت عنيا، حيث تَكلّمَ ثانيةً مَع أمِّه عن آلامِه القادمةِ. تَكلّموا وقفين في كوخِ مفتوحِ في فناءِ البيتِ. نيقوديموس ويوسف الرامي وأبناء سمعان وتلاميذ آخرين لَمْ يَظْهُروا علانية في الهيكلِ أثناء أحاديث السيد المسيح. عندما غياب الفريسيين، كان هؤلاء التلاميذ يستمعون للسيد المسيح مِنْ بعيد. في عظته فى هذا اليومِ، كرّرَ السيد المسيح مثل الحقلِ الممتلئ بالأعشاب الضارةِ. أنه يجب العمل بحرص بألا تُقتلع الحبوب الجيدة عند اقتلاع الأعشاب الضارةِ، قدّمَ السيد المسيح هذه الحقيقةِ إلى فريسي العالمِ بغاية القوة, وبالرغم من امتلائهم بالغضبِ، إلا أنهم لم يَستطيعونَ أخفاء شعورهم بالرضا الداخلي. في تعليم لاحق، انزعاجهم قادَهم لغَلْق مدخلِ القاعةِ كي لا يَزداد المستمعون. علّمَ السيد المسيح فى هذا اليومِ حتى وقتٍ متأخرٍ من الليلِ. أنه لم يُبدي أي تلميحات عَنيفةِ في الوَعْظ، لكنه التفت أحياناً إلى هذا الجانبِ، وأحياناً إلى ذلك الجانب. قالَ أنّه جاءَ لأجل ثلاث أنواعِ مِنْ الناسِ، وبقُولُ هذا، أشار إلى ثلاث جوانبِ مختلفةِ مِنْ الهيكلِ، تُعبّرُ عن ثلاث مناطقِ مختلفةِ مِنْ العالمِ، حيث كَانتْ كلها تتَضمّن المُختارين. قبل هذا، وهو فى طريقِه إلى الهيكلِ، قالَ للحواريين الذين مَعه أنه عندما ينبغي أنْ يَتركهم، يَجِبُ أَنْ يَنْشدوه في الظهرِ. بطرس، الجريء دائماً، سَألَه ما المقَصودَ بـ "في الظهرِ". حينئذ سَمعتُ السيد المسيح يقول " فى الظهر تكون الشمس فوقنا مباشرة ولا توجد هناك ظِلال. في الضُّحى والمساء يتبع الظل النور، وفى منتصف الليل تسُودُ الظلمة, لهذا أطلبوني في ضياء الظهر الكاملِ. وأنتم سَتَجِدُونني في قلوبِكَم، لا تجلبوا أي ظِلِّ يَحْجبُ ضياءه." حَملتْ هذه الكلماتِ بَعْض التلميحِ إلى أجزاءِ مختلفةِ مِنْ العالمِ، لكني لا أَستطيعُ تَذْكرها الآن. واصل اليهود غطرستهم. فأغَلقوا السورَ حول كرسي المعلّمَ وأغلقَوا حتى المنصة نفسها. لكن عندما دَخلَ السيد المسيح، مَع التلاميذ القاعةَ ثانيةً، أمسك بالسورَ فانفتح من تلقاء نفسه، والمنصة تحُرّرَت بلمسِة يَدِّه. أنى أَتذكّرُ بأنّ كثيرين مِنْ تلاميذ يوحنا المعمدان وبَعْض المُواليين السريينِ للسيد المسيح كَانوا موجودين، وأنّه بَدأَ بالتكَلم عن يوحنا وسْألُ ماذا يظنون عنه وماذا يظنون عنه هو نفسه. لقد رَغبَ أَنْ يُعلنوا أنفسهم بجرأة، لَكنَّهم كَانوا يَخْشونَ الكَلام. قدّمَ لهذا الحديثِ، بمثل الأبّ والابنان. أوصاهم والدِهم أن يروا حقل مُعين. وافق أحدهم لكنه لم يطيعَ. رفض الآخر لكنه ندمَ ونفّذَ ما طُلب منه. أسْهَبَ السيد المسيح طويلاً في هذا المثلِ. لاحقاً، بعد دخولِه أورشليم، علّمَ بشأنه مرة أخري. فى اليوم التالي بينما كان المسيح مُسافرا مِنْ بيت عنيا إلى الهيكلِ، حيث سبقه تلاميذه لأعداد القاعةَ, صَرخَ رجل أعمى خلفه على الطريقِ وتَوسّلَ إليه أن يُشَفَيه، لكن السيد المسيح مَرَّ عليه. أستاء التلاميذ من هذا. في حديثِه، أشارَ السيد المسيح إلى الحادثةِ، وقدم أسبابَ تصرّفُه هكذا. قال إن الرجل كَانَ أعمى في النفس أكثر من كونه أعمي فى الجسد. كلماته كَانتْ جادة جداً. قالَ أن هناك كثيرين مِنْ الحاضرِين لا يُؤمنْون به وأنهم لاحقَوه فقط من خلال حب الاستطلاع. وأنهم سيَتخلّونَ عنه في ساعةِ التجربة. أنهم مثل أولئك الذين يتَبعَونه طالما أنه يغَذّيهم بخبزِ الجسدِ، لكن عندما ينتهي ذلك، يتَفرّقون في كافة الاتجاهات. أضافَ أن أولئك الحاضرِين يَجِبُ أَنْ يُقرّرَوا الآن. أثناء هذا الكلامِ رَأيتُ كثيرَين يَخْرجونَ، وفقط أكثر من مائة بقليل ظَلّوا حول الرب. رَأيتُ السيد المسيح يبكي على هذا الارتداد عند عودتِه إلى بيت عنيا. كَانَ ذلك قُبَيلَ مساء اليوم التالي عندما تَركَ السيد المسيح بيت عنيا ليذِهب إلى الهيكلَ. كَانَ يصاحبه ستّة مِنْ تلاميذه، الذين مَشوا خلفه. هو بنفسه، عند دُخُول القاعةِ، وَضعَ المقاعدَ ورتّبَها، مما أثار دهشة التلاميذ. في تعليمه تأثر بما هو عتيد أن يفعله، وقالَ أنّه سيَتْركَهم قريباً. فى السّبتِ التاليِ علّمَ السيد المسيح في الهيكلِ مِنْ الصباحِ حتى المساء، قضي جزء من الوقتِ بمفرده مع التلاميذ والرسل فقط، وجزء آخر في قاعةِ المحاضرات حيث يستطيع الفريسيين المُخْتَفينِ واليهود الآخرينِ أَنْ يَسْمعوه. تَنبّأَ للتلاميذ والرسل بتعبيرات عامة عما سيَقعَ لهم في المستقبلِ. فقط فى الظهر تَوقّفَ لفترة قصيرة. أشارَ إلى الفضائلِ المَغْشُوشةِ، إلى الانجذاب إلى محبِّة الذات واشتهاء السيطرة؛ تكلم عن التواضعِ الممَزوجَ بالخُيلاءِ؛ وأظهرَ كَمْ هو سهل الانزلاق إلى كُلّ تلك الأشياء الشريرة. قالَ أنّ كثيرِين آمنوا بأنّها مملكةً دنيويةً والبَعْض توقع منصبِ مُشرفِ فيها؛ وأنّهم تَمنّوا بوسائلِه أَنْ يُصبحَوا مرتفعين بدون ألمِ أَو مشاكل من جهتهم، تماما كما أرادت أمّ أبني زبدي التقية منه عندما التمست موضع مُميّزَ لأولادها. لقد مَنعَهم من تكويم الكنوزِ المعرضة للفساد وندّدَ بالجشعِ. لقد شَعرتُ بِأَنّ هذا موجه نحو يهوذا. تَكلّمَ أيضاً عنْ إماتة الجَسَد، عن الصلاةِ، عنْ الصوم، وعنْ النفاقِ الذي يُؤثّرُ على عديد من هذه الممارساتِ المقدّسةِ؛ وهنا أشار إلي غضبِ الفريسيين ضدّ التلاميذ منذ سَنَة عندما نَزعَ بَعْض التلاميذ حبوب الذرةِ. لقد كرّرَ عديد مِنْ وصاياه السابقةِ وأعطىَ بَعْض التفسيراتِ العامّةِ عن بعض تَصَرُّفاته فى الماضي. أشارَ إلى غيابِه الأخيرِ عنهم، مَدحَ تصرّفَ التلاميذ أثنائه، إشارة إلي أولئك الذين رافقَوه، مادحاً اجتهادهم وسلاستِهم وتذكّر بأي سلامِ كانت الرحلة مَعهم. لقد تَكلّمَ السيد المسيح بانفعال شديد. حينئذ تأثر بقُرْب إنجازِ مهمّتِه وقرب آلامه والاقتراب السريع لنهايتِه، وأنه قبل ذلك ينبغي أن يدخل أورشليم. لمّحَ إلى المعاملةِ القاسيةِ التي سيَلاقيها، لكنه أضاف أنّه لابد أَنْ يَعاني، ويَعاني جداً، كي يَرضي العدل الإلهي. تَكلّمَ عن أمِّه المباركةِ، ذاكراً إِنَّهَا أيضاً لابد أَنْ تَعاني مَعه، وبأي شكل سَتُتأثّرُ. فَضحَ الفسادَ العميقَ وذنوبَ البشر، وشَرحَ أنه بدون آلامِه لا يستطيع إنسان أَنْ يبرئ. غضب اليهود وسخروا عندما تَكلّمَ السيد المسيح عن معاناته وعن قدرتِهم لإرْضاء الخطيةِ، وغادر البعض مِنْهم القاعةَ لإخْبار الغوغاءِ الذين عَيّنوا للتَجَسُّس على السيد المسيح. لكن السيد المسيح خاطبَ أتباعَه قائلاً لهم أَلا يَضطربوا، لأنّ ساعته لم تحين بعد، وأَنَّ هذا أيضاً جزء من آلامِه. في هذه الوصية أشار إلى العُلية، بدون أن يذكر أسمها، أشار إلى البيتِ الذي سيَأْكلُ فيه العشاء الأخيرِ والذي سينالون فيه لاحقاً الروحَ القدس. تَكلّمَ عن تَجَمُّعهم فيه وعن تَنَاوُلهم الطعام الذي يهبهم القوة والحياةِ التي فيه هو نفسه وأنه سيَمْكثُ مَعهم إلى الأبد. كانت هناك بَعْض التلميحات أيضاً عن تابعِيه الذين يتبعونه فى الخفاء، أبناء سمعان وآخرين. لقد عَذَرهم أمام التلاميذ الظاهرين وأشار إلى حذرَهم كضرورة، لأنهم, كما قالَ، كَانَ عليهم مهام مختلفة. كما َأتي بعْض الناسِ مِنْ الناصرة إلى الهيكلِ بدافع الفضول ليسَمْعوه، قالَ، بطريقة ما ليفَهْموا، أنّهم لم يكَونوا جاديّن. عندما وقف التلاميذ والرسل وحدهم حول السيد المسيح، تأثر بعديد مِنْ الأشياءِ التي ستَقِعُ بعد عودتِه إلى الأبِّ. قالَ لبطرس أنَّه لديه الكثيرُ ليعَانيه، لَكنَّه يَجِبُ أَنْ لا يَخَافَ، قال أنه يَجِبُ أَنْ يَقف صْامداً عَلى رَأسِ الجماعة (الكنيسة)، التي ستَزِداد بشكل رائع. لثلاث سَنَواتِ يَجِبُ أن يظل هو ويوحنا ويعقوب الصغير مع المؤمنينِ في أورشليم. ثمّ تَكلّمَ عن الشابِ الذي سيكون أول من يريق دمِّه من أجلَهُ، لكن بدون ذِكْر اسطفانوس بالاسم، وعن تحولِ مضطهدِه، الذي سيَعمَلُ بعدئذ في خدمتِه أكثرُ مِنْ الآخرين. هنا أيضاً، امتنعَ عن ذكر اسمِ بولس. سامعو السيد المسيح لم يَستطيعونَ أَنْ يَفْهموا كلماته الأخيرةَ بسهولة. لقد تَوقّعَ الاضطهاد الذي سيَنْشأُ ضدّ لعازر والمرأة المقدّسة، وأخبرَ التلاميذ أين يَجِبُ أَنْ يَمكثوا أثناء الشهورِ الستّة الأولى بعد موتِه: بطرس ويوحنا ويعقوب الصغير يجب أَنْ يمْكثَوا في أورشليم؛ زكا عليه أَنْ يَذْهبَ إلى منطقةِ الجليل؛ فيليبس وبارثليماوس إلى جيسور داخل حدود سوريا. بهذه الكلماتِ، رَأيتُ رؤية للحواريين الأربعة يعْبرون الأردن قُرْب أريحا، وبعد ذلك يَسِيرون شمالاً. رَأيتُ فيلبس يَشفي امرأة في جيسور حيث كان في بادئ الأمر محبوباً جداً، مع ذلك لاحقاً أُضطهدَ. لَيسَ بعيدَاً عنْ جيسور كَانَ مسقطَ رأس بارثليماوس. أنحدر مِنْ ملك المدينةِ، قريب لداود. أساليبه العذبة ميّزتْه بين التلاميذ الآخرينِ. هؤلاء التلاميذ الأربعة لَمْ يَمْكُثوا معاً؛ لقد عَملوا في أجزاءِ مختلفةِ مِنْ البَلَدِ. جلعاد, حيث ذهب أندراوس وزكا، لم تكن بعيدة عنْ بيلا، حيث قضي يهوذا سَنَواته المبكّرة. يعقوب الكبير وأحد الرسل أُرسلا إلى المناطقِ الوثنيةِ شمال كفر ناحوم. توما ومتي أُرسلا إلى أفسس، كي يَُعدا البَلَدةَ حيث ستقيم العذراء مريم ذات يوم مع كثيرين ممن آمنوا بالمسيح هناك. لقد تَسائلوا كثيراً بحقيقةِ أن مريم ستَذْهبُ كي تعَيْش هناك. تداوس وسمعان يجب أَنْ يَذْهبا أولاً إلى السامرة، مع ذلك لا أحد أهتمَّ بالذِهاب هناك. كُلّ المُدن المُفَضَّلة وثنية بالكامل. أخبرَهم السيد المسيح بأنَّهم يجب أن يَجتمعوا جميعاً مرّتين في أورشليم قبل أن يُبشّروا بالإنجيلِ في الأراضي الوثنيةِ النائيةِ. أشارَ إلى رجل يعيش بين السامرة وأريحا، الذي سيُؤدّي مثله عديد مِنْ المعجزاتِ، لكن بقوة الشيطانِ. أنه سيَبدي رغبته فى التحولِ، وهم يَجِبُ أَنْ يَستقبلوه بلطف، لأنه حتى الشيطانِ يَجِبُ أَنْ يُساهمَ في مجدِه. سمعان الماجوسي كان المقُصِودَ بكلماتِ السيد المسيح هذه. خلال هذه التعاليم، التلاميذ، كما في مؤتمر مألوف، سألوا السيد المسيح عن كل ما لم يَستطيعوا فْهمه، وهو فسّرَ لهم كل ما هو ضروريَ. كُلّ شيء كَانَ طبيعيَ جداً. بعد ثلاث سَنَواتِ من الصلبِ أجتمع كُلّ التلاميذ في أورشليم، بعد ذلك غادر بطرس ويوحنا المدينةَ ورافقت مريم يوحنا إلى أفسس. بعد ذلك قام الاضطهاد ضدّ لعازر ومارثا والمجدلية فى أورشليم. ذهبت بعده المجدلية لعُمِلَ كفّارةَ في الصحراءِ، في الكهفِ الذي هَربتْ فيه أليصابات مَع يوحنا خلال مذبحةِ الأطفال. التلاميذ، في إعادة الشملِ الأولِ هذا، جَمعَوا كُلّ الذين ينتمون إلى جسدِ الكنيسةِ. عندما نِصْف وقتِ حياةِ مريم بَعْدَ صعودَ السيد المسيح، حوالي السَنَةِ السادسةِ بعد ذلك الحدثِ، اجتمع التلاميذ ثانيةً في أورشليم. فى تلك المرة رتّبوا العقيدة، صاغوا أحكامَ، تَخلّوا عن كُلّ ما يمتلكوه ووزّعَوه على الفقراءِ، وقسّموا الكنيسة إلى أبرشياتِ، بعد ذلك تفرّقوا ودَخلوا بلدانَ وثنيةَ بعيدةَ. عند موتِ مريم اجتمعوا كلهم ثانيةً لآخر مَرّة. عندما تفرّقوا ثانيةً فى البلدانِ النائيةِ، كَانَ ذلك حتى الموتِ. عندما غادرَ السيد المسيح الهيكل بعد هذا الحديثِ، كَمنَ الفريسيين الغاضَبينَ عند كل من البابِ وفي الطّريق، لأنهم كانوا ينَون رَجْمه. لكن السيد المسيح تَفاداهم، مَضى إلى بيت عنيا، ولثلاث أيامِ لم يذَهبَ إلى الهيكلِ. أرادَ إعْطاء التلاميذ والرسل وقّت ليفكروا فيما سَمعوه. في غُضُون ذلك أشاروا إليه لمزيد من التفسيرِ لعديد مِنْ النقاطِ. أوصاهم السيد المسيح أن يسجلوا ما قالَه بالنسبة للمستقبلِ. رَأيتُ نثنائيل الذي كان عريس، الذي كَانَ ماهرا جداً فى الكتابة، فعلَ ذلك، ولقد ذُهلت من النبوءاتَ. نثنائيل في ذَلِك الوَقت لم يكَنَ له اسمُ آخرُ. فقط في المعموديةِ نال أسم أخر. خلال هذه الأيامِ، جاءَ ثلاثة شبابَ إلى لعازر في بيت عنيا مِنْ مدينةِ سوخار الكلدانيةِ، ودبّر لعازر لهم بمشقّة مَسْكن في خان الرسل. هؤلاء الشبَّانِ كَانوا طوال ونحيلين جداً، بغاية الوسامة والنشاط جداً، وأكثر نبلاً في الشكلِ مِنْ اليهود. تَكلّمَ السيد المسيح بضعة كلمات معهم وأرشدَهم إلى القائد الروماني لكفر ناحوم، الذي كَان وثني مثلهم، وهو سيُوجّههم. ثمّ رَأيتُ الشبَّانَ مع القائد الروماني, الذي كَانَ يَروي لهم شفاء خادمِه. أخبرَهم بأنّه من خلال الخزي من الأصنامِ التي كَانتْ في بيتِه، ولأنه كَان فقط وقت الذي كان فيه الكرنفال الوثني يُحتفلَ به، أستجدى من السيد المسيح، أبن الرب، أَنْ لا يَدْخلَ إلى عائلتِه الوثنيةِ. خمسة أسابيعِ قبل أن يحتفل اليهود بعيدِ الفصح، أحتفل الوثنيون بكرنفالِهم، سلّموا خلاله أنفسهم إلى كُلّ أنواع الممارساتِ السيئة السمعةِ. القائد الروماني كورنيليوس بَعْدَ أن تحول أعطىَ ثمن كُلّ أصنامه المعدنية للفقراءِ، أَو لعَمَل أنية مقدّسة للهيكلِ. عاد الكلدانيين الثلاثة من كفر ناحوم إلى بيت عنيا ومن هناك عُادوا إلى سوخار، حيث جمّعوا المهتدين الآخرينَ، ومَعهم وكنوزِهم للانضمام الي الملكِ. حتى هذا الوقت ذَهبَ السيد المسيح إلى الهيكلِ فقط مع ثلاثة رفاقِ؛ لكنه الآن بَدأَ بالذِهاب إلى هناك مصحوباً بكل جماعتِه من التلاميذ والرسل. رَأيتُ الفريسيين يَنسحبونَ من جلسة السيد المسيح إلى القاعاتِ المحيطةِ، ويَنْظرونَ عليه من خلال العقودِ عندما بَدأَ يعْظ ويُنبئ عن آلامِه للتلاميذِ. في جدارِ أحد الأفنية المسوّرة للمبنى أمام مدخلِ الهيكلِ، وقف ثمانية من الباعةِ لبَيْع الأطعمةِ ونوع من الشراب الأحمر في قواريرِ صَغيرةِ. كَانوا كمستوطِنين، ولم أَعْرفُ إن كَانوا من المؤمنون أَم لا، لَكنِّي رَأيتُ الفريسيين في أغلب الأحيان يَتسللون حولهم. عندما ذهب السيد المسيح، الذي قضي الليلَ في أورشليم، فى الصباح التالي إلى الهيكلِ ووَصلَ القاعةَ حيث كان هؤلاء الباعةِ، أمرهم أنّ يخرجوا فوراً بكُلّ بضائعهم. عندما تَردّدوا في طاعته، جمع بيديه أشيائَهم وأزالَها. عندما دَخلَ الهيكلَ بعد ذلك انسحبوا بعجالة كأنه يطردَهم. فى السّبتِ التاليِ، بَعْدَ أَنْ أتمَّ اليهود خدماتِهم المقدّسةِ، علّمَ السيد المسيح ثانيةً في الهيكلِ وأطالَ تعاليمَه حتي وقتٍ متأخرٍ من الليلِ. في تعاليمه لمح كثيرا إلى رحلتِه بين الوثنيين، حتي يُفْهَمَ بسهولة كَمْ جيدا هم كَانوا وكَمْ رغبوا تَلْقي تعاليمه. في مسانده لكلماتِه، أخبرهم بمجئ الكلدانيين الثلاثة الأخيرَ. أنهم لمَ يرَوا السيد المسيح عندما كَانَ في سوخار، لَكنَّهم سَمعوا عن عقيدته، وكَانوا بغاية الإعجاب بها لدرجة أنّهم سافروا إلى بيت عنيا ليتعلمِوا أكثرِ. في اليوم التالي أغلق السيد المسيح ثلاثة عقودِ من قاعةِ المحاضرات, كي يعظ تلاميذه ورسله على انفراد. كرّرَ في هذه المناسبةِ وصاياه المبكّرةِ بخصوص صومِه في البرية. لمّحَ أيضاً عن عديد مِنْ الأحداثِ المرتبطة بحياتِه الماضيةِ، وقالَ لماذا وكَيف أختار التلاميذ. أثناء هذا الجزءِ الأخيرِ مِنْ حديثِه، عَيّنَ التلاميذ أزواجِ أمامه. إلا يهوذا، على أية حال، تَكلّمَ لكن كلماتَ قليلة. الخيانة كَانتْ في قلبِه. لقد غضب وتقابلَ مَع الفريسيين. بعد الانتهاء مِنْ التلاميذ، أتجه السيد المسيح إلى الرسل وتَكلّمَ عن مهمتِهم, رَأيتُ بأنّ الجميع كانوا حزانى جداً. آلام السيد المسيح كَانتْ قُرْيبة دامت تعاليم السيد المسيح الأخيرة في الهيكلِ قَبْلَ أحدَ السعف أربع ساعاتَ طوالَ. الهيكل كَانَ ممتلئ، وكُلّ من أرادَ أن يسَمْعه تمْكِنُ من أَنْ يَسمعه. نساء كثيرات سمعنه مِنْ مكان منفَصل مِن قِبل حاجز. لقد وضّحَ عديد مِنْ الأشياءِ مِنْ وصاياه السابقةِ وتصرفاتِه. تَكلّمَ عن شفاءِ الرجلِ في بركةِ بيت حسدا، وقالَ لِماذا شفاَه فقط في ذَلِك الوَقت؛ تكلم عن أقامة أبن أرملةِ نايين، وأيضاً عن ابنة يايرس، وقالَ لِماذا تَبعه أبن الأرملةِ مباشرةً، لكن يايرس لَم يتبعه. ثمّ أشارَ إلى ما أَوْشَكَ أَنْ يَحْدثَ قريباً. وقالَ بأنّه سُيُتْرَكَ من خاصته. في بادئ الأمر سيدخل الهيكل بعظمةِ وعلانية منتصرِاً، وشفاه الرضعِ التي مَا سَبَقَ أَنْ تَكلّمتْ حتي الآن ستُعلنُ دخولَه. كثيرين سيَكْسرونَ غصون الأشجارِ ويَنْثرونَها أمامه، بينما سيضع الآخرون ثيابهم في طريقِه. لقد شَرحَ أن من نَثروا الأغصان أمامه، لن ينكرون عنه ما يمتلكونه، ولن يَظْلّوا مخلصون له، لَكنَّهم من يَنْشرونَ ملابسَهم في الطّريق سيفْصلُون أنفسهم عن ما لديهم، واضِعُينه على الإنسانِ الجديدِ، وسيَظْلُّون مخلصين له. لم يقل السيد المسيح أنّه سيَدْخلُ أورشليم على حمارِ؛ وبالتّالي، فكرِ كثيرين بأنه سيحتفل بدخولَه بعظمةِ وفخامة، بخيولِ وجِمالِ مع حاشيته. أحدثتْ كلماته هَمْس عظيم بين الجمهور. أنهم لَمْ يَأْخذوا عبارتَه. "خمسة عشرَ يوم" بشكل حرفي. لقد فَهموا ذلك على أنه يقَصْد وقت أطول؛ لذا، كرّرَ السيد المسيح بشكل ملحوظ: "ثلاثة مراتِ، خمسة أيامِ "! هذا التعليم أحدث قلقِ عظيم بين الكتّبِة والفريسيين. دعوا إلى لقاء في بيتِ قيافا، وأصدروا تحريم ضدّ كل من يأوي السيد المسيح أو تلاميذه. وَضعوا أيضاً الجواسيسَ عند البابِ يتَرَقُّبوه، لَكنَّه ظل مختفيا في بيت عنيا مَع لعاز | |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:02 am | |
| الفصل الثاني دخول السيد المسيح أورشليم ظل السيد المسيح مَع بطرس ويوحنا والعذراء المباركة مع ستّة مِنْ النساء القديسات، مختبئين عند لعازر. لقد كَانوا في نفس الشُقَقِ التى تحت الأرض التي اختبأ فيها لعازر أثناء الاضطهاد الذي ثارَ ضدّه. هذه الشُقَقِ كَانتْ تحت مؤخّرةِ البنايةِ، وأُثّثتْ على نَحْو كافٍ بالسجادِ والمقاعدِ. السيد المسيح، سويّة مع التلاميذ الثلاثة ولعازر، كَانَ في قاعة واسعة تستند على أعمدةِ وموقدِة بالمصابيحِ، بينما كانت النِساء القدّيسات في شُقَّة ثلاثية الزوايا مغلقة بالحواجز. كان بعض التلاميذ والرسل الآخرينِ قُرْب بيت عنيا، والباقين في مواضعِ أخرى. أخبرَ السيد المسيح التلاميذ بأنَّ الصباح التالي سيكون فاتحة يومَ دخولِه أورشليم، ووجّهَ كُلّ التلاميذ الغائبون كي يُستَدعوا. لقد جاؤوا، وكَانَ له لقاء طويل مَعهم. لقد كَانوا حزانى جداً. كَانَ السيد المسيح لطيفَ في أسلوبه نحو يهوذا الخائنِ وأتمنُه على لجنةَ لاستدعاء الرسل. كَانَ يهوذا مولعا جداً بمثل هذه المهامِ، لأنه كَانَ يتوّقَ أن يُعتبر كشخص ذو مكانة وأهميةِ. بعد ذلك، قدّمَ السيد المسيح مثل عظيم للنِساءِ القدّيساتِ ولعازر. بَدأَ تعليمه بالكَلام عن الفردوسِ وسقوط آدم وحواء وعن الوعد بالفداء، عن تقدّم الشرِّ، وعن العدد الصغير للعُامّلِين الأمناء في جنة الرب. مِنْ هذا، أستمرَّ إلى مثلِ الملك الذي أمتلكَ حديقة رائعة. وأتته سيدةَ لابسة بشكل رائع، وأشارَت إلى حديقة بقُرْب حديقته ذات شجيراتِ عطرةِ وتخص رجل مؤمن. قالتْ للملكِ: " لأن هذا الرجلِ ترك البلدَ، يَجِبُ أَنْ تَشتري حديقتَه وتَزْرعُها بالشجيراتِ العطرةِ." لكن الملكَ أرادَ زِراعَة الثومِ والأعشابِ المماثلةِ ذات الرائحة القوية في حديقةِ الرجلِ المسكين، بالرغم من أن الملكِ نَظرَ إليها كبقعة مقدّسة يرَغبَ أن يري فيها فقط أجود النباتات العِطرة. سبّبَ الملكُ أن يُدعي الرجلَ الجيدَ، واقترحَ أنّه يَجِبُ أَنْ يُزيلَ هذا المكانِ أَو أن يَبِيعُ حديقتَه إليه. ثمّ رَأيتُ الإنسانَ الجيدَ في حديقتِه. رَأيتُ أنّه زَرعَها بعناية وكُانْ يتوّقَ للاحتفاظ بها. لَكنَّه كان لا بُدَّ أنْ يَعاني اضطهاد عظيمَ. ذهب أعدائه رغم ذلك بعيداً محاولينَ رَجْمه في حديقتِه، وهو سَقطَ مريضاً. لكن الملكَ جاءَ أخيراً بكُلّ مجده إلى لا شيء، بينما الإنسان الجيد وحديقته وكُلّ ما يخصه أزدهر وأزداد. لقد رَأيتُ هذا ينشر البركة كأغصان الشجرة ويَمْلأُ كُلّ أجزاء العالمِ. رَأيتُ كل المثلَ بينما كان السيد المسيح يَرويه. لقد عَبرَ أمامي في مشاهد وبَدا كتاريخ حقيقي. ازدهار حديقةِ الإنسانِ الجيدِ ظهرَ لي تحت شكلِ من الازدياد، مِنْ النمو، من تَطَوّرِ كُلّ أنواع الشجيراتِ، أيضاً الري بواسطة الينابيعِ البعيدةِ المُتَدفِّقةِ، كينابيع تفيض بالنور، وكما تذوّبُ الغيوم العائِمة في الأمطارِ والندى. تنَشأ البركة من هذه الينابيعِ وتنتشرِ حتى إلى أقاصي الأرض. شَرحَ السيد المسيح هذا المثلِ كإشارةِ إلى الفردوسِ، سقوط الإنسانِ، الفداء، ملكوت هذا العالمِ، وكرمة الرب، قالَ السيد المسيح، سَيُهاجمُ مِن قِبل أميرِ العالمِ، الذي يُسيء معاملة أبن الرب، الذي ائتمن إليه الأبَّ العناية به. دَلَّ المثلَ أيضاً بأنّ كما الخطية والموت بَدءا في حديقة، هكذا آلامه التي أَخذَها على نفسه من قبل آثامِ العالمِ ستبْدأُ في حديقة، وبعد سُداد كل شئ، الغلبة على الموتِ ستكون بقيامته في حديقة. تلي هذا التعليمِ وجبة خفيفة، واصلَ بعدها السيد المسيح حديثه مَع الرسل، الذين ما أن حل الظلامَ تُجمّعَوا في المنازلِ المجاورةِ. في وقت مبكّر من الصباح التالي أرسلَ السيد المسيح إرمنسير وسيلاس إلى أورشليم، لَيسَ بالطريقِ المباشرِ، بل فى طريق بقرب حدائقَ وحقولَ قُرْيبة من بيت حاجي. لقد كانوا مُكُلّفين بجَعْل ذلك الطريقِ سالكِ بفتح السياج وإزالة الحواجزَ. أخبرَهم بأنّهم سيجدون أتان مع وليدها في المرعى قُرْب الخان خارج بيت حاجي التي بقرب الطريقَ، وأنهم يَجِبُ أَنْ يَشْدّوا الحمارَ إلى السياجِ، وإن سألهم أحد لماذا يفعَلون ذلك، يَجِبُ أَنْ يَرْدّوا بأنَّ الرب يريده هكذا. بعد ذلك يَجِبُ أَنْ يُزيلوا كُلّ عقبة مِنْ الطريقِ المؤدي المؤدّي إلى الهيكلِ، وبعد أن يفعلوا ذلك يُرجعون إليه. لقد رَأيتُ الاثنين خلال رحلتِهم، يَفْتحُون السياج ويُزيلُوا كُلّ العوائق مِنْ الطريقِ. الخان العام الكبير، الذي بقُرْبه كانت الحميرِ تَرْعى في مرعى، كَانَ به فناء ونافورة. الحميرُ كانت تخص بَعْض الغرباءِ الذين كانوا يتركون دوابهم فيه عند الذْهابُ إلى الهيكلِ. رَبطَ الرسل الأتان كما طُلب منهم وتَركَوا المهرةَ طليقة. رَأيتُهم بعد ذلك يواصلون رحلتهم إلى الهيكلِ وفي الطّريق يَضِعونَ على جانبِ الطريق كل ما قد يكون عقبةَ. باعة الأطعمةِ، الذين طردهم السيد المسيح مؤخراً، كانوا قد أخذوا موقفَهم ثانيةً فى ركن قُرْب مدخلِ الهيكلِ. ذهب التلميذان إليهم وطَلبا منهم ترك الموضع لأن الرب عَلى وَشَكِ أَنْ أن يدخلَ الهيكل. بَعْدَ أَنْ نفّذوا كُلّ مهمّتِهم، عادا إلى بيت حاجي من الطريقِ المباشرِ، علي الجانب الآخر من جبلِ الزيتون. في نفس الوقت أرسلَ السيد المسيح مجموعة من الرسل الأكبر سناً إلى أورشليم بالطريقِ المألوفِ, موصياً بعضهم بالذِهاب إلى بيتِ مريم مرقص وآخرون إلى فيرونيكا والبعض إلى نيقوديموس وإلى أبناءِ سمعان وإلى بعض الأصدقاءِ ويُخطرُوهم بدخولِه القريب لأورشليم . بعد ذلك، رحل السيد المسيح مَع كُلّ التلاميذ وبقيّة الرسل إلى بيت حاجي. تتبعه النساء القديسات وعلى رأسهم العذراءِ المباركة. عندما وَصلتْ المجموعة إلي بيت مُعين على الطريقِ مُحاطَ بالحدائقِ، تَوقّفت لفترة طويلة. أرسلَ السيد المسيح اثنان مِنْ الرسل إلى بيت حاجي بأغطيةِ والعِبي التي جَلبوها مَعهم مِنْ بيت عنيا، كي يُعدا الأتان. أثناء ذلك أحتشدَ جمع هائلَ من الناس أسفل الرواق المفتوحِ. هذا الرواق كَان مُقام على أعمدةِ حيث اتخذت النساء القديسات موضعاً ليستِمعوا إليه. وَقفَ السيد المسيح على منصّةِ مرتفعةِ؛ الرسل والجمهورُ ملئوا الفناءَ. الرواق كان مُزُيّنَ بالخضرةِ والأكاليلِ. الجدران كانت مُغطاة بالكامل بهم، ومِنْ السقفِ تَدلّت أكاليلَ لَطِيفةَ ورقيقةَ جداً. تَكلّمَ السيد المسيح عن البصيرةِ وعن ضرورةِ استخدام الإنسان لذكائِه، لأن الرسل سألوه بينما كانوا معه فى الطريقِ. أجابَ بأنّه كي يَتحاشى الإنسان الأخطارَ الغير ضروريةَ فأنه يَجِبُ أَنْ يَحْمي نفسه، ويَحْذرُ أَنْ لا يَتْركَ الأشياءَ للمُصَادَفَة؛ لذا طَلبَ أن تُقيد الأتان مقدماً. ورتّبَ الآن السيد المسيح موكبه. طَلبَ من التلاميذ أن يتقدموا أمامه، اثنان اثنان، قائلاً أنّهم مِنْ هذه اللحظةِ وحتى بعد موتِه، يَجِبُ أَنْ يَتصدّروا الجماعةَ (الكنيسة) في كل مكان. ذَهبَ بطرس أولاً، تَبعه أولئك الذين كَان عليهم حْملَ الإنجيلَ إلى المناطقِ الأكثر بُعداً، بينما كان يوحنا ويعقوب الصغير قبل السيد المسيح مُباشرة. حمل الجميع سعف النخل. ما أن رأي التلميذان اللذان كَانا يَنتظرانِ قُرْب بيت حاجي الموكبَ يَقترب، أسرعا للانضمام إليه، أَخْذين مَعهم الدابتين. كانت الأتان مُغطاة بغِطاء مُزركَش تدلي حتي قدمِيها، الرأس والذيل فقط كانا المرئيين. وَضعَ الآن السيد المسيح عباءةِ العيد الجميلةِ التي مِنْ الصوفِ الأبيضِ والتي أحضرها أحد الرسل مَعه لذلك الغرضِ. لقد كَانَت طويلَة وتزخر بالحواشي. الزنَّار العريض الذي علي خصرِه يحَملَ نقشاً من الحروف. ثمّ وَضعَ حول رقبتِه شال عريض يصلَ حتي رُكَبِتيه، في نهايتيه شيءِ ما مثل الدروعِ مطُرّز باللون البني. ساعدَ التلميذان السيد المسيح عل رُكوب الحمار. لم يكن للدابة لجامُ لكن كان يوجد حول رقبتِه شريطَ يتدَلّى طليقاً. لَستُ أَعْرفُ إن كان السيد المسيح رَكبَ على الأتان أَم على الُمهرة، لأنهما كَانا مِنْ نفس الحجمِ. ركضت الدابة التي بدون راكّب علي الجانبِ الآخرِ. سار أليود وسيلا على جانبي الرب وإرمنسير خلفه؛ ثمّ جاء الرسل الذين أتوا مؤخراً جداً، بعض مِنْ الذين أرجعهم مَعه مِنْ رحلتِه الرائعةِ الأخيرةِ، وآخرين كَانوا ما زالوا أكثر تأخّراً. عندما أصطف الموكب، النساء القديسات، اثنان اثنان، وقفَوا فى المؤخّرةَ. العذراء المباركة، التي بَقيتْ في الخلفيةِ حتى الآن دائماً، ذَهبَت الآن علي رأسِهم. ما أن تَقدّمَ الموكبُ للأمام، حتي بَدأَ الجمع ينْشد، وشعب بيت حاجي، الذي تجمعَ حول التلميذان بينما كَانا يَنتظرانَ مجيء السيد المسيح، تَبعوه مثل سرب. ذكّرَ السيد المسيح الرسل بما قالَه لهم سابقاً ليلاحظوه، أعْنِي، أولئك الذين ينشرُون ملابسَهم في طريقِه، وأولئك الذين يقْطعُون أغصان الأشجارِ، وأولئك الذي يُكرمونه، لأن هؤلاء هم الذين كرّسوا أنفسهم ومُمتلكاتهم لمساعدتِه. مِنْ بيت عنيا إلى أورشليم، المسافر في تلك الأيامِ يجد بيت فاجي على اليمين وبالأحرى أكثر في اتجاه بيت لحم. جبلُ الزيتونِ يفَصلَ الطريقين. يَمتدُّ على أرضِ ذات مستنقعات منخفضةِ وكَانَ موضع صَغير رديء يَشْملُ صفّ من البيوتِ على جانبي الطريقِ. البيت الذي كانت الحميرِ تَرْعى بقُرْبه كان يقع علي مسافةِ مِنْ الطريقِ في مرعى جميل بين بيت حاجي وأورشليم. على هذا الجانبِ يصعد الطريق ثانية، لكن على الجانب الآخر يهَبطَ إلى الوادي الذي بين جبلِ الزيتون وتلال أورشليم. تَأخّرَ السيد المسيح لفترة قصيرة بين بيت عنيا وبيت حاجي، وكَانَ ذلك على الطريقِ الذي ينتظر خلفه التلميذان بالدواب. في أورشليم، بدأ الباعة والناس الذين طلب منهم إرمنسير وسيلا فى ذلك الصباحِ أن ينظِّفوا الهيكلِ لأن الرب آت، فى تَزيين الطريقِ فوراً وبِابتهاج. اقتلعوا الأشجارَ والأغصان العليا وصنعوا منها أقواسَ، ثم علّقوا عليها كُلّ أنواع الفاكهةِ الصفراءِ مثل التفاحِ. الرسل الذين أرسلهم السيد المسيح إلى أورشليم وأصدقاء غير معدودين الذين جاءوا إلى المدينةِ لأجل العيدِ الذي كان يقترب, كان الطرق يعْجُّ بالمسافرين وأحتشد عديد مِنْ اليهود الذي كَانوا حاضرين في حديثِ السيد المسيح الأخير على ذلك الجانبِ من المدينةِ الذي تُوقّعَوا أن يدُخل منه. كان هناك عديد مِنْ الغرباءِ في أورشليم. لقد سَمعوا عن أقامة لعازر وتَمنّوا رُؤية السيد المسيح. حينئذ عندما انتشرت الأخبار بأنّه يَقتربُ، خَرجوا أيضاً للقَائه. الطريق مِنْ بيت حجي إلى أورشليم كان يمَرَّ عبر الجزءَ المنخفض من وادي جبلِ الزيتون، الذي لم يكَنَ مرتفعاً حيث شُيد الهيكل. بالصُعُود مِنْ بيت حجي إلى جبلِ الزيتونِ، يستطيع المرء أَنْ يَرى من خلال التلالِ العاليةِ التي تجاور الطريقَ على الجانبين، الهيكلَ مُنتصباً أمامهم. مِنْ هذا الطرفِ إلى أورشليم، الطريق كَانَ مبهجَ، ممتلئ بالحدائقِ الصغيرة والأشجارِ. أتتْ الحشودُ مِنْ المدينةِ لاستقبال التلاميذ والرسل، الذين كَانوا يَقتربونَ بالترانيم والأناشيد الدينية. في هذه الفترة الحاسمة، جاء بعض شيوخ الكهنةِ من مكتبِهم إلى الطريقِ وأوقفَوا الموكب. أوقفتْ الحركةُ الغير متوقّعةُ الغناء. دعا الكهنة السيد المسيح ليقَول ماذا يقَصدَ بمثل هذه الإجراءاتِ من ناحية أتباعِه، ولِماذا لا يَمْنعْ هذا الضجيجِ والاهتياج. أجابَ السيد المسيح بأنّ إن صمت أتباعِه، لصرخت أحجار الطريقِ. بهذه الكلماتِ، أنسحب الكهنة. حينئذ عقد رؤساء الكهنة اجتماعا، وطَلبوا أن يُدْعَا أمامهم كُلّ أزواج وأقرباء النساء اللاتي خرجن من أورشليم مَع أولادهن للقاء السيد المسيح. عندما أتموا إجراءات مذكرةِ الحضور، أُغلقوا القاعة الكبيرة وبُعِثوا مبعوثين للتَجَسُّس على ما كان يجري. كثيرين من بين الحشدِ الذي تَبع السيد المسيح إلى الهيكل لم ينزعوا فقط الأغصان مِنْ الأشجارِ ونَثرَوها علي الطريقِ، بل خلعوا ثيابهم وفرشوها، يَغنّون ويَصِيحوا طول الوَقت. رَأيتُ كثيرَين عروا أنفسهم تماماً من ملابسِهم العلياِ لذلك الغرضِ. أندفع الأطفال مِنْ المَدارِسِ، ورَكضوا بابتِهاج مَع الحشودِ. فيرونيكا، التي كَانَ معها طفلان، ألقت حجابَها في الطريقِ وانتزعت حجاب آخراً مِنْ أحد أطفالِها وفرشته أيضاً. انضمت هي وامرأة أخرى إلى النساء القدّيسات اللاتي كَن في مؤخّرةِ الموكبِ. كان هناك حوالي سبعة عشرَ منهن. كان الطريق مُغُطّى بالكامل من الأغصان والثياب والسجاد, تحرك الموكبَ بهدوء من خلال الأقواسِ العديدةِ التي غَطّتْ الفضاءَ بين الجدران على الجانبين. بَكى السيد المسيح، وبَكى أيضاً التلاميذ، عندما أخبرَهم بأنَّ كثيرين من الذين يَصِيحونَ بالتسبيح الآن من الفرح سيَسْخرونَ مِنْه قريباً، وبأنَّ شخص معيَّن سيَخُونونَه. لقد نَظرَ على المدينةِ وبَكى على دمارِها القريب. عندما دَخلَ البوابَة، أصبحتْ نداءاتَ البهجةِ أعظمَ. مرضي كثيرين من كُلّ الأنواع كَانتْ قَدْ اقتيدت أَو حُمِلتْ إلى هناك؛ بسبب لذلك توقف السيد المسيح كثيراً، تَرَجّل وعالج الجميع بدون تمييز. عديد مِنْ أعدائه اختلطوا مع الحشدِ وأطلقوا نداءاتَ مُعينة لصنع تمردَ. كلما قرب الهيكل كلما كانت زينة الطريق أكثر روعةً. على الجانبين أقيمت الأسوار لتَشكيل مناطق توجد فيها حيوانات صغيرة ذات رِقابِ الطويلةِ وأطفال وخِراف، جميعهم مُزَيَّنين بالأكاليلِ وأكاليل الزهورِ حول رقابهم، كَانوا يطْفرُون كما لو أنَّهم في حدائقِ الصَغيرةِ. خلفية هذه الأماكن كَانتْ مُشَكَّلةَ مِنْ شُجيرات. في هذا الجزءِ من المدينةِ كانت توجد هناك دائماً، وخاصة قرب عيد الفصحِ، الحيواناتَ المعروضة للبيع كانت بلا عيوب وبدون بُقعّ، مُعدة كذبائح. للتَحَرُّك مِنْ بوابِة المدينةَ إلى الهيكل، بالرغم من أن المسافة حوالي نِصْفِ الساعةَ فقط، أَخذَ الموكبَ ثلاث ساعاتَ. فى هذا الوقتِ، أمر اليهود بأن تٌغلق كُلّ البيوت بالإضافة إلى بوابة المدينةَ، لكي عندما يريد السيد المسيح والرسل إعادة الحمار إلى حيث وَجدوه، يضطروا للانتظار داخل البوابِة حتى المساء. في المعبدِ كَانتْ النساء القديسات وحشودَ من الناس. كان على الجميع أنْ يظلوا طوال اليومَ بدون طعام، لأن هذا الجزءِ من المدينةِ كَانَ قَدْ أُغلق. المجدلية خاصة انزعجت بفكرِة أن السيد المسيح لم يتناول أي طعام. قرب المساء فُتِحَت البوابة ثانيةً، رَجعتْ النِساءَ القدّيساتَ إلى بيت عنيا، وعاد السيد المسيح بعد ذلك مَع التلاميذ. كانت المجدلية قَلقَة لأن السيد المسيح وتلاميذه لم يتناولوا أي شئ فى أورشليم، أعِدّت وجبة لهم بنفسها. لقد حل الظلامَ عندما دَخلَ السيد المسيح فناء مسكن لعازر. أحضرت المجدلية حوض ماءِ وغَسلَت قدمَيه وجفّفتْها بمنشفة كَانَت على كتفِها. الطعام الذي أعدّتْه لَمْ يكن مجرد وجبة عادية، كَانَ مجرّد طعام. بينما كان الرب يَتناولُه، اقتربت وسَكبتْ طيباً على رأسهِ، لقد رَأيتُ يهوذا، الذي مَرَّ عليها في هذه اللحظة، يُغمغمُ باستياء، لَكنَّها أجابتْ غمغمته قائله إِنَّهَا لا تستطيع أَنْ تَشْكرَ الرب كفاية عن كل فعَلَه لها ولأَخِّيها. بَعْدَ أَنْ ذلك ذَهبَ السيد المسيح إلى منزل يخص سمعان الأبرص، حيث أجتمع بِعض مِنْ الرسل، وعلّمَ لفترة قليلة. مِنْ هناك خَرجَ إلى خان الرسل، حيث تَكلّمَ لبَعْض الوقتِ، وبعد ذلك عادَ إلى بيتِ سمعان الأبرص. بينما كان السيد المسيح ذاهِباً فى اليوم التالي إلى أورشليم مَع التلاميذ، كَانَ جائعا، لَكنَّ ذلك بَدا لي بأنّه كَانَ بعد تغيير اليهود وإتمامِ مهمّتِه. لقد أشتاق لساعةِ انتهاء آلامِه، لكونه يَعْرفُ ضخامتَها ويَرهبها مُقدماً. ذَهبَ إلى شجرة تين على الطريقِ ونَظرَ إليها. عندما لم يرَى أي ثمارِ، بل مجرد أوراقَ، لَعنَها بأنّ تذْبلَ ولا تعد تُعطي ثمر فيما بعد. وهكذا كان، كما قال، يَكون لأولئك الذي لا يَعترفَون به. لقد فَهمتُ بأنّ شجرةَ التين ترمز للشريعة القديمَة؛ الكرمة الجدّيدة. كان طّريقه إلى الهيكل، رَأيتُ أكوام من الأغصان والأكاليلِ مِنْ غلبة الأمسِ. في الرواق الخارجيِ للهيكل، كان عديد مِنْ الباعةِ قد أخذوا أماكنهم مرة أخري. البعض مِنْهم كَانَ يضع حقائبِ على ظهورِهم، أَو صناديق، كانوا بإمكانهم أَنْ يَفْتحوها وتوضِع على ركيزة. لقد كانوا يحملون الركائز معهم. عندما تطَوى، تكون مثل عصا مشي. رَأيتُ أكوامِ من النقود على الموائدَ, مرَبوطَة معاً بطرق مختلفة بقيودِ صَغيرةِ وخطّافاتِ وحبالِ، كي يُشكّلَوا أشكالَ مُخْتَلِفةَ. البعض كَان أصُفر؛ الآخر أبيض وبني وألوان متنوّعة. أعتقد أنها كَانت قِطَعَ من النقودِ مُعدة لأنواطِ الزينةِ. رَأيتُ أيضاً أعدادَ من أقفاصِ الطيورِ، موضوعة فوق بعضها البعض وفي أحد الأروقة، كان هناك عجولَ وماشيةَ أخرى. أمر السيد المسيح التُجّار أن يخرجوا، وما أن تَردّدوا في طَاعَته، ضفُر طوق كسوط وطردهم من جهة لأخرى ومن الفِناء الذى خلف الهيكل. بينما كان السيد المسيح يُعلّمُ، أرسل بَعْض الغرباءِ الذين مِنْ اليونان خدامَهم ليطَلَبوا مِنْ فيلبس إن كان بإمكانهم أَنْ يَتحدّثوا مَع الرب بدون الاندماج مع الحشدِ. نقل فيلبس الطلب إلى أندراوس، التي نَقلها بدوره إلى الرب. أجابَ السيد المسيح بأنَّه سيُقابلُهم على الطريقِ بين بوابِة المدينةَ وبيتَ يوحنا مرقص عندما يَتْركَ الهيكلَ ليعَود إلى بيت عنيا. بعد هذه المقاطعةِ، واصلَ السيد المسيح حديثه. لقد كان مُضطربَ كثيراً وعندما رَفعَ عينَيه إلى السماءِ، رَأيتُ ومضة من النور تَنْزلُ عليه مِنْ سحابة متألقة، وسمعت دوي عالي. نظر الناس لأعلي خائفينِ، وبدءوا بالهَمْس إلى أحدهما الآخر، لكن السيد المسيح واصل بالكَلام. تكرّرَ هذا عدّة مرات، بعد ذلك رَأيتُ السيد المسيح يَنْزلُ مِنْ كرسي المعلّمَ ويَختلطُ مع الرسل بين الجمهور، ويُغادرُ الهيكلَ. عندما كان السيد المسيح يُعلّمَ، القي الرسل حوله عباءة بيضاء مِنْ عباءات المراسم والتي كانوا يحَملونها دائماً مَعهم؛ وعندما تَركَ كرسي المعلمين، أزالوها كي تكون ملابسه مثل ملابس الآخرين، لقد تمْكِنُ من أَنْ يَهْربُ بسهولة من إخطارِ الجمهورِ. حول كرسي المعلّمَ كَانتْ هناك ثلاثة منصات، واحده تلو الأخرى، كُلّ واحدة مسورة بدرابزين مُزُخرفَ بنَحْت. أنني لم أرَي أي صورِ مَنْحُوتةِ في الهيكلِ، بالرغم من أنه كان هناك كل أنواعَ الزينات: نباتات مُعرشة، عناقيد عنب، حيوانات للذبائح، وأشكال تُشبه الأطفالَ المُقمطين. كان نور الشمس ما زالَ ساطعا عندما وَصلَ السيد المسيح وأتباعه بيتِ يوحنا مرقص. هنا وقف اليونانيون وتَكلّمَ السيد المسيح معهم بَعْض دقائقِ. كان مع الغرباء بَعْض النساء، لَكنَّهم ظلوا واقفين فى الخلف. إن هؤلاء الناسِ اهتدوا. كَانوا من بين أولِ من أنْضِم للتوابعَ في عيدِ العنصرة ونالوا المعموديةِ. | |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:03 am | |
| الفصل الثالث المجدلية تُعيدُ تطييب السيد المسيح. عاد السيد المسيح مَع الرسلِ إلى بيت عنيا. بينما كَانَ يُعلّمُ في الهيكلِ، أُمِروا اليهود بإبْقاء منازلِهم مُغَلقة، ومُنِعوا من تَقديم أي شراب سواء له أَو لتلاميذه, عندما وُصُلوا بيت عانيا، ذَهبوا إلى حانة عامةِ ملك سمعان، الذي كان مصاب بداء الجذام وشفى، حيث كانت تنتظرهم وجبة. لاقت المجدلية، التى كانت مُشفقة علي يسوع بسبب أعمالِه المُرهِقة، عند الباب. كَانتْ ترتدي عباءة وزنَّار، شَعرها المُتَدفِّق مختفي بطرحة سوداء. ألقتْ نفسها عند قدميه وأزالت بشَعرِها منهم التراب، كمن يُنظّفُ أحذيةَ الآخرين. لقد فعَلتْ ذلك علانية أمام الجميع، وكان كثيرين مصدومين من سلوكِها. بَعْدَ أَنْ أعدَّ السيد المسيح والرسل أنفسهم للصلاة، وذلك بارتداء الملابسِ والاصطفاف أسفل المصباحِ، بعد ذلك جلسوا علي المنضدةِ ليأكلوا. قرب النهايةِ، ظهرت المجدلية مرة أخري مغلوبة بمحبتها وامتنانها وندمها وقلقها. ذَهبتْ خلف أريكةَ الرب وكَسرَت قارورة طيب كثيرة الثمنِ عند رأسهِ وسَكبتْ البعض مِنْها على قدمِيه، ومسحتهما مرة أخري بشَعرِها. بعد أن فعلت ذلك، غادرتْ صالةَ الطعام. تضايق بعض الحاضرِين، خاصةً يهوذا، الذي أثارَ متي وتوما ويوحنا مرقص إلى الاستياء. لكن السيد المسيح بررها، بسبب الحبِّ الذي أبدته. لقد دَهنتْه دوما بهذه الطريقة. لقد ذُكرت عديد مِنْ الحقائقِ في الإنجيلِ مرة واحدة وكانت قد حَدثتْ كثيراً. تبع الوجبة الصلاةِ، بعد ذلك أنفصل الرسل والرسل. أسرع يهوذا وهو مُتكدر للغاية عائداً إلى أورشليم تلك الليلِة. لقد رَأيتُه مُندفعَ من قبل الحسدِ والجشعِ، يَرْكضُ في الظلامِ على الجبلِ الزيتون، وبَدا كما لو أنَّ وهج شرّير يُحيط به، كما لو أنَّ الشيطان يُنيرُ خطواتَه. أسرعَ إلى منزلِ قيافا، وتَكلّمَ بضع كلمات عند الباب. هو لا يَستطيعُ أَنْ يَبْقى طويلاً في موضع واحد. ركض من هناك إلى منزلِ يوحنا مرقص. كان التلاميذ مُعتادين لإقامة هناك، لهذا زعم يهوذا أنّه جاءَ مِنْ بيت عنيا لذلك الغرضِ. هذه كَانتْ الخطوةَ المؤكّدةَ الأولى في خيانته. في الصباحِ التاليِ، بينما كان السيد المسيح ذاهباً مِنْ بيت عنيا إلى أورشليم مع بعض تلاميذه، وَجدوا شجرةَ التين التي كان السيد المسيح قد لَعنَها قد ذَبلتْ بالكامل، وتَعجّبَ التلاميذ من ذلك. رَأيتُ يوحنا وبطرس يُتوقفان على قارعةِ الطريق قُرْب الشجرةِ. عندما أبدي بطرس دهشته، قال لهم السيد المسيح "إن آمنتم، ستفعلان أشياءَ أكثر عجباً. نعم، بكلمتكم الجبالِ سَتَلقي بنفسها إلى البحرِ." وواصلَ تعليمَه على هذا الهدفِ، وقالَ شيء حول مغزى شجرةِ التين. تجمّع حشد عظيم مِنْ الغرباءِ في أورشليم، وفي كل من الصباح والمساء كان الوَعْظ والخدمة مستمران في الهيكلِ. علّم السيد المسيح في الفاصلِ. وَقفَ بينما كان يَعِظُ، لكن إن أراد أي أحد تَوجيه سؤالاً إليه، كان يجَلسَ بينما يقف المُستجوبَ. خلال حديثِه اليوم، صعّد بَعْض الكهنةِ والكتّبِة إليه واستفسروا بأي حقِّ يفَعلَ ما يفعله. أجاب السيد المسيح " سَأَسْألُك أنا أيضاً شيءَ؛ وعندما تُجيبُونني، سَأُخبرُك بأي سلطةِ أفعْلُ هذه الأمور." ثمّ سَألَهم بأي سلطةِ كان يوحنا يُعمّدَ، وعندما لم يُجيبوه، أجابَ ولا هو سيُخبرُهم مِن قِبل أي سلطةِ قد تَصرّفَ. في تعليمِه فى العصرِ، قدّمَ السيد المسيح مثل صاحب الكرمةَ، أيضاً مثل حجرِ الزاوية الذي رَُفضَ مِن قِبل البنائين. ثم فسّرَ بأنّ صاحب الكرمةِ المَقْتُول يرَمز إلى نفسه، والقتلة هم الفريسيين. بذكر ذلك غضَب الفريسيين جداً حتي أنهم رغبوا بقوة ألقاء القبض عليه في ذلك الزمان والمكان لَكنَّهم لم يتَجرّؤوا، عندما رَأوا كَمْ أن كُلّ الشعب مُتَعلّقَ به. فقرّروا أن يضْعوا خمسة مِنْ أتباعِهم السرّيينِ، الذين كَانوا أقرباءَ بعض الرسل ليتَجَسُّسوا عليه، وأوصوهم أن يُحَاوَلَوا الإيقاع به بالأسئلةِ المُغّرضة. هؤلاء الرجالِ الخمسة كَان البعض مِنْهم أتباعِ الفريسيين والآخرين خدام لهيرودس. بينما كان السيد المسيح عائداً نحو المساء إلى بيت عنيا، أقترب منه بعض الأناس الطيبون فى الطريقِ وقدّمَوا له شيءَ يشربه. قضي يسوع الليلَ في حانةِ الرسل قُرْب بيت عنيا. فى اليوم التالي علّم السيد المسيح لثلاث ساعاتِ في الهيكلِ على مثلِ وليمةِ العرس الملوكي، كان جواسيس الفريسيين حاضرون. رَجعَ السيد المسيح مبكراً إلى بيت عنيا، حيث علّمَ ثانيةً. بينما كان يصَعدَ للمنصة فى اليوم التالي في القاعةِ الهيكل الدائريةِ، بينما وقف الرجال الخمسة المُعَيّنين مِن قِبل الفريسيين فى الممرِ الذي بين البابِ والمنصة، المكان كان ملئ بالجمهورِ، وسَألَوه إن كان يَجِبُ أَنْ يَدْفعوا الجزيةَ إلى قيصرِ أم لا. أجاب السيد المسيح بأن يُروه عملة الجزيةِ؛ عند ذلك سحب أحدهم مِنْ جيبِه عملة معدنيةِ صفراءِ بها صورةِ الإمبراطورِ. حينئذ قال لهم السيد المسيح بأنّه يَجِبُ أَنْ يُعيدوا إلى قيصرِ الأشياءَ التي تخص قيصرَ. تكلّم السيد المسيح بَعْدَ ذلك عن ملكوت السماء، الذي شبّهَ إلى إنسان زَرعَ نباتا لم يتَوقّفْ عن النَمُو ونشر أغصانه. لن يكون لليهود مرة آخري؛ لكن أولئك اليهود الذي سَيؤمنون سيُحرزونَ ملكوت السماء. ذلك الملكوت سيَذْهبُ إلى الوثنيين، وأنه سيأتي وقت عندما سَيَكُونُ في كُلّ الشرقِ ظلمةً، لكن في الغربِ، سيكون نهار كامل. أخبرَهم أيضاً بأنّهم يَجِبُ أَنْ يَعْملوا أعمالَهم الجيدةَ في الخفاء، كما فعل هو نفسه، وبأنَّه سينال مكافأتَه في الظهرِ. في وقت لاحق من ذلك اليوم، جاء سبعة من الصديقيون إلى السيد المسيح وسألوه عن أقامة المَوتى. قدّموا شيئا بخصوص حول امرأة كَانَ لها عدة أزواجُ. أجابَ السيد المسيح بأنَّ بعد القيامة لن يكون هناك جنس أَو زَواج، وأن الرب إله أحياء ولَيسَ إله أموات. رَأيتُ بأنّ سامعيه اندهشوا من تعاليمه. غادرَ الفريسيين مقاعدُهم وتَشاورَوا معاً. أحدهم يُسمّى ماناسيس وكان له مكتباً في الهيكلِ، سَألَ السيد المسيح باعتدال أي الوصايا أعظمَ. أجابَ السيد المسيح على السؤالِ، عند ذلك شَكرَه ماناسيس بمودة. حينئذ أجاب السيد المسيح بأنّ ملكوت السماء ليس بعيداً عنه، وأنهىَ ماناسيس حديثَه ببعض الكلمات عن المسيح (المسيا) وداود. صُعِقَ الجميع؛ لم يكَنَ عِنْدَهُمْ شيء ليجيبوا به. عندما غادرَ السيد المسيح الهيكل, سَألَه التلاميذ " ماذا تعْني الكلماتَ التي قلتها لماناسيس بأنك لَسَت بعيدَاً عنْ ملكوت السماء؟ "أجابَ الرب بأنَّ ماناسيس سيُؤمنُ به وسيَتْبعُه، لكنهم يَجِبُ أَنْ يظلوا صامتينَ بشأن هذا الموضوع. مِنْ تلك ساعةِ لم يكن لماناسيس أي دورِ ضدّ السيد المسيح. بل عاشَ في خلوة حتى صعود السيد المسيحِ، عندما أظهرَ نفسه لَهُ وانضمَّ للتلاميذ. لقد كَانَ بين الأربعون والخمسون من العمر. فى ذلك المساء ذهب السيد المسيح إلى بيت عنيا، أَكلَ مَع الرسلِ عند لعازر, ثمّ زارَ الحانةَ حيث تجمعت النساء، علّمَهم حتى لما بعد المساءِ، وآووا في حانةِ التوابعَ. بينما كان السيد المسيح يُعلّمُ في أورشليم، رَأيتُ النساء القديسات يصلّوا كثيراً معا في التعريشةِ التى كانت المجدلية تَجْلسُ عندما دعْتها مارثا لترحب بالسيد المسيح قبل أقامة لعازر. لقد أتبعوا نظاماً عِندَ الصَّلاةِ؛ أحياناً يقفوا معاً، أحياناً يسَجدَون، أَو يجَلسون على حِدة. في اليوم التالي علّم السيد المسيح حوالي ستّ ساعاتِ في الهيكلِ. سأله التلاميذ بكونهم كانوا معجبون بتعاليمِه فى اليومِ السَابِقِ، ماذا يقُصِدَ بقوله " ملكوتك جاء إلينا! " قدم لهم السيد المسيح تفسيرا طويلا، وأضافَ بأنّه هو والأبَّ واحد، وبأنّه ذاهِباً إلى الأبِّ. حينئذ سَألوا، إن كان هو والأبِّ واحد، فلماذا يكون ضروريا لَهُ أن يذِهب إلى الأبَّ. بناء على ذلك تَكلّمَ معهم عن مهمّتِه، قائلا بأنَّه لابد أن يَنسحبُ مِنْ البشر، مِنْ الجسد، وبأن الذي أنفصل مِنْ طبيعته الساقطة، ليذهب من خلاله إليه، يذَهبَ في نفس الوقت إلى الأبِّ. كلمات السيد المسيح في هذا الموضوع كَانتْ مُؤَثِّرة جداً حتي أن التلاميذ, لكونهم مفتونين بفرحِ وصاروا خارج أنفسهم، نَهضَوا وهَتفَوا: " يا رب، نحن سَنَنْشرُ ملكوتك حتى نهاية العالمِ! "بيد أنّ السيد المسيح أجابَ: "مَنْ يَتكلّمُ بتلك الطريقةِ لا يُحقّقُ شيءَ." عند ذلك أصبح التلاميذ حزانى. قالَ السيد المسيح ثانيةً: " لا يَجِبُ أنْ تَقُولَوا لقد أخرجنا الشياطينَ باسمِك، لقد فعلنا هذا وذاك باسمِك، ولا يَجِبُ أَنْ تفعلوا أعمالُكم الحسنة علناً." وبعد ذلك أخبرَهم بأنّه عندما تركهم آخر مَرّة، عَملَ عديد مِنْ الأشياءِ في الخفاء، بل عليهم بالأحرى في نفس الوقت بأنّه يَجِبُ أَنْ يَذْهبَ إلى مدينتِه (الناصرة) رغم أن اليهود، بسبب أقامة لعازر، يريدون قَتْله! لكن كيف تتم حينئذ كُلّ الأشياء؟ حينئذ سَأله التلاميذ كَيْفَ سيصبح ملكوتَه معروفاً إن كان لا بُدَّ أنْ يَبقوا كُلّ الأشياءِ سراً. لكني لا أَتذكّرُ إجابة السيد المسيح لهم. لقد اكتئبوا تماماً مرة آخري. قُبَيلَ الظهرِ، تَركَ الرسل الهيكلَ، لكن السيد المسيح والتلاميذ بَقوا. عاد البعض مباشرة بشراب منعش للسيد المسيح. بعد منتصفِ النهار، أحتشد الكتّبة والفريسيين بأعدادِ عظيمة حول السيد المسيح حتى أن التلاميذ دُفِعوا بعيدا عنه. لقد تَكلّمَ بقسوة جداً ضدّ الفريسيين، وسَمعتُه مرة يَقُولُ خلال هذه العظة الصارمةِ: "أنكم لنْ تَلقي القبض عليّ الآن، لأن ساعتَي لَمْ تَحين بعد. | |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:05 am | |
| الفصل الرابع تعاليم في بيت لعازر. قَضى السيد المسيح كلّ هذا اليومِ مع لعازر مَع النساء القديسات والتلاميذ الإثني عشرَ. وفي الصباحِ علّم النساء القديسات في حانةِ الرسل. نحو السّاعة الثّالثة بعد الظهر, تم إعداد وجبة عظيمة في صالةِ الطعام التي بالبدروم. خَدمتْ النساء فى إعداد المائدة، ثم عدن بعدئذ إلى الشُقَّةِ للاستِماع إلى التعليمَ. أخبرهم السيد المسيح أثنائه أنَّهم لن يَكُونوا معاً الآن أكثر، أنهم لن يَأْكلوا ثانيةً عند لعازر، ولن يَفعْلوا ذلك مرةً أخرى عند سمعان، لكن فى تلك المناسبة الأخيرة لا يجب ألا يضطربوا كما هم الآن. دَعاهم جميعاً أن يَكُونوا أحرارَ جداً مَعه، وأن يسُألونه عن كل ما يريدوا معْرِفته. بسماع هذا، بَدئوا بسُؤاله أسئلةِ عديدةِ، خاصةً توما، الذي لديه شكوكِ كثيرة. يوحنا أيضاً، سأل كثيراً، لكن بهدوء وبلطف. بعد الطعام، بينما كان السيد المسيح يَتكلّمُ عن اقتراب الوقتِ عندما سيُخان أبن الإنسانِ، تَقدّمَ بطرس بِلَهْفة وسَألَ لماذا يتَكلّمَ دائماً كما لو أنَّهم سيَخُونونَه. الآن، مع إِنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُصدّقَ بأنّ أحد الآخرين (التلاميذ) قَدْ يخطئ بشيء كهذا، ومع هذا فإِنَّهُ سيُوضّحُ بإن الإثنى عشرَ لن يَخُونَونه! تَكلّمَ بطرس بجرأة، كما لو أنَّ كرامته قَدْ هوجمَت. أجابَ السيد المسيح بدفءِ أكثرِ من أي مرة شاهدته فيها، حتى أكثر عندما قالَ لبطرس " كن خلفي يا شيطان!" لقد قالَ أنه بدون نعمتِه، بدون صلاةِ، فهم جميعاً سيتبددون، قال بأنَّ ستأتي ساعة عندما سيتركونه جميعاً. أنه هناك واحد فقط بينهم غير متذبذب، ورغم هذا فأنه سيَهْربُ، مع أنه سيَعُودُ ثانيةً. قصد السيد المسيح يوحنا بهذه الكلماتِ، الذي هرب عند لحظة القبض على السيد المسيح، تاركاً عباءته. أضطرب الجميع جداً، ما عدا يهوذا, الذي كان يبتسم بهدوء ويستنشق الهواء بينما كان السيد المسيح يَتكلّمُ. عندما سَألوا السيد المسيح عن الملكوت المُزمع أَنْ تَجيءَ إليهم، أجابته كَانَت تفوق الوصف. لقد أخبرَهم بأنَّه سيحل عليهم روح آخر وفي ذلك الوقت فقط سيَفْهمونَ كُلّ الأمور. أنه لا بُدَّ أنْ يَذْهبَ إلى الأبِّ ويُرسلُ لهم الروحَ الذي ينبثق مِنْ الأبِّ ومنه. إني أَتذكّرُ قوله هذا بوضوح. لقد قالَ شيءَ آخر، لَكنِّي لا أَستطيعُ أن أردده بوضوح. أنه كَانَ عن هذا التأثيرِ، بأنّه قد جاء فى الجسد لكي يَفتدي الإنسانَ، بأه هناك شئ مادّي يؤثر عليهم، بأن الجسد يَعْملُ بطريقةٍ جسدية، ولهذا السببِ هم لا يَستطيعونَ أَنْ يَفْهمونه. لَكنَّه عندما سيُرسلُ الروحَ، الذي سيفْتحُ أذهانهم, ثمّ تَكلّمَ عن الأوقاتِ المُتعبةِ العتيدة أن تَجئ، عندما سيعاني الجميع كامرأة تتألم آلامِ الولادةِ، آلام خلق جمالِ الروحِ البشريةِ لشبهِ الله وأظهرَ كَمْ هو مجيد الشيء الذي عليه أَنْ يُخلّصَ النفس ويَقُودُه لوطنه, إلى السماءِ. لقد ذكّرَهم كَمْ مرّة أساؤوا فهمه، وعن صبره عليهم؛ بطريقة مشابهة يَجِبُ أَنَّ يتعاملوا مَع الخطاة بعد رحيلِه. عندما نبّهَه بطرس بأنّه كَانَ أحياناً ممتلئ بالتوهج والحماسِ، وضّحَ السيد المسيح الاختلاف بين الحماسِ الحقيقيِ والحماس الكاذب. دام هذا التعليمِ حتى وقتٍ متأخرٍ من الليلِ، عندما جاءَ نيقوديموس مع أحد أبناءِ سمعان سراً إلى السيد المسيح. كان ذلك فى منتصف الليلة السابقة قَبْلَ أَنْ يخلدوا للراحة. أخبرهم السيد المسيح أن يناموا الآن بسلام، لأنه سيحين قريباً وقت القَلِق والاضطراب، حيث سَيَكُونوا بلا نومِ؛ وسيتبع هذا وقتِ آخرِ عندما سينامون في وسطِ الاضطهاد والحجارة تحت رؤوسِهم كما نام يعقوب أسفل السلّمِ الذي يصلَ إلى السماءِ. عندما أنهىَ السيد المسيح حديثه، هتف الجميع " يا رب، كَمْ هي قصيرة تلك الوجبةِ! كَمْ هو قصيرا هذا المساء! "
| |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:06 am | |
| الفصل السادس كلام السيد المسيح عن خرابِ الهيكلِ بينما كان السيد المسيح يَمْشي مع تلاميذه، أشارَ أحدهمَ إلى الهيكلِ وأبدي بَعْض الملاحظات على جمالِه. أجابَ السيد المسيح بأنَّ لا حجر واحد منه سيَبْقى على الآخرِ. لقد كَانوا فى طريقهم لصْعود جبل الزيتون. على جانبِ كان يوجد فيه حديقةِ بها منصة للتعليمِ ومقاعدِ من الحجارة. كان الكهنة مُعتادين على المجئ هُنَا ليستريحوا في المساء بعد عمل النهار الطويل. جلس السيد المسيح على المنصة وسَألَه بعض التلاميذ متى سيحدث دمارِ الهيكلِ. حينئذ روي السيد المسيح الشرورَ التي ستقعَ على المدينةِ، ونهي كلماتِه بقول " لكن من سَيُواظبُ حتى النهاية، سيخلّص." مكث السيد المسيح رُبع سّاعة في هذا المكانِ. بدا الهيكل مِنْ هذا الموضع جميل بما يفوق الوصف. كان مُتَألّقَ بغاية التَوهج تحت أشعةِ الشمس المُشرقة حتي إن المرء يستطيع بالكاد أَنْ يًثبّتَ عينَيه عليه. الجدران كَانتْ فسيفسائية وبَُنيتْ مِنْ حجارِة مُتألّقةِ جميلةِ، حمراء وصفراء. هيكل سُليمان كَانَ بداخله ذهبُ كثير، لكن هذه كانت حجارِة مُتلألأة. غضب الفريسيين كثيراً مما قاله السيد المسيح. دعوا لاجتماع في المساء للجواسيسِ المُرسَلينِ لمُرَاقَبَته. قالوا، إن لم يأْتي يهوذا لهم ثانيةً، فأنَّهُمْ لَن يَعْرُفوا كَيفَ سيَمْضونَ في مؤامرتهم. يهوذا لم يسَبَقَ أَنْ كَانَ مَعهم منذ ذلك المساء. مبكراً فى اليوم التالي عادَ السيد المسيح إلى مكانِ الاستراحة على جبلِ الزيتون، وتَكلّمَ عن خرابِ أورشليم مرة آخري، شبهه بشجرة التين التي كَانَت قائمة هناك. قالَ بأنّه قَدْ تعرض للخيانة، ولو أنّه لم يذكر أسم الخائن حتي الآن، وقدم فحسب عرضَ لخاْئنَه. أراد الفريسيين رُؤية الخائنِ ثانيةً، لَكنَّ السيد المسيح أرادَ أَنْ يتغير، أن يتَوْبَ، وأَنْ لا يَيْأسَ. قالَ السيد المسيح كُلّ هذا بأسلوب غير مُباشر، بتعبيرات عامّة، سمعها يهوذا بابتسامة. نَصحَ السيد المسيح التلاميذ أَنْ لا يَفْسحوا المجال لمخاوفِهم الطبيعيةِ بسبب ما قالَه لهم، بأنَّهم جميعاً سيتَّشتتون؛ بأنهم لا يَجِبُ أَنْ لا يَنْسوا قريبهم ويَجِبُ أَلا يَسْمحوا بكتمان مشاعرِ الآخرين، أو لإسْكات الآخرِين؛ وهنا استفاد بتشبيه العباءة. بصفة عامة وبّخَ البعض مِنْهم للتذمّر على ما فعلته المجدلية. مِن المحتمل إن السيد المسيح قال هذا فيما يتعلق بخطوةِ يهوذا الأولى المؤكّدة نحو خيانتِه، التي كَانتْ قَدْ اُتخِذتْ مباشرةً بعد تصرّفِها هذا، كتحذير لطيف له للمستقبلِ، لكونه سيَقُومُ بخيانته بعد أن تمسحه المجدلية للمرة الأخيرة. ذلك آن صدمة بَعْض الآخرين من تصرف المجدلية المسرف الذي ينم عن الحبِّ نَشأَ عن قسوتِهم الخاطئةِ وبخلِهم. لقد اعتبروا تصرفها هذا كنوع من الرفاهية تَجاوز ما يحدث فى الأعيادِ الدنيويةِ، بينما غْفلُوا عن حقيقة أنّ مثل هذه التصرّفِ أدّى لقدوس القديسين كَان يستحقّ أعظم مديحِ. أخبرَهم السيد المسيح، علاوة على ذلك، بأنّهَ سيُعلّمُ مرّتين فقط علناً. ثمّ أشارُ إلى نهايةِ العالمِ وخرابِ أورشليم, أعطاَهم العلامات التي يَجِبُ أَنْ يَعْرفوا منها أنّ ساعةَ رحيله قد قُرْبت. لقد قال بأنه سَيَكُونُ هناك نزاع فيما بينهم عن من الذي يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأعظمَ، وتلك سَتكُونُ علامة عن أنه علو وشك تَرْكهم. بَيّنَ لهم أيضاً بأنَّ أحدهم سينكره، وأخبرَهم بأنّه قالَ لهم كُلّ هذه الأشياءِ كي يَكُونونَ متواضعينَ ويَنتبهوا لأنفسهم. لقد تَكلّمَ بحبِّ وصبرِ فائقِ. حوالي وقت الظّهر علّمَ السيد المسيح في الهيكلِ، موضوعه كان عن العذارى العشْرة، المواهب التى ائتمنهم عليهم، وهاجمَ ثانيةً الفريسيين بشدة. لقد كرّرَ كلامَ مقتل الأنبياء، ووبّخ الفريسيين عدّة مرات بسبب نواياهم الشرّيرةِ. بعد ذلك أخبرَ التلاميذ والرسل أنه حتى لو لم يَعُدْ هناك أملَ فى التحسنِ، فكلمات التحذير لا يَجِبُ أنْ تُحْجَبَ. عندما تَركَ السيد المسيح الهيكل, عدد عظيم مِنْ الوثنيين مِنْ الأجزاءِ النائيةِ اقتربوا مِنْه. أنهم لم يسمعوا حقاً تعاليمه في الهيكلِ، لكونهم لا يتَجرّؤوا أن يدخلوا ذلك المكان؛ لكن من خلال رؤية معجزاتِه ودخوله المنتصر فى أحدِ السعف، وكُلّ العجائب الأخرى التي سَمعوا عنها، أرادوا أَنْ يتحولوا. كان بينهم بَعْض اليونانيين. أرشدَهم السيد المسيح إلى التلاميذ، قليلين من أَخذَهم مَعه إلى جبلِ الزيتونِ حيث قضوا الليلة في حانة عامّة يأوي إليها الغرباءِ فقط. فى الصباح التالي، عندما جاء بقيّة التلاميذ والرسل، أوصاهم السيد المسيح بعديد مِنْ النقاطِ. قالَ بأنَّه سيَكُونُ مَعهم في وجبتين، وبأنَّه يَشتاقُ ليَحتفلُ مَعهم بوليمةِ الحب الأخيرةِ التي سيمنحهم فيها كلّ ما يمكن للبشرية أن تناله. بعد بأنّه ذَهبَ مَعهم إلى الهيكلِ، حيث أشارَ إلى عودتِه إلى أبّيه وقالَ بأنّه إرادةَ الأبَ، لكني لم أفهم هذه العبارةِ الأخيرةِ. لقد دَعا نفسه فى عبارات واضحة خلاص البشريةِ، قالَ بأِنَّهُ من سيَضعَ حدّاً لسلطة الخطيةِ على الجنس البشري، ووضّحَ لِماذا لم تُفتدي الملائكةَ السَاقِطةَ، مثل الإنسانِ. تناوب الفريسيين عملية التجسس, اثنان اثنان. قال السيد المسيح بأنّه جاءَ ليضْع حدّاً لسيطرةَ الخطيةِ على الإنسانِ. الخطيئة بَدأتْ في بستان، وفي بستان يَجِبُ أَنْ تَنتهي، لأنه في بستان سيقبض عليه أعدائه. وبّخَ سامعيه بحقيقةِ أنهم أرادوا قَتْله بعد أقامة لعازر، وقالَ بأنّه أبعدَ نفسه، كي تتم كُلّ الأشياء. لقد قسّمَ رحلته إلى ثلاثة أقسام، لَكنِّي لَم أعد أَتذكّرَ إن كَانَت أسبوعان أو ثلاثة أو أربعة، أَو خمسة، أَو ستّة أسابيعِ. أخبرَهم أيضاً كَيفَ سيُعاملونَه ويَقْتلونَه مَع القتلةِ، ومع ذلك لَنْ يُرضوا، بأنهم لَنْ يَكُونوا قادرون على إحْداث أيّ شيءِ ضدّه بعد موتِه. أشار مرةً أخرى للمَقْتُولينِ الذين سيقومون ثانيةً؛ نعم، حتي أنه حدد البقعةَ التي ستحدث فيها قيامتهم. أما بالنسبة إلى الفريسيين، فأنهم سيواصلون في خوفِ وحزنُ رؤية نواياهم ضدّه تُحبط. تَكلّمَ السيد المسيح بطريقة مماثلة عن حواء، التي جاءت الخطية من خلالها إلى الأرضِ؛ لهذا كَانَ علي المرأةِ أن تعاني وبأنّها لا تَجرّؤ تَدْخلَ إلى القدّسِ. لَكنَّه أيضاً من خلال امرأة جاء الشفاء من الخطيةِ إلى العالمِ، ولذلك فهي تحررتْ من العبوديةِ، ولو لَيس مِنْ التبعيةِ. نهض السيد المسيح فى أحد أركان الحانةِ التى بأسفل جبلِ الزيتون بجانب مصباح مُضاءَ، وأدي صلوات السّبتَ.
| |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:07 am | |
| الفصل السابع السيد المسيح في بيت عنيا فى الصباح التالي ذهب السيد المسيح مَع أتباعِه عبر وادي قدرون، وبعد ذلك شمالاً بجانب صفّ من المنازلِ توجد بينها القليل من العشبَ حيث كَانتْ الخِرافَ تَرْعى. هنا يقِعَ منزلَ يوحنا مرقص. عاد السيد المسيح بعد ذلك إلى جَثْسَيْمَانِي, قرية كبيرة مثل بيت حاجي، مُشيّدَة على جانبي وادي قدرون. يقع منزلُ يوحنا مرقص علي مسيرة رُبع ساعةِ من البابِ الذي كانت تخرج منه الماشية إلى سوقِ المواشي على الجانبِ الشماليِ للهيكل. كان مُشيّدَ على تَلّ عالي, تغطي هذا التل لاحقاً بعديد من المنازلِ. من هذا المكان إلى جَثْسَيْمَانِي مسيرة نِصْف ساعةِ؛ ومِنْ جثسيماني عبر جبلِ الزيتونِ إلى بيت عنيا، مسيرة أقل مِنْ سّاعة. موضِعُ جبل الزيتون يقع تقريباً علي خط مستقيم شرق الهيكلِ، وعلى الطريقِ مباشرِة، أنه على مسيرة ساعةَ واحدة مِنْ أورشليم. مِنْ نقط معيَّنِة من الهيكلِ ومِنْ القلاعِ التى في المؤخّرةِ، يُمْكِنُ للمرء أَنْ يَرى بيت عنيا. بينما لا يمكن رؤية بيت حاجي أنها تقع فى أرض منخفضة؛ والمنظر كَانَ، بالإضافةً إلى ذلك، عاليا بحيث أن الهيكلِ يُمْكِنُ أَنْ يُرى من خلال مضيق جبلي مِنْ على طريقِ الجبلَ الذي يعترضَه جبلِ الزيتونِ. بينما كان السيد المسيح ذْاهبا من وادي قدرون إلى جَثْسَيْمَانِي مَع الرسل، قالَ للتلاميذ بينما كَانوا يَدْخلونَ تجويف بجبلِ الزيتونِ: "هنا سَتَتْركونني! هنا سَأؤخذ سجيناً! " لقد كان مضطربا. مَضى بعدئذ إلى لعازر في بيت عنيا، من هناك إلى حانةِ الرسل، التي ذهب بعدها مع البعض مِنْهم إلى ضواحي المدينةِ يَواسونَ ساكنيها، مثل إنسان يودع أحد. ذلك المساء كان هناك عشاء لعازر حيث أعدته النساء القديسات. أخبرهم السيد المسيح جميعاً بعد العشاء بأنّهم لديهم ليلة واحدة ليناموا بسلام. | |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:08 am | |
| الفصل الثامن حديث السيد المسيح الأخير في الهيكلِ باكراً فى الصباح التالي ذهب السيد المسيح مَع التلاميذ إلى أورشليم. بَعْدَ أَنْ عَبرَ وادي قدرون من أمام الهيكلِ، واصلَ طريقَه خارج المدينةِ تجاه الجنوبِ، حتى جاءَ إلى باب صغير فدَخلَه وعبر جسر من الحجارةِ يمتدَّ عبر هاوية عميقة، وَصلَ لجبلِ صهيون. كان هناك كهوفَ أيضاً أسفل الهيكلِ. هنا السيد المسيح دارَ مِنْ الجانبِ الجنوبيِ للهيكلِ ومَضى خلال ممر مُقبّبَ طويل مُضاءَ مِنْ أعلى فقط، إلى رواق النساء. هنا، أنعطف نحو الشرقِ ومَرَّ من خلالِ مدخلِ مُخصص للنساء المُدانِة بسبب عقمِهم، عَبرَ قاعةَ تقديم التقدمات، ومَضى إلى منصة المعلّمَ في قاعةِ الهيكل الخارجيةِ. هذا البابِ يظل مفتوحِ دائماً، بالرغم من أن عند تعليماتِ السيد المسيح، تُغلق دوماً كُلّ المداخل التى تؤدي إلى الهيكلِ من قبل الفريسيين. لقد قالوا " دعوا بابَ الخطيةَ يَظل مفتوحَا دائماً للخطاة! " في كلماتِ جديرة بالإعجابِ وهامّةِ جداً، علّمَ السيد المسيح عن الإتحادِ والانفصال. لقد استعملَ تشبيه النارِ والماءِ، اللذان يُعارضانِ كُلّ منهم الآخر، واحد منهم يُطفآ الآخر، مع ذلك لو لم يَحصَلُ الأخير عَلى الأفضل من مُشعلها، فالنيران تُصبحُ قويَّةَ أكثر وحشيةً. ثم تَكلّمَ عنْ الاضطهاد والاستشهاد. أسفل شكلِ النارِ، لمّحَ السيد المسيح إلى أولئك التلاميذ الذي سيظلوا صادقين معه؛ وأسفل شكل الماءِ، لمّحَ إلى الذين سينفصلون عنه وينشدون الهاويةَ. لقد دَعا الماء قاتل النارِ. تَكلّمَ أيضاً عن مزج الماءِ واللبن، أسمّاه مَزْج عميقَ لا يستطيع أحد أنْ يَفْصلَه. أراد السيد المسيح أسفل هذا الشكلِ أن يشير إلى إتحادِه أتباعِه، وأسْهَبَ فى صفات اللبن المعتدلةِ والمغذّيةِ. مِنْ هذا عَبرَ إلى موضوعِ الزواجِ وإتحادِه، عندما سأله التلاميذ عن إعادة لمّ شملِ الأصدقاءِ والأزواج بعد الموتِ. قالَ السيد المسيح أنه كان هناك إتحاد ثنائي في الزواجِ: إتحاد الجسد والدمِّ، الذي يُباعد بينهم الموتَ، ومن هم مرتبطين بقوة لن يَجدوا أنفسهم معاً بعد الموتِ؛ وإتحاد النفس، الذي يَعِيشُ إلي ما بعد الموتِ. وأضاف أنهم لا يَجِبُ أَنْ يَكُونُ قلقين بشأن إن كانوا سَيَكُونوا بمفردهم أَو معاً في العالمِ الآخرِ. إن كَانوا قَدْ اتّحدوا في إتحادِ النفس في هذه الحياةِ، فأنهم سيُشكّلونَ جسدَ واحد في الحياة التالية. تَكلّمَ أيضاً عن العريسَ وسَمّى الكنيسةَ خْطُيبته. تَكلّمَ عن استشهاد الجسدِ، قالَ بأنّه لا يجب أن يكون مُهاب، لكون استشهاد النفس هو الأكثرَ خوفاً. لأن التلاميذ والرسل لَمْ يَفْهُموا كُلّ ما قالَع، فقد أمرهم السيد المسيح بتَدوين ما أخفقوا في فَهْمه. حينئذ رَأيتُ يوحنا ويعقوب الصغير وشخص آخر يدونون علامات ى من وَقتٍ لآخَرَ على لوح كتابة صغير كانوا يحَملونه أمامهم ويستندُ على مسند. كَتبوا على لفّائف صغيرةِ مِنْ رقِّ الكتابة بسائل مُلَوَّن كانوا يحَملونه مَعهم. جذبوا اللفّائف من جيوبِ بصدرِهم، وكَتبتْ فقط في بِداية التعليمِ. تَكلّمَ السيد المسيح بطريقة مماثلة عن إتحادِه مَعهم، الذي سَيُتمَّ في العشاء الأخيرِ والذي لا يُمْكِنُ لشيءِ أن يُلاشيه. التزام كَبْح النفْس الكامل، كشف عنه السيد المسيح للتلاميذ عن طريق الاستجوابَ. سَألَ، على سبيل المثال: "هَلْ بإمْكِانُكم أَنْ تَفعلوا كذا وكذا في نفس الوقت؟ "وتَكلّمَ عن التقدمة التي ينبغي أَنْ تُقدم، التى تؤدّى إلى كَبْح النفْس الكامل كخاتمة. قدّمَ كأمثلة إبراهيم والآباء الآخرون الذين، قبل تَقديم تقدمته، نَقّوا أنفسهم دائماً وسلكوا فى كَبْح النفْس لمدة طويلة. عندما تَكلّمَ عن المعموديةِ والطقوس الدينية الأخرى، قالَ بأنَّه سيُرسلُ إليهم الروح القدس الذي، بمعموديتِه، سيَجعْلُهم جميعاً أبناء الفداء. أنهم يَجِبُ أَنْ يُعمّدوا بَعْدَ موتَه في بركةِ بيت صيدا كُلّ من يأتوا ويُريدوُن العماد. إن قّدم عدد عظيم أنفسهم، فيَجِبُ أَنْ يَضعوا أيديهم على أكتافِهم، إثنان إثنان، ويُعمّدُوهم هناك أسفل جدولِ المضخّةِ، أَو النافورة. كما كان يفعل الملاك من قبل، فالآن الروحُ القدس سيَحل على المُعَمَّدينِ ما أن يُراقَ دمِّه العتيد أنْ يتم، وحتى قبل أن يتَلقّوا هم أنفسهم الروحَ القدس. سأل بطرس إن كَان عليهم دائماً أَنْ يَتصرّفوا وفق هذا الأسلوب دون يُبَرهِنوا لأولئك الناسَ ويعلمونهم. أجابَ السيد المسيح بأنَّ الناس سيَكُونوا مُتعبين خارجا منتظرين أيامِ العيدِ ويَتُوقونَ في غضون ذلك في جدبِ؛ لذا هم، التلاميذ، يَجِبُ أَنْ لا يُتوانوا عن التصرف كما أخبرَهم الآن. عندما يَتلقّوا الروحَ القدس، سيعْرفونَ حينئذ ما يَجِبُ عليهم فعله. وجه السيد المسيح بَعْض الكلماتِ لبطرس تختص بموضوعِ معاقبة الذات والغفرانِ، وبعد ذلك تَكلّمَ معهم جميعاً عن نهاية العالمِ والعلاماتِ التي ستسْبقه. الإنسان المُضيء من قبل الرب سَيكونُ له رُؤى عن ذلك الموضوعِ. بهذه الكلماتِ، أشارَ السيد المسيح إلى رؤى يوحنا، والرب بنفسه استعملَ عِدّة إيضاحات مماثلة. تَكلّمَ على سبيل المثال، عن الذين سيوسمون بعلامة على جباههم، وقال بأنَّ ينبوع الماءِ الحيِّ الذي سيتَدفّق مِنْ جبلِ الجلجثةِ سيبدو في نهايةِ العالمِ مُسمم تقريباً بالكليَّة، ولو أنَّ كُلّ المياه الجيدة ستتَجَمّع أخيراً في وادي إلى وادي يَهُوشَافَاطَ. لقد بَدا لي بأنّه قالَ أيضاً بأنّ كُلّ ماء سيُصبحَ مرةً أخرى ماءَ تعميد. لم يكن أحد من الفريسيين حاضراً في أيّ جزء من هذا التعليمِ. عاد السيد المسيح فى ذلك المساء إلى لعازر في بيت عنيا. طوال اليوم التالي علّم السيد المسيح بدون إزعاج في الهيكلِ. تَكلّمَ عن الحقِّ وضرورةِ أن يتصرف التلاميذ وفق ما تعلموه. قالَ بأنه بنفسه الآن أَوْشَكَ أَنْ يَتمَّه. ليس بكافي أن نؤمن، يَجِبُ على الإنسان أَنْ يُزاولَ إيمانَه. لا أحد، ولا حتى الفريسيين أنفسهم، أستطاع أَنْ يَنتقدَه بأقلّ خطأِ في تعليمه، والآن بعَودته إلى أبّيه، سيَتمُّم الحقَّ الذى علّمَ به. لكن قبل هو يَستسلم لهم، سيَتْركُ لهم كُلّ ما يمتلكَه. لم يكن لديه مال ولا أملاك، لَكنَّه يَرِثُهم قدرته وقوَّته. أنه سيُؤسّسُ مَعهم إتحاد الذي يَجِبُ أَنْ يظل أكثرَ حمية مِنْ الاتحاد الذي يوحّدَهم الآن إليه، والذي يَجِبُ أَنْ يَدُوم حتى نّهاية الأيامِ. والذي يربطهم ببعضهم البعض كأعضاء الجسدِ الواحد. أشارَ السيد المسيح إلى عديد من الأمور التي سيظل يعملها مَعهم حتى أن بطرس، متصوراً بأنَّه سيَمْكثُ لمدة أطول على الأرضِ، قال له إنّ كَان عليه أَنْ يتَمَّم كُلّ تلك الأشياءِ، فأنه يَجِبُ أَنْ يبقي معهم حتى نّهاية العالمِ. حينئذ تكلم السيد عن جوهرِ وتأثيراتِ العشاء الأخيرِ، بدون أن يُشير إليه بالاسم. قالَ أيضاً بأنّه عَلى وَشَكِ أَنْ يَحتفلَ بفصحه الأخير. سَألَ بطرس أين نَوى ذلك. أجابَ السيد المسيح بأنَّه سيخبره في الوقت الملائم، وبأنه سيَذْهبُ إلى أبّيه بعد هذا الفصح الأخير. سَألَ بطرس مرة أخري إن كان سيَأْخذُ أمِّه معه، التي يحبونها ويوقرونها جميعاً. أجاب السيد المسيح بأنّها يَجِبُ أَنْ تَمْكثَ مَعهم بَعْض الأعوامِ. لقد ذَكرَ الرقمَ، وكان فيه عدد خمسة. أعتقد أنه حدّدَ خمس عشْرة سنةَ، وبعد ذلك قالَ عديد مِنْ الأشياءِ بخصوصها. في تعليمِه الأخيرِ عن قوَّةِ وتأثيراتِ عشائه الأخيرِ، ألّمح السيد المسيح إلى نوح، الذي سّكَر ذات يومٍ بالخمر؛ ألّمح إلى بني إسرائيل، الذين سئموا طعمَ المنِّ المُرسل لهم مِنْ السماءِ؛ وللمرارةِ التى تذوقوها فيه. أما بالنسبة لنفسه، فأنه سيَعدُّ خبزَ الحياةِ قبل عودتِه لوطنه، لَكنَّه لم يُعد بعد، لَمْ يُخْبَزُ بعد، لم يُطهي بعد. لقد علّمهم الحق لمدة طويلة، طويلا جداً تواصل مَعهم؛ ورغم ذلك ما زالوا يشَكّون دائماً! لقد شَعرَ بأنّ وجوده الجسدي أنه لَمْ يَعُدْ يَستطيعُ أَنْ يَكُونَ نافعا لهم، لذا فها هو يَعطيهم كُلّ ما لديه، أنه سيَحتفظُ فقط بما هو ضروريَ لتَغْطية جسدِه العاريِ. كلماتِ السيد المسيح هذه، لَمْ يَفْهمها التلاميذ. لقد كَان لديهم انطباع بأنَّه سيَمُوت، أَو ربما يَتلاشي عنْ أعينهم. متأخّر كاليومِ السَابِقِ، عندما كَانَ يَتكلّمُ عن اضطهاد اليهود له، قالَ بطرس بأنَّه يترك ثانيةً هذه الأجزاءِ وهم يُرافقُونه، لقد خَرجَ ذات يومٍ قبل أقامة لعازر، فأنه يستطيع أَنْ يَذْهبَ الآن ثانيةً. عندما ترك السيد المسيح الهيكلَ قُبَيلَ المساء، تَكلّمَ عن أنه يتركه الآن قائلا بأنَّه لن يَدْخلُه مطلقاً مرة أخرى بالجسدِ. هذا المشهدِ كَانَ مُؤَثِّر للغاية حتي أن كُلّ التلاميذ والرسل القوا أنفسهم على الأرضيِ وهم يبكون وينوحون بصوت عالي. بَكى السيد المسيح أيضاً. لم يذرف يهوذا ولا دمعةَ واحدة، مع بأنه كَانَ مُتَلَهِّفَ وعصبيَ، كما كَانَ دائما أثناء الأيام الماضية. لما يقولَ السيد المسيح أمس أي كلمةِ في تلميحِ إليه. في قاعة الهيكلِ، كان هناك بَعْض الوثنيين يَنتظرونَ، كثيرين مِنْ الذين أرادَوا بذل أنفسهم عن السيد المسيح. لقد رَأوا دموعَ التلاميذ. عند عِلْم رغبتِهم، أخبرهم السيد المسيح أنه لم يعد هناك وقتَ الآن، لكنهم يَجِبُ أَنْ يَلْجئوا إلى تلاميذه ورسله لاحقا، الذين أعطاهم قدرةً تشبه قدرته. ثمّ سلك الطريقَ الذي دَخلَ منه عند أحدِ السعف، وكثيراً ما كان يلتفت بكلماتِ حزينةِ ليحْدق على الهيكلِ، غادرَ المدينةَ، ذَهبَ إلى الحانةِ العامّةِ التى بأسفل جبلِ الزيتون، وبَعْدَ المساء عاد إلى بيت عنيا. هنا علّم السيد المسيح عند لعازر، واصلُ تعاليمه خلال العشاء، وخلال العشاء كانت النساء واقفات بعيداً. أعطىَ السيد المسيح تعليمات بإعداد وجبة طعام في حانة سمعان العامةِ في اليوم التالي. كَانتْ أورشليم هادئَة جدا طوال هذا اليومِ. لَمْ يَذْهُب الفريسيين إلى الهيكلِ، بل اجتمّعَوا في المجلسِ. لقد كَانوا قَلِقين بسبب عدم ظهور يهوذا. عديد مِنْ أخيار شعب المدينةِ كَانوا في كآبةِ عظيمةِ بسبب نبواتِ السيد المسيح التي سَمعوها مِنْ التلاميذ. رَأيتُ نيقوديموس ويوسف الرامي وأبناء سمعان وأناس آخرين يَبْدونَ مضطربينَ وقَلِقينَ جداً، مع إِنَّهُمْ لمَ ينسحبوا حتي الآن عنْ بقيّة اليهود. أنهم ما زالوا مندْمجينَ مَعهم في شؤونِ الحياة العاديةِ. رَأيتُ فيرونيكا أيضاً، بقرب مسكنَها حزينة وتعتصر يديها. استعلمَ زوجُها عن سببَ اضطرابها. يقد منزلها في أورشليم بين الهيكل وجبل الجلجثة. عاش ستّة وسبعون مِنْ الرسل في القاعاتِ التى تحيطُ بالمذبح.
| |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:10 am | |
| الفصل التاسع المجدلية تغسل قدمي السيد المسيح للمرة الأخيرة فى الصباح التالي علّم السيد المسيح عدد كبير مِنْ التلاميذ، أكثر مِنْ ستّون، في الساحةِ التى مقابل بيتِ لعازر. بعد الظهر، حول السّاعة الثّالثة، وُضِعتْ مناضد في الساحةِ، وكان السيد المسيح والتلاميذ يخَدمون أثناء طعامهم. رَأيتُ السيد المسيح يذهب مِنْ المنضدةِ لمنضدة يحمل شيءِ إلى هذا، شيء إلى ذلك، ويعلّم دائماً. لم يكن يهوذا حاضرَاً. كَانَ بالخارج لشراء احتياجات الضيافةِ لسمعان. ذَهبتْ المجدلية أيضاً لأورشليم، لشِراء طيب ثمينِ. العذراء المباركة، التي كان السيد المسيح قد أعلن لها ذلك الصباحِ عن قرب موتَه، كَانتْ حزينة بما يفوق الوصف. ابنة أختها مريم التى لكلوبا كَانَت حولها دائماً تواسيها. ذَهبا سويا وهما بغاية الحزن حانةِ الرسل. أثناء ذلك، تَحدّثَ السيد المسيح مَع الرسل عن موتِه القريب وعن الأحداثِ التي ستتبعه. قالَ إن أحد الذين كانَ على علاقة حميمة مَعه، أحد الذين يدينون له بعظيم الامتنان، عَلى وَشَكِ أَنْ يَبِيعَه للفريسيين. أنه لن يَضعَ سعراً له، بل لن يَسْألُ سوي "ماذا سَتَعطونني مُقابله؟ "إن كان الفريسيين سيَشترونَ عبداً، لكان بسعر ثابت، لَكنَّه سَيبيعه بأي ما أرادوا إعْطائه. سيبيعه الخائن بأقل مِنْ كلفةِ عبد! بَكى الترسل بكاءً مرَّاً وحزنوا للغاية حتي كان لا بُدَّ أنْ يَتوقّفوا عن الأكل، لكن السيد المسيح أجبرَهم بلطف. لاحظتُ في أغلب الأحيان بأنّ الرسل كَانوا أكثر حناناً على السيد المسيح من التلاميذ. أعتقد لأنهم لمَ يكَونوا كثيراً مَعه، فكَانوا بذلك أكثر تواضعا. تَكلّمَ السيد المسيح هذا الصباحِ عن عديد مِنْ الأشياءِ مَع تلاميذه. ولأنهم لَمْ يَفْهُموا كُلّ شيءَ، أَمرَهم بتَدوين ما لا يَستطيعونَ فْهمة، قائلاً بأنَّه عندما سيُرسلُ روحَه إليهم، حينئذ سيَتذكّرونَ تلك النقاطِ ويستطيعون فهم معناها. لقد رَأيتُ يوحنا وبعض الآخرين الذين يَدونون مُلاحظاتَ. أسْهَبَ السيد المسيح طويلا على هروبهم عندما سَيُسلّمُ نفسه للفريسيين. فلم يَستطيعوا أَنْ يُفكّروا بأنَّ شيء كهذا ممكن أن يحدث منهم، رغم إِنَّهُمْ هَربوا حقاً. لقد تَوقّعَ عديد مِنْ الأشياءِ التي ستَتْبعَ ذلك الحدثِ، وأخبرَهم كيف يجِبُ أَنْ يَتصرّفوا. فى النهاية تَكلّمَ عن أمِّه المقدّسةِ. قالَ بأنّها ستقاسى مَعه كُلّ الآلام القاسية التى ستتسبب فى موتِه، بأنَّها ستموت مَعه موتَه المرَّ، رغم أنها ستعِيشَ خمس عشْرة سنةَ بعد موته. أشارَ السيد المسيح إلى الرسل إلى أين يَجِبُ أَنْ يَذْهبوا: البعض إلى الرَّامَةِ، البعض إلى شيكار، وآخرون إلى قِيدَارُ. الثلاث الذين رافقَوه فى رحلتِه الأخيرةِ لم يعودا لأوطانهم. لكون أفكارِهم ومشاعرِهم قد قَاستَا تغيير عظيمَ، فلم يَكُنَ جيداً لهم أن يعَودوا إلى بلادِهم، وإلا فقَدْ يتسبّبونَ فى فضيحةَ، أَو بسبب معارضةِ الأصدقاءِ، فقد يخاطرَون بالتَرَاجُع إلى طرق تصرفاتهم السابقةِ. أَلِيُودَ وإرمنسير ذَهبا، أعتقد، إلى شيكار، لكن سيلا بَقى حيث كان. وهكذا أستمر السيد المسيح تعلّيم أتباعِه بحبِّ فائقِ، يَنْصحُهم على كُلّ شيءِ. رَأيتُ تَفرق العديد مِنْهمِ قُبَيلَ المساء. رجعت المجدلية أثناء هذا التعليمِ مِنْ أورشليم بالأطياب التى اشترتها. لقد ذَهبتْ إلى فيرونيكا وأرتها الأطياب التى أشترتها، لقد كَانتْ مِنْ ثلاث أنواعِ، من أثمن ما يُمْكِنُ شراءه. أنفقَت المجدلية فى شرائهم كُلّ المال المتبقي معها. أحد الأطياب كَانَ زيتِ النَارِدِينٍ. القد اشترتْ القواريرَ بمحتوياتها. القوارير كَانتْ ضاربة إلى البياض، تُشبه ملمس اللؤلؤةِ. كَانوا علي الشكلِ الجرارِ الصَغيرةِ ذات قاعدة مُزَيّنة بمقابضِ، وكَانَ لهم فوهة لولبيةُ. حَملَت المجدلية القوارير تحت عباءتِها في جيب مُعلق على صدرِها بحبل يمَرّ علي أحد كتفِيها وظهرِها. عادت أمّ يوحنا مرقص إلى بيت عنيا وقابلت يهوذا الذي تَكلّمَ مع المجدلية مُخفياً امتعاضه. سَمعتْ المجدلية مِنْ فيرونيكا بأنّ الفريسيين صمّموا على إلْقاء القبض على السيد المسيح وقْتلُه، لكن ليس الآن، بسبب حشودِ الغرباءِ وخاصةً الوثنيين العديدينِ الذي تَبعوه. أعلمتْ المجدلية المرأة الأخرى بهذه الأخبارِ. النِساء كُنّ عند سمعان يُساعدنَ فى الإِعْداد للضيافةَ، التى اشتري لها يهوذا كُلّ شيء ضروري. لقد أفرغَ المحفظةَ بالكامل اليوم، مُعتقداً بأنَّه سيَستعيدُ كُلّ شئ مرة آخري في المساء. أشترى خضاراً وخروفان وفاكهة وسمك وعسل... الخ مِنْ رجل يملك بستان في بيت عنيا. كَانتْ صالة الطعام التى استعملتْ عند سمعان اليوم تختلف عن الصالة التي تَعشّى فيها السيد المسيح وأصدقائه ذات مرّة من قبل فى اليوم الذي دخل فيه الهيكل منتصرا. تَعشّوا اليوم في صالة مفتوحِة خلف البيتِ تطل على الفناءِ ذات سقف به فتحة مغُطّاة بقبة صغيرة. تم تزُيّنَها لهذه المناسبةِ. أنهم لَمْ يَجتازوا الشارعَ إلى سمعان، بل مضوا بثياب الاحتفال عائدين من الحديقةِ إلى القاعةِ. كان هناك عددَ من الناسِ في بيت عنيا، وجائت حشود من الغرباءِ برغبة رُؤية لعازر وتسببوا فى بعض الضوضاء. وكَانَ سببَ مفاجأةِ واستياء للناسِ أن سمعان، الذي ترك بيتَه مفتوحَا، أشترى كميات كثيرة من المؤن وأغَلقَ مؤسستَه. أصبحوا في مدَّة قصيرة غاضبين وفضوليين، وتسلقوا الجدرانَ أثناء تناول الطعام. أنا لا أَتذكّرُ بَعْدَ أَنْ رَأيتُ أيّ غسل للأقدامِ، بل بَعْض التطهير القليل قبل دُخُول القاعةِ. وُضعت عِدّة أقداح كبيرة على المائدةِ، وبجانب كُلّ واحدة، قدحين صغيران. كان هناك ثلاثة مِنْ أنواعِ من الشراب؛ واحد أحمر آخر مخضر، والثالث أصفر. أعتقد أنهم كَانَوا أنواع من عصير الكمثرى. قًدم الحمل أولاً. وُضع علي صحنِ بيضاويِ، الرأس يَستندُ على الأرجل الأماميةِ. وُضع الصحن مع الرأسِ قُرْب السيد المسيح. أَخذَ السيد المسيح سكين أبيض، مثل العظمِ أَو الحجارةِ، أدخلَه فى ظهر الحملِ، وقطع، أولاً إلى أحد جانبِي الرقبةِ وبعد ذلك إلى الجانب الآخر. بعد ذلك سَحبَ السكينَ لأسفل، قَاطعَا مِنْ الرأسِ على طول كل الظهرِ. خطوط هذا القطعِ ذكّرَني فى الحال بالصليبِ. ثمّ وَضعَ الشرائحَ التى فَصلتْ أمام يوحنا وبطرس وأمامه، ووجّهَ سمعان، المضيّف، لقَطْع الحملِ أسفل الجنابِ، ويَضِعُ القِطَعَ يمينا ويسارا أمام الرسل ولعازر. كانت النساء القديسات جالساتْ حول مائدتِهم, المجدلية، التي كَانتْ تبكي طول الوقت، جَلسَت مُقابل العذراءِ المباركة. كان هناك سبعة أو تسعة حاضرات. كَانَ أمامهم حمل صغير. كَان أصغرَ مِنْ الحمل الذي على المائدةِ الأخرى، الرأس فى اتجاه أمّ الربِ. هي التي كَانتْ تقَطعه. بعد الحمل كان هناك ثلاث سمكِات كبيرِ وعِدّة أسماك صغيرة. وضعت الأسماك الكبيرة في صحنِ كما لو أنَّها تسِبحَ في الصلصة البيضاء. ثمّ الفطائر، لفّائف صَغيرة علي شكلِ حملانِ وطيور بأجنحةِ ممدودة، أقراص العسل، أعشاب خضراء مثل الخسِّ، وصلصة مغمور بها بعض الخسِّ. أعتقد أنه كَانَ زيتاً. تلي هذا بعض الفاكهةِ التي بَدتْ مثل الكمثري. في وسط الصحنِ كَانَ شيئاً مثل القرع مع فاكهةِ أخرى مثل العنبِ. الصُحون المستعملة كَانتْ بيضاء وصفراء من الداخل جزئياً أصفرِ؛ وكانت صحون عميقة أَو ضحلة طبقاً لمحتوياتها. علّمَ السيد المسيح طوال مدة تناول الطعام. عندما اقتربُ مِنْ نهو حديثِه؛ كان التلاميذ بغاية الانتباه. سمعان، الذي لم تعد خدماته مطلوبة، جَلسَ ساكناً يَستمعُ لكُلّ كلمة، عندما نهضت المجدلية بهدوء مِنْ مقعدِها بين النساء القديسات. كَانَت ترتدي عباءة بيضاء مع بعض اللون الأزرق، وشَعرها المُتَدفِّق مغُطّى بطرحة. وَاضْعة الأطياب في طيّة عباءتِها، مَرّتْ عبر الممشى المزُرِوع بالشُجيرات، وقفت خلف السيد المسيح وأحنت نفسها لأسفل عند قدميه وهي تبكي بمرارة. أحنتْ وجهِها على القدمِ الذي كَانَ يَستندُ إلى الأريكةِ، بينما رفع السيد المسيح بنفسه القدم الأخرى التي كَانتْ مرتفعة قليلاً عن الأرض. حَلَّت المجدلية الصندل ودَهنَت قدمَي السيد المسيح. ثمّ جذبت شَعرَها المُتَدفِّقَ مِنْ تحت طرحتها بكلتا يديها، ومَسحتْ أقدامَ الرب المَدْهُونةَ، وأرجعت الصندلَ. سبّبَ عملُ المجدلية بَعْض المُقاطعة لحديثِ السيد المسيح. لقد لاحظَ اقترابها، لكن الآخرين فوجئوا. قال السيد المسيح: " لا تُصدموا من عمل هذه المرأةِ! " وبعد ذلك خاطبَها ببَعْض الكلماتِ. نهضت ووقفت خلفه وسكبت على رأسهِ الناردين الغاليِ بكميات وفيرة جداً حتي أنه نَزلَ على ملابسِه. ثمّ نَشرتْ بيَدِّها بعض الأطياب مِنْ أعلي الرأس حتي أسفلها. أمتلئت القاعة بالرائحةِ اللذيذةِ. تهَامسَ التلاميذ معاً عبّروا عن استيائهم حتى بطرس أغتاظ من المُقاطعة. انسحبت المجدلية وهي تبكي. عندما كَانتْ عَلى وَشَكِ أَنْ تَعْبرَ أمام يهوذا، مد يَدَّه ليوقفها بينما خاطبها بسخط ببَعْض الكلماتِ ليوبخها على تبذيرِها قائلاً بأنّ المالَ الذي أشترت به الأطياب كان يُمكنُ أنْ يُعطي للفقراءِ. لم تجبه المجدلية ولا بكلمة. للقد كَانتْ تَبْكي بكاءً مرَّاً. حينئذ تَكلّمَ السيد المسيح، يَدعوهم بأن يتركوها تعبر، وقائلاً بأنّها دَهنتْه لأجل موتِه، لأنها لن تَكُونَ قادرة فيما بعد على عمَلُ ذلك، وبأنَّه حيثما يُكرز بهذا الإنجيلِ، سيُذكر عملها وكذلك تذمّرهم. جلست المجدلية، قلبها ملئ بالحُزنِ. توقف تناول الطعام بسبب استياء التلاميذ وتوبيخ السيد المسيح. عندما انتهى تناول الطعام، عاد الجميع إلى بيت لعازر. يهوذا، مُمتلئ بالغضبِ والجشعِ، أعتقد داخل نفسه بأنّه لَمْ يَعُدْ يَستطيعُ تَحَمُّل مثل هذه الأمور. لكنه أخفي مشاعرَه، وَضعَ جانبا رداء الاحتفال، وأدعى أنّه ينبغي أنْ يَعُودَ إلى الحانة ليري إن كان الباقي مِنْ الطعام قد أُعطىَ للفقراءِ. لكنه بدلاً مِنْ ذلك، رَكضَ بكل سرعةَ نحو أورشليم. لقد رَأيتُ الشيطانَ مَعه دائماً، أحمر، ذو جَسَد، وشديد النحول. كَانَ أمامه وخلفه، كما لو أنَّه يُضئ الطريقِ لَهُ. لقد كان يهوذا يري خلال الظلمُة. لم يتَعثّرَ لَيسَ، بل ركض بأمانِ كامل. رَأيتُه في أورشليم يركض نحو البيتِ الذي كان فيه السيد المسيح فيما بعد عُرّضَة للاحتقار والسخريةِ. كان الفريسيين ورؤساء ما زالوا معاً، لكن يهوذا لَمْ يَدْخلْ اجتماعهم. خرج إثنان منهم وتَكلّمَا مَعه في الفناءِ. عندما أخبرَهم بأنَّه مستعدَّ لتَسليم السيد المسيح وسَألَ كم سيعطونه مُقابله، أظهروا بهجةً عظيمةً وعادوا ليخبروا باقيّ المجلسِ. بعد فترة قصيرة، خرج واحد منهم وقدّمَ عرضاً بثلاثون قطَعِة من الفضةِ. أرادَ يهوذا أن يأخذهم فى الحال، لَكنَّهم لم يَعطونهم إليه. لقد قالوا بأنَّه كَانَ هناك من قبل، وبعد ذلك تَغيّبَ لمدّة طويلة وبأنّه يَجِبُ أَنْ يَقُومَ بواجبه، وبعد ذلك يَدْفعونَ له. رَأيتُه يَعْرض يديه كعربون للعقدِ، ومزق كل واحد من الجانبينِ شيئاً مِنْ لباسِهم. أرادَ الفريسيين أن يمكث يهوذا معهم لفترة قصيرة ويُخبرُهم متي وكَيف سيتمم الصفقة. لَكنَّه أصرَّ على الذِهاب حتي لا يُثير الشكوك ضده. قالَ بأنّه عليه أَنْ يَكتشفَ بعض أشياء، حتي يستطيع أَنْ يَتصرّفَ فى اليوم التالي بدون أن يجَذْب انتباه أحد. لقد رَأيتُ الشيطانَ الذي كان طوال الوقت بين يهوذا والفريسيين. بتَرْك أورشليم، ركض يهوذا عائداً إلى بيت عنيا، حيث غيّرَ ملابسَه وانضمَّ إلى باقي التلاميذ. مكث السيد المسيح عند لعازر بينما انسحبَ أتباعَه إلى حانتِهم. فى تلك الليلة جاءَ نيقوديموس مِنْ أورشليم، وعند عودتِه رافقَه لعازر لجزء من الطريقِ. | |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:15 am | |
|
الفصل العاشر عشاء الفصح الأخير. قبل القيلولة دعا السيد المسيح بطرس ويوحنا، تَكلّمَ معهم عن ما يَجِبُ أَنْ يَفعلونه، عن الاستعدادات التى يَجِبُ أَنْ يَعدونها في أورشليم لأكل حملِ الفصحِ. سَألَ التلاميذ السيد المسيح أين سيَأْكلُ الفصح. اليوم، قَبلَ الفَجرِ، طَلبَ الرب بطرس ويعقوب ويوحنا، تَكلّمَ معهم عن أمور تتعلّقُ بكُلّ ما يجب أنْ يَعدّوه في أورشليم وأخبرَهم أنهم عندما سيَصْعدونَ جبلَ صهيون، فأنهم سيلاقون رجلَ يَحْملُ جرة ماءِ. لقد كانوا يعلمون جيداً هذا الرجلِ، لأنه فى الفصح الأخير، في بيت عنيا، كَانَ هو الذي أعدَّ الطعام للسيد المسيح، ولهذا يَقُولُ القديس متى: رجل مُعين. كَان عليهم أَنْ يَتْبعوه إلي بيتَ، ويقولون له: "السيد يقول، إن وقتي قُرْب، مَعك سأَصْنعُ الفصح مَع تلاميذي " كَان عليهم حينئذ أن يروا غرفةَ العشاءَ، ويَصْنعونَ كُلّ الاستعدادات الضرورية. رَأيتُ تلميذان يَصْعدانِ نحو أورشليم، على طول الوادي، إلى جنوب الهيكلِ، وفي اتّجاهِ الجانبِ الشماليِ لجبل صهيون. على الجانبِ الجنوبيِ للجبلِ الذي كان الهيكلِ عليه، كان هناك بَعْض البيوتِ؛ فساروا عكس هذه البيوتِ، تابعين مجرى سيلِ. عندما وَصلوا قمّةَ جبلِ صهيون، التي أعلى مِنْ جبلِ الهيكلِ، التفتوا نحو الجنوبِ، وبمجرد أن صعدوا قليلا حتي التقوا بالرجلَ الذي قَدْ حُدّدَ إليهم؛ تَبعوه وتَكلّموا معه بما أمر به السيد المسيح. لقد كَانَ مُسرَّور كثيراً بكلماتِهم، وأجاب بأنّ العشاء قَدْ طُلِبَ أن يُعدََّ في بيتِه (على الأرجح مِن قِبل نيقوديموس)، لكنه لم يكَنَ مدركَ لمن، وأبتهج لكونه عِلْم بأنّه مُعد للسيد المسيح. اسم هذا الرجلِ هالي، وهو نسيبَ زَكَريا الذي من حبرون، الذي أعلن السيد المسيح من بيته في العام الماضي عن موتَ يوحنا المعمدان. عِنْدَهُ إبنُ واحد فقط، كَانَ لاويّ وصديق القديس لوقا قبل أن يُدعى مِن قِبل الرب، وخمس بناتِ لم يتزوجن جميعاً. كان يصعد كُلّ سَنَة مع خدامِه فى عيد الفصح ويستأجرَ غرفة ويُعدَّ الفصح للأشخاصِ الذين ليس عِنْدَهُمْ صديقُ في البلدةِ ليقيموا مَعه. استأجرَ هذه السَنَةِ غرفة عشاءِ تخص نيقوديموس ويوسف الرامي. بيّن للتلميذان موقعِها وترتيبِها الداخليِ. لقد كَانَت على الجانبِ الجنوبيِ لجبلِ صهيون وقريبة مِنْ قلعة داوود ومِنْ السوقِ، كَانَت على المنحدر الشرقيِ تطل على ساحةِ مفتوحةِ مُحاطة بأفنية ذات جدرانِ هائلةِ وبين صفوفِ من الأشجارِ. على يمين ويسار المدخلِ، كانت توجد بنايات أخرى مُلاصقة للجدارِ وبالقرب منه البيت الذي قَضتْ فيه العذراءَ المباركةَ والنِساءَ القدّيساتَ أغلب وقتِهم بعد موتِ السيد المسيح. غرفة العشاءَ، التي كَانتْ أكبرَ أصلاً، كَانتْ سابقاً مَشْغُولةَ مِن قِبل قادةِ داوود الشجعان، الذين تَعلّموا استعمال الأسلحةِ هناك. كانت في الماضي مُلحقة لمبني الهيكلِ، وتابوت العهدِ قَدْ استقرّتْ فيها لمدة طويلة مِنْ الوقتِ، وآثار وجودِه فيها ما زالَت توْجَدَ في غرفةِ تحت الأرض. رَأيتُ النبي ملاخي مختفي تحت نفس هذا السقفِ حيث كَتبَ هناك نبوءاتَ تَتعلّقُ بالقربان المقدَّس المباركِ وذبيحة العهد الجديدِ. كّرم الملك هذا البيتِ وعَملَ ضمن جدرانِه بَعْض العملِ المجازيِ والرمزيِ لكني نَسيته. عندما تهدم جزء عظيم من أورشليم من قِبل البابليين، نجا هذا البيتِ. لقد رَأيتُ عديد مِنْ الأشياءِ الأخرى التى تَتعلّقُ بنفس هذا البيتِ، لَكنِّي أَتذكّرُ فقط ما أخبرتُ به الآن. هذه البنايةِ كَانتْ في حالةٍ مُخَرَّبة جداً عندما آلت ملكيته إلى نيقوديموس ويوسف الرامي، اللذان رتّبا البنايةَ الرئيسيةَ بطريقةٍ مناسبة جداً، وجعلاها كغرفة عشاءِ للغرباءِ الذين يأتون إلى أورشليم بغرضِ الاحتفال بعيد الفصح. هكذا استخدمه الرب فى السَنَةَ السابقةَ. علاوة على ذلك، البيت والبنايات المُحيطة البناياتِ اُستخدمت كمخازنِ للآثار والأحجارِ الأخرى، وكورش للعُمّالِ؛ لأن يوسف الرامي كان يمتلكَ محاجر ثمينةَ في بلادِه، وكان يجلب منها كُتَل كبيرة مِنْ الحجارةِ ليّشكلها عُمّاله تحت أشرافه إلى قبورِ وحُلي معمارية وأعمدة. كَانَ نيقوديموس شريك في هذا العملِ واعتاد أن يقضي ساعاتِ عديدة فى النَحْت بنفسه. لقد عمل في الغرفةِ، أَو في شُقَّة تحت الأرض كَانتْ تحتها، باستثناء فترات الأعياد؛ وهذه الحرفةِ جعلته مرتبط بيوسف الرامي وصاروا أصدقاءَ، وينضمَّان إلى أغلب الأحيان معاً في صفقاتِ مُخْتَلِفةِ. هذا الصباحِ، بينما كان بطرس ويوحنا يتحدّثانِ مَع الرجلِ الذي استأجرَ غرفةَ العشاءَ، رَأيتُ نيقوديموس في البناياتِ على يسار الباحةِ، حيث عدد كبير من الأحجارِ تمَلئ الممراتَ المؤدّية إلى غرفةِ العشاءَ. فى أسبوع قبل ذلك، رَأيتُ عِدّة أشخاص يعملون في وَضْع الأحجارِ على جانب واحد وينظفون الساحةِ ويَعدّونَ غرفةَ العشاءَ للاحتفالِ بالفصح؛ ظْهرُ لي أنه كان هناك بينهم بَعْض رسل الرب، ربما أرام وسيمي، أبناء عم يوسف الرامي. غرفة العشاءَ، مدعوة بشكل جيّد، كَانَ تقريباً في وسط الساحةِ؛ طولها أعظمَ مِنْ عرضِها؛ مُحاطَة بصفّ من الأعمدةِ المنخفضةِ، وإن فَرّغت الفراغاتِ التى بين الأعمدةِ لكَانَت سَتشكّلُ وحدها غرفةِ داخليةِ كبيرةِ، لأن كل الصرحِ كَانَ، إذا جاز التعبير، شفّاف؛ كَانَ عاديَا، ماعدا في مناسبات خاصة، لأن الممراتِ كانت تُغلَقُ. كانت الغرفة مُضاءة بفتحاتِ في قمةِ الجدرانِ. في المقدمةِ، كان هناك أولاً دهليز، يمكن دخوله من خلال ثلاثة أبوابِ، الغرفة الداخلية الواسعة، حيث تتدلي عِدّة مصابيح مِنْ المنصّةِ؛ الجدران كانت مُزُيّنة للعيد للنصف بحصيرةِ جميلةِ أَو نسيج ذو رسوم وكان هناك فتحةِ في السقفِ ومُغَطّاة بشاشِ أزرقِ شفّافِ. الجزء الخلفي من هذه الغرفةِ مُنفصل عنْ الباقي مِن قِبل ستارة من الشاشِ الشفّافِ الأزرقِ أيضاً. هذا الانقسام لغرفةِ العشاءَ لثلاثة أجزاءِ جعلها تشبه الهيكلِ، هكذا تتشكّلُ: الساحةَ الخارجيةَ فالقدّس فقدس الأقدَّاس.
| |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:19 am | |
| في آخر هذه الأقسامِ، وُضع على كلا الجانبينِ الملابس والأشياء الأخرى الضروري للاحتفالِ بالعيدِ. في الوسط كان هناك شئ كالمذبحِ. مقعد حجري علي ثلاث درجات، وعلي شكل مستطيل، بارز عنْ الحائطِ: لابدَّ أنْه يُشكّلَ الجزءَ من الفرنِ المستخدم لشي حملِ عيد الفصحِ، لأن اليوم الدرجات كانت ساخِنة تماماً أثناء الأكل. أنا لا أَستطيعُ أن أصْف كُلّ ما كان في هذا جزءِ من الغرفةِ بالتفصيل، لكن كُلّ أنواع الترتيباتِ قَدْ أُعدت هناك للاسْتِعْداد لعشاءِ عيد الفصحِ. فوق هذا الموقدِ أَو المذبحِ، كان هناك ما يُشبه كوّةِ في الجدارِ، رأيت أمامها صورةَ حملِ عيد الفصحِ، بسكين في حنجرتِه، ويظهر الدمّ مُتدَفُّق قَطرَةٌ قَطرَة على المذبحِ؛ لَكنِّي لا أَتذكّرُ بوضوح كَيف عُمِلَ هذا. في كوّة في الجدارِ كان هناك ثلاثة دواليبِ ذات ألوانِ مُخْتَلِفةِ، التي تحولت مثل معابدِنا، للفتح أَو الإغلاق. أُستعمل عدد مِنْ الأوعيةِ في الاحتفال بالفصح وحُفظت فيهم؛ لاحقاً، وُضع هناك القربان المُقدس المبارك. في الغُرَفِ في جوانبِ غرفةِ العشاءَ، كان هناك بَعْض الأرائكِ، وُضع عليها أغطية سميكة والتي يُمْكِنُ أَنْ تُستَعملَ كأسِرّة. كانت هناك أقبية فسيحةَ تحت كلّ هذه البنايةِ. أستقر تابوت العهدِ سابقاً أسفل البقعةِ حيث شُيد الموقد بعد ذلك. كان هناك أسفل البيتِ خمس قنوات ضيِّقة لإفْراغ القمامةِ إلى منحدرِ التَلِّ، فى الطرف الأعلى حيث شٌيد البيت. رَأيتُ السيد المسيح سابقاً يَعظ ويُشفي مرضي بطريقة أعجوبية، والتلاميذ يقضون الليلَ كثيراً في الغُرَفِ الجانبيةِ. عندما تكلم التلاميذ مع هالي الذي من حبرون، رجع هالي إلى البيتِ بالساحةِ، لَكنَّهم اتّجهوا نحو اليمين، وأسرعوا لأسفل الجانبِ الشماليِ للتَلِّ، من خلال جبل صهيون. عبروا علي جسر ومشوا فى طريق مُغَطّى بنبات العُلّيق ووَصلَ إلى الجانبَ الآخرَ من الوادي الذي كَانَ أمام الهيكل وأمام صفِّ البيوتِ الذين كَانوا جنوب تلك البنايةِ. كان هناك بيتُ سمعان الشيخ، الذي ماتَ في الهيكل بعد تقديمِ الرب؛ وأبنائه، البعض مِنْهم كَانوا رسل للسيد المسيح في الخفاء، كَانوا يعِيشُون في الحقيقة هناك. تَكلّمَ التلاميذ مع أحدهمِ, رجل أسْمَر البشرة وطويل، الذي يشغل ما يُشبه مكتبِ في الهيكل. خَرجوا مَعه إلى الجانبِ الشرقيِ للهيكل من خلال ذلك الجزءِ من أوفيل الذي دخل منه السيد المسيح أورشليم فى أحدِ السعف، ومن هناك إلى سوقِ الماشيةَ، الموجود في البلدةِ شمال الهيكل. رَأيتُ في الجزءِ الجنوبيِ من هذا السوقِ بعض السياج الصَغيرةَ بها بَعْض الحملانِ الجميلةِ التى كَانتْ تَثِبُ حولها. كانت خراف الفصح تُشتري من هنا. رَأيتُ أبن سمعان يَدْخلُ أحداها والحملان تثب حوله كما لو أنَّهم يعَرفونه. اختارَ أربعة وآتي بهم إلى غرفةِ العشاءَ. رَأيتُه بعد الظهر في غرفةِ العشاءَ مُنشغلَ في إعْداْد حملِ عيد الفصحِ. رَأيتُ بطرس ويوحنا يَذْهبُان لأجزاء مختلفة مِنْ البلدةِ ويَطْلبُان أشياءَ مُخْتَلِفةَ. رَأيتُهما أيضاً يوقفاً مُقابل بابَ البيت الذي يخص فيرونيكا والذي يقعَ شمال جبل الجلجثة، حيث عاشَ تلاميذ السيد المسيح لجزء عظيم من الوقتِ، أرسلَ بطرس ويوحنا بَعْض التوابعِ مِنْ هناك إلى غرفةِ العشاءَ وأوكلوا إليهم بعض المهام التي نَسيتها. دَخلوا بيتَ فيرونيكا أيضاً، حيث كَانَ عِنْدَهُمْ عِدّة ترتيبات ليعَمَلوها. كان زوجها، الذي كَانَ عضو بالمجلسَ، غائبَ عادة ومشَغولَ في العملِ؛ لكن حتى عندما كَانَ في البيت كانت تراه قليلاً. كَانتْ امرأة فى عُمرِ العذراءِ المُباركة، وكَانتْ لِفترة طويلة مُرتَبَطة بالعائلةِ المقدّسةِ؛ لأنه عندما ظل الصبي يسوع لثلاث أيامَ في أورشليم بعد العيدِ، كانت هي التي تمده بالطعام. أَخذ التلميذان أشياءِ أخرى مِنْ هناك، آخذا الكأس الذي أستخدمه الرب سر العشاء الرباني المباركِ. الكأس الذي أحضره التلاميذ مِنْ بيتِ فيرونيكا كَانَ رائعَا وغامضَ في مظهرِه. لقد ظل لوقت طويل في الهيكلِ بين الأشياءِ الثمينةِ الأخرى مِنْ التحفة الفنيّة القديمةِ العظيمةِ، استعماله وأصله كَانا قَدْ أُهملا. نفس الشئ حدث بدرجات متفاوتة في الكنيسةِ المسيحيةِ، حيث عديد مِنْ الجواهرِ المُكَرَّسةِ أُهملتْ وأُصبحتْ بلا استعمال بالوقتِ. الأواني والجواهر القديمة، دَفنَت تحت الهيكلَ، غالباً ما حُفِرَ عليها وبيعت أَو أعدَت. هكذا كَانَ ذلك، بترخيص من اللَّهِ، هذا الإناء المقدّسِ، الذي لم يستطيع أحد أن يصهرِه لكونه صَنع من مادّةِ مجهولةِ، والذي كَانَ قَدْ وُجِدَ مِن قِبل الكهنةِ في خزينةِ الهيكلِ بين الأشياءِ الأخرى لَم تعد تُستعملَ، كَانَ قَدْ بِيعَ إلى بَعْض دارسي الأشياء الأثريّة. لقد اشترته فيرونيكا واستعمله السيد المسيح عدة مرات في الأعياد، ومِنْ يومِ العشاء الأخيرِ، أصبحَ ملكيةَ خاصّةَ للجماعةِ المسيحيةِ المقدّسةِ. الكأس كَانَ كمثرى الشكل, ضخم, مصقول للغاية، ذو حُلي ذهبيةِ ومَقبضين صغيرين يُرفع منهما. قاعدته مِنْ الذهبِ، مصنوعة بشكل مُتقَن، مُزَيّنَة بثعبان وعنقود عنب صغير، وغنية بالأحجار الكريمةِ. حُفظت الكأس في كنيسةِ أورشليم، في يدي القدّيس يعقوب الصغير؛ وأنا أَرى أنّه ما زالَ محفوظ في تلك البلدةِ وأنه سَيظْهرُ ثانية يوماً ما، بنفس الطّريقة كما من قَبْلَ. أَخذتْ الكنائسُ الأخرى الكؤوسُ الصَغيرةُ التي كانت تُحيط بالكأس؛ وصاروا بحوزة البطاركةِ، الذين كانوا يشَربون منها عندما يتَلقّوا بركة أَو عندما يعطوا منح البركة، كما رَأيتُ العديد مِنْ المراتِ. هذا الكأس كَانَ من أملاك أبينا إبراهيم؛ جَلبَه مالكي صادق مِنْ أرضِ السامريين إلى أرضِ كنعان، عندما كَانَ يَبْدأُ في عمل الترتيبان فى البقعة حيث بُنِيتْ أورشليم بعد ذلك؛ لقد استعملَها حينئذ لتَقديم ذبيحة، عندما مَنحَ الخبز والخمر في حضورِ أبينا إبراهيم، وتَركَه في ملكيةِ ذلك الأبِّ المقدّسِ. هذا الكأسِ نفسهِ كَانَ قَدْ حُفظ في فُلكِ نوح. وُضع في الجزءِ العلوي من الفُلكِ. لقد حفظه موسى أيضاً في مقتنياته. الكأس كَانَ ضخم كالجرس. كان يبدوا وكأنه شُكّلَ بالطبيعةِ ولَيسَ من قبل فَنانِّ. السيد المسيح وحده هو الذي يعَرفَ ما ماذا صُنع. في الصباحِ، بينما كان التلاميذ مشغولين في أورشليم لأعداد الفصح، السيد المسيح، الذي بَقى في بيت عنيا، أَخذَ فى وداعَ النِساءِ القدّيساتِ ولعازر وأمِّه المباركةِ، وأعطاهم بَعْض التعاليم النهائيةِ. لقد رَأيتُ الرب يَتحدّثُ مَع أمِّه على حِدة وأخبرَها، من بين أشياءِ أخرى، بأنّه أرسلَ بطرس، تلميذ الإيمانِ، ويوحنا، تلميذ الحبِّ، ليعدا الفصح في أورشليم. عندما تكلم عن المجدلية قال أن حزنها شديد، لأن حبّها كَانَ عظيمَ، لكنه ما زالَ إلى حد ما بشريَ، وبسبب هذا حُزنِها جَعلَها بجانب نفسها. تَكلّمَ أيضاً عن مخططاتِ يهوذا الخائنِ، وصَلّتْ العذراء المباركة من أجله. تَركَ يهوذا بيت عنيا ليذِهب إلى أورشليم، تحت حجة سداد بَعْض الديونِ المُسْتَحقّة. قَضى طول اليومَ في الذهاب والإياب من فريسي إلى آخر، ويَبرم اتفاقياتَه النهائيةَ مَعهم. لقد أروه الجنود المُكلفين بالقَبْض على شخصَ منقذِنا الإلهي، ولقد نظّمَ يهوذا رحلاتَه ذهاباً وإيابا ليكون قادر على تَفسير غيابِه. لقد رأيت كُلّ مخططاته الشرّيرة وكُلّ أفكاره. لقد كَانَ يهوذا نشيطَ وخدومَ على نحو طبيعي، لكن هذه الإمكانيات الجيدةِ تبددت بالجشعِ والطموح والحسد، تلك المشاعر التى لم يبذل أي جُهدِ للسَيْطَرَة عليها. لقد أدّى معجزاتَ وشفىَ المرضى في غيابِ الرب.
| |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:23 am | |
| عندما أخبر الرب أمِّه المباركةِ بما هو عتيد أن يقع, لقد تَوسّلتْ إليه، بأكثر التعبيرِات حزناً بأن يدعها تَمُوتُ مَعه. لَكنَّه نَصحَها بأن تُبدي المزيد من الهدوءِ في أحُزانِها أكثر مِنْ النِساءِ الأخرياتِ، أخبرَها بأنّه سيقوم ثانيةً، وحدّدتْ البقعةَ التى سيَظْهرَ فيها إليها. أنها لَمْ تَبْكِ كثيراً، لكن حزنَها كَانَ يتعذر وصفهَ، وكان هناك شيءُ مُرعبُ في نظراتها. إلهنا القدوس أعادَ شكرها كابن مُحب لكُلّ الحبّ الذى حملته له وضَمها فى صدره. أخبرَها أيضاً بأنَّه سيجْعلُ العشاء الأخيرَ مَعها، روحياً، وحدّد لها في أَيّ ساعة ستَتلقّى جسدَه الثمينَ ودمَّه. ثمّ مرةً أخرى، بلغةِ مؤثرة، ودّعَ الجميع وأعطاَهم تعاليم مختلفةَ. قُبَيلَ ظهرِ، ذهب السيد المسيح والتلاميذ التسعة مِنْ بيت عنيا إلى أورشليم، وتَبعَه سبعة من الرسل، الذين جائوا مِنْ أورشليم وضواحيها باستثناء نثنائيل وسيلا. من بين هؤلاء يوحنا مرقص، وأبن الأرملةِ الفقيرةِ التي قدّمَت فلسيها في الهيكلِ فى الخميس سابق بينما كان السيد المسيح يَعِظُ هناك. لقد ضمه السيد المسيح إلى جماعتِه قبل أيام قَليلة. تَبعتْه النِساءُ القدّيساتُ لاحقاً. سار السيد المسيح ورفاقه هنا وهناك حول جبلِ الزيتون، خلال وادي يهوشافاط وحتى بقرب جبل الجلجثة. لقد أعطاهم السيد المسيح طوال سيرهم تعاليم مستمرة. من بين الأشياءِ الأخرى أخبرَ التلاميذ بأنّه حتي الآن أعطاَهم خبزَه وخمره، لكنه سيعطيهم اليوم جسده ودمَّه. بأنه سيَمْنحُهم كُلّ ما عِنْدَهُ. بينما كان يَنْطقُ بهذه الكلماتِ، وجه الرب كان مُتأثراً، كما لو أنَّه كَان يسْكبُ نفسه بالكامل، كما لو أنَّه يَذبُل بالحبِّ ليعْطي نفسه للإنسان. لَمْ يَفْهُم تلاميذه كلماتَه, لقد اعتقدوا بأنّه كَانَ يُشيرُ إلى حملِ عيد الفصحِ. لا كلماتَ تستطيع أَنْ تَصف حنانة، كَمْ كان السيد المسيح صبوراً في تعاليمه الأخيرةِ سواء التى في بيت عنيا والتى كانت أثناء ذهابه إلى أورشليم. وَصلتْ النساء القدّيسَات في وقت لاحق إلي بيتِ مريم أم مرقص. لم يرافقهم الرسل السبعة الذين تبعوا الرب إلى أورشليم. لقد حَملوا الملابس اللازمة لمراسم عيد الفصح. بعد أن وَضْعوهم في غرفةِ الانتظار مَضوا إلى بيتِ مريم أم مرقص. عندما وَصلَ بطرس ويوحنا العلية بالكأسِ الذي جَلبوا مِنْ فيرونيكا، كانت ملابس المراسمِ التى أحضرها الرسل السبعة أو بعض رفاقِهم موجودة في غرفةِ الانتظار. لقد كسّوا جدرانَ غرفةِ العشاءَ وفَتحَوا الفتحاتَ التى في السقفِ وأعدّوا المصابيح الثلاث المُعلّقةِ. بإنهاء ذلك خَرجَ بطري ويوحنا إلى وادي يهوشافاط ودعوا الرب والتلاميذ التسعة. جلي الرسل والأصدقاء الذي كَانوا سيأكلون فصحهم في العلية في ثلاث مجموعاتِ منفصلةِ يتكون كل منها مِنْ أثني عشرَ شخص، يتَرَأّس كل مجموعة شخص الذي يعمل كمضيّفِ. كان السيد المسيح والتلاميذ الإثني عشرَ في نفس القاعةِ؛ نثنائيل مَع عديد مِنْ الرسل الأكبر سناً في أحد الغُرَفِ الجانبيةِ؛ وفي الغرفة الأخرى مع أثني عشر آخرين جلس الياقيم، أبن كلوبا ومريم التى لهالي، وشقيق مريم التى لكلوبا. لقد كَانَ أحد تلاميذ يوحنا المعمدان. في أحد البناياتِ الجانبيةِ قُرْب مدخلِ ساحة العلية، تناولت النساء القديسات طعامهم. لقد تم تقديم ثلاثة حملانِ في الهيكلِ، لكن كان هناك حمل رابع تم تقديمه في غرفةِ العشاءَ، وكَانَ هذا هو الموضوع أمام السيد المسيح مَع تلاميذه. لم يكن يهوذا مهتماً بهذا الاحتفال، لكونه مُنشَغلَ بتَخطيط خيانتِه للرب، لقد عادَ قبل لحظات قَليلة من الأكل، وبعد أن تم تقديم الحملِ. أكثر المشاهد تأثيراً كَانَ مشهدَ ذبح الحملِ الّذي سَيُؤْكَلُ مِن قِبل السيد المسيح وتلاميذه؛ حَدثَ في دهليزِ غرفةِ العشاءَ. أنشد التلاميذ والرسل الحاضرين المزمور 118. تَكلّمَ السيد المسيح عن فترة جديدة ثمّ بِداية، وقالَ بأنّ تضحيةَ موسى وشخصية حملِ الفصحِ على وَشَكِ أَنْ يَتم إكمالَهم، لكن ذلك على حسابِه، الحمل الذي سيًضَحَّى به بنفس الطّريقة كما فى الماضي في مصر، وبأنّهم حقاً على وشَكُ أَنْ يَتحرروا مِنْ بيتِ العبوديةِ. أُعدت الأواني والآلات الضرورية، وبعد ذلك جلب المرافقون حمل صَغير جميل مُقلّدَ بتاج، الذي سبق وأُرسلَ إلى العذراءِ المباركةِ في الغرفةِ التى تمَكث فيها مَع النِساءِ القدّيساتِ الأخرياتِ. قُيد الحمل وظهرِه مقابل خشبة بحبل حول جسدِه، وذكّرَني ذلك بالسيد المسيح المُقيّد بعمودِ وجَلدَ. حَملَ أبن سمعان رأس الحملَ؛ حزّ السيد المسيح حزاً طفيف في رقبتِه بطرف السكين، ثمّ أعطىَ أبن سمعان السكين ليُكملُ ذبحه. بَدا السيد المسيح مكروها وهو يحز رقبة الحمل، وكَانَ سريعَ في حركاتِه، بالرغم من أن وجهِه كَانَ مُتَجَهّمَ وطريقته مُثيرة للاحترام. سُكب الدمُّ في حوض، وجلب المرافقون غصن من نباتِ الزّوفا غمّسَه السيد المسيح في الحوض ثمّ ذَهبَ إلى بابِ الغرفةِ ومسح جانبيةَ والقفلَ بالدمِّ، ووَضع الفرعَ الذي كَانَ قَدْ غُمّسَ في الدمِّ فوق البابِ. ثمّ تَكلّمَ مع التلاميذ وأخبرَهم، بين أشياءِ أخرى، بأنَّ الملاك المُهلّك سيَعبر عنهم, فعليهم أن يُمجّدُوا في تلك الغرفةِ بدون خوف أَو قلق، عندما هو، حمل الفصح الحقيقي، الذي سيُضحّي به، ذلك عهد جديد وذبيحة جديدة عَلى وَشَكِ أَنْ تَبْدأَ وستَدُومُ حتى نهاية العالمِ. ثمّ مَضوا إلى موقدِ الفصحِ في نهايةِ القاعةِ حيث وُضع تابوت العهد سابقاً. هناك وَجدوا نار موقدة. رَشَّ السيد المسيح الموقد بالدمِّ، كرّسَه كمذبح. بقيّة الدمِّ مع الدهنِ ألقي فى النارِ تحت المذبحِ ثم تَجوّلَ السيد المسيح حول العلية يَغنّي المزاميرَ وكرّسَها كهيكل جديد. أُغلِقتْ الأبواب خلال هذه المراسمِ، هذه الأثناء أعدَّ ابنُ سمعان الحمل. ثُبّتَ على ، الأرجل الأماميةَ رَبطتْ إلى عارضة، والخلفية إلى. آه! أنها تٌشبه كثيراً السيد المسيح على الصليبِ! ثمّ وُضع مع الثلاثة الآخرين الذين ذُبِحوا في الهيكلِ في الفرنِ ليتم شيهم. كُلّ حملان فصح ضُحّي بها في ساحةِ الهيكلِ، في إحدى الأماكنِ المختلفةِ الثلاثة، حسبما كون مٌقدميهم أغنياء، أَو فقراء، أَو غرباء. ومع أن حمل السيد المسيح لَمْ يُذْبَحُ في الهيكلِ، إلا أنه التزمَ بكُلّ نقاط الشريعة بكل صرامة. ذلك الحملِ لم يكن إلا رمز للسيد المسيح نفسه الذي سيُصبحُ فى اليوم التالي حملَ الفصحَ الحقيقيَ. فيما بعد تكلم السيد المسيح مع التلاميذ عن حملِ الفصحِ وعن إتمام ما كان يرَمزَ إليه، ولأن الوقت كَانَ يَقتربُ ويهوذا قد عاد، بَدأوا بإعْداْد الموائدِ. بَعْدَ ذلك ارتدوا ملابس الرحيل الطقسية، التي كَانتْ في غرفةِ الانتظار، وغيّروا أحذيتَهم. يتكون الرداء مِنْ سترة بيضاء مثل قميص، وفوقه عباءة قصيرة من الأمامِ عنْ الظهرِ. السترة طُوِيتْ لأعلى إلى النطاقِ، والأكمام الواسعة حُضِرتْ. هكذا استعدوا، ذَهبتْ كُلّ مجموعة إلى مائدتِها: مجموعتان مِنْ الرسل إلى القاعةِ الجانبيةِ، السيد المسيح والحواريون فى العلية. أَخذَ كُلّ أحد عصا في يَدِّه، وبعد ذلك مَشوا أثنين أثنين إلى المائدةِ حيث وَقف كل واحد في مكانِه، ذراعيه مرَفوعة، والعصا مستندة على أحدي اليدين. وَقفَ السيد المسيح في مركزِ المائدةِ. كَانَ معه عصاتان صغيرتانُ قدمها سيدُ العيدِ إليه. كانا منحنٍيان بعض الشّيء من أعلى، وبَديا مثل عصي الراعي. وُضع خطّاف في أحد الجناب، كأنه قُطع غصن. ألصقهم السيد المسيح فى نطاقِه على هيئة صليب على صدرِه، وعندما صلّوا، سند ذراعيه المَرْفُوعتان على الخطّافاتِ. كَانَ منظراً مُؤَثِّرِ للغاية برُؤية السيد المسيح يَتّكئ على هذه العصي كلما تَحرّكَ. كما لو أنّه عِنْدَهُ الصليبُ، الذي سيثقل على كتفِيه قريباً، الآن يسنده أسفل ذراعيه. في هذه الأثناء كان الجميع يهْتفُون، " مُباركَ يَكُونَ الرب إله إسرائيل، المجد للرب ". عندما انتهتْ الصلاة، أعطىَ السيد المسيح أحدي العصي إلى بطرس والآخري إلى يوحنا, وهم أما وضعوها جانباً، أَو مرّروها من يدٍّ لأخرى بين باقي التلاميذ، لكن علي ماذا يدل هذا، أنا لا أَستطيعُ أن أتذكر الآن. المائدة كَانتْ ضيّقَة وترتفع نحو قدمِ ونِصْف فوق ركبةِ الإنسان الوقف بجانبها. كانت على شكلِ حدوة حصان؛ ومٌقابل السيد المسيح، في الجزءِ الداخليِ للنِصْف دائرةِ، كان هناك فراع متروك لخِدْمَة الصُحونِ. بقدر ما أستطيع أَنْ أَتذكّرَ، وَقفَ على يمينِ السيد المسيح يوحنا، يعقوب الكبير، يعقوب الصغير ؛ ثمّ جاءَ بارثليماوس على اليمينِ أيضاً، لكن بقرب نهايةِ المائدةِ؛ وحول الركن في الجانبِ الداخليِ وَقفَ توما وبجانبه يهوذا الأسخريوطي. على يسارِ السيد المسيح وقف بطرس، أندراوس، تداوس؛ ثمّ على الجانبِ المُقابل، جاءَ سمعان؛ وحول الجانبِ الداخليِ، متى وفيلبس. وُضع حمل الفصح في وسط المائدةِ على صحن، رأسه يستند على رجليه الأماميةِ المٌَتقاطعة وقدميه الخلفية ممتدّة بطولها. على حافة الصحنِ كَانتْ هناك مجموعاتَ صغيرة من الثومِ. بجانبه صحن آخراً به لحمِ الفصح المشويِ، وعلي كلا الجانبين صحون من الأعشابِ الخضراءِ. رُتّبَت هذه الصحون في وضعِ مستقيم وعن قرب جداً بِحيث بدوا كما لو أنّهم يَنْمونَ. كان هناك صحنُ آخرُ به مجموعاتِ صَغيرةِ مِنْ الأعشابِ المرّةِ، بَدتْ مثل الأعشابَ العطريةَ. أمام مكانِ السيد المسيح مباشرة وضعت إناء من الأعشابِ الخضراءِ مع قليل من الاصفرار، وآخري بها نوع من الصلصة السمراء. وضُعت أرغفةُ مستديرةُ وصغيرةُ للضيوفُ واستعملوا سكاكينِ العظميةِ. بعد الصلاةِ، وضع سيد العيدِ على المائدةِ أمام السيد المسيح السكين لتقَطْيع حملِ الفصحِ، وْضُع كأس النبيذِ أمامه، ومِنْ دورق مَلأَ ستّة كؤوسَ أخرى، وضع كلّ واحد منها بين أثنين مِنْ التلاميذ. باركَ السيد المسيح النبيذ وشَربَ كل أثنين من التلاميذ مِنْ كأسِ واحدة. قطّعَ الرب حملَ الفصحَ. تناول التلاميذ تباعاً أرغفتَهم الصَغيرةَ وتلقّي كُلّ واحد نصيبه. أَكلوه بسرعة وفْصلوا اللحمَ عنْ العظمِ بسكاكينِهم العاجيةِ، وأُحرقتْ العظام بعدئذ. أَكلوا وبسرعة جداً أيضاً الثوم والأعشاب الخضراء، كانوا يُغمّسُونها أولاً فى الصلصةِ. لقد أَكلوا حملِ الفصحِ واقفين، مَائلين قليلاً على ظهر المقاعدِ. ثمّ كَسرَ السيد المسيح أحد أرغفةِ الخبزِ الخالي من الخمير، غَطّى جزءَ منه، وقسّمَ بقيته بين التلاميذ. بعد ذلك أَكلوا الأرغفةَ الصَغيرةَ التي عَملتْ كصحونِ. أُحضر كأس آخر من النبيذِ جُلِبَ. شَكرَ السيد المسيح لكنه لم يشَربَ منه. لقد قالَ: " خذُوا هذا النبيذِ واقتسّمَوه بينكم، لأني لَنْ أَشْربَ من الآن أي نبيذِ، حتى يأتي ملكوت الله " بَعْدَ أَنْ شَربَ الحواريين، أثنين أثنين، رتّلوا، وصَلّى السيد المسيح وعلّمَ. بعد ذلك غَسلوا أيديهم ثانيةً، وبعد ذلك اتّكئوا على المقاعدِ. لقد كَانوا واقِفينَ أثناء المراسمِ السَابِقةِ، أَو مستندين بعض الشّيء على المقاعد، وعُمِلَ كُلّ شيء بسرعة. قطّعَ السيد المسيح حمل آخر، حُمِلَ إلى النساء القديسات في المبنى الجانبيِ حيث تناولوا فصحهم. تَناولوا التلاميذ الأعشابِ والسلطة والصلصة. كَانَ السيد المسيح هادئَا جداً ورابِط الجأش، أكثر من أي مرة رَأيتُه فيها. نْسي التلاميذ همومُهم. حتى العذراء المباركة كَانتْ مُشرقة ومبتهجةَ أثناء جلوسها مَع النساء على المائدة. كَانَ مؤثراً جداً رُؤيتها تلتفت بكل بساطة إلى امرأة أخرى عندما يقتربوا مِنْها ويجذبوا انتباهَها بشد طرحتها. بينما كَان التلاميذ يَأْكلونَ الأعشابَ، واصل السيد المسيح التَحَدُّث مَعهم بمودة، لكنه بعد ذلك أصبحَ مُتَجَهّم وحزين وقالَ: "واحد منكم سَيَخُونُني, واحد يضع يَدَّه مَعي في الصحنِ." في تلك اللحظة كان أحدهم يُوزّعُ أحد الخضرِوات، وبالتحديد الخسّ الذي كان موضوع على صحنُ واحد فقط. كَانَ يَمرره بجانبِه وناوله ليهوذا، الذي كَانَ يَجْلسُ مقابله، ليوزعه على الجانبِ الآخرِ. ما أن أشار السيد المسيح للخيانة حتى اضطرب التلاميذ. ثمّ كرر السيد المسيح كلامه " واحد يَدّه مَعي علي المائدةِ، أَو من يغمّس بيده مَعي فى الصحنِ، " الذي وكأنه قال "أحد الإثني عشرَ الذين يَأْكلُون ويَشْربُون مَعي, أحد الذين كسرُت لهم خبزَي." بهذه الكلماتِ لم يَفشي السيد المسيح يهوذا للآخرين، لأن التَغْميس فى نفس الصحنِ كَانَ تعبير شائع عنْ الصداقةِ الأكثر عمقاً. كان السيد المسيح مازال يقَصدَ بذلك أَنْ يُحذّرَ يهوذا، لأنه كان حقاً يُغمّسُ يَدَّه مَعه فى الصحنِ أثناء توزيع الخسَّ. لاحقاً، قالَ: " إن أبن الإنسانِ ماضي حقاً كما هو مكتوبُ عنه، لكن الويلَ لذلك الإنسانِ الذي مِن قِبله سيُسلم أبن الإنسانِ! لقد كَان أفضل لَهُ أن لا يولد." بهذه الكلماتِ، أضطرب التلاميذ كثيراً وسألوا كل بدوره: هَلْ أنا يا رب؟ " لأنهم جميعا لَمْ يَفْهُموه بالكامل. في أثناء ذلك مال بطرس خلف السيد المسيح نحو يوحنا، أشارَ إليه أن يسأل الرب مَنْ يكون، لأنه تلقي دوما تأنيبَ مِنْ السيد المسيح، لقد كَانَ قلق لئلا يَكُونُ هو نفسه. الآن، كَانَ يوحنا يَتّكئ على يمين السيد المسيح، وبينما كَان الجميع يتّكئ على الذراعِ الأيسرِ كي يَأْكلَ باليدّ اليمنى، مال يوحنا برأسهِ بقرب صدرِ السيد المسيح وسَألَ " يا رب، مَنْ هو؟ " فحُذّرَ بشكل داخلي أن السيد المسيح يٌشيرَ إلى يهوذا. أنا لَمْ أَرى السيد المسيح يَقُولُ بشفاهِه: "أنه الذي سَأَعطيه اللقمةَ المغمّوسة " ولا أَستطيعُ أن أقول إن كان قال هذا بهدوء ليوحنا أَو لم يَقُولُه. لكن يوحنا فَهمَ ذلك عندما غمّس السيد المسيح لقمة الخبز في الصلصة وطواها بالخسِّ وقدّمَها بمحبة ليهوذا، الذي كَانَ يَسْألُ أيضاً " يا رب, هَلْ هو أنا؟ "نَظرَ السيد المسيح إليه بمودّة وأجابَ إجابة عامة. إعْطاء الخبزِ المغمّوسَ كَانَ تعبير عن الحبِّ والثقةِ، والسيد المسيح فعل ذلك بحبِّ صادقِ، ليحذر يهوذا وليجَنُّبه شبهاتِ الآخرين. لكن يهوذا كان مُشتعل بالغضب داخليا, طوال مدة العشاء، كان يجْلسُ عند قدميه مِسْخ صغير, كان ينَهضَ على قلبِه كثيراً. أنني لَمْ أَرى يوحنا يُذكر لبطرس ما علّمَه مِنْ السيد المسيح، لكني رَأيتُه يُطمئنُه بإيماءة. | |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:26 am | |
| الفصل الحادي عشر غسل الأقدامِ نهض السيد المسيح هو ورفاقه عن المنضدةِ، وبينما كَانوا يُنظّمونَ عباءاتَهم، كما يفعلون عادة قبل الصلاة، جاءَ شخص مع خادمين لأَخْذ المنضدةِ. تكلم السيد المسيح وهو واقِفا وسطِ تلاميذه، تَكلّمَ معهم لمدة طويلة، بأسلوب بغاية الجدّيةِ. أنا لا أَستطيعُ أَنْ أُردّدَ حديثَه بالكاملَ، لَكنِّي أَتذكّرُ بأنّه تَكلّمَ عن ملكوتِه وعن أنه ذْاهبُ إلى أبّيه، بأنه سيَتْركُهم الآن لأنّه عَلى وَشَكِ أَنْ يُؤْخَذَ. لقد أعطاَهم أيضاً بَعْض التعاليم التى تَتعلّقُ بالكفّارةِ والاعتراف بالخطايا والتوبة والتبرير. شَعرتُ بِأَنَّ هذه التعاليم تُشير إلى غسيل الأقدامِ، ورَأيتُ بأنّ كُلّ التلاميذ يعترفون بآثامِهم ويتِوبون عنها، باستثناء يهوذا. هذا الحديثِ كَانَ طويلَ وجدّيَ. عندما أنتهي ذلك، أرسلَ السيد المسيح يوحنا ويعقوب الصغير لإحضار ماءِ مِنْ الدهليزِ، وأخبرَ التلاميذ أن يرتبوا المقاعدِ في نِصْف دائرةِ. ذَهبَ بنفسه إلى غرفةِ الانتظار حيث رَبطَ نفسه بمنشفة. أثناء ذلك الوقتِ، تكلم التلاميذ فيما بَينَهم، وبَدأوا يتناقشون من منهم سَيَكُون الأعظمَ، لأن الرب أعلَن بأنّه عَلى وَشَكِ أَنْ يَتْركَهم وأنّ ملكوتَه قد اقترْب، شَعروا بأنَّ الرب لديه خططُ سريةُ وبأنّه كَانَ يشير إلى النصرِة الدنيويِة التي ستَكُونُ لهم في اللحظة الأخيرة. في هذه الأثناء ,في غرفةِ الانتظار، أخبر السيد المسيح يوحنا أن يأَخْذ حوض، وأن يأخذ يعقوب جيمس إبريق مَُمتلئ بالماءِ، وأن يتبعاه إلى الغرفةِ، حيث وضُعَ حوض فارغ آخر. بعودة السيد المسيح إلى تلاميذه بطريقة متواضعِة للغاية، خاطبَهم ببضع كلمات اللومِ على موضوعِ النزاعِ الذي ظَهر بينهم وقال بين أشياءِ أخرى، بأنّه كان بنفسه خادمَهم وعليهم أَنْ يَجْلسوا لأنهُ سيغَسْل أقدامِهم. جَلس التلاميذ بنفس النظامِ الذي كانون جَالسين بها علي المائدةِ. ذَهبَ السيد المسيح مِنْ واحد إلى آخر وسكب الماءَ مِنْ الحوضِ الذي كان يحمله يوحنا على قدمِي كُلّ واحد، وبعد ذلك، أْخذُ المنشفةِ التي ائتزر بها ومَسحَهم. بغاية المَحَبَّة والعطاءِ كَانَ أسلوبَ الرب بانحنائه على أقدام تلاميذه ويغسلها. عندما دوره جاءَ دور بطرس، بسبب التواضع حاولَ مَنْع السيد المسيح من غَسْل أقدامِه, فصاح " يا رب, أنت تَغْسلُ أقدامَي؟" أجاب السيد المسيح " ما أنا فاعله, أنت لَسْتَ تَعْرفُه الآن، لَكنَّك سَتَعْرفه فيما بعد" بَدا لي بأنّه قالَ له بشكل خاص " يا سمعان, لقد استحقَّقت أن يُعلن لك أبي من أَنا، من أين أتيت، وإلى أين سأَذْهبُ، أنت وحدك اعترفَت بذلك بشكل واضح، لذا سَأَبْني عليك كنيستَي، وأبواب الجحيمِ لَنْ تَقوي عليها. سلطتي سَتَبْقى مَع خلفائك حتى نهاية العالمِ." السيد المسيح أظهرَه للتلاميذ الآخرينِ، وقالَ بأنّه عندما لن يَكُونَ حاضرَ بينهم، سيملئ بطرس مكانَه. قالَ بطرس" أنت لَنْ تَغْسلَ أقدامَي! " فأجاب الرب " إن لم غْسلُك، فلن يكونُ لكَ دورَ مَعي" حينئذ صاحَ بطرس " يا رب، لَيسَ أقدامَي فقط، بل يداي ورأسي أيضاً" أجاب السيد المسيح " من هو مَغْسُولُ، ليس بحاجة إلا لغَسْل أقدامِه، لأنه طاهر بالكليةً. وأنتم طاهرين، لكن لَيسَ الكُلّ." أشارَ الرب بهذه الكلمات الأخيرةِ ليهوذا. تَكلّمَ عن غسيل الأقدامِ كدلالة عن التنقيةِ مِنْ الأخطاءِ اليوميةِ، لأن الأقدامَ، التي تتصل بالأرض بشكل مستمر، تكون أيضاً عُرْضَة للتَلوث بشكل مستمر، ما لم تنال عناية عظيمة. غسيل الأقدامِ هذا كَانَ روحيَا، وعَملَ كنوع من الغفرانِ. لم يري بطرس، في حماسِه، شيئا فيه سوي تصرف مُتضع من ناحية سيدِه؛ لم يعَرفَ أنه لإنْقاذه فالسيد المسيح فى اليوم التالي مباشرةً سيضعُ نفسه حتى الموتِ المخزيِ للصليبِ. عندما غَسلَ السيد المسيح أقدام يهوذا، كَانَ ذلك بأسلوب بغاية لمحبِّة والتأثِّيرِ؛ لقد أحنىَ وجهَه المقدّسَ حتى قدمِي الخائنِ؛ ودعاه بصوتٍ منخفض يَدْخلُ على الأقل الآن إلى نفسه، لأنه كَانَ خائن غير آمين. بَدا يهوذا حريصاً أن لا يُبالي بكلماتِه، وتَكلّمَ مع يوحنا، مما جعل بطرس يصيح غاضباً " يهوذا، إن الرب يَتكلّمُ إليك! "
| |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:27 am | |
| الفصل الثاني عشر تأسيس سر العشاء الرباني المُبارك. بأمرِ الرب، مَدَّت المائدة ثانيةً؛ ثمّ، بَعْدَ أَنْ وَضعَت مرةً أخرى في وسطِ الغرفةِ، جئ بجرّةَ مَمتلئة بالنبيذِ وأخرى بالماءِ. دَخلَ بطرس ويوحنا فى أحد أجزاء الغرفةِ قُرْب الموقدِ، ليُحضرا الكأسَ الذي جَلبوه مِنْ بيتِ فيرونيكا، والذي كان ما زالَ ملفوف في غطائه. حَملوه بينهم كما لو كانوا يَحْملونَ خيمة، ووَضعوه على المائدةِ أمام السيد المسيح. كان هناك صحنُ بيضاويُ هناك مع ثلاث أرغفة بيضاء، وَضعَت على قطعة من الكتان، بجانبِ نِصْف الرغيفِ كان السيد المسيح وَضعَه جانباً أثناء عشاء الفصحِ، كان هناك أيضاً جرّة تَحتوي على نبيذ وماءَ، وثلاثة صناديقِ، واحد مَمْلُوء بزيت غليظ القوام, الثاني بزيت سائلِ، والثلث فارغُ. في الأزمنة السابقةِ، كَانَ على كل من هم علي المائدةِ أن يأكلوا من نفس الرغيفِ ويشربِوا من نفس الكأسِ في نهايةِ العشاء، بذلك لإبْداء صداقتِهم وحبِّهم الأخويِ، وللترحيب ببعضهم البعض وودّاعَ بعضهم البعض. أعتقد إن الكتاب مقدّس يحتوي على شيءَ يخص هذا الموضوعِ. في يومِ العشاء الأخيرِ، رفع السيد المسيح هذا التقليدِ (الذي لم يكَنَ سوي طقس رمزي ومجازي) إلى كرامةِ أقدسِ للطقوس الدينية. إحدى التهمِ التى وَضعتْ أمام قيافا أن السيد المسيح أدخل شيء جديد لمراسمِ الفصحِ، لكن نيقوديموس بَرهنَ مِنْ الكتاب المقدّسِ بأِنَّهُ كَانَ عادةً قديمةً. جلس السيد المسيح بين بطرس ويوحنا، أُغلقت الأبواب، وكُلّ شيء عُمِلَ بأسلوبِ بغاية الغموضِ والمهابة. عندما أُخرج الكأس من غطائه، صَلّى السيد المسيح وتَكلّمَ مع تلاميذه بمنتهي المهابة. لقد رَأيتُه يَعطيهم تفسيرَ العشاءِ، ولكُلّ المراسمِ، وكُنْتُ مُنتبهة بقوّة لكاهن يُعلّمُ الآخرين بتعاليم القداس. ثم جذب السيد المسيح ما يُشبه رفِّ ذو أخاديدِ مِنْ اللوحةِ التي وُضعت عليها الجرارِ، وأْخذُ قطعة كتان بيضاءِ الذي به كان الكأسِ مغُطّى بها، فردها على اللوحةِ والرفِّ. ثمّ رَأيته يَرْفعُ صحن مستدير، ويضعَه على نفس الرفِّ، بعيدا عن قمةِ الكأسِ. بعد ذلك أَخذ الأرغفةَ مِنْ أسفل قطعة الكتان، ووَضعهم أمامه على اللوحةِ؛ ثمّ أخرجَ مِنْ الكأسِ زهرية أصغر، ونظّمَ الأقداحَ الصَغيرةَ الستّة على كُلّ جانب منه. ثمّ باركَ الخبزَ والزيتَ، بحدود معرفتي، بعد ذلك رَفعَ الأرغفةِ عاليا علي أيديه ورَفعَ عينَيه وصَلّى، ثم وضع لأرغفة على المائدة وغطّاها ثانيةً. ثمّ أَخذَ الكأسَ، وكَانَ بطرس قد صبّ بَعْض النبيذِ فيه مع بَعْض الماءِ، الذي باركَه يوحنا أولاً، وأضافُ إليه قليل من الماء، الذي سكبه بملعقة صغيرة، وبَعْدَ هذا باركَ الكأسَ ورَفعَه عاليا وهو يصلي ووضعه على المائدة. صَبَّ يوحنا وبطرس بَعْض الماءِ على يديه، الذي حَملَ على الصحنِ الذي وُضِعتْ عليه الأرغفةِ؛ ثمّ أَخذَ قليل من الماءِ الذي صُبَّ على يديه، بالملعقةِ التي أَخذَها مِنْ الجزءِ السُفلى للكأسِ، وصَبَّه عليهم. بعد هذا، مُررت الزهرية حول المائدةَ، وغَسلَ كُلّ التلاميذ أيديهم فيها. أنا لا أَتذكّرُ إن كان هذا هو النظامَ الدقيقَ الذي أدّيتْ به هذه المراسيمِ؛ كُلّ ما أَعْرفه بأنّهم ذكّروني بطريقةٍ مُدهشة بذبيحة القداس المقدّسةِ. في هذه الأثناء، أصبحَ إلهنا القدوس أكثر فأكثر حنون ومحبّ في سلوكِه؛ أخبرَ تلاميذه بأِنَّهُ عَلى وَشَكِ أَنْ يَعطيهم كُلّ ما عِنْدَهُ، بمعني، سيعطي كُلّ نفسِه، وبدا كما لو أنه على نَحْو كامِل تَحوّل إلي حبِّ. رَأيتُه يُصبحُ شفّافَ، حتى ماثلَ ظِلّ مضيء. ثم كَسرَ الخبز لعِدّة قِطَع، ثم وَضعَها فى صينية، وبعد ذلك أَخذ قطعة من القطعةِ الأولى وأسَقطَها فى الكأسِ. في لحظة فعل هذا، بدا لى إني أري العذراءِ المُباركة تتلقي القربان المقدّسَ بطريقةٍ روحية، بالرغم من أنّها لم تكَن موجودة في غرفةِ العشاءَ. أنا لا أَعْرفُ كَيفَ تم هذا، لَكنِّي أعتقد بأنّني رَأيتُها تدْخلُ دون أن تمْس الأرضِ، وتأتي أمام الرب لتتَلْقي العشاء الرباني المقدّسِ؛ وبعد ذلك لم أعد أراها. السيد المسيح كان قد أخبرَها في الصباحِ، في بيت عنيا، بأنَّه سيحفظ الفصح مَعها روحياً، وحدّدَ في أي ساعةَ يجب أَنْ تَختلي بنفسها فى الصلاةِ، كي تتلقّاه بالروحِ. صَلّى السيد المسيح ثانيةً وعلّمَ؛ خرجت كلماته مِنْ شفاهِه مثل نارِ ونور، ودَخلتْ إلى كُلّ التلاميذ، باستثناء يهوذا. لقد أَخذَ الصحن بقِطَعِة الخبزِ وقالَ: " خذوا كلُوا؛ هذا هو جسدي الذي أعطيه لكم " مد يدّه اليمنى وكـأنه يبَارَكَ، وبينما يفعل ذلك, خرج منه نور رائع، كلماته كَانتْ منيرة، دَخلَ الخبزَ أفواهَ التلاميذ كمادة رائعة، وبَدا النور يختِرقهم ويُحيط بهم جميعاً، يهوذا فقط ظل مُظلماً. قدّمَ السيد المسيح الخبز أولاً إلى بطرس، ثم إلى يوحنا ثم أومأ إلى يهوذا أن يقترب. يهوذا بهذا كان الثالث فى تناول العشاء الرباني، لكن كلماتَ الرب ظَهرتْ وكأنها تبتعد عن فَمِّ الخائنِ، وتعود لمُبدعها الإلهي. لقد اضطربت جداً بالروح من هذا المنظر، حتى أن مشاعري لا يُمْكن أنْ تُوْصَفَ. قال السيد المسيح له: " ما أنت فاعله أفعله بسرعة" ثمّ أدارَ العشاء الرباني المُبارك إلى باقي التلاميذ، الذين اقتربوا إثنان إثنان. رَفعَ السيد المسيح الكأس من مَقابضِه لمستوى وجهَه، ونَطق بكلماتَ التكريسِ. أثناء فعْلُ هذا، ظَهرَ مُتجليا بشكل كامل، شفاف, إن جاز التعبير، وكما لو أنه يعبر بالكامل إلى ما سيَعطيه لتلاميذه. جَعلَ بطرس ويوحنا يَشْربُان مِنْ الكأسِ التي يحَملَها في يَدِّه، وبعد ذلك وَضعَه ثانيةً على المائدةِ. صَبَّ يوحنا الدمّ الإلهي مِنْ الكأسِ إلى الأقداحِ الصغيرة، وقدّمَها بطرس للتلاميذ، حيث شرب كل إثنان معاً مِنْ نفس الكأسِ. أعتقد، لكني لست مُتَأَكِّدة, أن يهوذا تَناولَ الكأسِ أيضاً؛ لكنه لَمْ يُرجعْ إلى مكانِه، لكنه ترك غرفةَ العشاءَ فى الحال، واعتقدَ باقي التلاميذ أنّ السيد المسيح كلفه ببعضَ الأمور. لقد غادر المكان دون أن يصَلي أَو يُقدم أيّ شكر، ولِذلك فأننا قَدْ نُدركُ كَم هو شرّير أَنْ نُهملَ الرجوع للشكر سواء بعد تَلْقي طعامِنا اليوميِ، أَو بعد تَنَاوُل الخبزِ المُعطي الحياة. أثناء كُلّ العشاء، كنت أري شكل صَغير مخيف، بقدمِ واحد كالعظام اليابسة، يَمْكثُ قرب يهوذا، لكن عندما وَصلَ البابَ، رأيت ثلاث شياطينَ يُحيطون به؛ دخل واحد إلى فَمِّه، الثاني كان يحَثّه، والثالث سَبقَه. لقد كَانَ ليلاً، وبَدت تلك الشياطين تُنير الطريق له، بينما أسرعَ راكضاً كالمجنون. صَبَّ الرب بضع قطرات من الدمِّ الثمينِ المُتَبْقى في الكأسِ إلى الزهريةِ الصَغيرةِ التي تَكلّمتُ عنها، وبعد ذلك وَضع أصابعَه على الكأسِ، بينما كان بطرس ويوحنا يصَبّا الماءَ والنبيذ عليهم. هذا العْمل، جَعلَهم يشُرْب ثانيةً مِنْ الكأسِ، وما تبقي مِنْ محتوياته صُبّتْ فى الأقداحِ الصغيرِة، ووزّع على باقي التلاميذ. ثمّ مسح السيد المسيح الكأسَ، وَضعَ فيه الزهريةِ الصَغيرةِ التي تَحتوي بقيّةَ الدمِّ القدسيِ، ووَضع فوقه الصينية بأجزاءِ الخبزِ المُكَرَّسِ، ثم غطاها ثانيةً وأغلقَ الكأسَ ووضعه وسطِ الكؤوسِ الصغيرةِ الستّة. لقد رَأيتُ التلاميذ يتناولون معاً بقايا العشاء الرباني هذا بعد القيامة. أني لا أَتذكّرُ بأني رأيت الرب بنفسه يَأْكلُ ويشربِ من العناصرِ المُكَرَّسةِ، ولا رَأيتُ ملكيصادق، عندما قدم الخبزِ والنبيذِ، يتذوق منهم بنفسه. لقد أعلنَ لي لماذا الكهنة يَتناولونَهم، بالرغم من أن السيد المسيح لَمْ يتناوله. هنا نَظرتْ الراهبة إميريتش فجأة لأعلى، وبَدتْ وكأنه تستَمِع. لقد أعطي لها بَعْض التفسيرِ عن هذا الموضوعِ، لكن الكلماتَ التاليةَ كَانتْ كُلّ ما يُمْكِنُها أَنْ تُكرّرَه إلينا: " إن كان مكتبِ تَوزيع العشاء الرباني قَدْ أعطىَ إلى الملائكةِ، لما كَانوا سيَشتركونَ فيه، لكن إن لم يُشارك فيه الكهنةِ, لكان القربان المقدس المُبارك سَيُفْقَدُ, من خلال اشتراكهم فهو محفوظُ. " كان هناك جديةُ ونظام متعذر وصفهما في كُلّ أعمالِ السيد المسيح أثناء تأسيسه لسر العشاء الرباني المقدّسِ، وكُلّ حركة له كَانتْ ملوكيةَ. لقد رَأيتُ التلاميذ يُسجّلونَ أشياء في لفائف رقِّ الكتابة الصغيرة وحملوها بأنفسهم. لقد لاحظت عدّة مرات أثناء المراسيمِ بأنّهم ينحنوا لبعضهم البعض، بنفس الطّريقة التي يفعلها كهنتنا الآن.
| |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:28 am | |
| الفصل الثالث عشر التعاليم والتكريس الخاصّ. أعطىَ السيد المسيح تلاميذه بَعْض التعاليم الخاصّةِ مليئة بالأسرار؛ أخبرَهم كيف عليهم أَنْ يَحْفظون القربان المقدس المبارك لذكره، حتى نهاية العالمِ؛ علّمَهم الطرقَ الضروريةَ للاسْتِفْاَدة منه والتواصل معه، وبأي شكل عليهم تعاليم وإعْلان هذا السر؛ أخيراً أخبرَهم متى عليهم أَنْ يَتلقّوا ما تبقي مِنْ العناصرِ المُكَرَّسةِ، متى عليهم أن يَعطوا منه للعذراءِ المباركةِ، وكَيفَ يُكرّسونَ هم أنفسهم، بعد أنْ يُرسلَ لهم المعزي الإلهي. ثمّ تَكلّمَ عن أمور تتَعَلُّق بالكهنوت، عن المسحة المقدّسة، وتحضير الزيوت مقدّسة. كَانَ لديه ثلاثة صناديقِ، إثنان منهم يحتويان على مَزِيْج من الزيتِ والبلسمِ. علّمَهم كَيفَ يَصْنعونَ هذا المَزِيْجِ، أي أجزاء الجسدِ ينبغي أن تًدْهُن به وفي أي مناسبة. أَتذكّرُ، من بين أشياءِ أخرى، بأنّه ذَكرَ حالة لا يجب أنْ يُؤْخَذَ فيها المقدس المقدّس؛ ربما ما قالَه كَانَ عِنْدَهُ إشارةُ إلى المسحة الفائقة، لأن تذكّرِي لهذه النقطةِ لَيس واضحاً. تَكلّمَ عن الأنواعِ المختلفةِ مِنْ الدَهْن، وبشكل خاص المختص بالملوكِ، فقالَ بأنّ الملوكِ الأشرارِ الذين دُهِنوا، يجتذبون منه سلطات خاصّة. وَضعَ مرهماً وزيّتَ في الصندوقِ الفارغِ، وخَلطَهم معاً، لَكنِّي لست مُتَأَكِّدِة إن كَانَ ذلك في هذه اللحظة، أَو في وقت تكريسِ الخبزِ. رَأيتُ بعد ذلك السيد المسيح يَمسح بطرس ويوحنا، سكب على أياديهم الماءَ الذي تَدفّقَ من يده، وأعطاهم ليشُرْبوا لكن من الكأسِ. ثمّ وَضعَ يديه على أكتافِهم ورؤوسِهم، بينما ضموا هم أياديهم ورْكعُوا أمامه، لقد دَهنَ إبهامَ وسبّابةَ يديهم، ومسحهم على رؤوسِهم. قالَ بِأَنَّ هذا سيظْلُّ مَعهم حتي نهايةِ العالمِ. تكرّس أيضاً يعقوب الصغير ,أندراوس ويعقوب الكبير وبرثالماوس. رَأيتُ أيضاً الرب يلَفَّ الوشاح الصغير الذي يرتديه بطرس حول رقبتِه على هيئة صليب على صدرِه، بينما وضعه على الآخرين ببساطة على هيئة صليب، مِنْ الكتفِ الأيمنِ إلى الجانبِ الأيسرِ. أنا لا أَعْلمُ إن كان هذا تم في وقت تأسيس سر العشاء الرباني أَم للمسح فقط. فَهمتُ بأنّ السيد المسيح نَقلَ إليهم بهذه المسحة شيءِ يفوق قوَّتِي عن الوَصْف. أخبرَهم بأنّه عندما ينالوا الروحَ القدس يجب أَنْ يُكرّسوا الخبزَ والنبيذَ، ويَمسحون الرسل الآخرينَ. لقد أعلنَ لي حينئذ إن في يومِ العنصرة، وضع بطرس ويوحنا أياديهم على التلاميذ الآخرينِ، وبَعْدَ أسبوع على عِدّيد من الرسل. بعد القيامة، أعطىَ يوحنا العشاء الرباني للمرة الأولى للعذراءِ المباركةِ. هذا الحدثِ مُجّدَ كمهرجان بين التلاميذ. أنه لم يظل مهرجان في الكنيسةِ التى على الأرضِ، لَكنِّي أَرى بأنّه يُحتفلَ به في الكنيسةِ المنتصرةِ. للأيام القليلة الأولى بَعْدَ العنصرة رَأيتُ بطرس ويوحنا فقط يُكرّسانِ القربان المقدسَ المباركَ، لكن في وقت لاحق كان بقية التلاميذ يكرّسون أيضاً. كُلّ ما فعله السيد المسيح فى هذه المناسبةِ عُمِل على انفراد، وعَلَّم بالتساوي على انفراد. احتفظتْ الكنيسةُ بكُلّ ما ما هو أساسي فى هذه التعاليم السريةِ، وتحت إلهامِ الروحِ القدس، طوّرَتهم وكيّفَتهم طبقا لكُلّ احتياجاتها. أنا لا أَستطيعُ التَظَاهُر بقَول سواء بطرس ويوحنا كَانا كلاهما يكرسان الأساقفة، أَو بطرس وحده كأسقف ويوحنا ككاهن، أَو لمن نال كرامةِ من التلاميذ الأربعة. لكن الطرقَ المختلفةَ التي نظّمَ بها الرب شالاتَ التلاميذ تُظهر الدرجاتِ المختلفةِ للتكريسِ. عندما قُرّرتْ هذه المراسيمِ المقدّسةِ، أسترجع الكأس ( الذي كان بقُرْب الزيت المبارك)، وُحمل القربان المُقدس مِن قِبل بطرس ويوحنا إلى الجزءِ الخلفيِ من الغرفةِ، الذي كان ينفصل عن تلك الغرفة مِن قِبل ستارة، ومِنْ ذلك الوقت أصبحَ هيكلاً. البقعة التى حُفظ بها القربان المقدس لم يكن بعيداً عن موقدِ الفصحِ. أعتني يوسف الرامي ونيقوديموس بالمكان المقدّسِ وبغرفةِ العشاءَ أثناء غيابِ التلاميذ. علّم السيد المسيح تلاميذه لوقتِ طويل وصَلّوا أيضاً عدّة مرات. بَدا كثيراً يتَحَدُّث مَع أبّيه السماويِ، وفائضاً بالتوهج والحبِّ. التلاميذ أيضاً كَانوا بغاية التوهج والفرحِ وسَألَوه أسئلةَ مُخْتَلِفةَ أجابَ عنها فى الحال. لابد أن الكتب المقدّسة تَتضمّنَ مُعظم هذا الحديثِ والمحادثةِ الأخيرةِ. لقد أخبرَ بطرس ويوحنا بأمور مختلفة ليعلنوها لاحقاً لباقي التلاميذ، الذين سيعلنوها بدورِهم للرسل والنِساءِ القدّيساتِ، طبقاً لقدرةِ كُلّ واحد لاستيعاب هذا المعرفةِ. كَانَ له محادثة خاصّة مَع يوحنا الذي أخبرَه بأنَّ حياته ستَكُونُ أطول مِنْ حياةِ الآخرين. تَكلّمَ معه عن سبع كنائسِ، عن بَعْض الأكاليل والملائكةِ، وأعلمه بمعنى بَعْض الأرقامِ الغامضةِ، التي تُبَيّن، بحدود معرفتي، عهود مختلفة. كان لدي باقي التلاميذ بعض الغيرة بسبب هذا الحديث الخاص مع يوحنا. تَكلّمَ السيد المسيح أيضاً عن الخائنِ." أنه يعمل الآن هذا أَو ذلك،" قالَ، وأنا، في الحقيقة، رَأيت يهوذا يفعل بالضبط كما قالَ منه. بينما كَانَ بطرس يعترض بشكل عنيف بأنَّه سيَظْلُّ مخلص دائماً، قال الرب له " سمعان سمعان، ها هو الشيطان يريدَ أن يُغربلُكم كالحنطة. لَكنِّي صَلّيتُ من أجلك بأنّ لا يسقط إيمانَكَ: ولأنك تقويت مرة، قوي إخوتَكَ." قالَ الرب ثانية بأنّه سيذهب إلى حيث لا يَستطيعونَ أَنْ يَتْبعوه، عندئذ صاحَ بطرس " يا رب، أَنا مستعدُّ للذِهاب مَعك للسجنِ وللموتِ. " فأجاب المسيح " آمين، آمين، أَقُولُ لك، قبل أن يصيح الديكَ مرّتين، سَتُنكرُني ثلاث مرات." قال السيد المسيح، بينما كان يُعلنُ لتلاميذه بأن الأوقات الصعبةِ قريبة منهم " عندما أُرسلُتكم بدون كيس أَو مزود أَو أحذية، هل أعوزكم شئ ؟ " أجابوا: " لا شيء. " فواصل الرب كلامه " لكن الآن، من له كيس فليأخذه، ومن له مزود فليأخذه، ومن ليس عنده, فليبيع ثوبه ويشتري سيفاً. لأني أَقُولُ لك، ما قد كُتب, لابد أن يتم فيّ: ومع الأشرارِ قد حُسِبَ. لأن الأشياءِ التى تَتعلّقُ بي لها نهايةُ." فهم التلاميذ كلماتَه بمعنى دُنيوي، وأظهر بطرس سيفان، كَانت قصيرة وسميكة، مثل السواطيرِ. قال السيد المسيح قالَ: " هذا يكفيُ: فلنَذْهبُ الآن." ثمّ أنشدوا ترتيله الشكر، وَوضعَوا المائدةَ على أحد الجناب ودَخلوا الدهليزَ. هناك، وَجدَ السيد المسيح أمّه ومريم التى لكلوبا والمجدلية، التي تَوسّلتْ إليه بأن لا يَذْهبَ إلى جبل الزيتون، لأن هناك ما يوحي بأنّ أعدائه يُريدونَ إلْقاء الأيادي عليه. لكن السيد المسيح وَاساهم ببِضْع كلماتِ، وأسرعوا لكون الساعة كانت حوالي التّاسعة. هَبطوا الطريقَ الذي أتي منه بطرس ويوحنا إلى غرفةِ العشاءَ، وساروا نحو جبلِ الزيتون. لقد رَأيتُ دائماً الفصح وتأسيس العشاء الرباني المباركِ يحدث بالنظامِ الذي سبق ذكره. لكن مشاعرَي كَانتْ كُلّ مرة بغاية التوهج وعواطفي بغاية العظمة، حتي أنّني لا أَستطيعُ أَنْ أَنتبه كثيراً لكُلّ التفاصيل، لكني رَأيتُهم الآن بوضوح أكثر. لا كلماتَ ممْكِنُ أَنْ تَصفَ كَم هو مؤلم ومُنْهِك مثل هذا المشهدِ, كمشهد نَظْر الأعماق الخفيةِ للقلوبِ، محبّة وثبات مُخلّصنا، وأن تعْرِف في نفس الوقت كُلّ ما سَيَحْدثُ له. كَيْفَ يَكُونُ مُمكنَ أن نلاحظ ما هو ليس سوي مظهر خارجيُ! إنّ القلبَ يَفِيضُ بالإعجابِ، بالامتنان والحبّ, إن عمى البشر يَبْدو غير مفهومَ, والنفس لمَغْمُورةُ بالحُزنِ بالتفكير في جحودِ كل العالم وفى آثامها الخاصةِ! أكل حملِ الفصحِ تم بسرعة من قِبل السيد المسيح، وبغاية الالتزام بالشريعة. نثر الفريسيين المراسمَ مع بَعْض الشعائر التى من ذواتهم.
| |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:30 am | |
| لفصل الرابع عشر يسوع في بستان الزّيتون عندما ترك يسوع عُلية صهيون مع الأحد عشر تلميذاً بعد أن أسس سر العشاء الرباني، كانت نفسه مُضطربة بعمق وحزنه فى ازّدياد. فسار مع الأحد عشر فى طريق مهجور، إلى وادي يَهُوشَافَاطَ. عندما تركوا الدّار لم يكن القمر قد ارتفع بعد. بينما كان إلهنا القدوس يجوّل مع تلاميذه حول الوادي، اخبرهم أنه سيعود يوما ما ليدين العالم، لكن ليس في حالة فاقة واتضاع، كما هو عليه الآن، وأن هؤلاء البشر سيرتعدون من الخوف وسيصيحون : " أسقطي علينا أيتها الجبال! " فلم يفهمه تلاميذه واعتقدوا, وهذا ليس لأول مرة فى تلك اللّيلة, أن الضّعف والإعياء قد أثّرا على تفكيره. فقال لهم ثانية : " ستشكون جميعكم فيّ هذا اللّيلة. لأنه مكتوب. أنى سأضرب الرّعاة وسيتشتت غنم القّطيع. لكنى سأقوم ثانية، وسأسبقكم إلى الجليل. " ولأن التلاميذ كانوا ما زالوا متأثرين بدرجة ما بروح الحماس والولاء الذي تلقوا به القربان المقدس المبارك ومن كلمات يسوع المهيبة والمؤثّرة التى ألهمها فيهم. فقد احتشدوا بلهّفة حوله، واظهروا محبّتهم بأساليب متباينة، محتجّين بجديةّ إنهم لن يتركوه. لكن يسوع استمرّ يتحدّث بنفس الإجهاد، فصاح بطرس: " ولو شك فيك الجميع فأنا لن أشك! " فأجابه الرب: " آمين، أنى أقول لك, إنه فى تلك اللّيلة، قبل صياح الدّيك, ستنكرني ثلاث مرات. " لكن بطرس ظل يصرّ، قائلاً : " نعم، حتى لو اضطررت أن أموت معك, فأنا لن أنكرك" وقال الآخرون كلهم نفس الشيء. ساروا وتوقفوا عدة مرات لأن حزن الرب استمرّ فى ازدياد. حاول التلاميذ أن يريّحوه ببراهين بشرية ويطمئنوه أن ما يتوقعه لن يحدث. لقد أجهدوا أنفسهم بهذه الجهود العقيمة، ثم بدءوا يشكّون وقد هاجمتهم التجربة. عبروا مجرى قدرون، عن طريق جسر غير الجسر الذى عبروه بعد بضع ساعات بعد ذلك عندما اُخذ يسوع سجيناً، بل عن طريق آخر، لأنهم تركوا الطّريق المباشر. كانت جَثْسَيْمَانِي، حيثما كانوا مزمعين أن يذهبوا, على بعد حوالي ميل ونصف من علية صهيون، لأن العلية كانت على بعد ثلاثة أرباع ميل من وادي يهوشافاط. الموضع المُسمى جَثْسَيْمَانِي ( حيث كان يسوع مُعتاد أن يقضى وقت يسيرا أثناء اللّيل مع تلاميذه ) عبارة عن بستان كبير مُحاط بسياج، ويحتوى على بعض أشجار الفاكهة والزهور، بينما توجد خارجه بضع بنايات خربة ومهجورة. كان لدى التلاميذ وبضع أشخاص آخرون مفاتيح هذا البستان، الذى كان يُستعمل أحيانا كأرض تقام بها الاحتفالات، وأحيانا كمكان خلوة للصّلاة. كانت هناك بعض التعاريش المصنوعة من أغصان الشجر، مكث ثمانية من التلاميذ فى بستان الزّيتون وقد لحق بهم الآخرين بعد ذلك. البستان كان منفصل عن جَثْسَيْمَانِي بواسطة طريق، وكانت مفتوحة ومحاطة فقط بحائط ترابي وهي أصغر من بستان جَثْسَيْمَانِي . كانت هناك مغائر وشوارع وعديد من أشجار الزيتون، وكان من السهل أن توجد هناك بقعة مناسبة للصّلاة والتّأمل. ذهب يسوع ليصلّي فى الجزء الأكثر وحشة. كانت حوالي الساعة التاسعة ليلا عندما وصل يسوع مع تلاميذه إلى جَثْسَيْمَانِي . ارتفع القمر وبزغ نوره بالفعل في السّماء، مع أن الأرض كانت لا تزال مظلمة. كان يسوع أكثر حزنا وأخبر تلاميذه أن الأمر اقترب. شعر التلاميذ أنه مضطرب، وطلب من ثمانية من تلاميذه الذين كانوا يتبعونه أن يمكثوا بينما ذهب هو ليصلّي. أخذاً معه بطرس ويعقوب ويوحنا، وذهب هناك إلى مسافة قليلة داخل بستان الزّيتون. لا توجد كلمات ممكن أن تصف الحزن الذي تعذبت به نفسه حينئذ، لأن الوقت كان قد اقترب. سأله يوحنا كيف يكون مُوهَن العزيمة هكذا وهو من كان يواسيهم دائما؟ كانت إجابة يسوع " نفسي حزينة حتى الموت ". ونظر الآلام والتجارب التى تحيط به من كل جانب تقترب أكثر وأكثر، تحت أشكال صور مخيفة حُملت على السحب. حينئذ قال لتلاميذه الثّلاثة : " امكثوا هنا واسهروا معي. صلّوا لئلا تدخلوا في تجربة " ذهب يسوع بضع خطوات نحو اليسار، أسفل ربوة، وأخفى نفسه تحت صخرة، في مغارة عمقها حوالي ستة أقدام، بينما مكث التلاميذ في تجويف من أعلى. كانت الأرض تغرق تدريجياً فى الظلمة كلما دخلت هذه المغارة، وحَجَبت النّباتات التي كانت معلّقة على الصّخور ما بداخلها من أشخاص مثل ستار. عندما ترك يسوع تلاميذه، رأيت عديداً من الأشكال المخيفة تحيط به في دائرة مستمرة فى الضيّق. لقد كان حزنه وألام نفسه فى ازدياد، وكان يرتعد بالكامل عندما دخل الكهف ليصلّي، مثل عابر طريق مُرهق مُسافر يطلب ملجئاً من زوبعة مفاجئة، لكن الرّؤى المرعبة تّبعته حتى هناك وأصبحت واضحة أكثر فأكثر ومميّزة. واحَسْرتاه! إن هذه المغارة الصّغيرة بدت أنها تحتوي على صّورة مرعبة من كل الآثام التي اُرتكبت أو سترتكب منذ سقوط آدم وحتى نهاية العالم، والعقاب الذى يُستحق عنها كان هنا على جبل الزيتون، أنها المأوى الذي اتخذه آدم وحواء عندما طردا من الفردوس ليجوّلا هائمين على الأرض، وقد بكيا وناحا على نفسيهما في ذات هذه المغارة . لقد شعرت أنّ يسوع، بتسليم نفسه للعدل الإلهى برّضى لأجل آثام العالم، أوجب على لاهوته أن يتراجع، بطريقة ما، نحو حضن الثّالوث القدوّس، مًركّزاً نفسه، إن جاز التعبير، في بشريته النقية, المُحبّة والبريئة والقوية فقط في محبتّها التى تفوق الوصف، مُعطيها الألم والمعاناة بلا حدود. لقد سقط على وجهه، مغموراً بحزن لا يُوصف، وظهرت أمامه كل آثام العالم، تحت أشكال غير معدودة وبكل فسادها الحقيقي. لقد أخذها جميعاً على نفسه، وفي صلاته قدم شخصه الحبيب إلى عدالة أبيه السّماوي، في سداد دين بَغيض جدا. لكن إبليس، الذي توّج وسط كل هذا الرّعب، كان ممتلئ ببهجة شّيطانية برؤيته لهذا الدين، أطلق غضبه ضد يسوع، وأظهر أمام أعينه رؤى مرعبة بازدياد، في نفس الوقت وجه نحو إنسانيته الحبيبة كلمات مثل هذه : " أتأخذ حتى هذه الخطايا على نفسك؟ أترغب فى أن تتحمل عقوبتها؟ هل أنت مستعدّ أن تسدِّد دين كل هذه الآثام؟ " نزل من السّماء شعاع طويل من النور، كطريق مضيء في الهواء؛ لقد كان ذلك موكبا من الملائكة أتوا إلى يسوع وقووه ونشّطوه.
تأمل الرب يسوع
لا أحدُ يُصدق أننى عرّقتُ حقاً دمَاً فى تلك اللّيلةِ في جسثيمانى، وقليلين يؤمنون أننى عَانيتُ أكثر بكثيرَ مما عانيته في سّاعاتِ الصّلبِ. لقد كانت هذه الساعات أكثر ألماً لأنه كُشفَ لى بوضوح أن آثام كل شخصِ قَدْ صارت آثامي وأنني يَجِبُ أَنْ أُجيبَ عن كل أحد. وهكذا أنا البريء النقي، أجبت الآب كما لو أنى كُنْتُ حقاً مذنباً بالتّضليلِ وبكل التّلوّثِ الذى تُرتكبونه يا أخوتي. أنكم تُهينون الرب الذي خَلقكَم لتَكُونَوا آداه عظمةِ الكون ولم يخلقكم لتضلوا عن الطّبيعةِ المُعطاة لكم بغرضِ أن تأخذوا تدريجياً تلك الطّبيعةِ التى ستَقُودكِم لتَنْظروا تجلّي ذاتي الإلهيّة النقية، أنا خالقكَم. لذلك، جُعِلتُ لصاً، قاتلاً، زانياً، كاذباً، شخصاً مدنِّساً, شتّاماً, مشوِّه السّمعة, ومتمرّداً ضد الآب الذي أحَببتُه دائماً. لقد كان التباين الكامل بين محبّتي للآب وبين إرادته السبب فى أن أعرق دّماًِ. لكننى أطِعتُ حتى النّهايةِ ومن أجل محبّتي لكل شخصِ، غَطّيتُ نفسي بالذّنوبِ حتى أستطيع أَنْ أنفذ إرادة أبى وأن أخلصكم من الدينونة الأبدية . تأملوا بكم كثير من المعاناةِ الإنسانيةِ كان على أكابد فى تلك اللّيلةِ، وصدقوني، ما من أحد كان يقدر أَنْ يُخفّفَ مثل هذا الألمِ لأنني بالمقابل كُنْتُ أرى كيف أن كل واحد منكم قد كَرّس نفسه أن يَجْعلَ موتي قاسياً في كل لحظةِ ألم أُعطيت لي من جراء الإساءات التي كان علىّ أن أسدد عقوبتها بالكامل. أريدكم أن تعلموا مره أخرى كيف أنى قد أحببت كل البشر في تلك الساعة التى كان فيها الهجر والحزن بلا سبب فى آلامي أُريدكَم أَنْ تأخذوا فى الاعتبار قبل كل شيء، المرارة التي سببتها معرْفتي للآثامِ التى تَظلمِ فكر البشر، التى تَقُود فكرهم نحو الانحراف. إن هذه الآثامِ تكون مَقْبولُة منكم فى أغلب الأوقات كثمرةِ ميولِ طّبيعيةِ، تدعون أنها لا يُمكنُ مُقَاومَتها بإرادة المرء. اليوم كثيرون ممن يحيِّون في خطايا مُهلكةِ، يلومون الآخرين أو القضاء والقدر، بدون أن يحاولوا التَخَلُّص منها. لقد رَأيتُ هذا في جَثْسَيْمَانِي وعَرفتُ الشر العظيمَ الذى ستواجهه نفسى. لقد رأيت كثيرون جداً يفْقدونُ بالرغم من ذلك وكم عَانيتُ من أجلهم! إن هؤلاء الملائكةِ قَدْ طَمأنوني على محبّتكَ أيها الآب، وهذه البهجةِ التى أرسلتها لى، قَدْ صنعت عملاً حسناً بالرغم من مقاومتي الطّبيعيةِ. أمتلئ بقيّة الكهف برّؤى مخيفة من جرائمنا؛ لقد أخذها يسوع كلها على نفسه، لكن ذلك القلب الحبيب، الذي امتلأ بالحبّ الكلّي الكمال نحو الرب والإنسان، قد فاض بالألم وغُمر تحت ثقّل كثير جدا من الجرائم البغيضة. عندما عبرت هذه الكتلة الهائلة من الآثم على نفسه وصارت كأمواج محيط لا يسبر غوره، قدّم الشيطان له تجارب غير معدودة، كما فعل سابقاً في البرية، حتى تجاسر أن يقدّم اتهامات متعدّدة ضده. لقد صاح : " خذ كل هذه الأشياء على نفسك, هل لن تلوث نفسك " ثم وضع الرب فى الاتهام بوقاحة جهنمية، مضيّفاً جرائم خيالية. لقد انتقده بعيوب تلاميذه، الافتراءات التي سبّبوها، والاضطرابات التى سبَّبها للعالم بالتخلي عن العادات القديمة. ولولا كونه حكيماً وصارماً، لكان من الممكن أن يفيق الشيطان فى هذه المناسبة؛ لقد انتقد يسوع لكونه كان سببا لمذبحة الأطفال، وتسبب أيضا فى آلام والديه في مصر، ولكونه لم ينقذ يوحنا المعمدان من الموت، ولكونه جلب الانشقاق في العائلات، حامياً رجال ذى شخصيات هزيلة، وأنه رفض أن يشفي أشخاصاً عديّدين، أنه ظَلَم سكان الجرجسيين لكونه سمح للأرواح النجسة أن تدخل الخنازير مما جعلها تلقى بنفسها في البحيرة؛ ولكونه هجر عائلته وبدد ملكية الآخرين؛ بكلمة واحدة، حاول أن يجعل يسوع يتردّد، لقد اقترح عليه كل فكر ممكن أن يغري به أى مُحتضر في سّاعة الموت وأن ما يريد أن يفعله لهو فوق قدرة البشر؛ لأنه قد أخفي عنه أن يسوع هو ابن الرب، وأغراه فقط كما يفعل مع كل البشر. إن مٌخلّصنا الإلهى أجاز بهذا لإنسانيته أن تخفى لاهوته، لأنه سرّ أن يتحمّل حتى ذلك الإغراء الذي يُهاجم النفوس المقدّسة في سّاعة الموت فيما يتعلق باستحقاق أعمالهم الجيدة. حتى أنه شرب كأس الألم حتى الثّمالة، لقد أجاز للرّوح الشّريّر أن يُجرب إنسانيته المقدّسة، كما يُجرب الإنسان الذي يجب أن يرغب فى أن ينسب إلى أعماله الجيدة بعض القيمة الخاصّة في نفسه، بالإضافة إلى ذلك ما يمكن أن يأخذه من قبل اتحاده باستحقاقات مُخلّصنا. لم يكن هناك فعل لم يستطيع أن يُشكل به بعض الاتهامات، وانتقد يسوع بأشياء أخرى كثيرة. من بين آثام العالم التى أخذها يسوع على نفسه، رأيت آثامي أنا أيضا بوضوح وظهرت كل عيوبي تتدفّق نحوه من خلال التجارب التي أحاطت به. خلال هذا الوقت ثبّت عيناي على عريسي السّماوي؛ بكيت معه وصلّيت، والتفت معه نحو ملائكة المواساة. آه، إن إلهنا العزيز قد تلوّى حقا تحت ثقل آلامه وأحزانه ! بدا يسوع هادئاً في بادئ الأمر، بينما كان جاثياً على ركبتيه يصلّى، لكن بعد فترة صارت نفسه فزعة برؤية جرائم البشر الغير معدودة، وجحودهم نحو الرب، وألمه كان عظيماً جدا حتى أنه ارتعد وارتجف بينما يصيح : أبتاه، إن أمكن، فلتعبر هذه الكأس عنّي! أبتاه، إن كل الأشياء ممكنة لك, أزل هذه الكأس عنّي! " لكنه أضاف فى اللّحظة التالية: " ومع هذا، لتكن لا مشيئتى بل مشيئتك " أن مشيئته ومشيئة أبيه واحدة، لكن حبّه قد أستوجب أن يُترك الآن إلى كل ضعف طبيعته البشرية، لهذا ارتعد بمشهد الموت. لقد رأيت المغارة التي كان راكعاً فيها ممتلئة بأشكال مخيفة؛ رأيت كل الآثام والفجور والرذائل وجحود البشرية تعذّبه وتسحقه إلى الأرض؛ لقد رأيت رهبة الموت والرّعب الذي شعر به كإنسان ينظر الآلام التّكفيرية التى كانت على وشك أن تقع عليه، تحيط به وتهاجم شخصه الإلهى تحت أشكال خيالات قبيحة. لقد سقط من جانب لآخر، شابكاً يديه؛ تغطّى جسده بعرق بارد وارتعد وارتجف. ثم نهض، لكن ركبتيه كانتا تهتزان وبالكاد تقدران على حمله؛ وجهه كان شاحباً، وتبدل مظهره تماما، شفتاه كانت بيضاء وشعره غير مُرتب.
تأمل الرب يسوع آلامي... يا لها من هاوية بلا قاع من المرارةِ قد الّتفت علىّ! كم يخطئ كثيراً من يظن أنه يَفْهمها، على الرغم من إنهم يُفكّرونُ فقط فى آلامي الجسدية الرهيبة . أبنائي، لقَدْ ادخرت لكم مشاهد أخرى من المآسيِ الأساسية التي عِشتُها وأَرْغبُ أَنْ أَتقاسمها معكَم لأنكم من هؤلاء الذين أعطاهم لى الآب في البستان . أحبائى، تعلّمُوا منى أن الشيء الضّروريِ الوحيدِ، حتى وإن تمردت طبيعتكَم عليكم، هو أَنْ تُقدّمَوا نفوسكم بتواضع وأَنْ تَُسلمَوا نفوسكم كى تتحقق إرادة الرب فيكم. لقد أردت أيضا أَنْ أُعلّمَ النفوس أن كل الأعمال الهامة يَجِبُ أَنْ تُعدً وأن تُنشط من خلال الصّلاةِ. فبالصلاةِ تتحصن النفس ضد أكثر الأشياءِ صعوبة والرب يَتّصلِ بهاِ ويَنْصحها ويُلهمها حتى لو لم تكن مدركة لذلك . لقد انسحبتُ إِلى البستان مع ثلاثة من تلاميذي، لأُعلّمهم أن قوى النفس الثّلاث يَجِبُ أَنْ تُرافقَهم وأن تُساعدهم في الصّلاةِ. تذكّرْوا المعونات الإلهية، كمال الرب, شفقته، قوته، رحمته والحبّ الذي يكنه لكم. بعد ذلك، انظروا بّفهمِ كيف تكافئوه عن الأعاجيبِ التي صنعها من أجلكم.... من خلال الصّلاةِ، في انزوائكم وصمتكَم، اَسْمحُوا لأرادتكم أنْ تتُحَرّكُ كى تَعمَلُ المزيد والأفضلَ للرب، وأنْ تكونوا مُكَرّسُين لإنقاذِ النفوسِ، سواء بواسطة عملكمَ الرّسولي أو بحياتكمَ المتواضعةِ والمخفيةِ. اطرحْوا ذواتكم بتواضع كمخلوقاتِ في حضرةِ خالقها، ومَجّدْوا عمله فيكم، مهما كانت تلك الأعمال، مودعين إرادتكم إلى قدوس القديسين .
| |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:32 am | |
| بهذه الطريقة قدمت نفسي كى أُحقق عمل فداء العالمِ. آه! يا لها من لحظة عندما شَعرتُ بكل ذلك العذابِ آتياً علىّ، العذاب الذى علىّ أَنْ أَعانيه في آلامي : الافتراءات، الإهانات، الجَلْد، الرّكل، إكليل الشّوكِ، العطش، الصّليب. كل ذلك عْبرِ أمام عينيّ في الوقت نفسه الذي اخترق فيه الألم الحاد قلبي؛ الإساءات، الآثام، والبغضة التي ستُرتكبِ بمرورِ الوقتِ. وأنا لم أرها فقط، بل شَعرتُ بها وقد انغرست فىّ بكل بشاعةِ، وبهذه الطريقة قَدّمتُ نفسي إِلى أبي السّماويِ لأناشده الرحمة. لقد قدمت نفسي كسوسنة لأُهدّئَ غضب الآب وأَسترضىَ عِقابه الإلهي. وعلى الرغم من هذا، بكثير جداً من الجرائمِ والآثامِ، اختبرت طبيعتي البشرية آلاماً مُميتة إلى حدّ أنى عرقت دّماُ. هَلْ مُمكن لهذا الألمِ وهذا الدّمِ أن يصْيرا بلا فائدةَ لكثير من النفوس؟ ... أن حبّي كَانَ أصلَ آلامي. إن أنا لم أرد ذلك، من كان سيَكُونَ قادراًَ أَنْ يَمْسّني؟ لقد أردت ذلك وكي أَتمّمَ إرادتي، استخدمت أقسَى مَنْ فى البشر . قبل الألمِ، عَرفتُ نفسي كل الآلام واستطعت أَنْ أُقيّمها بالكامل. لكن بالرغم من ذلك، عندما أردتُ أَنْ أَعاني، كَانَ عندي الإحساسُ الإنسانيُ بكل هذه الآلامُ. لقد أَخذتُ كل الأحاسيس بالإضافة إِلى المعرفةِ والتّقديرِ الكامل لهاِ. عند الحديث عن آلامي، لا أستطيع أَنْ اَدْخلَ فى تفاصيل كثيرةً. لقَدْ فعلتُ ذلك فى مرات أخرى ولم تستطيعوا أَنْ تَفْهموا ذلك. ذلك بسبب طبيعتكَم البشرية، أنكم لا تستطيعون أَنْ تبدءوا فهم المدى الهائل للألم الذي عَانيتُه. نعم، أنى أنيركمَ، لكننى أظل داخل حدود لا تستطيعون أَنْ تتخطوها. فقط أمي جَعلتهاُ تعرف كل آلامي، لهذا فهي من تألمت بآلامي أكثر من أي أحدَ. لكن اليوم, سَيَعْرفُ العالمَ أكثر مما سَمحتُ به حتى الآن، لأن أبي يُريد ذلك بهذه الطّريقةِ. لذلك السّببِ، يَزدهرُ شعاع من الحبِّ في كنيستي بسبب كل الظّروفِ المتُغَيِّرةِ التي أَخذتني من البستان إِلى الجلجثةِ. أكثر من أي شخص آخر، أنى أُظهرُ آلامي إِلى الأقرباء الأحباء الذين كَانَوا معي في البستانِ. إنهم قادرون أَنْ يَذْكروا شيئاً ما يُناسب الفكر المعاصرِ. وإن استطاعوا، فهم يَجِبُ أَنْ يفَعلوا ذلك. لهذا يُكتب كل ما أُخبركم به يا صغاري، من أجلكم ومن أجل كثيرين آخرين، من أجل راحة النفوس ومن أجل مجدِ الثّالوثِ القدّوسِ الذي يَرْغبُ فى أن تُعرف آلامي في جَثْسَيْمَانِي . إن نفسى حزينة حتى الموتِ. فى حين أن الحزنَ لا يُمكنُ أن يَكُونُ سببا طبيعياً ًَللموتِ، لقد أردتُ أَنْ أختبر حزن الرّوحِ، الذي يتَضمّنَ الغيابِ الكاملِ لتأثيرِ اللاهوتِ والحضور المُفجع لأسبابِ آلامي . فى نفسى, التي كَانتَ تتعذّبُ حتى الموت, كَانتَ توجد كل الأسبابِ التي دْفعتني لأَنْ أَجْلبَ المحبّة إِلى الأرضِ. أولهاً كَانتْ الإساءةَ التى جُعلتْ ضد آلامي الإلهية كإنسان، مع إدراكي الكامل بألوهيتي. أنكمَ لا تستطيعون أَنْ تَجدواَ أي شئ يماثل هذا النوعِ من الألمِ لأن الإنسان الذي أخطأ يَفْهمُ بنوري الجزء الذي يتوافق معه وفى عديد من المرات يفهمه على نَحْو ناقص، أنه لا يفقه ما مدى ما تعنيه الخطية أمامي. لذلك السّبب الرب فقط من يستطيع أن يعرف بوضوح فداحة الإساءة التى قد صُنعت له. وبالرغم من هذا، يَجِبُ على الإنسانية أَنْ تَكُونَ قادرة على أَنْ تَقدم معرفة كاملة، حُزناً صادقاً، وتوبة إِلى اللاهوتِ، وأنا أستطيع أَنْ أدع الإنسانية تَفعلُ هكذا حينما تَرْيد. في الحقيقةِ أنا أفعَْلُ هذا بتقديم معرفتي التي عَملتُ داخلي كإنسان، كإنسان يحمل وزر الإساءة ضد الرب هذه كَانتْ رغبتي: أنه من خلالي، سَيكونُ للأثيم التائب وسيلة ليتَقدمِ بها إِلى إلهه مُعترفاً بالإساءة التى أُرتَكَبها، وأنا، في لاهوتي، أستطيع أيضاً أَنْ أتقبل الّفهم الكامل لما قَدْ صُنع ضدي. لقد كنت حزيناً حتى الموت لرؤيتي هذا التّراكم الضّخم للخطايا التى ترتكب في كل موضع. وإن كان لأجل خطيه واحدة اختبرت موتاً لا شبيه له, فماذا كان علىَّ أن أختبر من أجل مزيج من كل الإهانات ؟ " حزينة هى نفسى حتى الموتُ " حزناً أوهن فىّ كل مقدرة؛ حزناً قد صار له مركزاً فيّ أنا الربوبية, فى تتجمع اتجاهه كل تيارات الذنوب ورائحة نتِانة النفوس التى فسدت من كل أنواع الرّذائل. لهذا السبب كنت أنا الهدف والسهم فى آن واحد, كإله كنت الهدف, وكإنسان كنت السهم. وبمجرد أن غُمرت بكل الخطايا, ظهرت أمام أبى وكأنني الأثيم الوحيد. لا يمكن أن يوجد حزناً أعظم من هذا، وقد أردت أن أناله بالكامل، من أجل محبتي للآب، ومن أجل رحمتي بكم جميعاً . إن كان الإنسان لا يَنتبهُ إلى هذه الأمور، فأنه يَتأمّلُ فى معاني هذه الكَلِماتِ دون جدوى، تلك الكلمات التي تَتضمّنُ كل جوهري كإله وكإنسان. انظروا نحوى في سّجنِ الروح العملاقِ هذاِ. هَلْ لا أَستحقُّ الحبّ بعد أن كَافحتُ وعَانيتُ كثيراً؟ هَلْ لا أَستحقُّ من الخليقة أَنْ أُعد من خاصتهمِ، لقد أَعطيتهم نفسي بالكامل بلا أي تحفّظ؟ أَشْربُوا جميعاً من ينبوع صلاحي الذى لا ينضبِ. أشربْوا! ها أنا أقدم لكم حزني في البستانِ؛ أَعطوني أحزانكمَ، كل أحزانكَم. أنى أُريدُ أَنْ أَجْعلَ من أحزانكَم باقة من زهر البنفسجِ، التي يتجه عطرها دائماً نحو ألوهيتي . " أبتاه، خذُ هذا الكأسِ بعيداً عني إن كان ذلك ممكناً، لكن لتكن لا إرادتي بل أرادتك ." لقد قُلتُ هذا بعلو المرارةِ، عندما صْار الثّقل الذى وضّع علىّ دموياً حتى أنى وَجدتَ نفسى في ظّلمةِ من المستحيل تصديقها. لقد قُلت ذلك للآب لأننى، علاوة على كل الملامةِ، فأنى قَدّمتُ نفسي أمامه كأني الأثيمِ الوحيدِ قبالة كل عدالته الإلهية التى سددتهاَ. وأحسست بالحَرمان منَ ألوهيتي، فقط بشريتى هى التى ظَهرتْ أمامي. خُذْ منّي آيها الآب، خذ هذا الكأسِ الشديدة المرارةّ التى تُقدّمهاُ لي، والتي قَبلتُها لأجل محبتّكَ عندما جِئتُ إِلى هذا العالمِ. لقَدْ وَصلتُ إلى النقطةِ التي صرت لا أميز فيها حتى نفسي. أنتَ أيها الآب، الذي يَحْبّني، قَدْ جَعلَت الإثم ميراثي وهذا جعل حضوري أمامك لا يطاق. أن جحود البشرِ قد صار مَعْرُوفاً لي, لكن كيف سأَتحمّلُ رُؤيةَ نفسي وحيداً؟ إلهي، لتكن لك رحمةُ لهذه العزلة العظيمةِ التي وَجدتُ نفسي فيها. لماذا تُريدُ أَنْ تَتْركني؟ أي معونة سَأَجدُ إذن في مثل هذا الانسحاق العظيمِ؟ لماذا تَضْربني أنت أيضاً بهذه الطريقة ؟ نعم، أنك تَحْرمني منك. أنى أحس كأنني اَسْقطُ في مثل هذه الهاويةِ التي لا أميز فيها حتى يدّكِ في هذا الوضع المأسويِ. أن الدّم الذي تَسرّبَ خارج جسدي يَعطيكَ شهادةَ عن انسحاقي تحت يدّكِ القويةِ. هكذا، صَرختُ؛ سَقطتُ. لكنى واصلت: إنك مُحق أيها الآب القدوس أن تَعمَلُ بى ما تُريدهُ. أن حياتي لَيستْ لي، إنها بالكليةً لك. أنى لا أُريدُ أن تكون إرادتى، بل بالأحرىَ إرادتك أنت. لقَدْ قَبلتُ الموت على الصّليبِ، أنى اَقْبلُ أيضا الموتَ الظّاهرى عن ربوبيتى . إنه العدل. كل هذا يَجِبُ أَنْ أَعطيه لكَ، وقبل كل شيءِ، يَجِبُ أَنْ أقدم لك محرقة ألوهيتي التي تُوحّدني بك. نعم أيها الآب، بالدّمِ الذي تَراه، أُؤكّدُ عطائي وقبولي: لتكن إرادتك ولَيسَ إرادتي . لقد كانت حوالي العاشرة والنصف عندما نهض يسوع على ركبتيه، وكان ينضح عرقاً بارداً، توجه بخطى واهنة نحو تلاميذه الثّلاثة. بصّعوبة صعد إلى جانب المغارة ووصل حيث كان التلاميذ ينامون منهكين من الإعياء، حزانى وقلقين. جاء إليهم، كرجل مغمور بالحزن المرّ ملتمساً أصدقاءه, ومثل الراعي الصالح، الذي يسرع ليفتقد قطيعه عند اقتراب الخطر، ليهبه الأمان ممن يهدّده؛ لأنه كان يعرف جيّداً إنهم أيضا مُتعبون من الألم والتجربة. الرّؤى الفظيعة لم تتركه، حتى بينما كان يلتمس تلاميذه. عندما وجدهم نائمين، شبك يديه وسقط على ركبتيه بجانبهم، مغلوّباً بالحزن والقلق، وقال : " سمعان هل أنت نائم؟ " فاستيقظوا ونهضوا، وقال لهم بعمق حزن الروح " ماذا؟ ألا تستطيعوا أن تسهروا ساعة واحدة معي؟ " عندما نظروا إليه، ورأوه شاحباً ومنهكاً، بالكاد قادراً أن يسند نفسه، مُستحماً في عرقه، مرتعداً ومرتجفاً، عندما سمعوا كيف أن صوته قد صار متغيّراً وخافتاً، لم يعرفوا ماذا عليهم أن يعتقدوا، ورأوا أنه لم يعد محاط بهالة النور المشهورة، إنهم لم يتعرفوا عليه كيسوع. قال له يوحنا : يا سيد، ماذا حدث لك؟ هل يجب أن أدعو التّلاميذ الآخرين؟ هل علينا أن نهرب ؟ " أجابه يسوع : " لقد كنت أعيش وأعلّم وأؤدّي معجزات طيلة ثلاث وثلاثين سنة، أن ذلك لا يكفي لإنجاز ما يجب أن يُنجز قبل هذا الوقت غدا. لا تنادى الثّمانية؛ إنى لم أحضرهم هنا، لأنهم لا يستطيعون أن يروني معذّباً هكذا دون أن يروّعوا؛ دون أن يخضعوا للتجارب، دون أن ينسوا كثيراً من الماضي، ويفقدوا ثقتهم فيّ. لكنكم أنتم، الذين رأيتم ابن الإنسان مُتجلياً، ورأيتموه أيضا تحت السحابة، تستطيعون أن ترونه في إهمال الرّوح؛ وعلى الرغم من هذا، اسهروا وصلّوا لئلا تقعوا في تجربة، لأن الرّوح نشط حقا، لكن الجسد ضعيف " بهذه الكلمات كان يشجّعهم ليثابروا، وكي يجعل المعركة التي كانت تتحمّلها طبيعته البشرية ضد الموت معروفة لهم، بسبب ضعفه وبحزنه الذى غمره مكث معهم ربع ساعة تقريبا، وتكلّم معهم ثانية. ثم عاد إلى المغارة، آلامه الروحية كانت لا تزال فى ازدياد، بينما مد تلاميذه أياديهم نحوه وبكوا واحتضن كل منهم الآخر متسائلين : " ماذا ممكن أن يكون هذا؟ ما هذا الذي يحدث له؟ أنه يبدو في حالة أسى كامل " بعد هذا، غطّوا رؤوسهم، وبدءوا يصلّون، بشكل حزين جدا وبقلق عميق.
تأمل الرب يسوع على الرغم من كل شيء، بالرغم من الثّقل الهائل والإعياء الفظيع، مع تصبب عرقي دّماًِ، كُنْتُ مصدوماً لأنىّ عندما ذَهبتُ لأبْحثَ عن تلاميذي، شَعرتُ أنى مُنهك بشكل مروِّع .
| |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:33 am | |
| بطرس، يوحنا، يعقوب! أين أنتمَ فأنا لا أراكمَ مُتيقظين ؟ استيقظوا، انظروا إلى وجهي، انظروا كيف أن جسدي يَرتعدُ في هذه المحنةِ التي أجوزها ! لماذا تَنَامُون؟ اَستيقظُوا وَصلّوا معي؛ فأنا قَدْ عرّقتُ دماً من أجلكم ! بطرس، هَلْ لست تبالي بآلامى؟ يعقوب، لقَدْ أعطيتك كثيراً من الأولويّة، أَنْظرُ إليّ وَتذكّرني! وأنت يا يوحنا، لماذا تَتْركُ نفسك تَغْرقُ في النّومِ مع الآخرين؟ أنكَ تستطيع أَنْ تتَحْملَ أكثر منهم ... لا تَنَامواَ، اسهروا وصلّوا معي! إن هذا ما حَصلتُ عليه: طَلَبت الرّاحةِ، فوَجدتُ مأساةَ مرّةَ. حتى هم ليسوا معي. إلى من سواهم سأَذْهبُ؟ .... إنه حقاً، إن أبى أعطاني فقط ما قد طلبته منه، حتى تقع علىّ دينونة كل الإنسانيةِ. أبتاه، أعنى! أنكَ تستطيع أَنْ تفَعَلُ كل شئ؛ ساعدني! لقد صَلّيتُ مرة أخرى كإنسان من أجل كل من تحُطّمتَ آمالهم ومن أجل من يَطْلبُون الفهم والراحة من الأعالي. لكن ماذا يستطيع أبى أَنْ يفعل إن كنت أنا قَدْ اخترتُ بحرّيه أَنْ أفي عن كل شيءِ؟ إن اختياري لمَ يتغَيّرَ. ومع ذلك، فمقاومتي الطّبيعية قَدْ بلغت حدها الأقصى فطغت علّى بشريتي . مره أخرى سَقطتُ على الأرض على وجهي بسبب الخزي من كل آثامكمَ؛ مره أخرى سَألتُ أبي أَنْ يَأْخذَ تلك الكأس عنىِ. لكنه أجاب، إن لم أشَربها، فسيكون كما لو أننى لم أجِئُ إِلى هذا العالم, من جهتي فيكفى عزاء لنفسي أن عديداً من المخلوقاتِ ستنال جزء من آلامي المُبرحة في البستان . لقد أجبت: أبتاه، لتكن لا إرادتي، بل أرادتك أنت. أعطني خليقتي، هؤلاء الذين قَدْ فديتهم. أنكَ بنفسك تَأْخذهم لأنه من أجلك أنا قَدْ قَبلتُ. أنى أُريدُ أَنْ أَراكَ راضياً. إنى أقدم لك كل آلامي وثبات إرادتيَ، فى الحقيقة إن إرادتي ليَستُ تتعارض مع إرادتك، لأننا نحن دوماً لنا إرادة واحدة. أبتاه، إنى مُنسحق لكن هكذا حبّنا سَيُعْرَفُ. فلتكن لا إرادتي بل أرادتك أنت! مرت حوالي ساعة ونصف منذ أن دخل يسوع بستان الزّيتون. أن الكتاب المقدّس يخبرنا أنه قال " أما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة ؟ " لكن كلماته لا يجب أن تؤخذ بشكل حرفي، ولا طبقا لطريقتنا فى حساب الوقت. صلى التلاميذ الثّلاثة الذين كانوا مع يسوع في بادئ الأمر، لكنهم ناموا بعد ذلك، لأن التجربة قد وقعت عليهم بسبب حاجتهم للثقة في الرب. الثّمانية الآخرون، الذي بقوا خارج البستان، لم يناموا، لأن كلمات الرب الأخيرة، المعبّرة جداً عن الألم والحزن قد ملأت قلوبهم بنذر الشّر، وكانوا يتجوّلون حول جبل الزيتون، محاولين أن يجدوا مكاناً كمأوى في حالة الخطر. كانت مدينة أورشليم هادئة جدا؛ اليهود بدورهم، انشغلوا في الإعداد للعيد، لكنى أري هنا وهناك، بعضاً من أصدقاء وتلاميذ يسوع يمشون ذهابا وإيابا بحرص، يتحدّثون بشكل جديّ سوياً، ومتوقّعين بوضوح بعض الأحداث العظيمة. والدة الرب والمجدلية ومارثا ومريم التى لكلوبا وسالوما قد ذهبن من علية صهيون إلى بيت مريم أمّ مرقص. مريم قد تنبّهت إلي التّقارير التي كان تنتشر، ورغبت أن ترجع إلى المدينة مع صديقاتها، من أجل أن تسمع شيئاً ما عن يسوع. جاء لعازر ونيقوديموس ويوسف الرامى، وبعض الأقارب من حبرون، جاءوا ليروا ويسعوا لتهدئتها، لأنهم كانوا مدركين، أمّا من معرفتهم الخاصة أو أن التّلاميذ قد اخبروهم بالتّنبؤات المحزنة التي قالها يسوع في علية صهيون، لقد استعلموا من بعض الفريسيون الذين كانوا على علاقة خاصة بهم، ولم يقدروا أن يسمعوا عن أي مؤامرة كانت تُحاك ضد الرب. بكونهم جاهلين تماما بخيانة يهوذا، طمأنوا مريم أن الخطر ليس عظيماً بعد، وأن أعداء يسوع لم يشنوا أي محاولات اعتداء على شخصه، على الأقل حتى ينتهى العيد. أخبرتهم مريم كم أن يهوذا قد بدا مضطربا ومنزعجا أخيراً، وكيف أنه قد ترك علية صهيون فجأة. لقد أحست بلا ريبة أنه ذاهب ليخون الرب، لأنها حذّرته دوماً من أنه ابن الجحيم. رجعت النّساء القديسات حينئذ إلى بيت مريم أمّ مرقص . عندما رَجعَ يسوع إِلى المغارة، غير مُراح من كل ثقل آلامه، سَقطَ ساجدَا، بوجهه على الأرضِ وذراعاهِ مَدّده، وصَلّي إِلى أبيه الأزلي؛ لكن نفسه كَانَت يجبُ أَنْ تَتحمّلَ المعركة الدّاخلية ثانية، معركة دامتْ حوالي ثلاثة أرباع ساعةِ. جاءتْ الملائكة وأرته في سلسلةِ من الرُّؤىِ، كل الآلامِ التي ينبغى أَنْ يَتحمّلهاَ من أجل أَنْ يُكفّرَ عن الخطيئةِ؛ كم كَان عظيما جمالَ الإنسان، صورة الرب، قبل السّقوطِ، وكم قَدْ تغُيّر ذلك الجمالِ وزال عندما دَخلتْ الخطيئة العالمَ. لقد نَظرَ كيف نَشأَت كل الآثامِ من خطيئة آدم، لقد رأى تأثيراتها الفظيعة على النفسِ، وعلى نفس النمط كان مغزى وجوهر كل الآلام التى استلزمتْ مِن قِبل الرغبة الملحَّة فى افتدائهم. لقد أرته الملائكة الرّضا ما يَجِبُ أَنْ يقدمه إلى العدل الإلهى، وكيف أنه يَتضمّنُ على درجةِ من الألمِ في نفسه وفى جسده بأن يدرك كل الآلامِ الناشئة عن شهوات كل البشر، حيث أن ديون كل جنس البشر كَانَ لِزاماً عليهِ أَنْ يسددها بتلك الطبيعة البشرية التي كانت هى الوحيدة البريئةَ, بشرية ابن الرب. لقد أرته الملائكة كل هذه الأشياءِ تحت أشكالِ مختلفةِ، وشَعرتُ بما كَانوا يَقُولونَه، مع أنى لم أسَمع أى صوت. لا لسانُ يستطيع أَنْ يَصفَ أى ألم وأى رعب غَمرَ نفس يسوع برؤية التكفير الفظيع المستوجب, إن آلامه كَانتْ عظيمَة جداً، حقاً، إن عرقاً دموياً أنساب من كل مسامِ جسده المقدّسِ. بينما كانت تُسحق إنسانيةَ للمسيحِ المحبوبةَ هكذا إِلى الأرضِ تحت ثقل كل هذا الألمِ المُرعبِ، بدت الملائكة ممتلئة بالشّفقة؛ كان هناك تأنّى، وقد أدركت إنهم يرغبون بشكل جديّ أن يواسوه، وصَلوا من أجل ذلك التّأثيرِ أمام عرشِ الرب. للّحظةِ واحدة بَدا، كما لو أنه كَانَ هناك صراع بين رّحمةِ الرب وعدالته من جهة وبين ذلك الحبِّ الذي كَان يَضحّيِ بنفسه من الجهة الأخرى. لقَدْ أُجيز لى أَنْ أرى صورة الرب، لَيسَ كما سبق، جالسَا على عرشِ، بل تحت شكلِ مضيء. لقد رأيت الطّبيعةَ الإلهية للابن في شخصِ الأبِ، وكأنها تنسحب نحو حضنه؛ شخص الروح القدسِ كان، إذا جاز التعبير، بينهما، ومع ذلك الكل كان إله واحد, لكن هذه الأشياءِ متعذر وصفهاُ. كل هذا كَانَ إدراكَ داخليَ أكثر من كونه رؤياِ تحت أشكالِ مُميّزةِ، وبدا لي أن المشيئة الإلهية للسيد المسيح تَنسحبُ بطريقة ما نحو الأبِ السّرمديِ، لكى تُجيزَ لكل تلك الآلامِ أَنْ تَثقل على إنسانيته وحدها. إنسانيته التي سَتَتوسّلُ إلى أبيه كي يُصفح عنها، لقد رَأيتُ في هذا الوقت الملائكة، ممتلئة بالشّفقةِ، تَرْغبُ أَنْ تَواسي يسوع، الذي، في الحقيقةِ، قَدْ أُريحَ قليلاً في تلك اللّحظةِ. ثم أختَفيِ الجميع، وتراجعت الملائكة عن إلهنا، الذى كانت نفسه عَلى وَشَكِ أَنْ تَتحمّلَ اعتداءات جديدة . عندما سرَّ فادينا، أَنْ يُجرّبَ على جبل الزيتون وأن يَتغلّبَ على كراهية الطبيعة البشريةِ العنيفِة للمُعاناة وللموت اللذان يُمثلان جزءا من كل الآلام، أجيزَ للمُجرب أَنْ يفعلُ معه ما يفعله مع كل البشر الذين يَرْغبُون أَنْ يَضحّون بأنفسهم لأجل سببِ مقدّسِ. فى الجزء الأول للمعاناة، أظهر الشيطان أمام عيني الرب فداحة ديون الخطيئة والتي كان فى سبيله أن يسددها، وكان وقحاً وخبيثاً كفاية حتى أنه نشد عيوب في أعمال منقذنا نفسه. فى المعاناة الثّانية، نظر يسوع، إلى حجم المُعاناة الأكثر اكتمالا وفي كل مرارتها، والألم التّكفيري الذي سيتطلّب لإرضاء العدل الإلهى. هذا قَدْ أُظهر إليه من قبل الملائكةِ؛ لأنه لا يخص الشيطانُ أَنْ يُظهر أن التّكفيرِ ممكن، وأبّو الأكاذيبِ واليأسِ لن يُظْهِر أَبَداً أعمالِ الرّحمةِ الإلهية أمام البشرِ. لكون يسوع قَاومَ بشكل منتصر كل هذه الاعتداءات مِن قِبل كل استسلامه الكلى والمطلقِ إِلى إرادة أبيه السّماويِ، تعاقبت عليه رُّؤىِ جديدةِ ومُفزِعةِ أمام عينيه، وذلك الشعورِ بالشكِ والقلقِ الذي يُجربه دوما الإنسان الذى على وشك أن يؤدى تضحيةِ عظيمةِ، نشأ في نفس مُخلصنا، كما سألَ نفسه ذلك السؤالَ المروع :" وأي صلاح سينتج من هذه التّضحيةِ؟ " حينئذ ظهرت أمام عينيه صورة أكثر من مرعبة عن المستقبلِ وغُمِرتْ قلبه الحنون بالألمِ. عندما خلق الرب آدم الأول، ألقى عليه سُباتاً عميقاً، فتح جنبه، واخذ ضلعاً من أضلاعه، وصنع منه حواء، زوجته وأمّ كل الأحياء. ثم أحضرها إلى آدم، الذي صاح:" هذه الآن عظم من عظامي، ولحم من لحمي. ولهذا السبب سيترك الرجل أباه وأمّه، ويلتصق بزوجته، ويكونان الاثنان جسداً واحداً." هذا كان الزّواج الذي كُتب عنه: " هذا سر عظيم. أنى أتكلّم من نحو المسيح ومن نحو الكنيسة" يسوع المسيح، آدم الثّاني، قد سرّ أيضا أن يدع السبات يقع عليه, سبات الموت على الصّليب، وهو سرّ أيضا أن يجعل جنبه مفتوحاً، من أجل أن تتشكّل منه حواء الثّانية، عروسه البكر، الكنيسة، أمّ كل الأحياء. إنها كانت مشيئته أن يعطيها دم الفداء وماء التطهير وروحه, الثّلاثة الذين يقدِّمون الشّهادة على الأرض وأن يمنحها أيضا الأسرار المقدّسة، من أجل أن تكون نقية ومقدّسة وغير دنّسه؛ إنه عليه أن يصير رأسها، ونحن أعضاءها علينا أن نكون تحت الاستسلام إلى الرّأس، عظم من عظامه، ولحم من لحمه. بأخذ المسيح طبيعة بشرية عاني الموت من أجلنا، إنه ترك أباه الأزلى أيضا، ليلتصق بزوجته، الكنيسة، وهو صار جسداً واحداً معها، بإطعامها من جسده الذى على المذبح والذي يُوحّد به نفسه معنا بشكل متواصل. لقد سُرّ أن يبقى على الأرض مع كنيسته، حتى نكون جميعاً متّحدين سوياً بواسطته داخل حظيرتها وهو قد قال : أن أبوّاب الجحيم لن تقوى عليها ", لكى يرضي محبّته التى لا توصَف للخطاة، لقد صار الرب إنساناً وأخاً لنفس هؤلاء الخطاة، لدرجة إنه أخذ على نفسه العقاب المستوجب عن كل جرائمهم. لقد تأمّل بحزن عميق عظمة هذا الدّين والآلام البشعة التى من قبلها كان عليه أن يسدَّد الدَيْن. ومع ذلك كان له أقصى فرح أن يُخضع نفسه لإرادة أبيه السّماوي كذبيحة كفارية. الآن، على أية حال، قد نظر لكل آلام المستقبل، لقد نظر معارك وجراح عروسه السّمائية؛ بكلمة واحدة، لقد نظر جحود البشر . لقد رأى يسوع كل آلام تلاميذه وتابعيه وأصدقائه فى المستقبل ؛ بعد ذلك رأى الكنيسة الأولى، تتكون من بضع نفوس في حظيرتها في بادئ الأمر، وبعد ذلك تزداد أعدادها، لقد انزعج بالبدع والانشقاقات الدينية المندلعة بين أولادها، الذين كرّروا خطية آدم بالكبرياء والعصيان. رأى فتور وحقد وفساد عدد لانهائي من المسيحيين، رأى أكاذيب وخبث المعلمين المتفاخرين، كل تدنيس للمقدسات من قبل القساوسة الأشرار، النّتائج القاتلة لكل خطيئة، ورجسة الخراب في ملكوت الرب، في هيكل أولئك البشر الجاحدين الذين كان على وشك أن يفتديهم بدمه مُجتازا آلاماً بشعة. فضائح من كل العصور وحتى الزمن الحاضر, بل حتى نهاية العالم, كل أشكال الخطأ، المكر، التعصّب المجنون، العناد والحقد, كل ذلك عُرض أمام عينيه، وهو رآه، كما كان يطفو أمامه كل المرتدين والمُهرطقين والمُصلِحين الزائفين, الذين يخدعون البشر بمظهر القداسة. وهم المحرِّفون والمفسدون من كل العصور الذين أهانوه وعذّبوه لكونه لم يصُلب طبقاً لرأيهم، أو لكونه لم يعانى بالضبط كما قرروا أو تخيّلوا إنه كان يجب أن يُعاني. لقد نافس كل منهم الآخر في تمزيق لُباس كنيسته الذى بلا خياطة؛ كثيرون من يسيئون مُعاملته, يُهينونه وينكرونه، وكثيرون من يرتدون عنه باحتقار، يهزونّ رؤوسهم عنده، متجنّبين أحضانه الحنونة، ومتعجلين إلى الهاوية حيث قد ابتلعوا أخيرا. لقد رأى أعداداً غير مُحصاة من البشر الآخرين الذين ما تجاسروا أن ينكروه علانية، بل جازوا باشمئزاز من منظر جراح كنيسته، كما اللاويّ. الذى جاز مقابل الرّجل المسكين الذي سقط بين اللّصوص. مثل الأولاد الجبناء والذين بلا إيمان، يهجرون أمّهم في منتصف اللّيل، عندما يبصرون اللّصوص وقطاع الطريق الذين فتحوا الباب لهم بإهمالهم أو بحقدهم، لقد هربوا من جراح العروس. لقد رأى كل هؤلاء الناس، أحيانا منفصلين عن الكرمة الحقيقية، ويجدون راحتهم وسط أشجار البرية, أحيانا مثل غنم ضالة، متروكة لرحمة الذّئاب، منقادة من قبل مأجورين حقراء نحو المراعي الرديئة، ورافضين أن يدخلوا حظيرة الرّاعي الصالح الذي بذل حياته من أجل خرافه. إنهم كانوا تائهين مشرّدين في البراري وسط الرّمال التى تذريها الرّياح، وقد قرروا بعناد ألا يروا مدينته التى وضعت على التل، التي لا يمكن أن تكون مُخبئة، دار العروس، كنيسته المبنية على الصخر، والتي وعد أن تبقى حتى نهاية الدهور. لقد بنوا على الرمال مباني هزيلة، لقد كانوا يهدّمونها باستمرار ويجدّدونها، لكن حيث لا مذبح هناك ولا ذبيحة ؛ لقد كان لديهم أداة لتحديد مسار الرياح على أسطح بيوتهم، وكانت مذاهبهم تتغيّر مع تغير اتجاه الرّيح، ولذلك سيكونون إلي الأبد في معارضة كل منهم للآخر. إنهم لا يمكن أن يجيئوا إلى فهم متبادل، والى الأبد متزعزعين، يحطّمون منازلهم غالبا ويقذفون الحجارة على حجر زاوية الكنيسة، الذي سيظل دوماً ثابتاً. | |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:34 am | |
| وكما أنه ليس هناك سوى الظلمة في بيوت هؤلاء البشر، فأن عديد منهم، بدلا من أن يخطون نحو الشّمعة الموضوعة على الشّمعدان في دار عروس المسيح، يجولون بأعين مغلقة حول حدائق الكنيسة، يستمدون الحياة فقط باستنشاق الرّوائح الحلوة التي تنتشر منها، مادين أياديهم نحو أصنام مُبهمة، ويتبعون نجوماً تائهة تقودهم إلى آبار لا ماء فيها. وحتى عندما يجدون أنفسهم على حافة شَفا كارثة، فأنهم يرفضون أن يستمعوا إلى صوت العريس الذى يدعوهم، بالرغم من الاحتضار من الجوع والسخرية والمهانة، فأنهم يسخرون من أولئك الخدام والرّسل الذين يُرسلون ليدعوهم لى وليمة العرس. إنهم يرفضون بعناد أن يدخلوا البستان، لأنهم يخافون أشواك السّياج، ومع إنهم ليس لديهم لا حنطة ليشبعوا بها جوعهم ولا نبيذ ليرووا به عطشهم، بل قد تسمّموا ببساطة بالكبرياء واحترام الذات، ولكونهم معميين بأضوائهم الكاذبة، يثابرون بالتصريح أن كنيسة الكلمة المتجسد غير مرئية. لقد رآهم يسوع جميعاً، بكى عليهم، وقد سرّ أن يعاني من أجل كل أولئك الذين لا يرونه والذين لن يحملوا صلبانهم بعده في مدينته المبنية على التل, كنيسته المؤسّسة على الصخر، التي أعطاها نفسه في العشاء الرباني المقدّس، والتى لن تقوى أبوّاب الجحيم عليها. رؤية بارزة في هذه الرّؤى المحزنة التي نظرتها بروح يسوع، رأيت إبليس، قد جر وخنق عديد من البشر المفديين بدم المسيح والمقدّسين من قبل مسحة أسراره. نظر مُخلصنا الإلهى بألم وبكثير من المرارة جحود وفساد المسيحيين الأوائل ومن تلاهم على مر العصور وحتى نهاية العالم، وخلال كل هذا الوقت كان صوت المُجرب يتكرّر باستمرار: " هل أنت مُعتزم أن تعاني من أجل مثل هؤلاء الفاسقين الجاحدين؟ " بينما الظّهورات المتعدّدة تُنجح كل منها الأخرى بسّرعة حادة، وتثقل بقسوة وتسحق يسوع، الذي غُمرت بشريته المقدّسة بألم لا يوصف. يسوع مسيح الرب, ابن الإنسان جاهد وتلوّي بينما سقط على ركبتيه، بأيادي مشبوكة، كما لو أنه قد أبيد تحت ثقل آلامه. كان الصراع الذي حدث حينئذ بين إرادته البشرية وبين اشمئزازُه أن يعاني كثيرا من أجل مثل هذا الجنس الجاحد بغاية القسوة، حتى أنه تفجرت قطرات كبيرة من الدّم من كل مسام جسده المقدّس، التي سقطت تقطّر على الأرض. فى معاناته المريرة نظر حوله، كما لو أنه ينشد معونة، وبدا كأنه يأخذ السماء والأرض ونجوم السّماء ليشهدوا عن آلامه. رفع يسوع صوته، بألم النفس، ونطق ببضع نداءات الألم. أستيقظ التلاميذ الثّلاثة، استمعوا، وكانوا متلهفين أن يقتربوا منه، لكن بطرس حجز يعقوب ويوحنا، قائلاً : " أبقوا هنا؛ سأصل أنا إليه " ثم رأيت بطرس يركض مسرعا ودخل المغارة وصاح " يا مُعلم، ماذا حدث لك؟ " لكنه برؤية يسوع وكيف أنه مستحمّ في دمه، ومنهاراً على الأرض تحت ثقل الخوف المهلك والألم، أنسحب، وتوقّف للحظة، مغلّوباً بالرّعب. لم يجبه يسوع، بدا وكأنه غير واع لوجوده. عاد بطرس لرفاقه، وأخبرهم أن الرب لم يجبه سوي بالآهات والتّنهدات. اصبحوا حزانى أكثر فأكثر بعد هذا، غطّوا رؤوسهم، وجلسوا ليبكوا ويصلوا. حينئذ رجعت إلى عريسي السّماوي في معاناته الأكثر مرارّة. الرّؤى المخيفة للجحود المستقبلي للبشر المدينين للعدل الإلهي والتى كان يأخذها هو على نفسه، استمرت تزداد وضوحاً أكثر فأكثر. بضع مرات سمعته يصيح : " أبتاه، هل ممكن أن أعاني من أجل جنس بغاية الجحود؟ أبتاه، إن لم تعبر عنى هذه الكأس، بل يجب أن اشربها, فسأفعل! " ضمن كل هذا الظّهورات، كان لإبليس مكانة بارزة، تحت أشكال متعدّدة، تُمثل أنواع مختلفة من الآثام. أحيانا ظهر تحت شكل صورة عملاق أسود، أحيانا تحت منظر نمر، ثعلب، ذئب، تنين، أو ثعبان، إنه لم يأخذ حقا أيا من هذه الأشكال، بل أحد خصائصها فحسب، ضمن أشكال قبيحة أخرى. لا شيء من هذه الظهورات المخيفة تشبه بالكامل أي مخلوق، بل كانت رموز لرجاسة، لنزاع، لتناقض، في كلمة واحدة كانت ترمز للخطيئة ، كانت شيطانية حتى نهاية المدى. هذه الأشكال الشّيطانية حثّت أن تجر وتمزّق أعداد غير محصاة من أولئك البشر أرباُ, أولئك البشر الذين كان افتدائهم يقتحمه بطّريقه المؤلم نحو الصّليب. في بادئ الأمر رأيت ثّعباناً؛ ظهر بتاج على رأسه. كان عملاق الحجم، ظاهرياً محتفظ بقوة غير محدودة، ويقود جحافل غير معدودة أمامه من أعداء يسوع من كل جنس وكل أمة. مسلّحاً بكل أنواع الأسلحة المخرّبة، إنهم أحيناً يمزّقون بعضهم البعض إلي قطع، وبعد ذلك يجدّدون هجماتهم على مُخلصنا باّهتياّج مضاعف. لقد كان حقا منظراً مرعباً؛ لأنهم كوّموا فوقه الإساءات الأكثر خوفا، اللعن، الضرب، الجرح، وتمزيقه إلي قطع. أسلحتهم كانت سيوف ورماح تطير حوله في الجو بشكل مستمر في كل الجهات، مثل دراسات الحبوب في مخزن حبوب هائل؛ وتهيّج كل هؤلاء الشّياطين بدا موجه على نحو خاص ضد يسوع, حبة الحنطة السماوية التى نزلت إلى الأرض لتموت هناك، من أجل أن تغذّي البشر إلى الأبد بخبز الحياة. هكذا تعرّض إلى غضب هذه الفرق الجهنمية, البعض منها بدت لي تتشّكل على هيئة أناس عميان، يسوع بهذا القدر كان مجروحاً كما لو أن ضرباتهم كانت حقيقية. رأيته يتمايل من جانب لآخر، أحيانا يرفع نفسه لأعلى وأحيانا يسقط ثانية، بينما يضرب الثّعبان الأرض بذيله في وسط الحشود التي كان يقودها للأمام بشكل متواصل ضد يسوع، ومَزّقَ إِلى قِطَعِ أو ابتلعَ كل من قد ضَربَوا على الأرض, لقد جُعل معروفاً لي بأن هذه الظّهورات كانت عن كل أولئك الأشخاص الذين يهينون ويغضبون الرب يسوع بطرق مختلفة، ثم يتقدّمون للأسرار المقدّسة. ميزت بينهم كل أولئك الذين يتقدمون للأسرار المقدسة بطريقة بذيئة. نظرت برّعب إلى كل إساءة قُدمت للرب، سواء بالإهمال أو بالاستهانة وبإغفال ما جاء عنه؛ باحتقار علني، بظلم وتدنيس المقدسات؛ بعبادة الأصنام الدّنيوية؛ بالظّلمة الرّوحية والمعرفة الكاذبة؛ وأخيرا بالخطأ والشكوك، بالتعصّب والكراهية والاضطهاد العلني. بين هؤلاء البشر رأيت العديد من الصمّ والمشلولين والعميان والخرس والأطفال؛ إنهم البشر العميان الذين لن يروا الحقيقة؛ إنهم البشر المشلولون الذين لن يتقدّموا فى حياتهم طبقا لاتجاهاته نحو الطّريق الذى يقود إلى الحياة الأبدية؛ إنهم البشر الصمّ الذين يرفضون أن يستمعوا لإنذاراته وتحذيراته؛ إنهم البشر الخرس الذين لن يستعملوا أصواتهم للدفاع عنه؛ وأخيرا الأطفال الذين ضُلّلوا بإتباع الوالدين والمعلمين الممتلئين من محبّة العالم ونسوا الرب، الذين تغذّوا على غنى العّالم، السكارى بحكمة كاذبة وبغض كل ما يتعلق بالدّين. والمنظر الذي أحزنني خاصة هم أولئك الأطفال، لأن يسوع يُحبّ الأطفال جدا، لقد رأيت كثيراً من مساعِدي الكهنة عديمي الاحترام الذين يتصرّفون على نحو سيئ، الذين لا يكرمون الرب في الطقوس المقدّسة التي يشاركون فيها. نظرت برّعب أن عديداً من القساوسة، بعض الذين يتخيلون أنفسهم ممتلئين بالإيمان والتّقوى، يغضبون الرب يسوع أيضا في الأسرار المقدسة. رأيت عديداً من الذين أمنوا وعلّموا بعقيدة الوجود الحقيقي، لكنهم لم يأخذوها بكفاية إلى القلب، لأنهم نسوا وأهملوا قصر وعرش وكرسي الرب الحيّ؛ بعبارة أخرى : الكنيسة والمذبح والخيمة والكأس ووعاء القربان المقدس، الأواني والحلي؛ بكلمة واحدة، كل ما يستعمل في عبادته أو ما يزيّن داره. كل إهمال يسود في أي مكان، كل الأشياء التى تركت لتبلى في التراب والأقذار، وعبادة الرب، إن لم تكن تُدنّس سرّا، كانت على الأقل تُهان ظاهريّا. وهذا لم يكن نتيجة افتقار حقيقي، بل نتيجة اللامبالاة والتكاسل، نتيجة الاستغراق العقلي فى شّؤون العالم العقيمة، وغالبا أيضا نتيجة الغرور والموت الروحي؛ لأنى رأيت إهمالاً من هذا النّوع في الكنائس ذات القساوسة والشعب الغني، أو من الأثرياء على نَحْو مقبول. لقد رأيت عديداً من الدنيويين, عديمي الطعم, بحلي غير مناسبة قد بدلوا زّينة التقوى بزينة العالم . لقد رأيت أنّه كلما كان الإنسان فقيراً كلما كان مقامهم في أكواخهم أفضل أمام سيد السماء والأرض في كنائسه. إن لم يقم البشر بحُسن الضيافة فأن ذلك يُحزن يسوع بعمق، وهو الذي أعطى نفسه إليهم ليكون غذاءهم! حقا، ليس هناك احتياج أن يكون الإنسان غني من أجل أن يلتقي بمن يكافئ بمائة ضعف نظير قدح من الماء البارد تعطيه للعطشان؛ لكن كم يكون تصرفنا مخزياً عندما لا نسقى الرب الإله، العطشان لنفوسنا، عندما نعطيه ماء فاسداً في قدح قذر! عاقبة كل هذا الإهمال، رأيت ضّعفاً مروّعاً، رأيت الأسرار المقدسة مدنّسة، الكنائس مهجورة، والقساوسة مُستخف بهم. أن هذه الحالة من التلوّث والإهمال تمتد حتى إلى النفوس المخلصة، التي تركت مساكن قلوبهم غير مستعدة وغير نظيفة عندما كان يسوع على وشك أن يدخلها، بالضبط نفس ما حدث عندما تركوا خيمته على المذبح. إن كان علَّى أن أتكلم لعام كامل، لما تمكّنت من أن أسرد كل الإهانات التى تُقدم إلى يسوع في الأسرار المقدسة, تلك الإهانات التى جُعلت معروفة لي بهذه الطريقة. لقد رأيت مُبدعي تلك الإهانات يهاجمون يسوع في فرّق, ويضربونه بأسلحة مختلفة، أسلحة تُطابق إهاناتهم المتعدّدة. لقد رأيت مسيحيين عديمي الاحترام من كل الأعمار، قساوسة مهملين أو مدنسين، حشود من الفاترين والغير مستحقين، جنود أشرار يدنّسون الأوعية المقدّسة، وخدام الشّيطان يستعملون القربان المقدس في الأسرار المُخيفة للعبادة الشيطانية. من بين هذا الجماعات رأيت عدداً عظيماً من علماء الدين، الذين انجذبوا في البدع من قبل آثامهم، يهاجمون يسوع في أسرار كنيسته المقدسة، وينتزعون من قلبه، بكلماتهم المغرية ووعودهم، عديد من النفوس الذين أراق دمه من أجلهم. آه! لقد كان حقا منظر مرعباً، لأننى رأيت الكنيسة كجسد السيد المسيح؛ وكل هذه الجماعات من البشر، الذين فصلوا أنفسهم عن الكنيسة، مشوَّهين وممزّقين قطعاً كاملة من لحمه الحيّ. واحسرتاه! لقد نظر إليهم بأسلوب فى غاية التأثر وناح عليهم لأنهم هكذا لابد أن يتسبّبوا فى خسارتهم الأبدية. لقد أعطى ذاته الإلهية إلينا لإطعامنا في العشاء الرباني المقدّس، من أجل أن نتحد في جسد واحد الذى هو جسد الكنيسة، عروسه, أن البشر الذين كان لهم امتداد لانهائي انقسموا وانفصل كل منهم عن الآخر؛ والآن نظر إلى نفسه مُمزقاً ومنشطراً لأثنين في ذات جسده؛ لأن عمل محبته الرّئيسي، العشاء الرباني، الذي كان على البشر أن يصيروا فيه بالكلية واحداً، قد صار، من قبل حقد المعلمين الكذبة، موضوع للانفصال. لقد نظرت أمماً كاملة تُنتزع من حضنه، وتُحرم من أي مشاركة في كنز النّعم المتروك للكنيسة. أخيرا، رأيت كل من انفصلوا عن الكنيسة مغمورين في أعماق الخيانة, الخرافة, البدع والفلسفة الدنيوية الباطلة؛ وقد أعطوا مُتنفساً لتهيّجهم العنيف بالارتباط معاً في الأجسام الكبيرة ليهاجموا الكنيسة، لكونهم منُقادين من قبل الثّعبان الذي كان يسلّي نفسه في وسطهم. وا أسفاه! لقد كان كما لو أن يسوع نفسه قد تمزّق إلي ألف قطعة! عظيماً جدا كان رعبي ورهبتي، أن عريسي السّماوي ظهر لي، وعلى نَحْو رحيم وضع يدّه على قلبي، قائلاً : " لا أحد قد رأى حتى الآن كل هذه الأمور، وكان قلبي ليطفح بالحزن إن لم أعطك هذه القدرة. " لقد رأيت الدّم يتدفّق في قطرات كبيرة لأسفل من الوجه الشّاحب لمُخلّصنا، شعره كان مُتَلَبِّداً ولحيته ملطخة بالدم ومُتشابكة. بعد الرّؤيا التي وصفتها توا، هرب، إن جاز التعبير، خارج المغارة وعاد إلى تلاميذه. لكنه كان يترنّح بينما يمشى؛ ظهوره كان ظهور إنسان مُغّطى بالجراح ومنحني تحت عبء ثقيل، ولقد تعثّر في كل خطوه. عندما صعد إلى التلاميذ الثّلاثة، لم يكونوا مضطجعين نائمين كما سبق أول مرة، لكن رؤوسهم كانت مغطاة، وقد غرقوا لأسفل على ركبهم، في وَضْع جسْمانِي يُفترض غالبا من قبل أناس تلك البلد عندما يكونوا حزانى أو عندما يرغبون فى الصلاة. لقد ناموا، مقهورين بالأسى والإعياء. يسوع الذى كان مرتعداً ويتأوَّه، دنا منهم، وهم استيقظوا. لكن عندما رأوه واقفاً أمامهم فى ضوء القمر، وجهه شاحباً وملطخاً بالدماء، وشعره غير مرتب، لم تميزه أعينهم المرهقة في بادئ الأمر، لأنه كان قد تغيّر بما يفوق الوَصْف. شبك يديه معا، فنهضوا وسندوه بأياديهم بمودّة وأخبرهم بلّهجة حزينة إنه ينبغى أن يُساق للموت فى اليوم التالي وإنه خلال ساعة سيُقبض عليه ويُقاد أمام محكمة، ستُساء مُعاملته ويُهان ويُجلد وأخيرا يُساق إلى الموت الأكثر قسوة. ناشدهم أن يواسوا أمه، وأيضا المجدلية. إنهم لم يجيبوا، لأنهم لم يعرفوا ماذا عليهم أن يقولوا، لقد أزعجهم إلى حد بعيد ظهوره هكذا ولغته أيضاً، وظنوا أن عقله لابد أن يكون قد شت. عندما أراد أن يعود إلى المغارة، لم يكن لديه القوة على المشي. رأيت يوحنا ويعقوب يسندانه من الخلف ورجعا عندما دخل المغارة. لقد كانت حينئذ حوالي الساعة الحادية عشر والربع. [CENTER]تأمل الرب يسوع نعم, لقد رَجعتُ مرة أخرى لأَيقظَ تلاميذي، لكن إشعاعات العدل الإلهي كانت قَدْ تَركتني في أخدودِ دائمِ.... لقد أصبحوا مَمْلُوءينَ بالخوفِ عندما رَأوني كإنسان مُضطرب، ومن تألم بالأكثر كَانَ يوحنا. لقد صمتّ ... هم ذهلوا.... بطرس فقط من كَانَ عِنْدَهُ الشّجاعةُ أن يَتكلّمَ. مسكين أنت يا بطرس، إن كنت قَدْ عرفت فقط أن جزءِاً من قلقي كنت أنت السبب فيه . لقَدْ أَخذتُ أصدقائي الثّلاثة كي أستطيع أَنْ أستَريحَ فيهم وفي محبّتهم، كي يُساعدوني بمُشَارَكتهم لآلامي، ويَصلوا معي .... كيف أَصفُ ما شْعرتُ به عندما رأيتهم نياماً؟ كم يتألم قلبي حتى اليوم، مُحتاجاً أن أجدَ الراحة في أحبائي، إنى اَذْهبُ إليهم فأَجدهم نياما. أكثر من مرة، عندما أريد أَنْ أيقظهم وأن أُخرجهم من ذواتهم، أن أخرجهم بعيداً عن مشاغلهم. يُجيبونني، إن لم يكن بالكَلِماتِ، يكون بالتصرفات : " لَيسَ الآن، أنى مُتعبُ جداً؛ عندي الكثير كى أعْمَلُه؛ أن هذا ضار لصحتي؛ أنى بَحاجةُ لقليل من الوقتَ؛ أنى أُريدُ بعض السّلامِ. " فأَصرُّ وبلطف أُخبرُ تلك النفسِ: لا تَخَافُى.إن تْركُت راحتك من أجلى، فأنا سَأُكافئكَ. تعالى وصلّى معي، فقط ساعة واحدة! انظري، هذه هى اللّحظةُ التى أَحتاجكَ فيها! فأجدها تجيبني" هلا توَقفُت، هَلْ أنتَ مُطالب بجدول أعمالَ الآن ؟ " كم كثير من المراتِ اَسْمعُ ذلك الجوابِ نفسهِ! يا لك من نفس مسكينة، أما كُنْتَ قادرةَ أَنْ تظلي معى لساعةَ واحدة؟ قريباً أنا سآجيء وأنتَ لَنْ تَسْمعيني لأنك ستكونى نائمُة. أنا سَأُريدُ أَنْ أَعطيكَ النّعمة لكن لكونك نائمةُ، فأنتَ لَنْ تَكُونَى قادرة أَنْ تناليها. ومن سيكون مَتأكّداً أنّه سَيكونُ عِنْدَه القوةُ أن يَستيقظَ؟... من المُمكن أن تكونوا مَحْرُومِين من الطّعامِ، حينئذ سَتَكُونُ نفوسكم ضعيفَة ولَنْ تَكُونواَ قادرين أَنْ تَخْرجَوا من ذلك الفتور. كثير من النفوس فاجئها الموتِ في منتصفِ نومهاِ العميقِ، تُرى متى وكيف أفاقت ؟ أحبائي، أُريدُ أَنْ أُعلّمكَم أيضا كم أنه بلا فائدة وبلا جدوى أَنْ تَبْحثَوا عن الراحةِ في المخلوقاتِ. أنهم غالباً ما يكونوا نائمين وبدلاً من أن أجد الراحةِ التى أنشدها فيهم، أُتْركُ بمرارةِ لأنهم لم يتجاوبوا لا إِلى مشيئتنا ولا إِلى محبّتنا. عندما صَلّيتُ إِلى أبي وسألتهْ المعونة، كانت نفسى المخذولة والحزينة تَُعاني آلام الموتِ. لقد أحسست بالقُهر مع ثقّل أسوأ جحودِ . الدّم الذي سكبته من كل مسامِ جسدي والدم الذى تدفّقُ بعد وقتِ قصيرِ من كل جراحي، سَيَكُونُ بلا فائدة لعددِ عظيمِ من النفوس التي سُتَفْقدُ. سَيَكُونُ بلا فائدة لكثيرين ممن يُهينوني ولكثيرين ممن لَمْ يَعْرفوني! بعد قليل سأَسْكبُ دمي من أجل الجميع وميراثي سيكون َمُتاحاً لكل واحد منهم. دماُ إلهياً! استحقاقات لانهائية! ومع ذلك، سيكون ذلك بلا فائدة لكثير جداً من النفوس . لكن فوق كل ذلك لقد كنت ذاهِباًٌ بالفعل لأواجه أشياءِ أخرىِ، إرادتي قَدْ مالت إِلى إنجازها. أيها البشر، إن كنت تألمت، فذلك بالتأكيد لن يَكُونُ بلا ثمر وليس بلا سببُ. إن الثّمار التي حَصلتُ عليها كَانتْ المجدَ والحبَّ. إن الأمر الآن يعود إليكم، بمعونتي، تستطيعون أَنْ تَبرهنوا لي أنكم تُقدّرُون عملي. أنا لَنْ أكل! تعالوا إليّ! تعالوا إِلى من يستجيب حباً لكم والوحيد الذى يَعْرفُ كيف يَعطيكَم الحبّ الحقيقي الذي يسود في السّماءِ وحَوّلكَم الآن على الأرضِ. النفوس التى تتذّوقِ عطشي، التى تشرب من كأسي المرّ والمجيدِ، أقول لها, إن الأبَ يُريدُ أَنْ يدخر بعض من قطراتِ هذا الكأسِ لها. فَكّرواْ بتلك القطراتِ القليلة هذه التى أَُخذتْ منّي وبعد ذلك، إن صدقتم، أُخبروني أنكم لستم تُريدوها. أنا لَم أضع حدّودُاً ولا يَجِبُ أَنْ تضعوا أنتم حدوداًِ. لقَدْ سُحقت بلا رحمة من أجل الحبِّ، يَنبغى أَنْ تَسْمحوا لي أَنْ أُسحق تقديركم لذواتكم. إنى من يعملُ فيكم، كما أن أبي هو من عَملَ فيّ عندما كنت في البستان . أنى أنا من يَعطيكَم الآلام لكي تَكُونوا فى ذات يومَ سعداء. كُونُوا طيعين؛ كُونُوا طيعين بإقتدائكم بى لأن هذا يعينكم كثيراً ويَسرّني بقدر عظيمَ. لا تَفْقدُوا أي شئ، بل بالأحرىَ اكتسبَوا المحبّة. كيف يُمكنُ أَنْ اَسْمحَ لأحبائي أَنْ يَعانوا من خسائر حقيقية بينما هم يُحاولون أَنْ يظهروا لى الحبّ؟ إنى أَنتظركمَ. إنى أَنتظرُ دائما ولَنْ أُتعبَ. تعالوا إليّ؛ تعالوا إلى كما أنتم، إن ذلك غير مَهْمُّ طالما أنكم ستأتونُ. سَتَرون عندما تأتون أنّي سَأُزيّنُ جباهكمَ بالجواهرِ، سأزينها بقطراتِ الدمِ التي سَكبتُها في جَثْسَيْمَانِي , إن تلك القطراتِ تخصكم، إن أردتموها. تعالوا إلىّ آيتها النفوس، تعالوا إِلى يسوع الذي يناديكم . لقد قُلتُ: أبتاه؛ ولم أقُل: إلهى. هذا ما أُريدُ أَنْ أُعلّمه لكمَ: عندما تزداد آلامكم، يَجِبُ أَنْ تَقُولواَ " أبتاه " واَسْألوه التّعزيةِ. أروه آلامكَم، خوفكم، وبأنين ذكّروه بأنكم أبناؤه. أخبروه أن نفوسكم لم تعد تحتمل! اسألوهْ بثقةِ البنين وانتظروه، لأن أبيكم سَيُساعدكَم؛ سَيَعطيكَم القوة الكافية كى تتغلبوا على أتعابكم, لأنه يعطي دوماً النفوس التي تثق فيه. هذه هى الكأسُ التي قَبلتهاُ وشربتها حتى قطرتها الأخيرةِ. كل ما أريد أن أُعلّمه لكَم يا أبنائي الأعزاء، ألا تعودوا تؤمنوا أبداً مرة أخرى أنّ الألمِ بلا قيمة. إن لم تَروا نَتائِج مُتحققة دائما، أخضعوا لقضائكم واَسْمحُوا للإرادة الإلهية أنْ تتحقق فيكم . لقد كنت عالماً أنه سيُقبض علىّ في البستان، مع ذلك أني لم أتَراجع. بل بالعكس, بَقيتُ هناك. لم أشأ أَنْ اَهْربَ من أعدائي. . . . الّليلة، اَسْمحُوا لدمي يا أبنائي أَنْ يَروى جذوركم الصغيرةِ ويَقوّيها. [/center] | |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:36 am | |
| خلال معاناة يسوع هذه، رأيت أيضا العذراء المباركة في دار مريم أمّ مرقص مغمورة بالحزن وبألم الرّوح، لقد كانت مع المجدلية ومريم أم مرقص في بستان يتبع الدّار، وساجدة من الأسى، لقد كانت ساجدة تقريبا بكل جسدها. لقد غابت عن الوعي بضع مرات، لأنها نظرت بالروح مراحل معاناة يسوع المختلفة. لقد أرسلت بعض الرّسل لتستعلم عنه، لكن قلقها العميق لم يدعها تنتظر عودتهم، فذهبت مع المجدلية وسالومة إلى وادي يهوشافاط. لقد سارت ورأسها مستتر، وذراعاها تمتدان بشكل متكرر للأمام نحو جبل الزيتون؛ لأنها كنت تبصر يسوع بالروح مستحماً في عرق دموي، وإشاراتها كانت كما لو أنها ترغب أن تمسح بيديها الممتدّة وجه ابنها. لقد رأيت تعبيراتها الدّاخلية تجاه يسوع، الذي كان يُفكّر فيها، وأدار عينيه تجاهها، كما لو أنه يطلب معونتها. لقد أبصرت الاتصال الرّوحي الذى بين كل منهما، تحت شكل أشعة تعبر ذهابا وإيابا بينهما. فكر إلهنا القدوس أيضا فى المجدلية، لقد تأثر بكآبتها، وأوصّى تلاميذه أن يواسوها؛ لأنه عرف أنّ حبّها لشخصه الحبيب أعظم من مشاعر أي أحد تجاهه ماخلا أمه المباركة، وقد علم أنّها تعاني كثيراً من أجله، وأنها لن تعد تهينه فيما بعد في هذا الوقت، كان التلاميذ الثّمانية قد عادوا إلى جَثْسَيْمَانِي ، وبعد أن تحدّثوا سوياً بعض الوقت، استقر رأيهم على الذهاب للنوم. لقد كانوا حيارى، مُحبّطين، ومُجربين جدا. لقد كان كل شخص منهم يبحث عن مكان يختبئ فيه في حالة الخطر، وتساءلوا بقلق : " ماذا سنفعل عندما يسوقونه إلى الموت؟ ها نحن قد تركنا كل شئ لنتبعه؛ إننا فقراء وليس بمقدورنا تطهير العالم؛ لقد أخضعنا أنفسنا بالكامل لخدمته، وها هو الآن حزيناً جدا ونفسه حزينة جدا، حتى إنه لا يستطيع أن يقدم لنا التعزية. " تجوّل باقي التلاميذ في بادئ الأمر حول جهات متعدّدة، لكن الآن، بعد أن سمعوا شيئاً مما يختص بالنبوءات المُخيفة التي أنبأ بها يسوع، تراجعوا جميعاً إلى بيت فاجى . إنى أري يسوع ما زال يصلّي في المغارة، يجاهد ضد كراهية الألم التي تخص الطبيعة البشرية، وترك نفسه بالكلية إلى إرادة أبيه الأزلى. هنا فُتحت الهاوية أمامه، ورأى الجزء الأول لعالم النسيان. رأى آدم وحواء، البطاركة، الأنبياء، والبشر الأتقياء، أبوي أمه، يوحنا المعمدان، رآهم جميعاً ينتظرون بلهفة عظيمة وصوله للعالم السفلي، لدرجة أن المنظر قواه وشجع قلبه المُحبّ. إن موته سيفتح السماء لهؤلاء الأسرى، أن موته سيخرجهم من ذلك السّجن الموضعين فيه! عندما نظر يسوع بعاطفة عميقة، قديسي العصر القديم، قدّمت إليه الملائكة كل جموع قديسي أجيال المستقبل، الذين ضموا أعمالهم إلى استحقاقات آلامه، لقد كانوا يتحدوا بأبيه السّماوي من خلاله، لقد كانت هذه الرؤيا بغاية الجمال والمواساة، لقد نظر فيها الخلاص والتقديس يتدفّقان بلا توقف من ينبوع الفداء الذى فُتح بموته. لقد ظهر أمامه الرسل، التلاميذ، العذارى، والنسوة القديّسات، الشّهداء، المعترفون، النساك، الباباوات والأساقفة وجموع كبيرة من المتدينين من كلا الجنسين, بكلمة واحدة، ظهر أمامه كل جيش المُباركين. كان الجميع يحملون على رؤوسهم أكاليل الغلبة، وكانت زهور أكاليلهم تختلف في الشّكل واللّون والرّائحة والكمال، طبقا لاختلاف الآلام والأعمال والانتصارات التى منحتهم مجداً أبدياً. التى منحتهم حياتهم بالكامل، وكل أعمالهم واستحقاقاتهم وقوتهم وكل مجد غلبتهم، جاء فقط من خلال اتحادهم باستحقاقات يسوع المسيح . التّأثير المتبادل الذى أظهَر من قبل هؤلاء القديسين كل منهم على الآخر، والأسلوب الذي شربوا به جميعا من نبع واحد, السر المقدس المحبوب وآلام الرب شكّل مشهداً فى غاية التأثير والروعة. لاشيء يخصهم كان مجرد من المعنى العميق، أعمالهم، استشهادهم، انتصاراتهم، مظهرهم ولباسهم، كل شئ، مع إنّه متنوع بما يفوق الوَصْف، إلا أنه مُنظم في انسجام لانهائي ووحدة؛ وهذه الوحدة مع التّنوع قد نتجت بأشعة شّمس واحدة، بآلام الرب، الكلمة الذى صار جسداً، الذي فيه كانت الحياة، نور البشر، الذي أشرق في الظّلمة، والظّلمة لم تفهمه. جاز جيش قديسي المستقبل أمام الرب، الذي وضع هكذا بين بطاركة راّغبين، وفرقة المستقبل المنتصرة المُباركة، وهذان الجيشان انضما معاً، وأكمل كل منهما الآخر، إن جاز التعبير، طوقوا قلب مُخلّصنا الحبّيب بإكليل الغلبة. منح هذا المنظر كثير من المواساة ودرجة من القوة والرّاحة ليسوع. آه! إنه أحبّ أخوته وخليقته حتى إنه إن كان سيتمّم الفداء عن نفس واحدة، لكان سيقبل بفرح كل الآلام التي كان يكرّس لها نفسه الآن. بينما كانت هذه الرؤى تشير إلي المستقبل، انتشرت لعلو محدد في الهواء. لكن رّؤى المواساة هذه تلاشت، وعرضت الملائكة أمامه مشاهد آلامه قرب الأرض، لأنها كانت قريبة في متناول اليد. لقد أبصر كل مشهد رُسم بشكل متميّز، من قبلة يهوذا حتى كلماته الأخيرة على الصليب، وقد رأي في هذه الرّؤيا الواحدة كل رؤى الألم التى أراها في تأملاتي. لقد رأى خيانة يهوذا، هروب التلاميذ، الإهانات التي قدمت للرب أمام حنان وقيافا، إنكار بطرس، محكمة بيلاطس، مهزلة هيرودس، الجلد والتتويج بالأشواك، الحكم بالموت، حمل الصليب، منديل فيرونيكا، الصّلب، إهانات الفريسيون، حزن مريم والمجدلية ويوحنا، جرح الرّمح في جنبه، ما بعد الموت؛ في كلمة واحدة، كل جزء من الألم رآه بالتّفصيل. لقد قبل كل شئ طوعا، خاضعاً لكل شيء من أجل محبّته للإنسان. لقد رأى أيضا وشعر بالآلام التى تتحمّلها أمه في تلك اللّحظة، التي كان اتحادها الداخلي بمعاناته كامل للغاية حتى إنها غابت عن الوعي في أذرع رفيقاتها.
مناجاة الأب أنى أَرى أبنَي، مُرتعداً في ظّلال جَثْسَيْمَانِي ، نازلاً مِنْ السماءِ وآخذاً هيئة وجوهر خليقتِي، خليقتِي التي تعتقد وما زاِلت تَعتقدُ أنّها تستطيع أَنْ تتمرد ضدّ خالقِها. إنّ الرجلَ، ذلك الرجلِ الوحيدِ والمضطّربِ، هو الذبيحة المعيّنةُ، وعلى عاتقه، بذات دمِّه، عليه أن يَطهر كُلّ الإنسانيةِ التي يُمثّلها. أنه مَرتعدُ وخائفاً بشعوره بنفسه مُغَطاة بالآثم، حتى أنه يَرى نفسه محكوم عليه، بكتلةِ لا تصدّقِ مِنْ الخطايا التي كَانَ لِزاماً عليه أَنْ يأخذها من الضمائرِ المُظَلَّمةِ لملايينِ وملايينِ من المخلوقاتِ الغير طاهرة. أيا أبني المسكين، لقد أَوصلك الحبّ إلى هذا وها أنت الآن مُخوف به. من يَجِبُ أَنْ يُمجّدَك في السماء عندما تَرْجعُ إليه مُتألقاً؟ أيُمْكِنُ أَنْ يَعطيك أيّ مخلوق المجد الذى تستحقه، أيستطيع أيّ مخلوق أَنْ يَعطيك الَحبُّ الذى تستحقه؟ وما هو تمجيد وحبُّ البشر، حبُّ ملايينِ البشر، بالمقارنة بالحبِّ الذى قَبلتَ به أكثر وأكبر الاختبارات التي مُمْكِنُ أَنْ توجدَ على الأرضِ؟ كلا يا أبني الحبيب، لا يوجد أحد سوي أبّيكَ الذى يستطيع أَنْ يَساويك فى الحب، لا أحد سوي أنا، الذي بروحِي, روح الحبِّ، مُمْكِنُ أَنْ أمجدك وأحبَّك لتضحيتِكَ فى تلك الليلِة. لقد وَصلتَ يا أبني الحبيب الذي أُريحُ فيه كُلّ إحساني إلى سكرة الموتِ بالاستمرار فى المعاناةِ التى بغاية المرارةِ في البستان. لقَدْ بلغت بحدود منزلتك الإنسانية إلى كل وأصدق ألم يستطيع القلبِ الإنسانيِ أن يناله: أن تتألم من أجل الإهانات التى تُرتكب ضدي، بل أن تتألم من أجلهم بأنقى وأقوي حبِّ فيك. لقد وَصلتَ للحدَّ الذى تستطيع من خلاله أَنْ تنال الإنسانيةِ فداءاً كاملاً. لقد انتزعت يا أبني الحبيب بعرق دموي، لَيسَ فقط نفوس أخوتِكِ، بل أنتزعت ما هو أعظم، لقد انتزع منك أيها الإنسان مجدك الشخصي, مجدك الذي يَجِبُ أَنْ يسمو بك، متساوياً مَعي، لتكون إله مثله. لقَدْ جذبت منى العدل الأكثر كمالاً، والحبّ الأكثر كمالاً. في الوَقت الذى كانوا يشكّلون فيه نفاية العالمِ، وأنت أصبحتَ كذلك من خلال قبولِكَ الاختياري والحرِّ. أنك الآن، بين الكلّ، إكرامي ومجدي وبهجتي. أنت لم تكن مُذنباً أمامي، لَيسَ أنت. أنك دائماً أبني الحبيبَ، الذي وَضعتُ فيه مسرتى. أنت لم تكن النفاية لأني رغم كل ذلك رَأيتُك كما كُنْتَ دائماً: نوري، كلمتي، ذلك هو أنا بذاتي. أبني، يا من ارتعدت واستسلمت من أجل كرامتي، لتستحق أنّ يُعلنُك أبّيكَ للعالمِ، إلى ذلك العالمِ الأعمى، الذي يَجْرحُنا على الرغم من حبنا العظيم له! آه يا أبني الحبيب، أنى أَراك وسَأَراك دائماً في ليلِة مرارتِكَ تلك، وأنت دائماً في فكريِ! بسبب حبِّكَ أَنا تصَالَحت إلى الخليقة ومع الخليقة. أنك لم تَستطيعُ أَنْ تَرْفعَ وجهَكَ نحوي؛ لقد كان مغطى بالكامل بذنوبهم. الآن، لأجل مسرتك، أَجْعلُهم يَرْفعونَ وجوهَهم إلينا لكي مِن قِبل لَمْحَة من ضيائكِ، يظلون أسرى حبِّنا. الآن يا أبني الحبيب دائماً، سأفعْلُ ما أخبرتُك به آنذاك في ظِلال جَثْسَيْمَانِي ، وهي سَتكُون أشياءَ عظيمةَ لمَنْحك المسرة والإكرام . الآن يا أبني الحبيب دوما، سأفعَْلُ ما أخبرتُك به آنذاك في ظِلالِ جَثْسَيْمَانِي، وهي سَتَكُون أمور عظيمةَ لإعطائك المسرة والإكرام . عندما انتهت رؤى الألم، شعرت بوجه يسوع كوجه إنسان على حافة الموت؛ اختفت الملائكة، وأصبح العرق الدّموي أكثر غزارة، حتى إنى رأيته قد نقع على ردائه. سادت الظلمة كُل المغارة، عندئذ نظرت ملاكاً ينزل إلى يسوع. هذا الملاك كان من قامة أعلى من أي ملاك رأيته من قبل، وشكله كان أيضاً أكثر وضوحاً وأكثر شبهاً بالإنسان. لقد كان مكتسياً ككاهن في كساء طويل، ويحمل أمامه، في يديه، أناء صغيراً، في الشّكل تشبه الكأس المستعملة في العشاء الأخير. على قمة هذا الكأس، كان هناك جسم بيضاوي صغير، وكان ينتشر منه ضوء محمّر. مد الملاك يدّه اليمنى للأمام إلى يسوع دون أن يمسّ الأرض بقدميه، نهض يسوع عندما وضع الملاك الطّعام الغامض في فمه وأعطاه ليشرب من الكأس المضيء. ثم اختفى. بعد ما قبل يسوع كأس آلامه بحريته، ونال قوة جديدة، ظل في الكهف لبضع دقائق، مستغرقاً في تّأمل هادئ، ومُعيد الشكر لأبيه السّماوي. كان ما زال في حزن روح عميق، لكنه هادئ على نحو خارق لدرجة أنه كان قادراً على الذهاب إلى تلاميذه دون أن يترنّح بينما يسير، أو ينحني تحت ثقل آلامه. طلعته كانت ما زالت شاحبة ومتبدلة، لكن خطاه كانت قويّة وراسخة. لقد مسح وجهه ورتّب شعره الذي انسدل على كتفيه المُبللتين بالدّم. عندما جاء يسوع إلى تلاميذه، كانوا مُستندين على سور، نائمين، ورؤوسهم مُغطاة. قال لهم إلهنا أنه ليس هناك وقت للنّوم، بل يجب أن ينهضوا ويصلّوا : " انظروا ها قد قربت السّاعة، وابن الإنسان سيسلم في أيادي الخطاة قوموا، فلنذهب، انظروا ها هو قد أقترب الذى سيسلمني. لقد كان الأفضل لذلك الإنسان أن لم يكن ولد. " نهض التلاميذ مذعورين، ونظروا حولهم بقلق. عندما استعادوا أنفسهم إلى حد ما، قال بطرس بانفعال : " إلهى، سأدعو الآخرين، حتى نحميك " لكن يسوع أشار إلى الوادي، على الجانب الآخر من البستان، إلى فرقة من الرّجال المسلّحين، الذين كانوا يتقدّمون بالمشاعل، وقال إنّ واحداً منهم قد خانه. لقد تكلّم بهدوء، حثّهم أن يواسوا أمه، وقال: " فلنذهب لنلاقيهم, أنى سأسلّم نفسي بلا مقاومة في أيادي أعدائي. " حينئذ ترك بستان الزّيتون مع التلاميذ الثّلاثة، وذهب ليقابل الجنود على الطّريق الذي يقود من بستان الزيتون إلى جَثْسَيْمَانِي . عندما استعادت العذراء المباركة إحساسها، تحت عناية المجدلية وسالومة، قادها أحد التلاميذ، عندما رأي الجنود يقتربون، للرجوع إلى دار مريم أمّ مرقص. سلك الجنود طريق أقصر من الطريق الذي سلكه يسوع عندما ترك علية صهيون . المغارة التى صلى فيها يسوع فى هذا اليوم لم تكن المغارة التى كان معتاد أن يصلّى فيها على جبل الزيتون. إنه عادة ما يذهب لموضع أبعد، حيث صلى يوما ما بحزن روح عظيم بذراعين ممدودتين ومتكئاً على صخرة بعد ما لعن شّجرة التين الغير مثمرة. | |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:37 am | |
| وكما أنه ليس هناك سوى الظلمة في بيوت هؤلاء البشر، فأن عديد منهم، بدلا من أن يخطون نحو الشّمعة الموضوعة على الشّمعدان في دار عروس المسيح، يجولون بأعين مغلقة حول حدائق الكنيسة، يستمدون الحياة فقط باستنشاق الرّوائح الحلوة التي تنتشر منها، مادين أياديهم نحو أصنام مُبهمة، ويتبعون نجوماً تائهة تقودهم إلى آبار لا ماء فيها. وحتى عندما يجدون أنفسهم على حافة شَفا كارثة، فأنهم يرفضون أن يستمعوا إلى صوت العريس الذى يدعوهم، بالرغم من الاحتضار من الجوع والسخرية والمهانة، فأنهم يسخرون من أولئك الخدام والرّسل الذين يُرسلون ليدعوهم لى وليمة العرس. إنهم يرفضون بعناد أن يدخلوا البستان، لأنهم يخافون أشواك السّياج، ومع إنهم ليس لديهم لا حنطة ليشبعوا بها جوعهم ولا نبيذ ليرووا به عطشهم، بل قد تسمّموا ببساطة بالكبرياء واحترام الذات، ولكونهم معميين بأضوائهم الكاذبة، يثابرون بالتصريح أن كنيسة الكلمة المتجسد غير مرئية. لقد رآهم يسوع جميعاً، بكى عليهم، وقد سرّ أن يعاني من أجل كل أولئك الذين لا يرونه والذين لن يحملوا صلبانهم بعده في مدينته المبنية على التل, كنيسته المؤسّسة على الصخر، التي أعطاها نفسه في العشاء الرباني المقدّس، والتى لن تقوى أبوّاب الجحيم عليها. رؤية بارزة في هذه الرّؤى المحزنة التي نظرتها بروح يسوع، رأيت إبليس، قد جر وخنق عديد من البشر المفديين بدم المسيح والمقدّسين من قبل مسحة أسراره. نظر مُخلصنا الإلهى بألم وبكثير من المرارة جحود وفساد المسيحيين الأوائل ومن تلاهم على مر العصور وحتى نهاية العالم، وخلال كل هذا الوقت كان صوت المُجرب يتكرّر باستمرار: " هل أنت مُعتزم أن تعاني من أجل مثل هؤلاء الفاسقين الجاحدين؟ " بينما الظّهورات المتعدّدة تُنجح كل منها الأخرى بسّرعة حادة، وتثقل بقسوة وتسحق يسوع، الذي غُمرت بشريته المقدّسة بألم لا يوصف. يسوع مسيح الرب, ابن الإنسان جاهد وتلوّي بينما سقط على ركبتيه، بأيادي مشبوكة، كما لو أنه قد أبيد تحت ثقل آلامه. كان الصراع الذي حدث حينئذ بين إرادته البشرية وبين اشمئزازُه أن يعاني كثيرا من أجل مثل هذا الجنس الجاحد بغاية القسوة، حتى أنه تفجرت قطرات كبيرة من الدّم من كل مسام جسده المقدّس، التي سقطت تقطّر على الأرض. فى معاناته المريرة نظر حوله، كما لو أنه ينشد معونة، وبدا كأنه يأخذ السماء والأرض ونجوم السّماء ليشهدوا عن آلامه. رفع يسوع صوته، بألم النفس، ونطق ببضع نداءات الألم. أستيقظ التلاميذ الثّلاثة، استمعوا، وكانوا متلهفين أن يقتربوا منه، لكن بطرس حجز يعقوب ويوحنا، قائلاً : " أبقوا هنا؛ سأصل أنا إليه " ثم رأيت بطرس يركض مسرعا ودخل المغارة وصاح " يا مُعلم، ماذا حدث لك؟ " لكنه برؤية يسوع وكيف أنه مستحمّ في دمه، ومنهاراً على الأرض تحت ثقل الخوف المهلك والألم، أنسحب، وتوقّف للحظة، مغلّوباً بالرّعب. لم يجبه يسوع، بدا وكأنه غير واع لوجوده. عاد بطرس لرفاقه، وأخبرهم أن الرب لم يجبه سوي بالآهات والتّنهدات. اصبحوا حزانى أكثر فأكثر بعد هذا، غطّوا رؤوسهم، وجلسوا ليبكوا ويصلوا. حينئذ رجعت إلى عريسي السّماوي في معاناته الأكثر مرارّة. الرّؤى المخيفة للجحود المستقبلي للبشر المدينين للعدل الإلهي والتى كان يأخذها هو على نفسه، استمرت تزداد وضوحاً أكثر فأكثر. بضع مرات سمعته يصيح : " أبتاه، هل ممكن أن أعاني من أجل جنس بغاية الجحود؟ أبتاه، إن لم تعبر عنى هذه الكأس، بل يجب أن اشربها, فسأفعل! " ضمن كل هذا الظّهورات، كان لإبليس مكانة بارزة، تحت أشكال متعدّدة، تُمثل أنواع مختلفة من الآثام. أحيانا ظهر تحت شكل صورة عملاق أسود، أحيانا تحت منظر نمر، ثعلب، ذئب، تنين، أو ثعبان، إنه لم يأخذ حقا أيا من هذه الأشكال، بل أحد خصائصها فحسب، ضمن أشكال قبيحة أخرى. لا شيء من هذه الظهورات المخيفة تشبه بالكامل أي مخلوق، بل كانت رموز لرجاسة، لنزاع، لتناقض، في كلمة واحدة كانت ترمز للخطيئة ، كانت شيطانية حتى نهاية المدى. هذه الأشكال الشّيطانية حثّت أن تجر وتمزّق أعداد غير محصاة من أولئك البشر أرباُ, أولئك البشر الذين كان افتدائهم يقتحمه بطّريقه المؤلم نحو الصّليب. في بادئ الأمر رأيت ثّعباناً؛ ظهر بتاج على رأسه. كان عملاق الحجم، ظاهرياً محتفظ بقوة غير محدودة، ويقود جحافل غير معدودة أمامه من أعداء يسوع من كل جنس وكل أمة. مسلّحاً بكل أنواع الأسلحة المخرّبة، إنهم أحيناً يمزّقون بعضهم البعض إلي قطع، وبعد ذلك يجدّدون هجماتهم على مُخلصنا باّهتياّج مضاعف. لقد كان حقا منظراً مرعباً؛ لأنهم كوّموا فوقه الإساءات الأكثر خوفا، اللعن، الضرب، الجرح، وتمزيقه إلي قطع. أسلحتهم كانت سيوف ورماح تطير حوله في الجو بشكل مستمر في كل الجهات، مثل دراسات الحبوب في مخزن حبوب هائل؛ وتهيّج كل هؤلاء الشّياطين بدا موجه على نحو خاص ضد يسوع, حبة الحنطة السماوية التى نزلت إلى الأرض لتموت هناك، من أجل أن تغذّي البشر إلى الأبد بخبز الحياة. هكذا تعرّض إلى غضب هذه الفرق الجهنمية, البعض منها بدت لي تتشّكل على هيئة أناس عميان، يسوع بهذا القدر كان مجروحاً كما لو أن ضرباتهم كانت حقيقية. رأيته يتمايل من جانب لآخر، أحيانا يرفع نفسه لأعلى وأحيانا يسقط ثانية، بينما يضرب الثّعبان الأرض بذيله في وسط الحشود التي كان يقودها للأمام بشكل متواصل ضد يسوع، ومَزّقَ إِلى قِطَعِ أو ابتلعَ كل من قد ضَربَوا على الأرض, لقد جُعل معروفاً لي بأن هذه الظّهورات كانت عن كل أولئك الأشخاص الذين يهينون ويغضبون الرب يسوع بطرق مختلفة، ثم يتقدّمون للأسرار المقدّسة. ميزت بينهم كل أولئك الذين يتقدمون للأسرار المقدسة بطريقة بذيئة. نظرت برّعب إلى كل إساءة قُدمت للرب، سواء بالإهمال أو بالاستهانة وبإغفال ما جاء عنه؛ باحتقار علني، بظلم وتدنيس المقدسات؛ بعبادة الأصنام الدّنيوية؛ بالظّلمة الرّوحية والمعرفة الكاذبة؛ وأخيرا بالخطأ والشكوك، بالتعصّب والكراهية والاضطهاد العلني. بين هؤلاء البشر رأيت العديد من الصمّ والمشلولين والعميان والخرس والأطفال؛ إنهم البشر العميان الذين لن يروا الحقيقة؛ إنهم البشر المشلولون الذين لن يتقدّموا فى حياتهم طبقا لاتجاهاته نحو الطّريق الذى يقود إلى الحياة الأبدية؛ إنهم البشر الصمّ الذين يرفضون أن يستمعوا لإنذاراته وتحذيراته؛ إنهم البشر الخرس الذين لن يستعملوا أصواتهم للدفاع عنه؛ وأخيرا الأطفال الذين ضُلّلوا بإتباع الوالدين والمعلمين الممتلئين من محبّة العالم ونسوا الرب، الذين تغذّوا على غنى العّالم، السكارى بحكمة كاذبة وبغض كل ما يتعلق بالدّين. والمنظر الذي أحزنني خاصة هم أولئك الأطفال، لأن يسوع يُحبّ الأطفال جدا، لقد رأيت كثيراً من مساعِدي الكهنة عديمي الاحترام الذين يتصرّفون على نحو سيئ، الذين لا يكرمون الرب في الطقوس المقدّسة التي يشاركون فيها. نظرت برّعب أن عديداً من القساوسة، بعض الذين يتخيلون أنفسهم ممتلئين بالإيمان والتّقوى، يغضبون الرب يسوع أيضا في الأسرار المقدسة. رأيت عديداً من الذين أمنوا وعلّموا بعقيدة الوجود الحقيقي، لكنهم لم يأخذوها بكفاية إلى القلب، لأنهم نسوا وأهملوا قصر وعرش وكرسي الرب الحيّ؛ بعبارة أخرى : الكنيسة والمذبح والخيمة والكأس ووعاء القربان المقدس، الأواني والحلي؛ بكلمة واحدة، كل ما يستعمل في عبادته أو ما يزيّن داره. كل إهمال يسود في أي مكان، كل الأشياء التى تركت لتبلى في التراب والأقذار، وعبادة الرب، إن لم تكن تُدنّس سرّا، كانت على الأقل تُهان ظاهريّا. وهذا لم يكن نتيجة افتقار حقيقي، بل نتيجة اللامبالاة والتكاسل، نتيجة الاستغراق العقلي فى شّؤون العالم العقيمة، وغالبا أيضا نتيجة الغرور والموت الروحي؛ لأنى رأيت إهمالاً من هذا النّوع في الكنائس ذات القساوسة والشعب الغني، أو من الأثرياء على نَحْو مقبول. لقد رأيت عديداً من الدنيويين, عديمي الطعم, بحلي غير مناسبة قد بدلوا زّينة التقوى بزينة العالم . لقد رأيت أنّه كلما كان الإنسان فقيراً كلما كان مقامهم في أكواخهم أفضل أمام سيد السماء والأرض في كنائسه. إن لم يقم البشر بحُسن الضيافة فأن ذلك يُحزن يسوع بعمق، وهو الذي أعطى نفسه إليهم ليكون غذاءهم! حقا، ليس هناك احتياج أن يكون الإنسان غني من أجل أن يلتقي بمن يكافئ بمائة ضعف نظير قدح من الماء البارد تعطيه للعطشان؛ لكن كم يكون تصرفنا مخزياً عندما لا نسقى الرب الإله، العطشان لنفوسنا، عندما نعطيه ماء فاسداً في قدح قذر! عاقبة كل هذا الإهمال، رأيت ضّعفاً مروّعاً، رأيت الأسرار المقدسة مدنّسة، الكنائس مهجورة، والقساوسة مُستخف بهم. أن هذه الحالة من التلوّث والإهمال تمتد حتى إلى النفوس المخلصة، التي تركت مساكن قلوبهم غير مستعدة وغير نظيفة عندما كان يسوع على وشك أن يدخلها، بالضبط نفس ما حدث عندما تركوا خيمته على المذبح. إن كان علَّى أن أتكلم لعام كامل، لما تمكّنت من أن أسرد كل الإهانات التى تُقدم إلى يسوع في الأسرار المقدسة, تلك الإهانات التى جُعلت معروفة لي بهذه الطريقة. لقد رأيت مُبدعي تلك الإهانات يهاجمون يسوع في فرّق, ويضربونه بأسلحة مختلفة، أسلحة تُطابق إهاناتهم المتعدّدة. لقد رأيت مسيحيين عديمي الاحترام من كل الأعمار، قساوسة مهملين أو مدنسين، حشود من الفاترين والغير مستحقين، جنود أشرار يدنّسون الأوعية المقدّسة، وخدام الشّيطان يستعملون القربان المقدس في الأسرار المُخيفة للعبادة الشيطانية. من بين هذا الجماعات رأيت عدداً عظيماً من علماء الدين، الذين انجذبوا في البدع من قبل آثامهم، يهاجمون يسوع في أسرار كنيسته المقدسة، وينتزعون من قلبه، بكلماتهم المغرية ووعودهم، عديد من النفوس الذين أراق دمه من أجلهم. آه! لقد كان حقا منظر مرعباً، لأننى رأيت الكنيسة كجسد السيد المسيح؛ وكل هذه الجماعات من البشر، الذين فصلوا أنفسهم عن الكنيسة، مشوَّهين وممزّقين قطعاً كاملة من لحمه الحيّ. واحسرتاه! لقد نظر إليهم بأسلوب فى غاية التأثر وناح عليهم لأنهم هكذا لابد أن يتسبّبوا فى خسارتهم الأبدية. لقد أعطى ذاته الإلهية إلينا لإطعامنا في العشاء الرباني المقدّس، من أجل أن نتحد في جسد واحد الذى هو جسد الكنيسة، عروسه, أن البشر الذين كان لهم امتداد لانهائي انقسموا وانفصل كل منهم عن الآخر؛ والآن نظر إلى نفسه مُمزقاً ومنشطراً لأثنين في ذات جسده؛ لأن عمل محبته الرّئيسي، العشاء الرباني، الذي كان على البشر أن يصيروا فيه بالكلية واحداً، قد صار، من قبل حقد المعلمين الكذبة، موضوع للانفصال. لقد نظرت أمماً كاملة تُنتزع من حضنه، وتُحرم من أي مشاركة في كنز النّعم المتروك للكنيسة. أخيرا، رأيت كل من انفصلوا عن الكنيسة مغمورين في أعماق الخيانة, الخرافة, البدع والفلسفة الدنيوية الباطلة؛ وقد أعطوا مُتنفساً لتهيّجهم العنيف بالارتباط معاً في الأجسام الكبيرة ليهاجموا الكنيسة، لكونهم منُقادين من قبل الثّعبان الذي كان يسلّي نفسه في وسطهم. وا أسفاه! لقد كان كما لو أن يسوع نفسه قد تمزّق إلي ألف قطعة!
| |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:39 am | |
| عظيماً جدا كان رعبي ورهبتي، أن عريسي السّماوي ظهر لي، وعلى نَحْو رحيم وضع يدّه على قلبي، قائلاً : " لا أحد قد رأى حتى الآن كل هذه الأمور، وكان قلبي ليطفح بالحزن إن لم أعطك هذه القدرة. " لقد رأيت الدّم يتدفّق في قطرات كبيرة لأسفل من الوجه الشّاحب لمُخلّصنا، شعره كان مُتَلَبِّداً ولحيته ملطخة بالدم ومُتشابكة. بعد الرّؤيا التي وصفتها توا، هرب، إن جاز التعبير، خارج المغارة وعاد إلى تلاميذه. لكنه كان يترنّح بينما يمشى؛ ظهوره كان ظهور إنسان مُغّطى بالجراح ومنحني تحت عبء ثقيل، ولقد تعثّر في كل خطوه. عندما صعد إلى التلاميذ الثّلاثة، لم يكونوا مضطجعين نائمين كما سبق أول مرة، لكن رؤوسهم كانت مغطاة، وقد غرقوا لأسفل على ركبهم، في وَضْع جسْمانِي يُفترض غالبا من قبل أناس تلك البلد عندما يكونوا حزانى أو عندما يرغبون فى الصلاة. لقد ناموا، مقهورين بالأسى والإعياء. يسوع الذى كان مرتعداً ويتأوَّه، دنا منهم، وهم استيقظوا. لكن عندما رأوه واقفاً أمامهم فى ضوء القمر، وجهه شاحباً وملطخاً بالدماء، وشعره غير مرتب، لم تميزه أعينهم المرهقة في بادئ الأمر، لأنه كان قد تغيّر بما يفوق الوَصْف. شبك يديه معا، فنهضوا وسندوه بأياديهم بمودّة وأخبرهم بلّهجة حزينة إنه ينبغى أن يُساق للموت فى اليوم التالي وإنه خلال ساعة سيُقبض عليه ويُقاد أمام محكمة، ستُساء مُعاملته ويُهان ويُجلد وأخيرا يُساق إلى الموت الأكثر قسوة. ناشدهم أن يواسوا أمه، وأيضا المجدلية. إنهم لم يجيبوا، لأنهم لم يعرفوا ماذا عليهم أن يقولوا، لقد أزعجهم إلى حد بعيد ظهوره هكذا ولغته أيضاً، وظنوا أن عقله لابد أن يكون قد شت. عندما أراد أن يعود إلى المغارة، لم يكن لديه القوة على المشي. رأيت يوحنا ويعقوب يسندانه من الخلف ورجعا عندما دخل المغارة. لقد كانت حينئذ حوالي الساعة الحادية عشر والربع.
تأمل الرب يسوع نعم, لقد رَجعتُ مرة أخرى لأَيقظَ تلاميذي، لكن إشعاعات العدل الإلهي كانت قَدْ تَركتني في أخدودِ دائمِ.... لقد أصبحوا مَمْلُوءينَ بالخوفِ عندما رَأوني كإنسان مُضطرب، ومن تألم بالأكثر كَانَ يوحنا. لقد صمتّ ... هم ذهلوا.... بطرس فقط من كَانَ عِنْدَهُ الشّجاعةُ أن يَتكلّمَ. مسكين أنت يا بطرس، إن كنت قَدْ عرفت فقط أن جزءِاً من قلقي كنت أنت السبب فيه . لقَدْ أَخذتُ أصدقائي الثّلاثة كي أستطيع أَنْ أستَريحَ فيهم وفي محبّتهم، كي يُساعدوني بمُشَارَكتهم لآلامي، ويَصلوا معي .... كيف أَصفُ ما شْعرتُ به عندما رأيتهم نياماً؟ كم يتألم قلبي حتى اليوم، مُحتاجاً أن أجدَ الراحة في أحبائي، إنى اَذْهبُ إليهم فأَجدهم نياما. أكثر من مرة، عندما أريد أَنْ أيقظهم وأن أُخرجهم من ذواتهم، أن أخرجهم بعيداً عن مشاغلهم. يُجيبونني، إن لم يكن بالكَلِماتِ، يكون بالتصرفات : " لَيسَ الآن، أنى مُتعبُ جداً؛ عندي الكثير كى أعْمَلُه؛ أن هذا ضار لصحتي؛ أنى بَحاجةُ لقليل من الوقتَ؛ أنى أُريدُ بعض السّلامِ. " فأَصرُّ وبلطف أُخبرُ تلك النفسِ: لا تَخَافُى.إن تْركُت راحتك من أجلى، فأنا سَأُكافئكَ. تعالى وصلّى معي، فقط ساعة واحدة! انظري، هذه هى اللّحظةُ التى أَحتاجكَ فيها! فأجدها تجيبني" هلا توَقفُت، هَلْ أنتَ مُطالب بجدول أعمالَ الآن ؟ " كم كثير من المراتِ اَسْمعُ ذلك الجوابِ نفسهِ! يا لك من نفس مسكينة، أما كُنْتَ قادرةَ أَنْ تظلي معى لساعةَ واحدة؟ قريباً أنا سآجيء وأنتَ لَنْ تَسْمعيني لأنك ستكونى نائمُة. أنا سَأُريدُ أَنْ أَعطيكَ النّعمة لكن لكونك نائمةُ، فأنتَ لَنْ تَكُونَى قادرة أَنْ تناليها. ومن سيكون مَتأكّداً أنّه سَيكونُ عِنْدَه القوةُ أن يَستيقظَ؟... من المُمكن أن تكونوا مَحْرُومِين من الطّعامِ، حينئذ سَتَكُونُ نفوسكم ضعيفَة ولَنْ تَكُونواَ قادرين أَنْ تَخْرجَوا من ذلك الفتور. كثير من النفوس فاجئها الموتِ في منتصفِ نومهاِ العميقِ، تُرى متى وكيف أفاقت ؟ أحبائي، أُريدُ أَنْ أُعلّمكَم أيضا كم أنه بلا فائدة وبلا جدوى أَنْ تَبْحثَوا عن الراحةِ في المخلوقاتِ. أنهم غالباً ما يكونوا نائمين وبدلاً من أن أجد الراحةِ التى أنشدها فيهم، أُتْركُ بمرارةِ لأنهم لم يتجاوبوا لا إِلى مشيئتنا ولا إِلى محبّتنا. عندما صَلّيتُ إِلى أبي وسألتهْ المعونة، كانت نفسى المخذولة والحزينة تَُعاني آلام الموتِ. لقد أحسست بالقُهر مع ثقّل أسوأ جحودِ . الدّم الذي سكبته من كل مسامِ جسدي والدم الذى تدفّقُ بعد وقتِ قصيرِ من كل جراحي، سَيَكُونُ بلا فائدة لعددِ عظيمِ من النفوس التي سُتَفْقدُ. سَيَكُونُ بلا فائدة لكثيرين ممن يُهينوني ولكثيرين ممن لَمْ يَعْرفوني! بعد قليل سأَسْكبُ دمي من أجل الجميع وميراثي سيكون َمُتاحاً لكل واحد منهم. دماُ إلهياً! استحقاقات لانهائية! ومع ذلك، سيكون ذلك بلا فائدة لكثير جداً من النفوس . لكن فوق كل ذلك لقد كنت ذاهِباًٌ بالفعل لأواجه أشياءِ أخرىِ، إرادتي قَدْ مالت إِلى إنجازها. أيها البشر، إن كنت تألمت، فذلك بالتأكيد لن يَكُونُ بلا ثمر وليس بلا سببُ. إن الثّمار التي حَصلتُ عليها كَانتْ المجدَ والحبَّ. إن الأمر الآن يعود إليكم، بمعونتي، تستطيعون أَنْ تَبرهنوا لي أنكم تُقدّرُون عملي. أنا لَنْ أكل! تعالوا إليّ! تعالوا إِلى من يستجيب حباً لكم والوحيد الذى يَعْرفُ كيف يَعطيكَم الحبّ الحقيقي الذي يسود في السّماءِ وحَوّلكَم الآن على الأرضِ. النفوس التى تتذّوقِ عطشي، التى تشرب من كأسي المرّ والمجيدِ، أقول لها, إن الأبَ يُريدُ أَنْ يدخر بعض من قطراتِ هذا الكأسِ لها. فَكّرواْ بتلك القطراتِ القليلة هذه التى أَُخذتْ منّي وبعد ذلك، إن صدقتم، أُخبروني أنكم لستم تُريدوها. أنا لَم أضع حدّودُاً ولا يَجِبُ أَنْ تضعوا أنتم حدوداًِ. لقَدْ سُحقت بلا رحمة من أجل الحبِّ، يَنبغى أَنْ تَسْمحوا لي أَنْ أُسحق تقديركم لذواتكم. إنى من يعملُ فيكم، كما أن أبي هو من عَملَ فيّ عندما كنت في البستان . أنى أنا من يَعطيكَم الآلام لكي تَكُونوا فى ذات يومَ سعداء. كُونُوا طيعين؛ كُونُوا طيعين بإقتدائكم بى لأن هذا يعينكم كثيراً ويَسرّني بقدر عظيمَ. لا تَفْقدُوا أي شئ، بل بالأحرىَ اكتسبَوا المحبّة. كيف يُمكنُ أَنْ اَسْمحَ لأحبائي أَنْ يَعانوا من خسائر حقيقية بينما هم يُحاولون أَنْ يظهروا لى الحبّ؟ إنى أَنتظركمَ. إنى أَنتظرُ دائما ولَنْ أُتعبَ. تعالوا إليّ؛ تعالوا إلى كما أنتم، إن ذلك غير مَهْمُّ طالما أنكم ستأتونُ. سَتَرون عندما تأتون أنّي سَأُزيّنُ جباهكمَ بالجواهرِ، سأزينها بقطراتِ الدمِ التي سَكبتُها في جَثْسَيْمَانِي , إن تلك القطراتِ تخصكم، إن أردتموها. تعالوا إلىّ آيتها النفوس، تعالوا إِلى يسوع الذي يناديكم . لقد قُلتُ: أبتاه؛ ولم أقُل: إلهى. هذا ما أُريدُ أَنْ أُعلّمه لكمَ: عندما تزداد آلامكم، يَجِبُ أَنْ تَقُولواَ " أبتاه " واَسْألوه التّعزيةِ. أروه آلامكَم، خوفكم، وبأنين ذكّروه بأنكم أبناؤه. أخبروه أن نفوسكم لم تعد تحتمل! اسألوهْ بثقةِ البنين وانتظروه، لأن أبيكم سَيُساعدكَم؛ سَيَعطيكَم القوة الكافية كى تتغلبوا على أتعابكم, لأنه يعطي دوماً النفوس التي تثق فيه. هذه هى الكأسُ التي قَبلتهاُ وشربتها حتى قطرتها الأخيرةِ. كل ما أريد أن أُعلّمه لكَم يا أبنائي الأعزاء، ألا تعودوا تؤمنوا أبداً مرة أخرى أنّ الألمِ بلا قيمة. إن لم تَروا نَتائِج مُتحققة دائما، أخضعوا لقضائكم واَسْمحُوا للإرادة الإلهية أنْ تتحقق فيكم . لقد كنت عالماً أنه سيُقبض علىّ في البستان، مع ذلك أني لم أتَراجع. بل بالعكس, بَقيتُ هناك. لم أشأ أَنْ اَهْربَ من أعدائي. . . . الّليلة، اَسْمحُوا لدمي يا أبنائي أَنْ يَروى جذوركم الصغيرةِ ويَقوّيها. خلال معاناة يسوع هذه، رأيت أيضا العذراء المباركة في دار مريم أمّ مرقص مغمورة بالحزن وبألم الرّوح، لقد كانت مع المجدلية ومريم أم مرقص في بستان يتبع الدّار، وساجدة من الأسى، لقد كانت ساجدة تقريبا بكل جسدها. لقد غابت عن الوعي بضع مرات، لأنها نظرت بالروح مراحل معاناة يسوع المختلفة. لقد أرسلت بعض الرّسل لتستعلم عنه، لكن قلقها العميق لم يدعها تنتظر عودتهم، فذهبت مع المجدلية وسالومة إلى وادي يهوشافاط. لقد سارت ورأسها مستتر، وذراعاها تمتدان بشكل متكرر للأمام نحو جبل الزيتون؛ لأنها كنت تبصر يسوع بالروح مستحماً في عرق دموي، وإشاراتها كانت كما لو أنها ترغب أن تمسح بيديها الممتدّة وجه ابنها. لقد رأيت تعبيراتها الدّاخلية تجاه يسوع، الذي كان يُفكّر فيها، وأدار عينيه تجاهها، كما لو أنه يطلب معونتها. لقد أبصرت الاتصال الرّوحي الذى بين كل منهما، تحت شكل أشعة تعبر ذهابا وإيابا بينهما. فكر إلهنا القدوس أيضا فى المجدلية، لقد تأثر بكآبتها، وأوصّى تلاميذه أن يواسوها؛ لأنه عرف أنّ حبّها لشخصه الحبيب أعظم من مشاعر أي أحد تجاهه ماخلا أمه المباركة، وقد علم أنّها تعاني كثيراً من أجله، وأنها لن تعد تهينه فيما بعد في هذا الوقت، كان التلاميذ الثّمانية قد عادوا إلى جَثْسَيْمَانِي ، وبعد أن تحدّثوا سوياً بعض الوقت، استقر رأيهم على الذهاب للنوم. لقد كانوا حيارى، مُحبّطين، ومُجربين جدا. لقد كان كل شخص منهم يبحث عن مكان يختبئ فيه في حالة الخطر، وتساءلوا بقلق : " ماذا سنفعل عندما يسوقونه إلى الموت؟ ها نحن قد تركنا كل شئ لنتبعه؛ إننا فقراء وليس بمقدورنا تطهير العالم؛ لقد أخضعنا أنفسنا بالكامل لخدمته، وها هو الآن حزيناً جدا ونفسه حزينة جدا، حتى إنه لا يستطيع أن يقدم لنا التعزية. " تجوّل باقي التلاميذ في بادئ الأمر حول جهات متعدّدة، لكن الآن، بعد أن سمعوا شيئاً مما يختص بالنبوءات المُخيفة التي أنبأ بها يسوع، تراجعوا جميعاً إلى بيت فاجى . إنى أري يسوع ما زال يصلّي في المغارة، يجاهد ضد كراهية الألم التي تخص الطبيعة البشرية، وترك نفسه بالكلية إلى إرادة أبيه الأزلى. هنا فُتحت الهاوية أمامه، ورأى الجزء الأول لعالم النسيان. رأى آدم وحواء، البطاركة، الأنبياء، والبشر الأتقياء، أبوي أمه، يوحنا المعمدان، رآهم جميعاً ينتظرون بلهفة عظيمة وصوله للعالم السفلي، لدرجة أن المنظر قواه وشجع قلبه المُحبّ. إن موته سيفتح السماء لهؤلاء الأسرى، أن موته سيخرجهم من ذلك السّجن الموضعين فيه! عندما نظر يسوع بعاطفة عميقة، قديسي العصر القديم، قدّمت إليه الملائكة كل جموع قديسي أجيال المستقبل، الذين ضموا أعمالهم إلى استحقاقات آلامه، لقد كانوا يتحدوا بأبيه السّماوي من خلاله، لقد كانت هذه الرؤيا بغاية الجمال والمواساة، لقد نظر فيها الخلاص والتقديس يتدفّقان بلا توقف من ينبوع الفداء الذى فُتح بموته.
| |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:42 am | |
| لقد ظهر أمامه الرسل، التلاميذ، العذارى، والنسوة القديّسات، الشّهداء، المعترفون، النساك، الباباوات والأساقفة وجموع كبيرة من المتدينين من كلا الجنسين, بكلمة واحدة، ظهر أمامه كل جيش المُباركين. كان الجميع يحملون على رؤوسهم أكاليل الغلبة، وكانت زهور أكاليلهم تختلف في الشّكل واللّون والرّائحة والكمال، طبقا لاختلاف الآلام والأعمال والانتصارات التى منحتهم مجداً أبدياً. التى منحتهم حياتهم بالكامل، وكل أعمالهم واستحقاقاتهم وقوتهم وكل مجد غلبتهم، جاء فقط من خلال اتحادهم باستحقاقات يسوع المسيح . التّأثير المتبادل الذى أظهَر من قبل هؤلاء القديسين كل منهم على الآخر، والأسلوب الذي شربوا به جميعا من نبع واحد, السر المقدس المحبوب وآلام الرب شكّل مشهداً فى غاية التأثير والروعة. لاشيء يخصهم كان مجرد من المعنى العميق، أعمالهم، استشهادهم، انتصاراتهم، مظهرهم ولباسهم، كل شئ، مع إنّه متنوع بما يفوق الوَصْف، إلا أنه مُنظم في انسجام لانهائي ووحدة؛ وهذه الوحدة مع التّنوع قد نتجت بأشعة شّمس واحدة، بآلام الرب، الكلمة الذى صار جسداً، الذي فيه كانت الحياة، نور البشر، الذي أشرق في الظّلمة، والظّلمة لم تفهمه. جاز جيش قديسي المستقبل أمام الرب، الذي وضع هكذا بين بطاركة راّغبين، وفرقة المستقبل المنتصرة المُباركة، وهذان الجيشان انضما معاً، وأكمل كل منهما الآخر، إن جاز التعبير، طوقوا قلب مُخلّصنا الحبّيب بإكليل الغلبة. منح هذا المنظر كثير من المواساة ودرجة من القوة والرّاحة ليسوع. آه! إنه أحبّ أخوته وخليقته حتى إنه إن كان سيتمّم الفداء عن نفس واحدة، لكان سيقبل بفرح كل الآلام التي كان يكرّس لها نفسه الآن. بينما كانت هذه الرؤى تشير إلي المستقبل، انتشرت لعلو محدد في الهواء. لكن رّؤى المواساة هذه تلاشت، وعرضت الملائكة أمامه مشاهد آلامه قرب الأرض، لأنها كانت قريبة في متناول اليد. لقد أبصر كل مشهد رُسم بشكل متميّز، من قبلة يهوذا حتى كلماته الأخيرة على الصليب، وقد رأي في هذه الرّؤيا الواحدة كل رؤى الألم التى أراها في تأملاتي. لقد رأى خيانة يهوذا، هروب التلاميذ، الإهانات التي قدمت للرب أمام حنان وقيافا، إنكار بطرس، محكمة بيلاطس، مهزلة هيرودس، الجلد والتتويج بالأشواك، الحكم بالموت، حمل الصليب، منديل فيرونيكا، الصّلب، إهانات الفريسيون، حزن مريم والمجدلية ويوحنا، جرح الرّمح في جنبه، ما بعد الموت؛ في كلمة واحدة، كل جزء من الألم رآه بالتّفصيل. لقد قبل كل شئ طوعا، خاضعاً لكل شيء من أجل محبّته للإنسان. لقد رأى أيضا وشعر بالآلام التى تتحمّلها أمه في تلك اللّحظة، التي كان اتحادها الداخلي بمعاناته كامل للغاية حتى إنها غابت عن الوعي في أذرع رفيقاتها.
مناجاة الأب أنى أَرى أبنَي، مُرتعداً في ظّلال جَثْسَيْمَانِي ، نازلاً مِنْ السماءِ وآخذاً هيئة وجوهر خليقتِي، خليقتِي التي تعتقد وما زاِلت تَعتقدُ أنّها تستطيع أَنْ تتمرد ضدّ خالقِها. إنّ الرجلَ، ذلك الرجلِ الوحيدِ والمضطّربِ، هو الذبيحة المعيّنةُ، وعلى عاتقه، بذات دمِّه، عليه أن يَطهر كُلّ الإنسانيةِ التي يُمثّلها. أنه مَرتعدُ وخائفاً بشعوره بنفسه مُغَطاة بالآثم، حتى أنه يَرى نفسه محكوم عليه، بكتلةِ لا تصدّقِ مِنْ الخطايا التي كَانَ لِزاماً عليه أَنْ يأخذها من الضمائرِ المُظَلَّمةِ لملايينِ وملايينِ من المخلوقاتِ الغير طاهرة. أيا أبني المسكين، لقد أَوصلك الحبّ إلى هذا وها أنت الآن مُخوف به. من يَجِبُ أَنْ يُمجّدَك في السماء عندما تَرْجعُ إليه مُتألقاً؟ أيُمْكِنُ أَنْ يَعطيك أيّ مخلوق المجد الذى تستحقه، أيستطيع أيّ مخلوق أَنْ يَعطيك الَحبُّ الذى تستحقه؟ وما هو تمجيد وحبُّ البشر، حبُّ ملايينِ البشر، بالمقارنة بالحبِّ الذى قَبلتَ به أكثر وأكبر الاختبارات التي مُمْكِنُ أَنْ توجدَ على الأرضِ؟ كلا يا أبني الحبيب، لا يوجد أحد سوي أبّيكَ الذى يستطيع أَنْ يَساويك فى الحب، لا أحد سوي أنا، الذي بروحِي, روح الحبِّ، مُمْكِنُ أَنْ أمجدك وأحبَّك لتضحيتِكَ فى تلك الليلِة. لقد وَصلتَ يا أبني الحبيب الذي أُريحُ فيه كُلّ إحساني إلى سكرة الموتِ بالاستمرار فى المعاناةِ التى بغاية المرارةِ في البستان. لقَدْ بلغت بحدود منزلتك الإنسانية إلى كل وأصدق ألم يستطيع القلبِ الإنسانيِ أن يناله: أن تتألم من أجل الإهانات التى تُرتكب ضدي، بل أن تتألم من أجلهم بأنقى وأقوي حبِّ فيك. لقد وَصلتَ للحدَّ الذى تستطيع من خلاله أَنْ تنال الإنسانيةِ فداءاً كاملاً. لقد انتزعت يا أبني الحبيب بعرق دموي، لَيسَ فقط نفوس أخوتِكِ، بل أنتزعت ما هو أعظم، لقد انتزع منك أيها الإنسان مجدك الشخصي, مجدك الذي يَجِبُ أَنْ يسمو بك، متساوياً مَعي، لتكون إله مثله. لقَدْ جذبت منى العدل الأكثر كمالاً، والحبّ الأكثر كمالاً. في الوَقت الذى كانوا يشكّلون فيه نفاية العالمِ، وأنت أصبحتَ كذلك من خلال قبولِكَ الاختياري والحرِّ. أنك الآن، بين الكلّ، إكرامي ومجدي وبهجتي. أنت لم تكن مُذنباً أمامي، لَيسَ أنت. أنك دائماً أبني الحبيبَ، الذي وَضعتُ فيه مسرتى. أنت لم تكن النفاية لأني رغم كل ذلك رَأيتُك كما كُنْتَ دائماً: نوري، كلمتي، ذلك هو أنا بذاتي. أبني، يا من ارتعدت واستسلمت من أجل كرامتي، لتستحق أنّ يُعلنُك أبّيكَ للعالمِ، إلى ذلك العالمِ الأعمى، الذي يَجْرحُنا على الرغم من حبنا العظيم له! آه يا أبني الحبيب، أنى أَراك وسَأَراك دائماً في ليلِة مرارتِكَ تلك، وأنت دائماً في فكريِ! بسبب حبِّكَ أَنا تصَالَحت إلى الخليقة ومع الخليقة. أنك لم تَستطيعُ أَنْ تَرْفعَ وجهَكَ نحوي؛ لقد كان مغطى بالكامل بذنوبهم. الآن، لأجل مسرتك، أَجْعلُهم يَرْفعونَ وجوهَهم إلينا لكي مِن قِبل لَمْحَة من ضيائكِ، يظلون أسرى حبِّنا. الآن يا أبني الحبيب دائماً، سأفعْلُ ما أخبرتُك به آنذاك في ظِلال جَثْسَيْمَانِي ، وهي سَتكُون أشياءَ عظيمةَ لمَنْحك المسرة والإكرام . الآن يا أبني الحبيب دوما، سأفعَْلُ ما أخبرتُك به آنذاك في ظِلالِ جَثْسَيْمَانِي، وهي سَتَكُون أمور عظيمةَ لإعطائك المسرة والإكرام . عندما انتهت رؤى الألم، شعرت بوجه يسوع كوجه إنسان على حافة الموت؛ اختفت الملائكة، وأصبح العرق الدّموي أكثر غزارة، حتى إنى رأيته قد نقع على ردائه. سادت الظلمة كُل المغارة، عندئذ نظرت ملاكاً ينزل إلى يسوع. هذا الملاك كان من قامة أعلى من أي ملاك رأيته من قبل، وشكله كان أيضاً أكثر وضوحاً وأكثر شبهاً بالإنسان. لقد كان مكتسياً ككاهن في كساء طويل، ويحمل أمامه، في يديه، أناء صغيراً، في الشّكل تشبه الكأس المستعملة في العشاء الأخير. على قمة هذا الكأس، كان هناك جسم بيضاوي صغير، وكان ينتشر منه ضوء محمّر. مد الملاك يدّه اليمنى للأمام إلى يسوع دون أن يمسّ الأرض بقدميه، نهض يسوع عندما وضع الملاك الطّعام الغامض في فمه وأعطاه ليشرب من الكأس المضيء. ثم اختفى. بعد ما قبل يسوع كأس آلامه بحريته، ونال قوة جديدة، ظل في الكهف لبضع دقائق، مستغرقاً في تّأمل هادئ، ومُعيد الشكر لأبيه السّماوي. كان ما زال في حزن روح عميق، لكنه هادئ على نحو خارق لدرجة أنه كان قادراً على الذهاب إلى تلاميذه دون أن يترنّح بينما يسير، أو ينحني تحت ثقل آلامه. طلعته كانت ما زالت شاحبة ومتبدلة، لكن خطاه كانت قويّة وراسخة. لقد مسح وجهه ورتّب شعره الذي انسدل على كتفيه المُبللتين بالدّم. عندما جاء يسوع إلى تلاميذه، كانوا مُستندين على سور، نائمين، ورؤوسهم مُغطاة. قال لهم إلهنا أنه ليس هناك وقت للنّوم، بل يجب أن ينهضوا ويصلّوا : " انظروا ها قد قربت السّاعة، وابن الإنسان سيسلم في أيادي الخطاة قوموا، فلنذهب، انظروا ها هو قد أقترب الذى سيسلمني. لقد كان الأفضل لذلك الإنسان أن لم يكن ولد. " نهض التلاميذ مذعورين، ونظروا حولهم بقلق. عندما استعادوا أنفسهم إلى حد ما، قال بطرس بانفعال : " إلهى، سأدعو الآخرين، حتى نحميك " لكن يسوع أشار إلى الوادي، على الجانب الآخر من البستان، إلى فرقة من الرّجال المسلّحين، الذين كانوا يتقدّمون بالمشاعل، وقال إنّ واحداً منهم قد خانه. لقد تكلّم بهدوء، حثّهم أن يواسوا أمه، وقال: " فلنذهب لنلاقيهم, أنى سأسلّم نفسي بلا مقاومة في أيادي أعدائي. " حينئذ ترك بستان الزّيتون مع التلاميذ الثّلاثة، وذهب ليقابل الجنود على الطّريق الذي يقود من بستان الزيتون إلى جَثْسَيْمَانِي . عندما استعادت العذراء المباركة إحساسها، تحت عناية المجدلية وسالومة، قادها أحد التلاميذ، عندما رأي الجنود يقتربون، للرجوع إلى دار مريم أمّ مرقص. سلك الجنود طريق أقصر من الطريق الذي سلكه يسوع عندما ترك علية صهيون . المغارة التى صلى فيها يسوع فى هذا اليوم لم تكن المغارة التى كان معتاد أن يصلّى فيها على جبل الزيتون. إنه عادة ما يذهب لموضع أبعد، حيث صلى يوما ما بحزن روح عظيم بذراعين ممدودتين ومتكئاً على صخرة بعد ما لعن شّجرة التين الغير مثمرة. | |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:43 am | |
| الفصل الخامس عشر خيانة يهوذا لم يكن يهوذا يتوقّع أن تؤدي خيانته لمثل هذه النّتائج القاتلة. لقد كان حريصاً على أن يحصل على المكافئة التى وعد بها اليهود من يسلم يسوع، وعلى أن يُسعد الفريسيون بتسليم يسوع في أياديهم، لكنه لم يحسب أن الأمور ستذهب إلى هذا الحدّ، أو فكر أن أعداء سيده سيحضرونه فعلاً للمحاكمة ويصلبونه؛ كان فكره مُستغرقاً فى محبّته للمال فقط، وحثّه بعض الفريسيون والصديقيون الخبثاء الذين اتصل بهم، على الخيانة بتملقه. لقد كان مُتعباً من الإجهاد العَصَبي والتجوال والحياة المضطهدة التي كان يحياها هو والتلاميذ. كما كان يسرق منذ بضع شهور أموال الفقراء التي كانت تحت عنايته، حرّضه جشعه ورفضه لما أنّفقته المجدلية بسكب الطيب الثّمين على قدمي الرب على جريمة من أعظم الجرائم. لقد تمنّى دوما أن يؤسس يسوع مملكة أرضية، ويمنحه فيها مكانة عالية ومربحة، لكن ظنه خاب، فحول أفكاره نحو تكديس الثروة. لقد رأى أن آلام وأضطهدات الرب وتلاميذه فى ازّدياد ، فسعى أن يصادق أعداء مُخلصنا الأقوياء قبل أوان الخطر، لأنه رأي أنّ يسوع لن يصبح ملكاً، وأن الكرامة والقوة الحقيقية كانت للكاهن الأكبر ولكل من يتصل بخدمته، وأثر ذلك بشدة على فكره. لقد بدأ يدخل في ارتباطات مع موظفيهم، الذين كانوا يغرونه دوما، ويطمئنونه بأقوال قوية بأنه، في أية حال، لابد أنه هناك نهاية سريعة موضوعة لسيرة يسوع. لقد استمع بلهّفة أكثر فأكثر إلى اقتراحات قلبه الفاسدة الإجرامية، ولم يكن يفعل شيئاً خلال الأيام القليلة الأخيرة سوى الذهاب والإياب ليقنع رؤساء الكهنة أن يصلوا معه لاتفاق. لكنهم كانوا غير راغبين أن يتصرّفوا فى الحال، وعاملوه باحتقار. قائلين إن الوقت المناسب لا يمكن أن يكون قبل العيد، وأنه لابد أنه سيكون هناك شغب بين الشعب. وكان السنهدريم فقط من استمع إلى مقترحاته ببعض الانتباه. بعدما تلقى يهوذا السر المقدس على نحو دنس، تملكه الشيطان وذهب فى الحال ليكمل جريمته. لقد بَحَث بالدرجة الأولى عن أولئك الأشخاص الذين أغروه ودخلوا في اتفاقيات معه، والذين ما زالوا يستقبلونه بصّداقة زائفة. البعض كان قد أنضم للاحتفال، ومن بين هؤلاء كان حنان وقيافا، وهذا الأخير عامله بكبرياء وازدراء. كل أعداء المسيح هؤلاء كانوا مترددين وبعيدين عن الشّعور بأي ثقة فى النّجاح، لأنهم كانوا يرتابون في يهوذا. أنى أرى مملكة جهنم منقسّمة ضد نفسها؛ اشتهي إبليس جريمة اليهود، واشتاق بلهفة لموت يسوع، هادى النفوس، المعلّم القدوّس، الإنسان البار الذي كان يمقته جدا؛ لكنه في نفس الوقت يشعر بخوف داخلى غير عادى من موت هذه الذبيحة البريئة، الذي لا يخفي نفسه عن مضطهديه. لقد رأيته حينئذ، من ناحية، يثير كراهية وغضب أعداء يسوع، ومن ناحية أخرى، يلمِّح إلى البعض منهم بأن يهوذا شخص حقير وشرير، وأن الحُكم بعقوبة الموت ليس بالإمكان إعلانها قبل الاحتفال، أو أن العدد الكافي للشّهود ضد يسوع لن يتجمّع . لقد اقترح كل شخص شيئاً مختلفاً، والبعض سأل يهوذا: " هل سنكون قادرين على أخذه؟ هل ليس لديه رجال مسلّحون ؟ " وأجاب الخائن: " كلا، أنه وحيد مع أحد عشر تلميذاً؛ أنه مُحبَط للغاية، والأحد عشر لهم رجال جبناء " اخبرهم إما الآن وإما لن يتملكون يسوع أبداً، أخبرهم أيضاً إنه قد لا تكون عنده فيما بعد القوه أن يسلم يسوع في أياديهم، وأنه قد لا يرجع إليه ثانية، لأنه لبضعة أيام ماضية كان واضحاً جدا أن التلاميذ الآخرين ويسوع نفسه يرتابون فيه وإنهم بالتأكيد سيرفضونه إن رجع إليهم. اخبرهم أيضاً إنهم إن لم يعتقلوه حالا، فأنه سيهرب ويعود مع جيش من المُوالين له لينصب نفسه ملكاً. أتت تهديدات يهوذا هذه ببعض التّأثير وقُبلت مقترحاته، وتسلم ثمن خيانته ثلاثون قطعة من الفضة. يهوذا لكونه مُدركاً إنهم يعاملونه باحتقار وارتياب، لأن لغتهم وإشاراتهم خانت مشاعرهم، اقترح عليهم بازدراء أن يعيد المال كتقدمة للهيكل، من أجل أن يجعلهم يفترضون أن نواياه مُجردة ونزيهة. لكنهم رفضوا اقتراحه, لأن ثمن الدّم لا يمكن يكون تقدمة للهيكل. رأى يهوذا كيف إنهم احتقروه، وكانت ثورته شديدة. أنه لم يتوقّع أن يحصد الثّمار المرّة لخيانته حتى قبل أن تتم، لكنه كان قد ذهب بعيداً مع هؤلاء الرّجال حتى أنه قد صار تحت سيطرتهم، والتراجع لم يعد ممكنا. لقد راقبوه بحذر، ولم يتركوه يغيب عن أعينهم، حتى أراهم بالضبط ما هى الخطوات التى ستتخذ من أجل القبض على يسوع. رافقه ثلاث فريسيين عندما ذهب لغرفة يتجمع فيها جنود الهيكل, البعض منهم كانوا يهودا، والباقين من جنسيات متعدّدة. عندما صار كل شيء مستقراً، وتجمّع العدد الضّروري من الجنود، أسرع يهوذاً إلى عُلية صهيون أولاً، يرافقه خدم الفريسيون، ليتحقق من أن يسوع قد رحل، أو يقبضون عليه هناك بدون صعوبة . قبل وقت قصير من تسلم يهوذا لثمن خيانته، خرج فريسي وأرسل سبعة عبيد ليجلبوا الخشب الذي يجب أن يعدّ ليكون صّليب مُخلصنا في حالة مُحاكمته، لأن اليوم التالي لن يكون هناك وقت كاف بسبب بدء عيد الفصح. لقد أتوا بهذا الخشب من بقعة على بعد حوالي ثلاثة أرباع الميل، قرب سور عال، حيث كانت هناك كمية عظيمة من الأخشاب تخص الهيكل، وسحبوها إلى ميدان يقع خلف محكمة قيافا. القطعة الرّئيسية للصّليب جاءت من شجرة نمت سابقا في وادي يهوشافاط قرب مجرى قدرون، والتى استعملت كجسر بعد ما سقطت عبر النبع، عندما أخفى نحميا النار المقدّسة والأوعية المقدّسة في بركة بيت صيدا، ألقيت هذه الخشبة فى هذه البقعة، مع قطع أخرى من الخشب، ثم بعد ذلك أُخذت من هناك، وتركت على أحد الاجناب. الصّليب قد اعدّ بأسلوب غريب جدا، أمّا بشيء من السخرية من نبل يسوع، أو إما ما يعتبره البشر صدفة. لقد كان مُعداً من خمس قطع من الخشب، باستثناء اللوحة. لقد رأيت العديد من الأشياء الأخرى التى تختص بالصليب، ومعنى التفاصيل المختلفة قد جُعلت معروفة لي، لكنى نسيت كل ذلك. عاد يهوذا، وقال بأنّ يسوع لم يعد فى العلية، لكنه لابد أن يكون على جبل الزيتون، في البقعة التى اعتاد أن يصلّي فيها. طلب أنّ يُرسلوا معه عدداً قليلاً من الرّجال، خشية أن يُدرك التلاميذ الذين كانوا سهارى أي شئ ويحضوا على المقاومة. ثلاثمائة رجل كانوا على البوّابات وفي شوارع أوفيل وعلى طول وادي القلعة وحتى دار حنان وعلى قمة جبل صهيون، لكى يكونوا مستعدين أن يرسلوا تعزيزات فى حالة الضرورة، لأنه قال، أن كل شعب أوفيل الفقراء سينحازون ليسوع. دعاهم الخائن أيضاً أن يكونوا حذرين، خشية أن يهرب منهم حيث أنه، بوسائل غامضة، كان يخفى نفسه غالبا في الجبل، ويجعل نفسه فجأة غير مرئياً لمن حوله. أوصاهم أيضا أن يربطوه بسلسلة، ويستعملون بعض السّحر ليمنعوه من كسرها. استمع اليهود إلى كل هذه النصائح باحتقار وعدم اهتمام وأجابوه " ما أن نقبض عليه في أيادينا، سنحذر ألا ندعه يذهب. " بعد ذلك بدأ يهوذا يُعد ترتيباته بأولئك الذين سيرافقونه. رغب أن يدخل البستان أمامهم، ويعانقه ويحيّيه كما لو أنه يرجع إليه كصديق وتلميذ، وبعد ذلك يأتى الجنود ويقبضوا عليه. لقد كان حريصاً على أنّ يبدو الأمر كأنه محض صدفة، حتى يهرب عندما يظهرون، مثل التّلاميذ الآخرين ولا يعد يُسمع عنه فيما بعد. اعتقد أيضاً، إنه فى الشغب الذى سيتبع ذلك، إن التلاميذ سيحمون أنفسهم، ويجوز يسوع وسط أعدائه، كما كان يفعل كثيراً من قبل. لقد استقر على هذه الأفكار, خاصة عندما جرح أسلوب اليهود المتكبّر والمُهين كبريائه؛ لكنه لم يندم قط على أنه قد أسلم نفسه للشّيطان بالكلية. لقد كانت رغبته أيضا ألا يحمل الجنود الذين يتلونه سلاسل أو حبال، وتظاهر شركاؤه بقبول كل رغباته، بينما هم في الواقع يتعاملون معه كما مع خائن لن يؤتمن، بل أضمروا أن يُلقوه بعيداً بمجرد أن يفعل ما هو مطلوب منه. تسلم الجنود الأوامر أن يظلوا بقرب يهوذا وأن يراقبوه بحذر، وألا يدعوه يغيب عن أنظارهم حتى يقبضوا على يسوع، لأنه تسلم أجرته، وكانوا خائفين أن يهرب بالمال ولا يُقبض على يسوع بعد كل هذا. تكونت فرقة الرّجال التى اختيرت لترافق يهوذا من عشرين جندياً، مختارين من حرس الهيكل ومن جنود آخرين من الجيش كانوا تحت آمرة حنان وقيافا. كان زيهم مثل زي الجنود الرّومان، كانت لهم شارات مثلهم، ولكن لحاهم كانت طويلة، بينما الجنود الرّومان في أورشليم كان لهم شوارب فقط ويحلقون لحاهم. كان معهم جميعا سيوفاً والبعض مسلّح بالرّماح أيضاً، ولقد حملوا عصى مع فوانيس ومشاعل؛ لكنهم أضاءوا المشاعل فقط. في بادئ الأمر كان مُرتباً أن يرافق يهوذا جنود أكثر، لكنه جذب انتباههم إلى حقيقة أنّ العدد الكبير من الرّجال سيُرى بسهولة جداً لأن جبل الزيتون يكشف كل الوادي. لهذا ظل أغلب الجنود في أوفيل، وانتشر الحراس على كل الجوانب ليواجهوا أي محاولة لإطلاق سراح يسوع. بدأ يهوذا بعشرين جندياً، لكن كان يتبعه على مسافة منه أربعة من قادة الجنود، حاملين حبال وسلاسل، ويتلوهم سّتة رجال ممن كانوا على اتصال بيهوذا لبعض الوقت. أحدهم كان كاهناً ومستشاراً لحنان، الثاني كان مكرّساً لقيافا، الثالث والرابع كانا من الفريسيون، والاثنان الآخران أحدهم من الصديقيون والأخر من أَعْضَاءِ حِزْبِ هِيرُودُسَ. هؤلاء الرجال الستة كانوا من رجال حاشية حنان وقيافا ويعملون كجواسيس وكانوا أكثر الأعداء مرارةّ ليسوع ظل الجنود على مودة مع يهوذا حتى وصلوا إلى الطّريق الذى يفصل بين بستان الزّيتون وبستان جَثْسَيْمَانِي ، وهناك رفضوا أن يسمحوا له أن يتقدّم بمفرده، وغيّروا أسلوبهم معه بالكامل وعاملوه بفظاظة . | |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:44 am | |
| الفصل السادس عشر القبض على يسوع كان يسوع يقف مع تلاميذه الثّلاثة على الطّريق الذى يفصل جَثْسَيْمَانِي عن بستان الزّيتون، عندما ظهر يهوذا والفرقة التي ترافقه. قام نزاع بين يهوذا والجنود، لأنه أراد أن يقترب أولا بمفرده ويتكلّم مع يسوع بهدوء كما لو أن لاشيء يحدث، وبعد ذلك عليهم أن يأتوا ويقبضوا على مُخلّصنا، وهكذا يبدوا وكأنّه ليس له صله بالقضية. لكن الرّجال أجابوه بوقاحة " ليس هكذا يا صديقنا, أنك لن تهرب من أيادينا حتى نقيد الجليلي على نَحْو مضمون " وبرؤية التلاميذ الثّمانية الذين أسرعوا لينضموا ثانية إلى يسوع عندما سمعوا النّزاع الذي كان مستمراً، نادوا على قادة الجنود الأربعة، الذين كانوا يتبعونهم على مسافة قليلة، ليساعدوهم على الرغم من معارضة يهوذا. عندما رأي يسوع والتلاميذ الثّلاثة فرقة الرّجال المسلّحين، رغب بطرس أن يصدّهم بقوة السلاح وقال : " يا رب، إن الثمانية الآخرين قريبين، دعنا نهاجم قادة الجنود " لكن يسوع أمره أن لا يحمل سلاحه، وبعد ذلك التفت وسار للخلف بضع خطوات. فى هذه اللّحظة جاء أربعة تلاميذ من البستان، وسألوا : "ماذا يحدث ". كان يهوذا على وشك أن يجيب، لكن الجنود قاطعوه، ولم يتركوه يتكلّم. هؤلاء التلاميذ الأربعة كانوا يعقوب الصغير وفيلبس وتوما ونثنائيل مع ابن سمعان الشيخ وهو الذى أتصل ببعض من التلاميذ الثّمانية في جَثْسَيْمَانِي ليذهبوا لرفاق يسوع ليعرفوهم بما يحدث. كان التّلاميذ الآخرين يتجوّلون ذهابا وإيابا، مُنتبهين ومستعدين للهرب في لحظة الخطر. سار يسوع نحو الجنود وقال بصوت واضح وقوي: " من تطلبون ؟ " أجاب زُعماؤهم : " يسوع الناصري ". فقال لهم يسوع: " أنا هو " ما أن نطق يسوع بهذه الكلمات حتى سقطوا جميعا على الأرض، كما لو إنهم أصيبوا بسكتة دماغية. يهوذا، الذي كان يقف بجانبهم، كان بغاية الانتباه، وبدا توّاقا للاقتراب، مد يسوع يده وقال : " يا صاحب، لماذا أتيت؟ " تمتم يهوذا بشيء ما بخصوص العمل الذي أتى من أجله. أجاب يسوع ببضع كلمات ما معناها :" لقد كان أفضل لهذا الإنسان ألا يكون قد ولد " على أية حال، أنا لا أستطيع أن أتذكّر الكلمات بالضبط. فى نفس الوقت، نهض الجنود، واقتربوا من يسوع ثانية، لكنهم انتظروا إشارة القبلة، التي وعد يهوذا أن يحيّي بها سيده حتى يتعرفوا عليه. أحاط بطرس والتلاميذ الآخرون بيهوذا ولعنوه، دعوه لصاً وخائناً؛ لقد حاول أن يهدأ غضبهم بكل أنواع الأكاذيب، لكن جهوده كانت عقيمة، لأن الجنود نهضوا وعرضوا عليه أن يحموه، الإجراء الذى اظهر الحقيقة فى الحال. سأل يسوع ثانية، " من تطلبون ؟ " أجابوا : " يسوع الناصري " أجاب يسوع : " لقد قلت لكم أنّي أنا هو، إن كنتم تطلبوني، دعوا هؤلاء يمضون فى طريقهم." بهذه الكلمات سقط الجنود لثاني مرة على الأرض، في تّشنّجات تشبه تشنجات المصّروعين، أحاط التلاميذ ثانية بيهوذا واظهروا استياءهم من خيانته المخزية. قال يسوع للجنود : " انهضوا " فنهضوا، لكن في بادئ الأمر كانوا صامتين تماما من شدة الرّعب. حينئذ قالوا ليهوذا أن يعطيهم الإشارة المتفق عليها فى الحال، لأن الأوامر المُعطاة لهم كانت أن لا يقبضوا إلا على من يُقبّله يهوذا. حينئذ أقترب يهوذا من يسوع وقبّله قائلاً " مَرْحَبا يا مُعلّم " أجابه يسوع : " ماذا يا يهوذا, أتسلم ابن الإنسان بقبلة؟ " أحاط الجنود بيسوع فورا، ووضع قادة الجنود أياديهم عليه. أراد يهوذا أن يهرب، لكن التلاميذ لم يسمحوا له؛ اندفعوا نحو الجنود وصرخوا: " يا سيد، هل نضرب بالسّيف؟ " بطرس الذي كان أكثر تهوّرا من الباقين، استولى على سّيف، وضرب ملخس، خادم كبير الكهنة، الذي أراد أن يُبعد التلاميذ، وقطع أذنه اليمنى؛ سقط ملخس على الأرض، وحدث اضطراب عظيم . القي قادة الجنود القبض على يسوع، وأرادوا أن يقيدوه؛ بينما وقف ملخس وباقي الجنود حوله. عندما ضرب بطرس أولهم، كان الباقين مشغولين في صد أولئك التلاميذ الذين اقتربوا، وفي مطاردة أولئك الذين هربوا. ظهر أربعة تلاميذ من على بعد، ونظروا بخوف إلي المشهد الذى أمامهم؛ لكن الجنود كانوا لا يزالون منتبهين أكثر من اللازم بسقوطهم الأخّير لذا لم يزعجوا أنفسهم كثيراً بهم، وأيضا لم يرغبوا فى أن يتركوا منقذنا بدون بعض الرّجال ليحرسوه. هرب يهوذا بعدما قدم قبلته الخائنة، لكنه بعض التّلاميذ لاقوه وأوسعوه لّوماً. فجاء ستة فريسيين لينقذوه، وهرب بينما كان قادة الجنود مشغولين بتقييد يسوع.
تأمل الرب يسوع بعدما أراحني رسولِ أبي، رَأيتُ يهوذا يدنو منى يتبعه كل أولئك الذينِ سيعتقلونني, كَانَ لديهم حبالُ وعصى وحجارة... خَطوتُ للأمام وقلت لهم :" عن من تَبْحثُون ؟ " وبينما يهوذا يُربت على كتفي، قَبّلني ...! إن كثيراً جداً من النفوس قَدْ بِاعتني وسَتَبِيعني لقاء لذّةِ رديئة، من أجل لذة عابرة مؤقتة.... يا لها من نفوس مسكينة، تلك التى تُبحث عن يسوع، كما فعل هؤلاء الجنودِ. أيتها النفوس التي اَحْبّهاُ؛ يا من تأتون إلي وتلاقوني في أحضانكم، يا من تخبروني مرات كثيرة جداً أنكم تحَبونني .... هل سَتسلّمونني بعد أن تلاقوني ؟ فى الأماكنِ التى ترتادونها توجد هناك الأحجارُ التى تجرحني، هناك المُناقشات التى تهينني، وأنتمَ يا من تتناولوني, أنكم تَفْقدُون نقاء النعمة الجميلَ هناك. لماذا تخونني النفوس التي تَعْرفني بهذه الطريقة بينما فى أكثر من مناسبةِ تتفاخر بأنها نقيه وتتباهى بأعمال المحبة؟ أتتباهون بكل الأمور التي تستطيع أن تساعدكم حقاً وتستحق أعظم جزاء... التى ليست سوى ستار يغطّي جرائمكم فى تكديس خيرات أرضيه؟ تيقظُوا وَصلوا! قَاتلْوا بلا راحة ولا تجعلوا ميولكمَ الرديئة وعيوبكَم تُصير مألوفة لكمَ. انّظروا، إنه من الضروري أن تقتلعوا العشبِ سنوياً وأن أمكن خلال الفصول الأربعة. يَجِبُ عليكم أَنْ تصلحوا الأرض وأن تطهروها. عليكم أَنْ تَجْعلوها أفضل وأن تَحْذروا من الأعشاب الضارة التى تنّبتِ عليها. يَجِبُ أَنْ تَعتنوا بالنفس بكدِّ كثيرِ وأَنْ تَقوموا الميول المَلْتوية. لا تظنوا أنّ النفوس التي تَبِيعني وتقدم ذاتها إلى خطيئة مُميتة، أنها قد بَدأتَ بخطيئةِ مُميتة. عادة ما يبَدأَ السّقوط العظيم بشيء ماِ صغيرِ: شيء ماُ تمتعت به النفس، ضعف، قبول للمحظور، مسرة بما هو غير مُحرّمُ لكنه لَيسَ لائقاً .... بهذه الطريقة، تَبْدأُ النفس بإعماء نفسها، أنها تُنقص في النّعمةِ، الشغف يَقوّي، وأخيراً، تنهزم . أفهموا هذا: إن كان محزناًَ أَنْ أتلقى الإساءة والجحود من أي نفس، فإنه يكون مُحزناً أكثر عندما تَجيءُ الإساءة والجحود من أحبائي، من النفوس المُختارةَ. على أية حال، الآخرون يُستطيعون أَنْ يعوضوني ويَواسوني. أحبائى، يا من اخترتُهم لأَجْعلَهم موضع راحتي، يا جنتي المُبهجة، أنى أَتوقّعُ منكم حناناً أعظم، لطفاً أكثر، والكثير جداً من الَحْبَّ. أنى أَتوقّع منكم أنْ تَكُونَوا البلسمَ الذي يشفىَ جراحي، أتوقع منكم أَنْ تُنظّفواَ وجهي الذى أتسخ وجُعلَ قبيحَاً؛ أتوقع أن تساعدوني بإعطاء النور إِلى نفوس كثيرة عمياءِ تعتقلني فى ظلمةِ اللّيلِ وتقيدني كى تسلمني إلى الموت. لا تَتْركوني وحيداً...استيقظوا وتعالوا، لأن أعدائي قد وَصلُوا! عندما اقترب الجنود قُلتُ لهم :" ها أنا! " هذه الكَلِماتِ نفسهاِ أُكرّرهاُ إِلى النفس التى عَلى وَشَكِ أَنْ تَسْقطَ في الإغراءِ وأقول لها:" ها أنا,لا يزالَ هناك وقّتُ, وإن أردت، فأنا سَأَغْفرُ لكَ. وبدلاً من أن تقيديني بحبالِ الخطيئةِ، سأقيدك أنا بأربطة الحبِّ ". تعالوا، فأنا من يَحْبّكمَ؛ أنا من لديه الكثير من الشّفقةُ لضعفكِم؛ أنا من يُنتَظِركم بلهفة ليَستقبلكم في أحضانه. عندما ضرب بطرس ملخس، قال له يسوع: " ضع السيف مكانه؛ لأن كل من يأخذ بالسّيف سيهلك بالسيف. أتظن أنى لا أستطيع أن اسأل أبي، وهو يعطيني في الوقت الحاضر أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة؟ كيف إذن ستتحقق الكتب المقدّسة؟ " ثم قال : " دعنى أشفي هذا الرّجل " واقترب من ملخس ومسّ أذنه وصلّى وشفاه. استمر الجنود الذين كانوا يقفون قريباً، وقادة الجنود والفريسيين السّتة أيضا، بعيداً من أن يكونوا مُتأثرين بهذه المعجزة، استمروا يهينون الرب، وقالوا للحاضرين " إنها خدعة الشّيطان، قوى السّحر جعلت الأذن تبدو مقطوعة، والآن نفس القوة تجعلها تبدو أنها شُفيت. " حينئذ خاطبهم يسوع ثانية: " كأنكم خرجتم على سارق، بسّيوف وعصى لتعتقلوني. لقد جلست يومياً معكم أعلّم في الهيكل، وأنتم لم تضعوا الأيادي عليً، لكن هذه هى ساعتكم وقوة الظّلمة ". أمر الفريسيون أن يقيدوه بأكثر قوة، وأجابوه بنغمة محتقرة : " أنك لن تستطيع أن تسقطنا بسحرك" أجابهم يسوع لكنى لا أتذكّر كلماته، وهرب كل التلاميذ. [CENTER]تأمل الرب يسوع إن حادثة أسري اختبار جيدِ، لها الكثير من الأهميةُ. لو لم يضرب بطرس ملخس، لما كان عِنْدَي الفرصةُ كى ألفت انتباهكم إلى الطّريقةِ التى أُريدكَم أَنْ تَستخدموها في النضال من أجلي. لقد استعملتُ مثالاً كى أُحذّرَ بطرس واعدتُ لملخس أذنَه لأنى لا اَحْبُّ العنف، بَكُونُي إله الحريةِ. لكن لاحظوا أنى حذرته من فعَل هذا، لقد أظهرت لبطرس رغبتى الراسخة فى أن تكون آلامي مُكتملة وقد جَعلته يَتأمّلُ حقيقة أنني إن أردتُ، فالأب سيَحْميني بملائكته. انظروا كم اجتمعت أشياء عدة في حادثة واحدة فقط؟ لكن الشيء الرّئيسيَ هو بالضبط الدّرسُ الذي يجبُ أَنْ أَعطيه لكم جميعاً فى قتالِ أعدائكمَ. كل من هو مثلي سيفعَْلُ هكذا: سيَسْمحُ لنفسه أنْ يُؤْخَذُ أينما يُريدواَ أَنْ يَأْخذوه، لأنه سَينال فى لحظات القوةُ التي لا يتوقعها العالمِ, قوة ليست مِن قِبل البشر, قوة لا يتوقعها بالخبرةِ الإنسانيةِ، ولا بذكاء حبِّ الذّات . كلا, إن كل من هو مثلي سيَبْقى في الحالةِ حيث هو وضعُ وسينال قوة مجهولة لكنها قوةَ نشيطةَ كى يتغلب على مضطهديه. تلميذي الحقيقي يَفعَلُ الأمور الأقل احتمالاً بلا أدنى اعتراض على خططي له, إن العالمُ يُسر نفسه بصفات مميِّزة ببَراعَةِ، ويُظهر تفوق خاصته. هذا هو الرّوحُ الذي قَاتلتُه وقَهرتُه. لهذا أقول لكم جميعاً أَنْ تتشجعوا، لأنى قد هزمته، أن العالمِ لا يُستطيع أن يَفعلُ شيئاً الآن كى يَقْطعَ اتحادكم معي بشرط ألا تتحّدوا أنتم معه. إن اتحدتم معه، عليكم أَنْ تَعانوا من النّتائج بالإضافة إلى أننى بنفسي سأُعارضُ انتصاركم بأسلحةِ العالمِ، عديد من المرات سيكون عليكم أن تكونوا كخصومِ للعالمِ ولي, للعالم بسبب حبّه الأناني، ولي بسبب الحبِّ النقى، لأجل محبّة جوهركم الحقيقي الصالح ِ. لذلك، لا ضرباتُ مثل ضربة بطرس إِلى آذانِ أعدائكمِ ستحميكم بدون قبول كل الكأسِ الذي أقدمه لكم. الكأس الذى ينبغى أن أَنْ تَروا فيه مشيئتى كما رَأيتُ أنا مشيئة أبى عندما سَألتُ بطرس الحبيب : " أَعِدِ السَّيْفَ إِلَى غِمْدِهِ! الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ، أَلاَ أَشْرَبُهَا؟؟ " تأمّلوا دائما فى آلامي وأمعنوا النظر بعمق في روحي واَحْصلُوا على الانطباعات المفيدةُ والتي تحثكم على أَنْ تُقتادوا بى. بالطبع، أنا من سأفعلُ هذه الأشياءِ فيكم لكنكم يَجِبُ أَنْ تُقدّموا ذواتكم، وبعد ذلك، سَتُنجزُون ما أَقُولهُ. آه! لو يستطيع الإنسان أن يَفْهمَ فقط هذا الجانب من آلامي ! كم سيكون أسهل كثيراً أَنْ يُنتجَ وأن يَعِيشَ حياتي مرة أخرى! تقدموا يا أولادي، فإن كل شيء إنما هو سؤالُ عن الحبِّ، لَيسَ عن أي أمر آخر. عن الحبِّ وعن عملي الذي أُريدُ أَنْ أَتمّمهَ فيكم، وعن أن تَحْبوني أكثر دائما. توقفوا عن أن تفكّروا بطريقهِ بشريةِ؛ اَفْتحُوا أذهانكم إِلى عالميِ، افتحوها إِلى خاصتي الذين معكم. فإن هذا مهمُ! أنكم لي لثلاثة أسبابِ: أولا لأنى خَلقتكَم من لا شيء, ثانيا لأني افتديتكم, ثالثا لأنكم سَتكنون جزءاً من إكليل مجدي. لهذا يَجِبُ أَنْ تَتذكّرواَ أنّي أَهتمَّ بكَم لهذه الأسباب الثلاثة، وأنى لا يمكن أبداً أَنْ اَفْقدَ اهتمامي بمن قَدْ خَلقتُهم وفديتهم وسيكونون مجدي. أنكمَ تُقادون نحو هذا الطّريقِ ويَجِبُ أَنْ تُقطعوه كله. كما كَانَ ذلك لي، إنه لَنْ يَكُونَ مفيداً لكم فقط بل لكثير من أخوتكمَ الذين يَجِبُ أَنْ يَنالوا منّي النعمة والحياة من خلالكم. تّقدّموا، لأنى أُبهجُ نفسي بتقدمكم؛ تعلّمُوا، لأن الحبَّ يُريدُ أَنْ يَمتلككمَ بالكامل. أنى أُبارككم، بركة مليئة بالوعدِ. أَعطيها لكم جميعاً بالقدرة التى تمتّعُت بها أنا كإنسان، قدرة هى لكم، وفرح سَأمنحه مع جائزةِ، جائزة ستُؤكّدُ حبّي اللانهائي لكم. لقَدْ حانت ساعتي؛ السّاعة التى علىّ أَنْ أُكملَ فيها التّضحية، فسلمتُ نفسي إِلى الجنودِ بوداعة الحملِ.لم يسقط قادة الجنود الأربعة والفريسيين السّتة على الأرض بكلمات يسوع، لأنهم هم ويهوذا، الذي لم يسقط أيضا, كانوا تحت سطوة الشّيطان بالكامل، حيث إن كل أولئك الذين سقطوا ونهضوا ثانية قد تعمدوا بعد ذلك وصاروا مسيحيين؛ إنهم أحاطوا فقط بيسوع، ولم يضعوا الأيادي عليه. ملخس قد آمن فورا من قبل الشفاء الذى ناله، وخلال وقت الآلام كانت وظيفته أن يحمل الرسائل ذهابا وإيابا إلى مريم وإلى رفاق الرب الآخرين. قيد قادة الجنود يسوع بوحشية بالغة، كانوا وثنيين من أدنى نَسَب وأقوياء وقصار ونشيطين، ببشرة رّملية، تشبه بشرة العبيد المصريين، سيقانهم وأذرعهم ورقابهم كانت عارية. لقد ربطوا يديه بحبال جديدة صَلبة بإحكام، ربطوا الرّسغ الأيمن تحت المرفق الأيسر، والرسغ الأيسر تحت المرفق الأيمن. طوّقوا خصره بحزام مقوى بقطع من الحديد وقيدوا يديه به, بينما وضعوا على رقبته طوقاً مُغطى بقطع حديدية، وأضافوا إلى هذا الطوق حزامين من الجلد عبّرا صدره كالشال وربطوهما بالحزام. ثم ربطوا أربعة حبال إلى أجزاء مختلفة من الحزام، وبهذه الحبال جروا إلهنا المبارك بطريقة قاسية. الحبال كانت جديدة؛ أعتقد إنها اشتريت عندما قرر الفريسيون أن يعتقلوا يسوع. أشعل الفريسيون مشاعل إضافية، وتحرك الموكب. سار عشرة جنود في الأمام، يتبعهم قادة الجنود الذين أمسكوا الحبال وجروا يسوع، ثم يتبعهم الفريسيون وعشرة جنود آخرين فى المؤخّرة. هام التلاميذ بعيداً وبكوا وناحوا من الأسى. يوحنا فقط تبع يسوع ومشي على مسافة ليست بعيدة عن الجنود، حتى رآه الفريسيون، فأمروا الحرّاس أن يعتقلوه. فسعوا أن يمسكونه، لكنه هرب، تاركاً في أياديهم الإزار الذي يتغطى به الذي امسكوه منه عندما سعوا أن يقبضوا عليه. لقد تخلص من إزاره حتى يهرب من أيادي أعدائه ولم يحتفظ بشيء سوى ثوب قصير وبدون أكمام وشال طّويل يرتديه اليهود عادة، والذي لفه حول رقبته ورأسه وذراعيه. تصرّف قادة الجنود بغاية القسوة مع يسوع بينما كانوا يقتادونه؛ لكى يرضوا الفريسيون السّتة، الذين يعرفون إلى أى مدى كانوا يكرهون يسوع. لقد اقتادوه على الطّريق الأكثر وعورة، على أحجار مدببة، وخلال الأوحال؛ لقد جذبوا الحبال بإحكام بقدر ما يستطيعون؛ ضربوه بالحبال المعقودة، كجزار يضرب بهيمة على وشك أن تُذبح؛ وقد صاحب هذه المعاملة القاسية إهانات دّنيئة وبذيئة لا أستطيع أن أصوغها. كانت قدما يسوع عارية؛ كان يرتدى، بالإضافة إلى الثوب العادي، رداء صوفياً بلا حياكة، والعباءة التي من أعلى. لقد نسيت أن أذكر أنهّ عندما اُعتقل يسوع، كان ذلك بدون أي أوامر رسمية أو قانونية؛ لقد عومل كشخص بلا أى حماية من القانون. مضى الموكب بخطى حثيثة؛ عندما تركوا الطّريق الذي يفصل بين بستان الزّيتون وبستان جَثْسَيْمَانِي ، انعطفوا يميناً، ووصلوا إلى جسر على مجرى قدرون. عندما ذهب يسوع إلى بستان الزّيتون مع التلاميذ، لم يعبر هذا الجسر، بل ذهب من طريق خاصّ يمرّ عبر وادي يهوشافاط، ويقود إلى جسر آخر إلى الجنوب. الجسر الذى اقتاد الجنود يسوع عليه كان طويلاً، لكونه لا يعبر المجرى فقط، الذي كان كبيراً جدا في هذا الجزء، بل أيضاً الوادي، الذي يمتدّ مسافة كبيرة إلى اليمين وإلى اليسار. لقد رأيت يسوع يسقط مرّتين قبل أن يصل إلى الجسر، وهذا السّقوط كان نتيجة الأسلوب البربري الذي يجره به الجنود ؛ لكن عندما كانوا فى منتصف الجسر أعطوا مُتنفساً كاملاً لميولهم الوحشية، وضربوا يسوع بعنف حتى إنهم القوه من على الجسر في الماء، وأوصوه بازدراء أن يروي عطشه هناك. لو لم يحفظه الرب، لكان قُتل بهذا السّقوط؛ لقد سقط أولاً على ركبتيه، وبعد ذلك على وجهه، لكنه أنقذ نفسه بمد يديه قليلاً، التي مع أنها مقيدة بإحكام، إلا إن رباطها ارتخى، أنا لا اعرف إن كان ذلك بمعجزة أم أن الجنود قطعوا الحبال قبل أن يُلقوه في الماء؟. أن علامات قدميه ومرفقيه وأصابعه قد طُبعت على الصّخرة التى سقط عليها بشكل عجيب، وهذه العلامات قد أُظهرت بعد ذلك لتبجيل المسيحيين. إن هذه الأحجار أقل صلابة من قلوب البشر الغير مؤمنين سواء الذين أحاطوا بيسوع حينئذ، أو الذين يهينونه بطريقه أو بأخرى. أنا لم أر يسوع ينال أى شئ من الماء ليروي العطش الذي أنهكه منذ معاناته في جَثْسَيْمَانِي ، لكنه شرب عندما سقط في قدرون، وأنا؛ سمعته يكرّر كلمات من المزمور 110 : 7 النّبوي " مِنَ النَّهْرِ يَشْرَبُ فِي الطَّرِيقِ لِذَلِكَ يَرْفَعُ الرَّأْسَ " [/center]
| |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:46 am | |
| ما زال الجنود يمسكون بنهايات الحبال المُقيد بها يسوع، لكن كان من الصعب أن يسحبوه خارج الماء من ذلك الجانب، بسبب حائط كان مبنياً على الشّاطئ؛ فعادوا وسحبوه من قدرون إلى الشّاطئ، وبعد ذلك جعلوه يعبر الجسر مرة ثانية، مًصاحبين كل أفعالهم بالإهانات والتجديف والضرب. رداؤه الصّوفي الطّويل، الذي أبتل تماما، التصق بساقيه وعرقل كل حركته، وجعل من شبه المستحيل له أن يمشي، وعندما وصل إلى نهاية الجسر سقط تماما. سحبوه ثانية بطريقة قاسية، ضربوه بالحبال، وربطوا نهايات ردائه المبلّل بالحزام، في نفس الوقت شتموه بأسلوب بغاية الجبن. لم يكن منتصف الليل قد حان عندما رأيت الجنود الأربعة يسحبون يسوع بشكل وحشي على طريق ضيّق على الشّاطئ المقابل من قدرون، طريق ممتلئ بالأحجار, بقطع من الصّخور ونباتات شائكة وأشواك. كان الفريسيين الستة المتوحشين بقرب يسوع بقدر ما يمكن، ليضربوه بشكل ثابت بعصي مدبّبة وسّميكة، وكانت قدماه العاريتان تنزف وتتمزّق من الأحجار والأغصان الشائكة، حينئذ صاحوا باحتقار : " بالتأكيد إن سلفه يوحنا المعمدان لم يُعد الطريق جيداً هنا " أو " إن كلمات ملاخى النبي " ها أنا أرسل ملاكي أمام وجهك، ليمهّد الطريق أمامك" غير مُطبقه عملياً الآن بالضبط " كل دعابة وقحة نطق بها هؤلاء الرّجال حثت الجنود الأربعة على المُبالغة فى القسوة. أشار أعداء يسوع بأنّ هناك بضع أشخاص يظهرون على البعد؛ لقد كانوا التلاميذ الذين تجمّعوا عندما سمعوا أنّ سيدهم قد اعتقل، والذين كانوا حريصين أن يكتشفوا ماذا ستكون النّهاية؛ لكن رؤيتهم جعلت الفريسيون يضطربون، خشية أية محاولة لإنقاذ يسوع، ولهذا أرسلوا فى طلب تعزيزات للجنود. رأيت على مسافة قصيرة جدا من مدخل قبالة الجانب الجنوبي للهيكل، الذى يقود إلى قرية صغيرة تدعى أوفيل جنوب جبل صهيون, حيث محل إقامة حنان وقيافا، رأيت فرقة من حوالي خمسين جندياً، يحملون المشاعل، وبدت جاهزة لأي شئ؛ إن سلوك هؤلاء الرّجال كان شنيعاً، كانوا يصيحون صيحات عالية، ليعلنوا عن وصولهم، وليهنّئوا رفاقهم على نجاح مهمتهم. هذا سبّب اضطرابا بين الجنود الذين كانوا يقتادون يسوع، استغل ملخس وبضع من الآخرين ذلك ليغادروا المكان ويهربوا نحو جبل الزيتون. عندما تركت فرقة الجنود أوفيل، رأيت أولئك التلاميذ الذين تجمّعوا. العذراء المباركة وحوالي تسع من النّساء القديسات، لكونهن مملوءات بالقلق، تقدمن نحو وادي يهوشافاط، يرافقهن لعازر ويوحنا مرقص وابن فيرونيكا وابن سمعان. الأخير كان في جَثْسَيْمَانِي مع نثنائيل والتلاميذ الثّمانية، وقد هرب عندما ظهر الجنود. لقد أعطى العذراء المباركة تقرير عن كل ما حدث، عندما انضمت فرقة الجنود الجديدة لأولئك الذين كانوا يقتادون يسوع، سمعت مريم حينئذ صخبهم العنيف ورأت ضوء المشاعل التى يحملونها. هذا المنظر تغلّب عليها تماما؛ صارت فاقدة الوعي، وأخذها يوحنا إلى دار مريم أمّ مرقص . الجنود الخمسون الذين أرسلوا لينضموا للجنود الذين اخذوا يسوع، كانوا انفصلوا من مجموعة من ثلاثمائة رجل أُرسلوا ليحرسوا بوّابات وضواحي أوفيل؛ لأن الخائن يهوذا قد ذكّر الكاهن الأكبر أن سكان أوفيل, الذين من طبقة العمال، وعملهم الأساسي جلب الماء والحطب إلى الهيكل, كانوا موالين ليسوع، وربما يفعلون بعض المحاولات لإنقاذه. كان الخائن مدركاً أنّ يسوع كان قد ساعد وواسى وشفى أمراض كثيرين من هؤلاء العمّال الفقراء، وأن أوفيل كانت المكان الذى توقّف فيه خلال رحلته من بيت عنيا إلى حبرون عندما قُطعت رأس يوحنا المعمدان. عرف يهوذا أيضا أن يسوع قد شفى عديداً من البناءين الذين جرحوا بسقوط البرج فى سلوام والذين من أوفيل. لقد تعمد الجزء الأعظم من سكان أوفيل بعد صلب يسوع، وانضموا لجماعة المسيحيين الأوائل التي تشكّلت بعد العنصرة، وعندما انفصل المسيحيون عن اليهود شيدوا منازل جديدة، وضعوا أكواخهم وخيمهم في الوادي الذي يقع بين أوفيل وجبل الزيتون، وهناك عاش القديس اسطفانوس. أوفيل كانت على تل إلى جنوب الهيكل، محاطة بأسوار وسكانها فقراء جدا. أزعجت ضوضاء الجنود نوم سّكان أوفيل الطيبين؛ فجاءوا من ديارهم وركضوا إلى مدخل القرية ليسألوا عن سبب الضّجيج؛ لكن الجنود استقبلوهم بفظاظة وأمروهم أن يعودوا إلى مساكنهم، وأجابوا أسئلتهم العديدة، قالوا: " لقد اعتقلنا يسوع، نبيكم الكذاب, الذى خدعكم بالكامل؛ أن رؤساء الكهنة على وشك أن يحاكمونه وسيصلب", أرتفع البكاء والنواح من كل جانب؛ النّساء والأطفال الفقراء ركضوا ذهاباً وإياباً، يبكون ويعتصرون أياديهم؛ ويتذكرون كل المنافع التى نالوها من الرب، ألقوا أنفسهم على ركبهم لينشدوا حماية السّماء. لكن الجنود دفعوهم جانباً، ضربوهم وأجبروهم على الرجوع إلى بيوتهم صائحين : " أي برهان أخر مطلوب بعد؟ ألا يُظهر تصرف هؤلاء الأشخاص بوضوح أنّ الجليلى كان يحرّض على التّمرّد؟ " ومع ذلك فقد كانوا حذرين قليلاً في كلامهم وسلوكهم خوفاً من أن يتسببوا فى تمرد شعب أوفيل، ولهذا سعوا فقط أن يبعدوا سّكان القرية عن المناطق التى لابد أن يجتازها يسوع. عندما كان الجنود القساة يقتادوا يسوع قرب أبوّاب أوفيل سقط ثانية، وبدا عاجزاً أن يخطوا خطوة واحدة، بناء على ذلك قال أحد من الجنود لآخر, لكونه تأثر بالشّفقة " ها أنت ترى أن الرّجل المسكين مُستنزف تماما، أنه لا يستطيع أن يسند نفسه من ثقل قيوده؛ إن كنا نريد أن نصحبه للكاهن الأكبر حياً فلابد أن نحلّ الحبال التي توثق يديه، لكى يقدر أن ينقذ نفسه قليلاً عندما يسقط " توقفت الفرقة للحظة وحُلت القيود، وجلب جندي عطوف آخر بعض الماء إلى يسوع من نبع مجاور. شكره يسوع وتكلّم عن " ينبوع الماء الحيّ " الذي يشرب منه أولئك الذين يؤمنون به؛ لكن كلماته أغضبت الفريسيون، وغمروه بإهانات وبألفاظ مُهينة. لقد رأيت قلبي الجنديين قد أنارت فجأة بالنّعمة؛ لقد آمنا قبل موت يسوع، وانضما فورا لتلاميذه. بدأ الموكب ثانية، ووصل لبوّابة أوفيل. هنا تعالت ثانية نداءات الأسى والعطف من أولئك المًديونين له بكثير من الامتنان، وكان الجنود يجدون صعوبة هائلة في إبعاد الرّجال والنّساء الذين احتشدوا حوله من كل جانب. لقد شبكوا أياديهم، سقطوا على ركبهم، ناحوا وصاحوا : " أطلقوا هذا الرجل من أجلنا، أطلقوه! من سيُعيننا، من سيواسينا، من سيشفي أمراضنا؟ أطلقوه من أجلنا! " لقد كان مفجعاً حقا أن ينظروا يسوع ووجهه مشوّهاً وشاحباً ومجروحاً وشعره غير مُرتب, وكان رداؤه ملوّثاً، وحرّاسه المتوحشون والسّكارى يجرونه ويضربونه بالعصي كحيوان مسكين يُقاد لذبحة. هكذا اقتيد وسط سّكان أوفيل المفجوعين، المشلول الذى أبرأه، الأخرس الذي أعاد إليه الكلام، والأعمى الذي أبصر، اتّحدوا، في تقديم تضرّعات لأجل إطلاقه لكن دون جدوى. أُرسل حنان وقيافا وأعداء آخرين ليسوع عديد من الأشخاص من أدنى الطبقات والأكثر انحلالا، لينضموا للموكب وليساعدون الجنود في إساءة معاملة يسوع وفي إبعاد سكان أوفيل. أن قرية أوفيل توجد على تل، ولقد رأيت كثيراً من الخشب موضوع هناك مُعداً للبناء. الموكب كان يجب أن يمضي أسفل التل، وبعد هذا يعبر خلال باب جُعل في السور. شُيدت بجانب هذا الباب بناية كبيرة كانت مُشيدة أصلاً من قبل سليمان، وعلى الجانب الأخر توجد بركة بيت صيدا. بعد العبور من هذا الباب، اتجهوا غرباً فى شارع شديد الانحدار، في نّهايته اتجهوا نحو الجنوب حيث دار حنان. لم يتوقّف الحرّاس عن مُعاملتهم القاسية لمُخلصنا الإلهى، وبرروا مثل هذه التّصرفات بقول إن الحشود التي تجمّعت أمام الموكب أرغمتهم على الشّدة. لقد سقط يسوع سبعة مرات فى المسافة من جبل الزيتون وحتى دار حنان . كان سكان أوفيل لا يزالون في حالة ذعر وأسى عندما أبصروا العذراء المباركة، تعبر القرية ترافقها النّساء القديسات وبعض الأصدقاء الآخرين فى طريقهم من وادي قدرون إلى دار مريم أمّ مرقص، آثارهم ما زالت تتزايد، وقد جعلوا المكان يتردّد بالبكاء والنواح، بينما كانوا يحيطونها ويحملونها تقريبا على أياديهم. كانت مريم صامتة من الأسى، ولم تفتح شفتيها حتى وصلت دار مريم أمّ مرقص، حتى وصل يوحنا، الذي قص كل ما رآه منذ أن ترك يسوع فى عُلية صهيون؛ وبعد ذلك بقليل أخذوها إلى دار مرثا، التي كانت قرب دار لعازر. ذهب بطرس ويوحنا، اللذان تبعا يسوع عن بعد، ذهبا بسرعة إلى بعض خدام الكاهن الأكبر الذين يعرفون يوحنا، من أجل محاولة دخول المحكمة حيث سيُحاكم سيدهم. كان هؤلاء الخدم يقومون بدور الرّسل، وقد أمروا أن يذهبوا إلى بيوت الشيوخ, وأعضاء المجلس الآخرين، ليستدعوهم ليحضروا الاجتماع الذي قد دُعي إليه. كما كانوا حريصين أن يلازموا التلاميذ، لكن توقعوا صعوبة كبيرة فى الحصول على أذن لدخولهم المحكمة، فأعطوهم عباءات تشبه التى يرتدونها هم أنفسهم، وجعلوهم يساعدونهم في حمل الرّسائل إلى الأعضاء من أجل أن يدخلوا بعد ذلك محكمة قيافا، ويختلطوا بالحاضرين دون أن يُميزوا بين الجنود والشّهود الكذبة، لأن كل الأشخاص الآخرين كانوا سيطردون. أمثال نيقوديموس ويوسف الرامى، وأشخاص آخرين حسنى النيّة من أعضاء هذا المجلس، أما التلميذان فقد تعهدوا لهما أن يجعلوهما يعرفان ما سيحدث في المجلس . في أثناء ذلك تجوّل يهوذا فوق وأسفل المنحدرات الشّديدة الانحدار والموحشة التي بجنوب أورشليم، اليأس موسوم على هيئته، والشّيطان يتّبعه ذهابا وإيابا، يملأ خياله بكل الرؤى المظلمة، ولا يسمح له بلحظة راحة واحدة. | |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:49 am | |
| الفصل السابع عشر أعداء يسوع يتحايلون لتنفيذ مؤامراتهم ضده بمجرد أن اُعتقل يسوع حتى تم إبلاغ حنان وقيافا، وبدءا فوراً فى إعداد مؤامرتهم فيما يتعلق بالأعداد لما سُيتّبع. رتبا كل شئ على عجل, أضيئت الغرف ووضُع الحرّس علي المداخل، والرسل بُعثوا إلى أجزاء المدينة المختلفة ليدعو أعضاء المجلس والكتّبة وكل من له دور في المُحاكمة. تجمّع كثيرون منهم في دار قيافا عندما تم الاتفاق مع يهوذا الغادر، ومكثوا فيه لينتظروا سياق الأحداث, كما تجمع الفريسيون والصديقيون وأعضاء حزب هيرودس في أورشليم من كل النواحي للاحتفال بالعيد، وكان لديهم تقارير مطّولة من المجلس عن القبض على يسوع، أرسل رؤساء الكهنة لمن عرفوا إنهم معارضون ليسوع، وطلبوا منهم أن يجمّعوا الشّهود وكل برهان ممكن، ويُحضروا كل شئ أمام المجلس. كان الصديقيون المتفاخرون الذين من الناصرة ومن كفر ناحوم ومن سلوام الذين وبخهم يسوع كثيراً أمام الشعب، مستعدين حتى الموت أن ينتقموا منه. لذا أسرعوا إلى كل الحانات ليبحثوا عن أولئك الأشخاص الذين عرفوا إنهم أعداء ليسوع، وعرضوا عليهم رشاوى من أجل أن يضمنوا وجودهم. لكن باستثناء بضع الافتراءات السخيفة، التي كانت لتفنّد حالما تُحقّق، لاشيء ملموس كان ممكن أن يقدّم ضد يسوع، باستثناء تلك التهم الحمقاء التي كان يسوع قد دحضها كثيراً في المجمع . أسرع أعداء يسوع بطريقة أو بأخرى، إلى محكمة قيافا، يرافقهم كتّبة وفريسيو أورشليم، وعديد من التّجار الذين طردهم يسوع من الهيكل عندما أقاموا السوق هناك؛ كما رافقهم أيضا علماء الناموس الذين أسكتهم يسوع أمام كل الشعب، وحتى بعض الذي لم يستطيعوا أن يغفروا له المهانة التى تعرضوا لها عندما علمهم في الهيكل عندما كان فى سن الثانية عشرة. كان هناك أيضا حشد كبير من الخطاة الغير نادمين الذين رفض أن يشفيهم، لعودتهم للخطايا التي كانت سبب أمراضهم، وفتية دنيويين رفض يسوع أن يكونوا تلاميذ له، وبعض الأشخاص الجشعين أغضبهم يسوع بسبب المال الذي الذى كانوا يأملون فى امتلاكه ووزعوه بنوع من الرياء على الفقراء. كان هناك أيضاً الذين شفى يسوع أقرباءهم، وقد خابت توقعاتهم فى أن يرثوا أملاكهم؛ وفاسقين تابت ضحاياهم على يد يسوع؛ وعديداً من الأشخاص الحقراء الذين جمعوا ثرواتهم بطرق غير شريفة كل مبعوثي إبليس هؤلاء كانوا يفيضون بالغضب ضد كل شيء مقدّس، وبكراهية متعذر وصفها ضد قدوس القديسين. لقد كانوا مُحرّضين للغاية من قبل أعداء يسوع، ولهذا تجمعوا في حشود حول قصر قيافا، ليقدّموا كل اتهاماتهم الباطلة وسعوا أن يغطوا هذا الحمل الذى بلا عيب بالعار، هذا الحمل الذي اخذ على نفسه كل آثام العالم، وقبل الصليب ليصالح الإنسان مع الرب. بينما كانت كل هذه الكائنات الشّريرة تتلقن ما يجب أن تفعله، كان الألم والقلق يملآن قلوب رفاق يسوع، لأنهم كانوا جاهلين بالسر الذي كان على وشك أن يتمّ، وكانوا هائمين متحسرين ويستمعون لمختلف الآراء. كل كلمة نطقوها سبّبت مشاعر مشابهة فى قلوب من خاطبوهم، وأن صمتوا كان صمتهم يُعتبر خطأ. عديد من حسنى النيّة لكنهم ضعفاء وذو شخصيات مترددة خضعوا للتجربة، لقد روّعوا وفقدوا إيمانهم؛ حقاً أن الذين ثابروا كان عدداً محدوداً جدا. أمور تشبه كثيرا مما يحدث الآن، عندما يكون هناك أشخاص يرغبون فى خدمة الرب إن لم يواجهوا بمعارضة من زملائهم ويخجلون من الصّليب إن حُمل باحتقار. قلوب البعض كانت متأثرة بالصّبر البادي على يسوع في وسط آلامه، وانصرفوا صامتين حزانى.
| |
| | | †خادم الرب المجد† Admin
شخصيه : عدد المساهمات : 1488 تاريخ التسجيل : 05/04/2008 مكان : + + alex + +
بطاقة الشخصية لائحة الخيارات: بطاقه
| موضوع: رد: رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان الثلاثاء يوليو 14, 2009 9:50 am | |
| الفصل الثامن عشر نظرة على أورشليم الصّلوات المألوفة والإعداد للاحتفال بالعيد كان يشغل الجزء الأعظم من مدينة أورشليم الكثيفة السكان، بينما غط الغرباء الذين تجمعوا هناك فى النوم بعد إعياء اليوم، عندما أُعلن القبض على يسوع، اندهش كل شخص، سواء أصدقائه أو خصومه، واستجاب البعض فى الحال لدعوة رئيس الكهنة لحضور المحاكمة، وتركوا منازلهم للتّجمّع في ساحته. مكّن ضوء القمر البعض من أن يتلمّسوا طريقهم بأمان على طول الشّوارع المظلمة والكئيبة، لكن في أجزاء أخرى اضطروا لاستعمال المشاعل. قليل جدا من المنازل قد شيدت بنوافذ تطل على الشّارع، وبشكل عام فإن أبوابها كانت في الساحات الدّاخلية، مما أعطى الشّوارع مظهراً كئيباً أكثر من المعتاد في هذه السّاعة. خُطى الجميع كانت متجه نحو جبل صهيون، وأى مُستمع مستيقظ كان يمكنه أن يسمع أشخاصاً يقفون على أبواب أصدقائهم ويقرعون ليوقظوهم ويستعجلوهم، ثم يتوقّفون ثانية كى يسألون الآخرين، وأخيرا يسرعون نحو صهيون. تجار الأخبار والخدام كانوا يتعجّلون أن يتحقّقوا مما يحدث، من أجل أن يرجعوا ويقدموا تقريراً لمن مكثوا في البيوت؛ وكان تثبيت وتحصين الأبواب يُسمع بوضوح، كما أن عديداً من الأشخاص كانوا حذرين وخائفين من التمرد، بينما قيلت آلاف المقترحات المختلفة وأعطت آراء، كالتّالي : " أن لعازر وأختيه سيعرفون قريبا من هو هذا الرّجل الذي وضعوا فيه مثل هذه الثقة القوية, يونَا وخوزِي وسوسنه ومريم أمّ مرقص وَسَالُومَةُ سيندمون، لكن متأخراً جداً, حماقة تصرفهم؛ سيرغم سيرفيا زوجة سيراخ على الاعتذار لزوجها الآن، لأنه انتقدها كثيراً جدا بتحيزها للجليلي. إن المنحازين لهذا الرّجل المتعصّب، هذا المحرّض على التمرّد، الذى زعم أنه ممتلئ بالشّفقة لن يعرفوا الآن أين يخفون رؤوسهم. إنه لن يجد الآن أحد يلقى ملابسه وينثر أغصان الزيتون عند قدميه. أولئك المنافقون الذين زعموا إنهم أفضل كثيراً من الأشخاص الآخرين سينالون عقوبات مُستحقة، لأنهم متورّطون جميعاً مع الجليلي. إنه عمل جدّي أكثر بكثير مما قد ظُن في بادئ الأمر. أنى لأحبّ أن اعرف كيف سيخرج نيقوديموس ويوسف الرامى منه؛ إن رؤساء الكهنة قد ارتابوا فيهما لبعض الوقت؛ لقد جعلوا من لعازر قضية عامة لكنهم مخدعين بشدة. أن كل شئ سيُكشف الآن على أية حال " كلام مثل هذا قد نُطق من قبل أشخاص ساخطين، ليس فقط ضد تلاميذ يسوع، بل ضد النّساء القديّسات أيضاً اللاتي كن يجهّزن احتياجاته الدّنيوية، وكن يجهرون علانية وبجراءة بتبجيلهن لتعاليمه وبإيمانهن بمهمته الإلهية. لكن مع أن عديداً من الأشخاص تكلّموا عن يسوع وتلاميذه بهذا الأسلوب المحتقر، إلا أنه كان هناك الآخرون الذين تمسكوا بآراء تختلف تماماً، وبعض من هؤلاء قد خاف، وآخرون، لكونهم مغلوّبين بالحزن، التمسوا أصدقاء يجدون لديهم العزاء لقلوبهم، والذين يستطيعون أمامهم أن يعطوا متنفساً لمشاعرهم بلا مخافة؛ لكن عدد الذين كان لديهم الجسارة فى إعلان ولائهم ليسوع علانية كان قليلاً. وعلى الرغم من هذا، حدثت بعض الاضطرابات فى بعض أجزاء أورشليم, في الأجزاء التى وصلها رّسل من قبل رؤساء الكهنة والفريسيون، ليدعوا أعضاء المجلس للاجتماع وكي يدعون الشّهود. لقد ظهرت لي ورأيت مشاعر الكراهية والغضب تجتاح أجزاء مختلفة من المدينة، تحت شكل نيران، نيران تعبر الشّوارع، تتّحد بنيران أخرى وتمضى فى اتجاه جبل صهيون، كانت النيران تتزايد فى كل لحظة وجاءت أخيرا لتستقر عند محكمة قيافا، حيث استقرت مُشكّلة معاً عاصفة من النّار. لم يكن للجنود الرّومان أى دور فيما يحدث؛ إنهم لم يفهموا مشاعر الشعب الغاضبة، لكن حراسهم تضاعفوا، اُستدعيت كتائبهم، واحتفظوا بمظهرهم الصارم؛ حقا كان هذا مألوفاً في ذلك الوقت بسبب عيد الفصح، وبسبب الأعداد الغفيرة للغرباء الذين يتجمعون فى المدينة. حاول الفريسيون أن يتجنّبوا الاقتراب من الحرس، خوفاً من أن يسألوهم، ومن التخلص من التدنس من قبل أجابه أسئلتهم. أرسل رؤساء الكهنة رسالة إلى بيلاطس يعلنوا له فيها أسباب إرسالهم لجنود حول أوفيل وصهيون؛ لكنه ارتاب في نواياهم، أنه لم يستطيع أن ينام، بل تجول معظم اللّيل، يصغي إلى التّقارير المختلفة ويصدر أوامر متتالية بناء على ما يتلقاه من بيانات؛ نامت زوجته، لكن نومها تخللته أحلام مخيفة، وناحت وبكت بشكل متعاقب. لم يتسبب اعتقال يسوع فى أي نوع من مظاهر الأسى فى أى بقعة من أورشليم كما حدث من سّكان أوفيل الفقراء، الذين يعمل جزء عظيم منهم كعمالة مؤقتة والباقين منهم موظفين فى مكاتب حقيرة في خدمة الهيكل. لقد جاءتهم الأخبار بشكل غير متوقّع؛ لأول وهلة شّكوا في صدق التّقرير، وتردّدوا بين الأمل والخوف؛ لكن منظر سيدهم، مانحهم النعم، مُعزيهم، مجروراً فى الشّوارع، مكُدّم وممزّق، ويساء معاملته بكل الطرق القابلة للتخيل، ملأهم بالرّعب؛ وحزنهم ازداد بمنظر أمه المكلومة وهى تجوّل هائمة من شّارع إلى شّارع، يرافقها بعض النّساء القدّيسات، ويسعين إلى الحصول على بعض الأخبار بخصوص ابنها الإلهى. هؤلاء النّسوة القديسات قد اضطررن إلى أن يختبئن في الزّوايا وتحت المداخل خوفاً من أن يكنّ مرئيات من قبل أعداء يسوع؛ لكن حتى مع هذا الحذّر كن كثيرا ما يتعرضن للإهانات ويعتبرن كنساء من النوع السيئ, كانت مشاعرهن تهان على نحو متكرر من قبل سماع الكلمات المؤذية ومن تعبيرات الانتصار من اليهود القساة، ونادرا، نادرا جدا، ما كانت كلمات الشّفقة أو الرّحمة تصل لأسماعهم. لقد استنزفن بالكامل قبل وصولهن لمكانهن، لكنهن سعين إلى مواساة ومساندة كل منهن الأخرى، ولفّفن المناديل على رؤوسهن. عندما جلسن أخيرا، سمعن طرقاً مفاجئاً على الباب، أصغوا بسكون, تكرّر الطرق، لكن بهدوء، لهذا تأكدن أن الطارق ليس بعدو، ومع ذلك فتحن الباب بحذر، مخافة البراعة في الخِداع. لقد كان حقا صديق، فسألنه بلهّفة، لكنهن لم يتلقين أى تعزية من كلماته؛ لهذا، عجزن أن يسترحن، خرجن وسرن لبعض الوقت، وبعد ذلك رجعن ثانية إلى مكانهن وهن منسحقات القَلْب أكثر من ذى قبل. كان أغلب التلاميذ هائمين على وجوههم بين الوديان التي تحيط بأورشليم، وفي بعض الأوقات التجئوا إلى مغارات أسفل جبل الزيتون. بدءوا يتكلمون بنبرات مرتجفة واتصل بعضهم ببعض، وسكنوا فى هدوء وبدون جلبة. أولاً أخفوا أنفسهم في أحد المغائر وبعد ذلك فى مغارة أخرى، بعد ذلك سعوا إلى أن يرجعوا إلى المدينة، بينما تسلّق البعض منهم قمة جبل الزيتون ونظروا بحرص على المشاعل، ليتبينوا من ضّوئها ما يحدث فى صهيون؛ لقد استمعوا لكل صوت بعيد، خمنوا ألف تخمين مختلف، وبعد ذلك رجعوا إلى الوادي، علي آمل أن يحصلوا على بعض الأخبار. أنيرت الشّوارع التى بجوار محكمة قيافا بالقناديل والمشاعل بشكل ساطع، الحشود كلما تجمّعت، كلما ازدادت الضّوضاء والفوضى. اختلطت أصوات الوحوش التي كانت خارج أسوار أورشاليم بهذه الأصوات ومأمأة الخراف. كان هناك شيء ما مؤثر في مأمأة تلك الخراف التي كانت ستُقدم كذبيحة فى اليوم التالي في الهيكل، الحمل الوحيد الذى كان على وشك أن يُقدم كذبيحة بإرادته لم يفتح فاه، كخروف بين يدي الجزار، لم يقاوم، أو كحمل صامت أمام ذابحه؛ وذلك الحمل كان حمل الرب, الحمل الذى بلا عيب, حمل الفصح الحقيقي, يسوع المسيح ذاته . بدت السّماء مظلمة، كئيبة ومُنذرة, القمر كان محمراً ومُغطّي ببقع شاحبة؛ بدا كما لو أنه يرهب أن يصل إلى كماله، لأن خالقه كان عليه أن يموت. بعد ذلك ألقيت نظرة خارج المدينة، وقرب البوّابة الجنوبية، نظرت الخائن، يهوذا الأسخريوطى، هائماً على وجهه، وحيداً، وفريسة لعذاب الإحساس بذنبه؛ خائفاً حتى من ظله، وقد تبعته عديد من الشّياطين، الذين سعوا أن يحولوا مشاعر النّدم إلى مشاعر من اليأس الأسود. آلاف الأرواح الشّريّرة كانت تنشط نفسها في كل الأجزاء، لتُغرى الإنسان بخطيئة واحدة وبعد ذلك بالأخرى. بدا كما لو أن أبواب الهاوية قد فتحت، وإبليس يكافح بجنون ويمارس طاقاته الكاملة ليزيد من ثّقل الإثم الذي أخذه الحمل الذى بلا عيب على نفسه. تردّدت الملائكة بين البهجة والأسى؛ لقد رغبوا بتوهج أن يسقطوا ساجدين أمام عرش الرب، وأن يحصلوا على أذن أن يساعدوا يسوع؛ لكن في نفس الوقت كانوا ممتلئين بالدّهشة، واستطاعوا فقط أن يمجّدوا معجزة العدل الإلهى والرحمة التى وُجدت في السّماء منذ الأزل وإلى الأبد، والتى على وشك أن تتمّ؛ لأن الملائكة تؤمن مثلنا بالرب، الأب القدير، خالق السّماء والأرض، وبيسوع المسيح، أبنه الوحيد، إلهنا، الذي حُبل به من الروح القدس، وولد من مريم العذراء، والذي بدأ فى هذه اللّيلة يتألم فى عهد بيلاطس البنطى، وفى اليوم التالي سيصلب، ليموت ويدفن؛ ينزل إلى الهاوية، يقوم ثانية فى اليوم الثالث، يصعد إلى السّماء، يجلس على يمين الرب الأب القدير، ومن هناك يأتى ليدين الأحياء والأموات؛ ويؤمنون أيضاً بالروح القدس، بالكنيسة المقدّسة، بشركة القديسين، بمغفرة الآثام، بقيامة الأجساد والحياة الأبدية .
| |
| | | | رد على: آلام المسيح, رؤية شاهد عيان | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| |
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |