أرأيتم من تحبه نفسي؟
__________________________
في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته. 2 إني أقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي
الشوارع اطلب من تحبه نفسي.طلبته فما وجدته. 3 وجدني الحرس الطائف في المدينة فقلت أرأيتم من تحبه نفسي. 4 فما جاوزتهم إلا قليلا حتى وجدت من تحبه نفسي فأمسكته ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمي وحجرة من حبلت ني. 5 أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقل ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء نش 3 : 1 _ 5
__________________________________________________
ترجمة أخرى:
طُوَالَ اللَّيْلِ عَلَى مَضْجَعِي طَلَبْتُ بِشَوْقٍ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، فَمَا وَجَدْتُهُ. 2سَأَنْهَضُ الآنَ أَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ وَأَتَجَوَّلُ فِي شَوَارِعِهَا وَسَاحَاتِهَا، أَلْتَمِسُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. وَهَكَذَا رُحْتُ أَلْتَمِسُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3وَعَثَرَ عَلَيَّ الْحُرَّاسُ الْمُتَجَوِّلُونَ فِي الْمَدِينَةِ، فَسَأَلْتُ: أَشَاهَدْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟ 4وَمَا كِدْتُ أَتَجَاوَزُهُمْ حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، فَتَشَبَّثْتُ بِهِ وَلَمْ أُطْلِقْهُ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَمُخْدَعَ مَنْ حَمَلَتْ بِي. 5اسْتَحْلِفُكُنَّ يَابَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِظِبَاءِ الصَّحْرَاءِ وَأَيَائِلِهَا أَلاَّ تُوْقِظْنَ أَوْ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.
__________________________________________________
عرفت النفس عروس المسيح طعم الحب الحقيقي . وتمتعت بعشرة محبته . , ولكن محبة المسيح ليس لها نهاية وعمق المحبة لا يتوقف عند حد معين بل أنها محبة ممتدة دائما إلى مالا نهاية , فهي عمق يُنادى عمق وليس فيهل توقف ,.
ولكن جاءت فترة ظنت فيها العروس أنها تمكنت من محبة المسيح وإنها صارت تملك المحبة ولا تحتاج إلى طلبها من جديد , فقالت لنفسها إن ترتاح وتضطجع وتنام على سريرها فالمحبة قد سكنت قلبها ولا تحتاج إن تطلبها من جديد .
وقد تناست إن هذه المحبة غالية جدا ولابد إن تطلبها دائما وباستمرار وبدون توقف مدى العمر كله , وعندما شعر العريس بتراخي عروسه أراد إن يُلقنها درس مهم , حينئذ أنحسب واختفى من إمام عينيها .
وهكذا سحب نعمته منها وبالتالي اختفى نوره وحل الظلام , وهكذا حدث انزعاج للعروس فحاولت إن تجد حبيبها كما هي معتادة فلم تجده ولهذا تقول:
في الليل(حيث الظلام الدامس ) على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته نش 3 : 1
__________________________________________________
هذا هو حال النفس التي تتذوق محبة المسيح بعد بحث وتعب وتقتنى حب المسيح في القلب ثم تهدئ النفس وتكف عن الطلب وتظن أنها قد وصلت إلى نهاية الطريق ...!!
مع العلم بأن محبة المسيح طريق ابدي وممتد إلى مالا نهاية . ولذلك تجد النفس أنها دخلت في ظلام وتحاول إن تجد المحبة التي كانت عندها فلا تجد وتنزعج جدا وتخاف .
ولكنها إذا ظلت تبحث عنه وهى مضطجعة على فراشها و ايضآ تبحث عنه بذاتها دون اللجوء إلى نعمة الروح القدس الذي هو قائدها ومعلمها فسوف لا تجده ولكن هي تلجا إلى وسيلة أخرى في البحث عنه فتقول:
2سَأَنْهَضُ الآنَ أَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ وَأَتَجَوَّلُ فِي شَوَارِعِهَا وَسَاحَاتِهَا، أَلْتَمِسُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. وَهَكَذَا رُحْتُ أَلْتَمِسُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ نش 3 : 2
عندما فشلت في البحث عنه وهى تبحث عنه بنفسها وهى ايضآ مضطجعة على سريرها في توانى وكسل فلم تجده . فقالت في نفسها اخرج وأطوف في المدينة وأتجول في شوارعها وساحاتها لعلى أجد من تحبه نفسي .!
آه عليك يا نفسي عندما تبحثي عن الحبيب خارج عنك تبحثي عنه في الشوارع وتضيعي أوقات ثمينة في التجول من ساحة إلى ساحة حتى تجدي تعزية أنه جهل منك يا نفسي لأنك تذوقت تعزية الحبيب داخلك ولكن تتجاهلي هذه الخبرة .
وتخرجي تبحثي في الخارج في الأسواق في المدينة وصخبها وأنوارها المزيفة وضجيجها الذي يتعالى حتى يلهى النفوس ويشغلها عن الفراغ والموت وتعودي يا نفسي من بحثك في المدينة وساحاتها في غم وحزن ,.,,..
لان أفراح المدينة لم تُشبع قلبك وروحك لم تقتنع بما في المدينة فأنتي يا نفسي شربتي من ماء الحياة وارتوت نفسك من حب يسوع فمستحيل تقتنعي باى محبة أخرى مهما زينها الشيطان بخداع ومكر ولهذا تعودي تبحثي عن الحب الحقيقي وقطعا لم تجديه في الشوارع أو في المدينة .
عَثَرَ عَلَيَّ الْحُرَّاسُ الْمُتَجَوِّلُونَ فِي الْمَدِينَةِ، فَسَأَلْتُ: أَشَاهَدْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟ نش 3 :4
وعندما فشلت المحاولات السابقة في البحث عن الحبيب . وجدت العروس الخُدام (الحراس ) وهم الذين كلموها قديما عن الحبيب . وظنت أنهم هم القادرين إن يرشدوها إلى الحبيب . ولكن العجيب لم يُجاوبها الخدام بأي كلمة ..!!
فهم فقط في القديم كانوا مرشدين لها إلى طريق الحب فقط ولكن هي قد تنبهت بكلامهم إلى الحب ووجدته من النعمة وعاشت فيه فهم ألان لا يستطيعون عمل شيء . لان ما تُريد هو الذي يُعلن لها عن نفسه ولا يستطيع أخر إن يُعلن لها عنه......!!!
ولكن عندما وجد العريس صدقها وبحثها الحقيقي وشعورها بالاحتياج الشديد له ,, فعندما وجدها وقد فهمت إن الحراس فقط ينبهون نفسها وليس هم الذين يكشفون الحبيب لها, فما كان منها إلا إن تجاوزتهم ليس هم فقط بل تجاوزت نفسها وذاتها ايضآ ولم تعتمد عليها ولهذا ظهر لها الحبيب :
وَمَا كِدْتُ أَتَجَاوَزُهُمْ حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي:
__________________________________________________ __
حينئذ بكل شوق وحب أمسكت بيه فلقد وجدت ما كانت تبحث عنه انه حياتها وهى لا تستطيع ابدآ الاستغناء عنه لحظة واحدة
فَتَشَبَّثْتُ بيه وَلَمْ أُطْلِقْهُ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَمُخْدَعَ مَنْ حَمَلَتْ بِي نش 3 : 4
لقد فهمت الدرس جيدا وعرفت إن محبته غالية جدا وضروري طلبها كل وقت وكل ثانية بكل القلب ولذلك أمسكت به بكل قوة ولسان حالها يقول لقد تعبت في فراقك جدا لا تتركني ابدآ أنا لا استطيع أن أحيا بدونك ,
لذلك أمسكت بيه ولم ترخيه ابدآ ولن تُرخيه بعد وأدخلته إلى بيت أمها ومن حبلت بيها والمقصود هنا الكنيسة .لان المسيح بالحب يُستعلن داخل الكنيسة
فالنفس التي أحبت المسيح تكون سبب في أستعلان المسيح في الكنيسة ولحساب أولاد المسيح الذين هم جسد المسيح .
أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقل ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء نش 3 : 5
عندما أطمئن قلب العروس في حضن عريسها تتمنى أن تبقى في حضنه إلى الأبد ولا تخرج منه مرة أخرى , فلقد عرفت أن حضن عريسها غالى ولا يُقدر بكل ما في العالم , وانه خارج حضنه الليل والخوف والموت والضياع .
ولذلك تتطلب من بنات أورشليم ( ناموس العهد القديم ) ألا يكونا سبب في تغير حالها فهي تُريد أن تحيى حسب مشيئته هو فقط .
وهذا يُعنى أنها عُرفت إن حب المسيح ليس بالطقوس والفرائض الجسدية التي كانت تُمارس في أورشليم ولكن بالنعمة التي يُعطيها لها الروح القدس فقط .
صلاة:
__________________________________________
ربى ومن تحبه نفسي يسوع لقد كشفت لى النعمة سر غالى جدآ خلال هذه الآيات , فطريق محبتك طريق ابدى لا ينتهي . بل بالحري هو الحياة الأبدية نفسها .
فملكوتك الابدى هو ملكوت ابن محبتك :
الذي انقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا الى ملكوت ابن محبته كو 1 : 13
وأنت قلت اطلبوا أولا ملكوت الله وبره مت 6: 33
وأين هي ملكوت الله.؟ هل هى فى السماء العالية.؟ ابدآ بل أن :
ملكوت الله داخلكم لو 17 : 21
فملكوتك الابدى والذي ليس له نهاية هو داخلي وانا اكتشفته عندما تذوقت حبك ولكن لانى إنسان ضعيف وسريع التحول أظن اننى قد ارتحت ووجدت الملكوت وما حاجتي بعد إلى الطلبة الحارة فأنام وأستريح على فراشي
ولكن فورا تختفي عنى النعمة وأجد نفسي في ظلام حقيقي وتنزعج نفسي جدآآآآآآ فأطلب الفرح السابق بالملكوت فلا أجده لانى اطلب بذاتى وانسي إن كل هذه العطية من عمل نعمة المسيح فى قلبى .
فأحاول إلجاء الى مسرات اخرى فى العالم والمدينة ولكن لا ترتاح نفسي لأنها تذوقت طعم الفرح واللذة الحقيقية فى ملكوت محبة المسيح ..!!
فأقول لنفسي أذهب إلى خدام الله والمتكلمين بالنعمة حتى أجد فرحى المفقود ولكن لا يتكلمون معي حيث أنى أطلب منهم ما لا يستطيعون عمله .!
فأصمت وأتوقف عن عمل أى شيء ا ولكن قلبي يكون مكسور من الحزن وشدة الاحتياج , وأنت عريس نفسي عندما تجد حُزنى وحيرتي تتقدم وتُرسل نعمتك لي من جديد فألتفت حولي اذ أنت واقف فأسرع إليك وأمسك بك وأعبط فيك هذه المرة وكل قلبي خوف ان تذهب عنى
وأتضرع إليك إن تدخل إلى عمق قلبي وتدخلني معك حيث ملكوتك السري المفرح لنفسي ,فندخل مرة أخرى إلى داخلي حيث ملكوتك ويهدأ سرى وأتعلم أنى أمسكك ولا أرخيك العمر كله والى الأبد .