العروج بين الفرقتين ( 1 )
" حتى متى تعرجون بين الفرقتين " ( 1 مل 18 : 51 )
+ المقصود بالعروج بين الفرقتين : هو التأرجح بين السير فى الخير والشر ، أو الجمع بين محبة الله ومحبة العالم ( الماديات ) فى نفس الوقت ، أى أنه لا ثبات للمرء فى عشرته مع الله ( ساعة لقلبك وساعة لربك ) .
* ومن نماذج الذين يعرجون بين الفرقتين :
1 – بنو اسرائيل فى سيناء :وكانوا يسيرون مع الله فى البرية وفى نفس الوقت يشتهون الطعام المصرى تحت عبودية فرعون ، فلا هم كسبوا الله ولا عاشوا تحت ظل فرعون . وماتوا دون أن يدخلوا كنعان أو يرجعوا لمصر .
2 – اليهود فى أيام إيليا النبى وآخاب الملك الشرير : وكانوا ينتسبون إسمياً إلى الله ، ويعبدون العجل فعلاً .
لذلك وبخهم إيليا النبى وقال لهم : " حتى متى تعرجون بين الفرقتين ؟! ( خدمة الله والشيطان معاً ) ، إن كان الله هو الله اتبعوه ، وإن كان هو البعل ( الوثن ) فاتبعوه " ( 1 مل 18 : 21 ) .
3 – محبة الله والمال فى نفس الوقت : وقد قال رب المجد : " لا يستطيع أحد أن يعبد سيدين " ( مت 6 : 24 ) فى نفس الوقت .
+ وبلعام عاش بمظهرية التقوى وترك قلبه لعمل شيطان محبة المال ( عدد 22 : 25 ) فضاع فى النهاية ( رؤ 2 : 13 ) فلا هو تمتع بالمال ولا بالله .
+ والشاب الغنى الذى أحب المال ، فلم يطع المسيح ، ومضى حزيناً ( على عكس القديس أنطونيوس المطيع ) .
+ وسمعان الفريسى الذى أظهر محبة بدعوة المسيح لبيته ، وفى نفس الوقت شك فى تصرفاته نحو المرأة الخاطئة التى جاءته تائبة !!
+ ومثل حنانيا وسفيرة زوجته ( لا طالا المال ولا الكنيسة ولا نالا السماء ) .
+ ويقول البعض " ليتنى أجمع بين محبة الله ومحبة الدنيا ، لأسعد فى الدنيا والآخرة " وهو أمر مستحيل ، لأنه لا يمكن أن يجمع المرء بين النقيضين معاً . كما قال الفليسوف أرسطو .